أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - المُحتَجز رقم 62














المزيد.....

المُحتَجز رقم 62


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 12:43
المحور: سيرة ذاتية
    


ما حدث معي قبل بضعة أيام يشبه الأعاصير العنيفة المفاجئة التي تأتي دون سابق إنذار خارج حسابات المتنبئين بالطقس. حيث تشتد الرياح على حين غرة. وتتراكم الغيوم، وتهبط درجات الحرارة، وترتفع أمواج البحر فتضرب السواحل والمدن الشاطئية. .
لم يخطر ببالي أبدا ان اصبح في تلك الليلة من المطلوبين دوليا بسبب تشابه الأسماء، فما ان لامست أقدامي ارض المطار حتى كان مصيري الاحتجاز مؤقتاً بانتظار مراجعة البيانات وتدقيقها، فالاسم المطلوب في لائحة الإنتربول مطابقا لاسمي الثلاثي. وربما كنت أنا المطلوب. . لا ادري ؟. فكان لابد من المبيت في الحجز الاحترازي حتى نهار اليوم التالي. .
وهكذا وصلت غرفة التوقيف في ساعة متأخرة. ووجدت نفسي وسط تشكيلة غير متجانسة من الشباب العرب والأوغنديين والنيجيريين والهنود والباكستانيين والأتراك والصينيين. خليط عجيب من القوميات والسحنات والعادات، يتوزعون في غرف ضيقة. تحيط بها جدران سميكة عالية. حولها أسلاك شائكة. .
اللافت للنظر انهم استقبلوني بوجوه مبتسمة، ربما اندهشوا من شيخوختي وبياض شعري، وشعروا بعجزي وحاجتي إلى الرعاية. .
صاح معظمهم بكل اللغات التي اعرفها أهلا وسهلا - مرحبا بالعم - يو آر ويلكم - خوش كالدنيز افندم. ولغات إفريقية لا اعرفها، ثم اصطحبوني إلى غرفة واسعة، واحضروا لي بطانية نظيفة ومخدة، وطبق من المرق والرز والدجاج والخبز. قالوا: لا شك انك لم تأكل. ارجو ان تشاركنا طعامنا يا شيخ. كان احدهم من هواة القتال الأعزل UFC. عرفته من الوشم الذي يلتف حول رقبته، وعرفت فيما بعد انه عراقي من السليمانية لكنه لا يجيد العربية وكان مميزا باخلاقه العالية، بينما احضر لي العملاق السوداني كوبا من الشاي الدافيء. .
فعلى الرغم من انزعاجي وحيرتي تلك الليلة شعرت براحة نفسية كبيرة بعدما غمروني بإحترامهم ورعايتهم لي. سألني احدهم وكان من تركيا : (Kaç yaşındasın amca) وتعني: كم عمرك يا عماه ؟. فقلت له: (Yetmişten fazla). اكثر من سبعين، فبدا عليهم الحزن والألم. .
كان النيجيريون يتكلمون بلغة رعدية صاخبة مدوية وكأنهم في معركة حامية الوطيس. يتبادلون الأحاديث بأصوات مرتفعة مصحوبة بقهقهات وضحكات هستيرية. .
سألت بعض المحتجزين عن عدد السجناء، فقالوا 61 لكننا اصبحنا الآن 62، انت الرقم 62. فكنت أنا المُحتَجز 62 . .
كلمة اخيرة: مؤلم جداً ان تسير بجانب الحائط مبتعدا عن المشاكل، فيسقط عليك الحائط نفسه. . هذه الحياة ليست مألوفة ولن تكون. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واخيراً ظهرت علينا الرويبضة
- من كوارث السفن التجارية
- التستر على صفقات الذئاب
- البحري الأوحد في البرلمان العراقي
- من نافذة زنزانتي الطوعية
- ما علاقة الموصل بميناء الفاو ؟
- مبادرة أجهضها غلمان (باي ووتر)
- ديمقراطية النخب العراقية العليا
- مباريات في ملاعب ملغومة
- في أثر الناقلة سونيون So-union-
- عجائبنا وعجائب حكوماتنا
- متأرجحون بين الاستثمار والاستهتار
- تنظيمات رزوقي كوبرا
- الجرار والحمار والعشب الأزرق
- نظام حماية المفسدين
- زوابع آثارها فيلم (حياة الماعز)
- برلمان يشيب له الولدان
- هل البصرة محافظة عراقية ؟
- وزراء ومدراء بقبعات استثمارية
- مختبرات عربية في عرض البحر


المزيد.....




- دقيقة بدقيقة.. وثيقة تكشف كيف أمضى بوش يوم 11 سبتمبر في ظل ا ...
- -مستعد ليأكلك على الغداء-.. تداول رد هاريس على ترامب عندما ت ...
- السيسي: الاستثمارات الأجنبية -مؤمنة ومحمية- في مصر
- ما حكاية قابلات في الهند توقفن عن وأد البنات وبدأن في إنقاذه ...
- الكرملين: روسيا سترد على الضربات ضد أراضيها بالشكل المناسب
- في أول زيارة خارجية له.. بزشكيان من بغداد: التعاون الأمني مع ...
- شتاينماير والسيسي يبحثان حرب غزة وسد النهضة
- تايلور غرين: اتصلوا ببوتين
- مستوطنون يحرقون أشجار زيتون في قرية بورين بالضفة الغربية (في ...
- الدفاع الروسية: خسائر أوكرانيا تجاوزت 2000 قتيل خلال آخر يوم ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - المُحتَجز رقم 62