أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - عملية معبر الكرامة تعبير عن نبض الشعب الأردني في دعم المقاومة ورفض التطبيع مع العدو الصهيوني















المزيد.....

عملية معبر الكرامة تعبير عن نبض الشعب الأردني في دعم المقاومة ورفض التطبيع مع العدو الصهيوني


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 8096 - 2024 / 9 / 10 - 20:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


عملية معبر الكرامة تعبير عن نبض الشعب الأردني في دعم المقاومة ورفض التطبيع مع العدو الصهيوني
بقلم: عليان عليان
لا يزال الشارع الأردني بمدنه وقراه ومخيماته يعبر عن فرحته بالعملية النوعية التي نفذها البطل ماهر ذياب الجازي – ابن قبيلة الحويطات- في جنوب البلاد ، في معبر الكرامة " اللنبي سابقا- والتي أسفرت عن مصرع ثلاثة من مرتب الشرطة الإسرائيلية ، التي تتولى حراسة المعبر ، وباتت هذه العملية حديث أبناء كل الشعب الأردني ، من مختلف الأصول والمنابت الذين عبروا عن سعادتهم بنزولهم إلى الشوارع ، في تظاهرات عفوية تهتف للشهيد والمقاومة ولغزة العزة ، وللوحدة بين الشعبين الأردني والفلسطيني ،في حين تولى أصحاب محلات الحلوى بتوزيع الحلويات على المواطنين وسط زغاريد النساء وتكبيرات الرجال.
واتخذت هذه الاحتفالية شكلاً مميزاً في بلدة الحسينية – مسقط رأس الشهيد- في محافظة معان الأردنية من خلال نصب سرادق يتسع لآلاف المواطنين، الذين هرعوا ولا زالوا يهرعون من كافة أرجاء البلاد للتهنئة بالشهيد والشهداء على طريق القدس وغزة ، معبرين عن مشاعرهم بدعم المقاومة ، ووجوب الانخراط في معركة الشرف ضد العدو الصهيوني.
لقد انطوت العملية البطولية على أبعاد كبيرة أهمها :
أولاً : أنها تعبير عن احتقان الشارع الأردني والعربي ، حيال حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بدعم من الإمبريالية الأمريكية ومعظم الدول الغربية في قطاع غزة وحيال الاعتداءات المتواصلة على الضفة الفلسطينية والمسجد الأقصى.
ثانياً : عبرت العملية البطولية عن نبض الشارع العربي الأردني في دعم نهج المقاومة ورفض نهج التطبيع والمعاهدات مع العدو الصهيوني ، وشكلت ترجمة لهتافات المواطنين بأن المقاومة وحدها هي الكفيلة بتحرير فلسطين ، الذين لم يتوقفوا في اعتصاماتهم ومظاهراتهم المتصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 عن المطالبة بإلغاء معاهدة وادي عربة وطرد السفير الصهيوني من العاصمة عمان .
ثالثاً: وهذه العملية النوعية برمزيتها ، هي بمثابة نداء موقع بالدم ، بأن يكون الأردن ساحة التحام مع الضفة وقطاع غزة في مواجهة العدوان الصهيو أميركي ، لا سيما وأن الشعب الأردني -الشقيق التوأم للشعب الفلسطيني في إطار الأمة العربية- شكل على امتداد مسيرة الصراع مع العدو الصهيوني ، عمقاً استراتيجياً للمقاومة الفلسطينية وجزءاً لا يتجزأ منها وفي الذاكرة التي لا تمحي شهداء الجيش العربي الأردني في القدس وباب الواد واللطرون وجنين وفي معركة الكرامة الخالدة ، التي امتزج فيها دم أبناء الشعب الواحد المقيم على ضفتي النهر.
رابعاً : هذه العملية ستشكل حافزاً لأبناء الشعب الأردني ، للبناء عليها في عمليات نوعية أخرى ، وفتح جبهة جديدة ، تشكل إضافة نوعية لجبهات محور المقاومة ، لإجبار حكومة العدو على القبول بصفقة تبادل تضمن تلبية شروط المقاومة في قطاع غزة ، وعلى رأسها وقف العدوان ، وانسحاب قوات الاحتلال من عموم قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع وتحرير نسبة كبيرة من أسرى الحرية الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الأسرى الصهاينة لدى فصائل المقاومة.
ما يجب الإشارة إليه أن أبناء الشعب الأردني ، لم يتوقفوا عن محاولات عبور النهر للاشتباك مع العدو في معركة الواجب المقدس ضد العدو الصهيوني ،الذي يهدد الأردن مثلما يهدد فلسطين ، وسبق أن حاول شبان أردنيون عبور النهر من البساتين المجاورة للمعبر وجرى إلقاء القبض عليهم ، في حين اعترف العدو بأن الشهور الماضية شهدت محاولات تسلل من الجانب الأردني نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة ، من ضمنها تمكن مواطن أردني في نيسان الماضي من اجتياز السياج الحدودي وإطلاق النار على جنود العدو.
لقد عبر أبناء شعبنا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وفي مناطق 1948 عن فرحتهم بالعملية ، وقاموا بتوزيع الحلوى احتفاءً بها ، في حين أصدرت فصائل المقاومة( الشعبية وحماس والجهاد والديمقراطية ولجان المقاومة وكتائب شهداء الأقصى وغيرها ، بيانات تبارك فيها العملية الفدائية البطولية ، التي كرست في مسار وعي شباب الأمة، محورية الحرب مع العدو الإسرائيلي، وضرورة التضامن لإشعال الحدود المحتلة من كل جوانبها ، مشيرةً إلى أن هذه العملية البطولية هي ردّ طبيعي على المحرقة التي ينفذها العدو الصهيوني النازي بحق أبناء شعبنا، في غزة والضفة الغربية المحتلة، ومخططاته في التهجير وتهويد المسجد الأقصى وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيو أميركي.
لقد أفقدت العملية البطولية العدو الصهيوني صوابه ، ووصف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو العملية في تصريح له "هذا يوم صعب ونحن محاطون بأيديولوجية قاتلة يقودها محور الشر الإيراني" في حين عزف وزير الحرب الصهيوني" يو آف غالانت" على ذات الوتر بقوله : " سنزيد إجراءاتنا في الضفة في مواجهة محاولات إيران نشر الإرهاب نحو حدودنا” ما أثار سخرية المراقبين العسكريين، إذ إن فزاعة إيران بشأن تهريب ذخائر وأسلحة عبر الحدود الأردنية – الفلسطينية، لم تنطل حنى على جمهور المستوطنين في الكيان الصهيوني وسبق لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن كذب مثل هذه الادعاءات.
اللافت للنظر أن الحكومة الأردنية رغم التزامها بمعاهدة وادي عربة ، لم تدن العملية في بيانها ، بل تحدثت عنها في إطار وصفي " بأنها عملية فردية ، وأنها ضد استهداف المدنيين" علما أن العملية لم تستهدف المدنيين( المستوطنين) الإسرائيليين.
وعدم إدانة العملية من الجانب الرسمي الأردني، يعود إلى الاحتقان الناجم عن عدم التزام العدو الصهيوني ببنود معاهدة وادي عربة ، واتخاذه إجراءات تمس الأمن الأردني على نحو :
1-إجراءات حكومة العدو في المسجد الأقصى ، إذا لا يكاد يمر يوماً دون اقتحام غلاة المستوطنين باحات المسجد وأداء الصلوات التلمودية فيه ، ووصلت الأمور إلى حد إعلان وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف "إيتمار بن غفير" ، عن نيته بناء كَنيس في المسجد الأقصى، وإلى حد موافقة حكومة العدو على مقترح وزير التراث "عميحاي إلياهو" لتمويل اقتحامات المستوطنين للمسجد، ما يضرب بند الولاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس ،المنصوص عليه في معاهدة وادي عربة,
2- التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الإسرائيلية "يسرائيل كاتس" ووزير الزراعة الصهيوني "آفي ديختر" بشأن تهجير اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة إلى الأردن والتصريحات الصادرة عن وزير المالية الصهيوني بتهجير ( 850) ألف فلسطيني من الضفة الغربية ، من الذين يحملون الجنسية الأردنية والرقم الوطني الأردني، وبداية شروع حكومة الائتلاف اليمينية الصهيونية، في تنفيذ إجراءات تدريجية لضم الضفة الغربية وتهجير أبنائها ، تنفيذا لخطة الحسم الصهيونية التي سبق وأن أقرها مؤتمر الصهيونية الدينية بزعامة " سيموريتش" عام 2017 ، وأعلنت حكومة العدو الالتزام بها عام 2022.
3- إجراءات حكومة العدو الاستيطانية في الضفة الغربية ، حيث بلغ عدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة (362) بواقع ( 176) مستوطنة و (186) بؤرة استيطانية ، وما يقلق الحكومة الأردنية خطة حكومة الائتلاف اليمينية بضم منطقة الغور لعزل الأردن عن الضفة الغربية ، ما يهدد الأمن الوطني الأردني ، حيث بلغ عدد المستوطنات في منطقة الغور (37) مستوطنة أقيمت على (12) ألف دونم ، كما أن غول الاستيطان لم يتوقف في الغور إذ قامت حكومة العدو بأكبر عملية مصادرة للأراضي منذ عام 1967 ، عبر مصادرتها (8) آلاف دونم من أراضي الغور في 22 مارس ( آذار) الماضي.
ما تقدم يؤكد أن العدو الصهيوني حقق من معاهدة وادي عربة ما يريد منها على الصعد الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية ، ولم يلتزم بما هو مطلوب منه ، ما يعزز مطالب الشعب الأردني بضرورة إلغائها ، خاصةً وأنه يعتبرها باطلة وطنياً وقانونياً ، ومن ثم فإنه بات يرى في الفعل المقاوم الذي قام به البطل ماهر الجازي ، أنموذجاً يحتذى به في مواجهة الأطماع الصهيونية في الأردن ، وفي دعم مقاومة الشعب الفلسطيني لإفشال مخططات تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن .
وما جاء في بيان قبيلة الحويطات وعشيرة الجازي ، يعبر عن نبض الشعب الأردني والذي جاء فيه "أن دم ابننا الشهيد ليس أغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة ، وأنه لن يكون آخر الشهداء"..." وأن ما قام به ابننا هو رد فعل طبيعي لإنسان غيور على دينه ووطنه وعروبته تجاه الجرائم المتواصلة، والتي يقوم بها المحتل الغاصب ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وخصوصاً ما يجري في غزة من قتل وتشريد وإبادة"

انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة الفلسطينية في الضفة تتفوق على نفسها وتفشل استهدافات ...
- الإدارة المدنية الصهيونية تعود لحكم الضفة بعد تكثيف عمليات ا ...
- الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في ورطة استراتيجية بعد اغ ...
- العدو الصهيوني أخطأ الحساب بقصفه ميناء الحديدة واليمن بات طر ...
- في الذكرى أل (52 ) لاستشهاده: غسان كنفاني كان مثقفاً عضوياً ...
- مراجعة تاريخية للدور الأمريكي المركزي في حرب حزيران 1967
- مشروع صفقة التبادل الصهيو – أميركي : كمين فاشل نصبه بايدن لل ...
- المقاومة تدشن محطة الطوفان الثالثة غداة دخول قوات الاحتلال م ...
- في الذكرى أل (76) للنكبة : طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير فلسط ...
- مأزق قوات الاحتلال في -رفح- ونتنياهو يفقد ورقته الأخيرة
- المفاوض الفلسطيني يفرض شروط المقاومة على صفقة الوسيطين المصر ...
- ثورة الطلاب في الجامعات الأمريكية تنسف السردية الصهيونية وتج ...
- معركة طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين م ...
- في خطوة تكتيكية بأبعاد استراتيجية : إيران تقصف عمق الكيان ال ...
- في الذكرى أل (48 ) ليوم الأرض : معركة طوفان الاقصى امتداد جد ...
- استهدافات الإدارة الأمريكية من إقامة ميناء عائم على شاطئ غزة
- المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة : في مواجهة استراتيجية الإبا ...
- عملية حاجز الزعيم البطولية شرق القدس محطة نوعية لانتفاضة جما ...
- قراءة في قرار محكمة العدل الدولية بشأن النظر في جرائم الإباد ...
- قيادة حركة أنصار الله في اليمن ومعادلة وقف الحصار والعدوان ا ...


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن أحدث حصيلة للقتلى منذ 7 أكتوبر 20 ...
- لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟
- مجلس أوروبا يدعو تركيا للإفراج عن إمام أوغلو وزيدان
- تقارير: إقالة قيادين في مركز دراسات الشرق الأوسط بهارفارد
- هيئة البث الإسرائيلية: -حماس- تبحث الإفراج عن رهائن مقابل وق ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين في دونيتسك وزابوروجيه خ ...
- الخارجية البريطانية تطلب من مواطنيها مغادرة سوريا بأي وسيلة ...
- مشاهد خاصة لـRT تظهر آثار القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنو ...
- ما خيارات نتنياهو أمام دعوات العصيان داخل الجيش؟ محللان يجيب ...
- صور وفيديوهات تهاني عيد الفطر 2025 بالذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - عملية معبر الكرامة تعبير عن نبض الشعب الأردني في دعم المقاومة ورفض التطبيع مع العدو الصهيوني