أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل إبراهيم كاظم الحمداني - في محنة الفلسفة المعاصرة: -الدولة وحقوق الإنسان- من يحرس الحُرّاس؟














المزيد.....

في محنة الفلسفة المعاصرة: -الدولة وحقوق الإنسان- من يحرس الحُرّاس؟


خليل إبراهيم كاظم الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 8098 - 2024 / 9 / 12 - 10:22
المحور: حقوق الانسان
    


"الدولة وحقوق الإنسان في الفلسفة المعاصرة" للدكتور رياض الصلح ليس مجرد كتاب أكاديمي يُسبر أغوار مفاهيم كلاسيكية، بل هو رحلة محفوفة بالمخاطر في دروب الفكر الفلسفي المعاصر. يُلقي المؤلف القارئ في خضمّ جدل معقد حول الدولة والحقوق، حيث يختلط المقدس بالوضعي، والسلطة بالحرية، في رقصة أبدية من التأويلات. فالدولة، التي يُفترض بها أن تكون الحامي الأول لحقوق الإنسان، قد تصبح في بعض الأحيان السجان الأكبر ، ادناه انطباع اكثر مما هو مراجعة لاستفزاز ما يمكن استفزازه لقراءة هذا الكتاب
الفصل الأول: تطور مفهوم الدولة وحقوق الإنسان
ينطلق الكتاب من استكشاف تطور مفهوم الدولة من كيان يستمد شرعيته من الحق الإلهي إلى دولة حديثة تتأسس على مبادئ العقد الاجتماعي وحقوق الأفراد. هنا يبرز المؤلف تساؤلاً استفزازياً: هل كانت هذه التحولات لصالح الإنسان أم لم تكن سوى محاولة جديدة لفرض السلطة بأساليب أكثر تحضراً؟ في ظل هذا الطرح، يناقش الصلح بأسلوب شاعري فلسفات هوبز وروسو ولوك، مسلطًا الضوء على معضلة الدولة: كيف يمكنها أن توازن بين حرية الفرد وضرورات السيادة؟ وهل الدولة، تلك الآلة الضخمة، حقًا تدافع عن حقوق الإنسان أم تستهلكها؟
الفصل الثاني: بين الحق الطبيعي والمُكتسب
يواصل الكتاب استكشافاته مع فكرة الحق الطبيعي التي أسست للدولة الحديثة. يطرح المؤلف فكرة فلسفية عميقة: "الحق الطبيعي" قد يبدو، للوهلة الأولى، وكأنه بديهية، لكن هل هو حقًا كما يبدو؟ أم أنه وهم فلسفي متقن الصياغة؟ الانتقادات لهذه الفكرة تتوالى، ويُثير المؤلف الشكوك حول جدواها في ظل عالم يتغير بوتيرة لا ترحم. ربما الحق الطبيعي هو مجرد أسطورة نخاف الاعتراف بزيفها، لكن الصلح هنا يدعو القارئ للتفكير في عمق هذا المأزق.
الفصل الثالث: إشكاليات راهنة في عالم مضطرب
في هذا الفصل، يصل الكتاب إلى ذروته الفكرية، حيث يناقش المؤلف التحديات الراهنة التي تواجه حقوق الإنسان، مثل الملكية في عصر العولمة والديمقراطية وحقوق الأقليات. يتساءل هنا: هل الديمقراطية، التي طالما ارتبطت بالحرية، هي حقًا ضمانة لحماية حقوق الجميع؟ أم أنها مجرد أداة لتعزيز إرادة الأغلبية على حساب الأقليات؟ كما يثير استفزازًا فكريًا آخر حول التطور العلمي؛ هل يظل الإنسان سيد مصيره في عصر الذكاء الاصطناعي والهندسة الوراثية، أم أن الدولة الحديثة ستُعيد رسم ملامح حقوقه بما يخدم مصالحها؟
الفصل الرابع: النظام الدولي وحقوق الإنسان في عصر العولمة
يُبحر الصلح في مسألة شائكة أخرى: كيف يمكن للنظام الدولي أن يُحافظ على حقوق الإنسان في ظل انهيار الحدود التقليدية بين الدول؟ يتساءل، بإلحاح فلسفي، عما إذا كانت الدولة قادرة على الصمود أمام طوفان العولمة، أو هل أصبحت هذه الحقوق مجرد أوراق في مهب الريح؟ هنا يتعمق المؤلف في تحليل الآليات الدولية لحقوق الإنسان، ويطرح سؤالاً ذا بعد أخلاقي: هل أصبح القانون الدولي مفرغًا من محتواه في ظل تنازلات الدول المتكررة باسم المصلحة الوطنية؟
الخاتمة: رحلة بلا نهاية
الكتاب لا يقدم إجابات جاهزة ولا يسعى إلى طمأنة القارئ. بل هو دعوة صريحة للغوص في عمق هذا الموضوع الوعر والمليء بالتناقضات. ربما الدولة، كما يُشير المؤلف، ليست الحامي المثالي لحقوق الإنسان، وربما نحن بحاجة إلى إعادة النظر في الأسس التي نؤسس عليها هذا المفهوم. إن هذا الكتاب هو صرخة فكرية، يُلهم القارئ لاستكشاف المزيد من الأبعاد الغامضة لحقوق الإنسان في عالمنا المعاصر.



#خليل_إبراهيم_كاظم_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اصبحت حقوق الإنسان... رفاهية لم تعد الدول تتحملها؟ ماذا ل ...
- ثمار الظلم: كيف تؤثر انتهاكات حقوق الإنسان على مستقبلنا؟
- -نهج حقوق الإنسان: هل هو الإطار المثالي لتحقيق العدالة الاجت ...
- وعدٌ مُلزمٌ أم حبرٌ على ورق؟ دوافع انضمام الدول لمعاهدات حقو ...
- الصوت العربي في تشكيل إطار حقوق الإنسان مساهمات في صياغة الإ ...
- برئاسة عربية لمجلس حقوق الانسان .. قرارات استثنائية لقضايا ع ...
- فلسطين الأم الحالمة وبشارات وداع رمضان
- العنف ضد المرأة ... والعناية الواجبة
- الوثائق المتعلقة بحقوق الانسان .....محنة التوافق واختباء الم ...
- ملفات حقوق الانسان الساخنة.. لا تصلح في المناطق الدافئة مطال ...
- الحق في الحياة.. الحق في جودة الحياة محنة الكشف ودهشة الاكتش ...
- الانتهاكات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الانسان
- حقوق الانسان المتأصلة.. حقوق الانسان العالمية ضد فكرة المنحة ...
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ...
- نساء ساهمن في تشكيل عالمنا الحقوقي نون النسوة وصياغة المعايي ...
- الدورة العادية الخمسين لمجلس حقوق الانسان صراع أولويات الاهت ...
- حقوق النساء والفتيات في العراق والاليات الدولية لحماية حقوق ...
- الالتفاف على آليات الحماية الدولية لحقوق الإنسان .... آلية ا ...
- مؤشر التشريعات الجندرية ...وصفة جاهزة للرقابة والرصد
- الطفولة في البلدان العربية ... مؤشرات حقوق الطفل بين الاستبا ...


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في ا ...
- وفاة ألبيرتو فوجيموري الرئيس السابق لبيرو والمدان بانتهاكات ...
- الأمم المتحدة تكشف آخر تطورات أزمة مصرف ليبيا المركزي
- عضو كنيست يقتحم غرفة جريح فلسطيني ويتوعده بالإعدام + فيديو
- مجزرة في مدرسة الجاعوني: مقتل 6 موظفين من الأونروا في غارات ...
- إيطاليا.. اعتقال مواطن عربي بعد تهديده ميلوني ووزرائها بقطع ...
- الدفاع الأسترالية تعلن تجريد العسكريين المرتبطين بجرائم حرب ...
- هكذا يحاول نتنياهو منع إصدار مذكرات اعتقال دولية ضده
- غوتيريش: عدم المساءلة بشأن مقتل موظفي الأمم المتحدة في غزة أ ...
- الاستخبارات الروسية: واشنطن قد تستخدم مكتب حقوق الإنسان الأو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل إبراهيم كاظم الحمداني - في محنة الفلسفة المعاصرة: -الدولة وحقوق الإنسان- من يحرس الحُرّاس؟