محنةُ المُعاقين في الدولِ المُعيقَةِ والمُعاقَة

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 8096 - 2024 / 9 / 10 - 22:08
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

تمنحُ "الدولةُ- العراقيّةُ- النفطيّةُ- الباسلةُ" للمواطن العراقي "المُعاق" راتباً شهريّاً قدره 125 ألف دينار فقط لا غير.. أي ما يُعادِل 84 دولار شهريّاً.
فإذا كان "المُعاق" يحتاج إلى "مُعين" مُتفرِّغ، فإنّ هذا "المُعين" سيستلِم راتباً شهرياً قدرهُ 170 ألف دينار من "هيئة ذوي الإعاقة".. أي ما يُعادِل 113 دولار شهريّاً فقط لا غير.
وبهذا فإن "المُعاق" الذي يحتاج إلى "مُعين" مُتفَرّغ سيستلم مبلغاً شهريّا اجماليّاً من جهتين مختلفتين قدره 295 ألف دينار.. أي ما يُعادل 200 دولار شهريّاً فقط لا غير.
وهذا يعني أنّ "الدولة- العراقية -الغنية - الكريمة-الباسلة" تمنح "المُعاق" (الذي لا يحتاج إلى مُعين متفرّغ) راتبه الشهري البالغ 125 ألف دينار من دائرة الحماية الاجتماعية في وزارة العمل أسوةً بالشخص العاطل عن العمل.
ولكنّ "المُعاق" لا يجب أن يُعامَل معاملة العاطل عن العمل.
العاطل عن العمل قد يكون مُعافى (وقد يكونُ عامِلاً في قطاع العمل غير الرسمي، ودائرة الرعاية لا تدري بذلك، أو تتجاهل ذلك، أو تتغاضى عنه لأكثر من سببٍ.. وسبب).
والعاطل عن العمل ليس لديه "احتياجات خاصّة" تتطلّبُ إنفاقاً إضافيّاً، بينما للمُعاق احتياجات كثيرة، إن لم تتمّ تغطية الانفاق عليها باستمرار (وبالحدّ الأدنى) فإنَ "الدولةَ" ستُسهِمُ بذلكَ في كسر ظهرِ عائلته و "إهانتها"، وتمريغ الكرامة الشخصيّة للمُعاقِ بالوحل والسَخام .
كيفَ يعيشُ "المُعاقُ" بكرامةٍ، و يتمكّن من تغطية احتياجاتهِ الأساسيّة (وليس جميع احتياجاته) بمبلغِ كهذا؟
ولماذا يتقاضى الكثير من الموظفين (وغيرهم.. وغيرهم) في "دولتنا- العراقيّة- الباسلة" رواتب تفوقُ رواتب المُعاقين بأضعافِ مُضاعفة، دون أداءهم لأيّ عملٍ، وبإنتاجيّةٍ "صِفرية"، وتعتبِرُ "الدولة" ذلك "إنجازا" سياسيّاً واجتماعيّاً لها، و"مَكْرَمةً" من مكارمها السخيّةِ الباذخة.
لماذا.. لماذا.. لماذا ؟؟؟؟

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات