سامر عنكاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 10:37
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لا امتهن الكتابة، ولم اعمل في الصحافة، ولكنني اكتب بين الحين والاخر حينما ارى ضرورة لذلك,
وقد استفزني واستوقفني مقال لاخي وصديقي الكاتب المبدع، والاعلامي، والفنان التشكيلي، والمصور الرائع صائب خليل والموسوم بمراجعة للتهم الموجهة لجيش المهدي, محاولة مني في تصويب بعض الافكار من خلال قراءتي للواقع العراقي والتي اعتقدها قريبة من الموضوعية.
بدءا اقول ان الكاتب او المفكر عندما يكون تحت ضغط قومي، او ديني، او طائفي، او ايديلوجي او عندما يكون تحت تاثير أي فكرة سابقة اصبحت عقيدة مع الايام كالاحتلال مثلا, فانه يصبح موجها باتجاه واحد, ونظرتة للاحداث من زاوية واحدة ويصبح اسير تلك العقيدة، العقدة التي تجعل التحليل السياسي يجانب الواقعية, والمصداقية لأنه سيكون مسجونا وراء قضبان تلك الضغوط , وسيكون عبدا لعقيدة محددة ويفقد القدرة على الخلق والابداع وطرح الافكار والنظر في الواقع وقراءته قراءة قريبة من الصواب او على مسافة معقولة من الموضوعية والانصاف والحق والعدل.
قبل ايام كنت في البيت العراقي احدى غرف البالتوك الوطنية ذات التوجهات الثقافية التقدمية وتناولت الوضع في العراق والارهاب ومن يقوم به, وقلت اذا عجزنا عن تشخيص من المسؤول عن الانفلات الامني علينا الرجوع الى نظرية من هو المستفيد.
وتناولت اطراف المعادلة العراقية داخل العراق وهي
اولا الامريكان باعتبارهم المسوؤل الاول عن الحالة الامنية ونجاح مشروعهم المستقبلي, وانا اعتقد بان الامريكان ليسوا بهذا الغباء الذي يريدون به توصيل فكرة للعراقيين بان صدام افضل منهم وانهم بالتاكيد لا يريدون فشل مشروعهم والخروج بهزيمة منكرة من العراق ونجاح وتغلغل ايران في المنطقة, لذلك استبعدت الامريكان كما يامرني المنطق والعقل والحياد والموضوعية من محاولة صنع الارهاب في العراق,
ثانيا هناك الاحزاب المشتركة بالعملية السياسية وهم من المناضلين ضد البعث ومقاتلين ضد صدام من القوى القومية الكردية والاحزاب الشيعية ما عدى تيار مقتدى الصدر وجيش المهدي الذي تشكل بعد سقوط النظام وانفراط عقد البعث ولضرورات موضوعية, وهناك أيضا الاحزاب السنية واليسارين واللبراليين والديمقراطيين وهذه القوى في تشكيلات الحكومة ومساهمة بالسلطة بشكل او باخر وليس من المعقول ان تعمل هذه القوى بالضد من العملية السياسية في العراق وتعمل على فشل الحكومة وسقوطها لأنهم فيها, ولا اعتقد هذه القوى تريد ان تثبت في اذهان العراقيين بان صدام افضل منهم وعهده اكثر امانا.
اذ لم يبق امامنا الا البعث الذي يريد استرجاع السلطة, والقوى الظلامية الوافدة من الخارج كالقاعدة والاسلام السياسي الظلامي المتحالفة معه والتي تريد من العراق ان يبقى في دائرة الدول العربية والاسلامية, هي صاحبة المصلحة في قتل الجيش والشرطة والابرياء من العراقيين لعدم قدرتهم على الوصول الى الامريكان او الحكومة, وخاصتا قتل الابرياء لشل العراق عن طريق تعطيل الدوائر والمدارس وتعطيل الحركة وبالتالي انهيار العملية السياسية وفشل المشروع الامريكي وخروجهم على امل رجوع الفاشية الى السلطة بعد حروب طاحنة وحمام دم له بداية ليس له نهاية ,
فالكل في العراق متخندق ومسلح ويمتلك امن واستخبارات ومال وسلاح ومناطق نفوذ.
وانا اتكلم فوجئت بكلمة تكتب على التيكست او لوحة الكتابة هي ( ايران )
فارتبكت ولم احر جوابا وتفكرت في الامر طويلا وتوصلت الى نتيجة ان ايران طرف قوي في المعادلة العراقية,
واعتقد لفهم الحالة العراقية علينا ان نتوقف طويلا مع ايران والتي هي طرف مثل البعث والقاعدة والحكومة والامريكان,
كما واعتقد ايضا ان الدول الاقليمية كلها بكفة وايران لوحدها بكفة لاسباب اهمها:-
1- إيران تمتلك برنامج نووي بينما كل دول الجوار ليس لها.
2- إيران حجر عثرة امام مصالح اقتصادية عالمية كالعولمة.
3- إيران عائق أمام تنفيذ برامج حضارية كالديمقراطية والحريات وحقوق الانسان والمعاصرة.
4- ايران لها مصالح اقتصادية وتعمل على تصدير الثورة وايجاد ركائز لها في العراق والخليج العربي الغني بالنفط ولبنان وفلسطين
5- ايران لها مصلحة في تقسيم العراق مما يتيح لها امتداد على جزء من العراق لاستحالة ذلك بعراق واحد, فهي تعمل على فتنة وحرب اهلية طائفية تطمينا للاهداف التوسعية القومية تحت ذريعة مذهبية.
6- والاهم من كل ذلك ان ايران من اشرس المجاهدين لابعاد الامريكان عن المنطقة ومن اشد المطالبين بخروج الامريكان من العراق الساعة قبل التالية واليوم قبل الغد ,
وتلتقي في هذا المطلب مع مقتدى الصدر وتياره ومع البعث والاسلام السياسي الظلامي والقاعدة وهيئة علماء المسلمين.
ولا اعتقد ان ابعاد الامريكان ممكن ان يحدث بضرة حظ أو الصلاة أو بطيور أبابيل من السماء او بوضع الأيادي على الخدود والانتظار,
لذلك اعتقد بان ايران تعمل وبجد ومثابرة من اجل خروج الامريكان من العراق وابعاد الخطر عنها, وهي كدولة قومية لا تحسب حساب لدماء الشعب العراقي بل قرات عن مسؤول ايراني يقول على الشعب العراقي ان يخرج الاحتلال ولو فقد خمسة عشر مليونا من العراقيين,
فهي تعمل على طول الخط ضد التواجد الامريكي بالعراق, وهي تدعم وتساند بالاعلام والمال والسلاح مقتدى الصدر المتطرف الشيعي والقاعدة وهيئة علماء المسلمين المتطرفين السنة والبعث القومي العربي وسوريا العلوية وحزب الله الشيعي وحماس السنية فهي تتحالف مع كل شياطين الارض ما داموا ضد التواجد الامريكي في العراق وانطلاقا من مبدا مكيافلي الشهير الغاية تبرر الوسيلة.
لذلك لا يمكن الركون او الاطمئنان الى ايران فهي لم تساعد الحكومة العراقية والعملية السياسية آبدا بل وقفت ضدها دائما,
ولو سلمنا جدلا بان الاحزاب الشيعية موالية لايران وهذا كلام غير دقيق ولكن لاسهل على نفسي الوصول الى استنتاج مفيد, فهذه الاحزاب وان كانت موالية لايران وهي ليست كذلك فانها على خلاف معها لكونها على راس السلطة وايران تعمل على فشل العملية السياسية وانهيارالحكومة, ثم ان من في السلطة يطلب من الامريكان التريث في قرار الخروج من العراق بينما ايران تطالب بخروج الامريكان فورا وفي الان والتو واللحظة,
وتدرك أيضا الأحزاب الشيعية والتي في العملية السياسية أن خروج الأمريكان قبل الاستعدادات الأمنية ورجوع البعث والمتحالفين معه وبالقوة يعني التصفيات الجسدية والموت, وكلنا يعرف قساوة البعث وخبرته الطويلة بالتصفيات الجسدية والتي قد تصل إلى حد تصفية النساء والأطفال, كأمثلة وليس للحصر تصفية الحزب الشيوعي العراقي مرتين في 1963 وفي أواخر 1978 وحزب الدعوة وقمع الانتفاضة العراقية وبوحشية ندر مثيلها.
وقد يتساءل البعض إن هناك من هو في الحكومة ويعمل على إسقاطها وهذا صحيح ولكنهم يعملون على بديل من خلال العملية السياسية بينما إيران تعمل على إسقاط العملية السياسية برمتها.
إذا مصلحة الحكومة العراقية وايران متناقظة وتتقاطع في احسن الاحوال,
بينما مصلحة ايران وجيش المهدي تلتقي تماما فهو كان دائما ضد العملية السياسية وضد الاحزاب الشيعية وعلى خلاف دموي في بعض الأحيان معها, ودخوله في العملية السياسية لا يعني ابدا ايمانه بها وكان ولا يزال كما ايران يطالب بالخروج الفوري للقوات الامريكية من العراق فهو يلتقي مع حكومة طهران بوحدة الهدف ووحدة المذهب ووحدة الآلية التي هي الإرهاب,
فالدولة القومية الإيرانية هي العدو الاول الذي لا يلين ولا يستكين الا بفشل العملية السياسية وسقوط الحكومة وخروج الامريكان وابتعادهم عن المنطقة , وتنفذ ايران سياساتها في العراق بيدها الضاربة والمتمثلة بجيش المهدي أولا.
اعتقد ألان وحسب وجهة نظري وتقديري للواقع قد ساهمت في موضوعة من هو الذي يدير دولاب الدم والإرهاب بالعراق ومن يقتل الابرياء والنساء والاطفال.
#سامر_عنكاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟