سليمان الخنوشي
الحوار المتمدن-العدد: 8096 - 2024 / 9 / 10 - 02:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إن الاهتمام بالتنمية يعد من الأمور الاجتماعية القديمة، والتي حرصت أغلب دول العالم على متابعتها، والتأكد من تطبيقها بشكل صحيح، من أجل متابعة طبيعة حياة الأفراد، والوقوف عند السلبيات، أو المشكلات المجتمعية، والعمل على اقتراح حلول لها، تساهم في التقليل من تأثيرها على المجتمع، أو علاجها بشكل كلي
وفي العديد من البلدان، فإن عمليات التنمية المجتمعية والمحلية هي الآلية الوحيدة المتاحة للوصول إلى الفئات الضعيفة والتي تعيش في مناطق نائية في الوقت المناسب وعلى نحو موثوق به وسريع الاستجابة.
اذن التنمية هي عملية ديناميكية تتكون من سلسلة من التغيرات الهيكلية والوظيفية في المجتمع وتحدث نتيجة للتدخل في توجيه حجم ونوعية الموارد المتاحة للمجتمع، وذلك لرفع مستوى رفاهية الغالبية من أفراد المجتمع عن طريق زيادة فاعلية أفراده في استثمار طاقات المجتمع الى الحد الاقصى
يعتبر موضوع التنمية من أهم المواضيع في الوقت الراهن فقد فرضت قضية التنمية نفسها على الفكر العالمي، اعتبارا من النصف الثاني من القرن العشرين نتيجة لما أصاب العالم عقب الحرب العالمية الثانية من تغيرات عميقة كان أهمها تزايد حركات الاستقلال الوطني من ناحية وتزايد حركات المد الاشتراكي من ناحية أخرى ونتيجة لهذه التغيرات بدأت قضايا التخطيط الوطني والتنمية الإقتصادية والاجتماعية في بعديها الوطني والمحلي، تطرح على مستوى واسع الأمر الذي دفع بالكثير من الهيئات العالمية كحكومات الدول وعلماء الاجتماع والخدمة الاجتماعية وعلماء الاقتصاد والإنتربولوجيا إلى محاولة تطوير بعض الأطر التصورية أو التعريفات الجديدة لظاهرة التنمية
من خلال الذي عرفته التنمية فقد ظهرت في عدة مفاهيم في التنمية حيث احتل موضوع التنمية المحلية مركزا مهما بين مواضيع التنمية في الفكر الاقتصادي والدراسات الاجتماعية والسياسات الحكومية وبرامج المنظمات الدولية والاقتصادية و الحركات الاجتماعية ذالك أنها عملية يمكن من خلالها الانتقال بالمجتمع من حالة التخلف والركود إلى وضع التقدم والقوى والسير في طريق النمو والانتقال إلى ماهو أفضل.
الدولة الوطنية والتنمية:
لقد ظهر هذا المصطلح بعد الحرب العالمية الثانية، بالنسبة للدول المستقلة حديثا واعمدت في فلسفتها الى تحسين أوضاع مواطنيها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية واخد في التداول من قبل الاقتصاديين والاجتماعيين والسياسيين، ثم انتشر الى الميادين العلمية والفكرية وحاول بعض الخبراء وصع تعاريف لمفهوم التنمية منها:
تعريف الأمم المتحدة:
هي مجموعة من الوسائل المقصودة التي تستخدم في توحيد جهود الأهالي مع السلطات المركزية لهدف تحسين مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المجتمعات المحلية، وإخراج هذه الأخيرة من الهامشية لتشارك إيجابيا في الحياة القومية(1).
لقد أعلنت الدولة مبكرا استعدادها لتحمل أعباء التنمية ومواجهة تحدّياتها في إطار مقولات وشعارات تظهر الدولة على أنها دولة الاستقلال والسيادة من ناحية وهي أيضا دولة الرعاية الاجتماعية وتحقيق المطالب المتنوعة للفئات الاجتماعية العريضة من ناحية أخرى.
كان تفطن الدولة لعجزها عن الاضطلاع بمفردها بمسؤولية التنمية وتملصها من الوفاء بجملة وعودها المتراكمة منذ الاستقلال والتصريح بذلك في عشرية الثمانينات من القرن العشرين وفي أماكن كثيرة من العالم بمثابة إعلان نهاية الدولة الوطنية.
نهاية الدولة الاجتماعية وظهور التنمية المحلية:
مهدت نهاية الدولة الاجتماعية لظهور فاعل تنموي جديد يقطع مع التجارب السابقة، وهو الفاعل اللامركزي
الذي يقوم بمجموعة من العمليات والنشاطات الوظيفية والتي تهدف إلى النصوص في كافة المجالات المكونة للمجتمع المحلي ويعرف أيضا بأنه ، دعم سلوك الأفراد ، ومهاراتهم حتى يتمكنوا من تطوير أنفسهم ، مما ينعكس إيجابا علي مجتمعهم ويؤدي إلى نموه في العديد من القطاعات المحلية والمؤسسية التعليمية وغيرها
احتل مفهوم التنمية المحلية مكانة هامة في الخطابات السياسية و الاقتصادية خلال العقدين الأخيرين من الألفية السابقة، الذي حظي بالكثير من الاهتمام من طرف الباحثين في السنوات الأخيرة نتيجة عدة عوامل ومنها تطور مفهوم تنمية المجتمع المحلي ومفهوم التنمية الإقليمية ، التحولات الدولية وتأثيرات العولمة، تغير نظرة الحكومات إلى التنمية الفوقية بالإضافة إلى التغيرات العالمية والدور الجديد للدولة بوصفه طريقة بديلة للتنمية بالتخطيط المركزي، وهو مركب من قسمين: قسم متعلق بالمجتمع المحلي كتركيبة اجتماعية من المجتمع الكلي وما يحمله من سياقات مختلفة، و الآخر متعلق بالتنمية كفعل متوازن يعبر عن مجموعة الأنشطة التنموية، وآلياتها الموجهة لفائدة المجتمع المحلي.
التنمية المحلية عملية متعددة الابعاد، اذ تتضمن اجراء تغيرات في الانساق الاجتماعية والسلوكية والثقافية والنظم السياسية والإدارية والانطلاق من مستوى التخلف الى نظام اجتماعي يحمل عوامل دينامية يحقق للفرد والجماعة حياة افضل ماديا وانسانيا (2).
1- عادل هواري واخرون. قضايا التغير والتنمية الاجتماعية. مصر: دار المعرفة الجامعية. 1998. ص 130
2- علي إبراهيم: اقتصاديات التنمية. الإسكندرية. 1991 ص 109
#سليمان_الخنوشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟