عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8096 - 2024 / 9 / 10 - 14:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(1)
نجلاء عماد
مواليد 2004.
في عام 2008، وبعُمر أربع سنوات، فقدت قدميها وذراعها اليمنى في حادث انفجار قنبلة.
بذراعها اليسرى فقط، وبثلاثة أطراف صناعيّة، حصلت على المركز الثالث في بطولة برشلونة الدولية عام 2020، وشاركت في الألعاب البارالمبية بطوكيو التي جرت في صيف عام 2021، وتوّجَت بلقب بطولة العالم لتنس الطاولة عام 2024 بعد تغلبها على نظيرتها الاوكرانية مارينا ليتوشينكو.
لا أعرفُ التكاليف الاجمالية لإعدادها ورعايتها وتدريبها طيلة هذه المدّة، ولا الجهة التي قامت بتغطيةِ هذه التكاليف.
سنحتفي بها بكثافة.. وننساها سريعاً.
أنا شخصيّاً لم أسمع باسمها إلاّ مساء هذا اليوم.
أنا، ومنذ سنين عديدة، لم أعرف سوى أسماء أشخاصٍ فاسدين، لم يُحقِّقوا لنا شيئاً (لأنّ الفاسدينَ في بلدان أخرى حقّقوا انجازات كبيرة، لم يقم بتحقيقها حتّى غير الفاسدين).
فاسدون بلا أيّ "تَعَب".. بلا أيّ "إنجاز".. غير التنافس على تضخيم حجم سرقاتهم الهائلة، وترسيخِ "بُنية" فسادهم العميق.
فاسدون لم يتمكنوا (لا هُم ولا نظرائهم ولا شركاءهم) من الحصول على ميدالية "حديديّة" واحدة لهذا البلدِ الذي يُريدُ أن يفرَحَ بأيّ شيء.
فاسدونَ لم يُلحِقوا بالعراق سوى العار.. مع أنّهم كلّفوا العراق ترليونات الدنانير، ومليارات الدولارات، والكثير من الخيبات الشاسعات.
(2)
نجلاء عماد.. ليست "مُعاقَة".. وليست "خَطِيّة" (كما يُعلَّقُ على صورتها البعض).
من يعتقِدُ ذلك.. هو "المُعَوَّقُ" وهو "المُعاقُ"، وهو "الخَطِيّة".. وليسَ نجلاء.
نحنُ مُعاقون بعجَزِنا عن فِعلِ شيءٍ ذو قيمةٍ للعراق، مهما كان بسيطاً، وفي أيّ مجال.
"الدولةُ" هي المُعاقَة.
الدولةُ التي وقفت نجلاء، وهي تبتسِم، وبذراعٍ واحدة، مُطالِبةً إيّاها بأن تكونَ فخورةً بنشيدها الوطنيّ (المُختَلَفُ حوله)، وعَلَمَها الوطنيّ (المُختَلَفُ عليه).
نجلاء عماد، مثل كثيرين، تؤمِنُ بأنَّ في العراقِ دولة.. بينما "الدولةُ" ذاتها لا تؤمنُ بذلك.
نجلاء عماد، مثل كثير من العراقيّين، تؤمِنُ بهذه "الدولة".. ولكنّ هذه "الدولة" لا تؤمِن بنفسها.
والشواهِدُ على ذلكَ كثيرةٌ.. وأكبرُ من أن تُحصى وتُعَدّ.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟