أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - العلاقة الجنسية بين المساكنة والزواج الشرعي














المزيد.....


العلاقة الجنسية بين المساكنة والزواج الشرعي


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 8094 - 2024 / 9 / 8 - 02:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالنسبة لموضوع المساكنة سبق وتحدثت فيه بإحدى محاضراتي المصورة على يوتيوب، لكن لم أكتب فيه مقالا، لأسباب منها

1- أنني غير مشغول بهذا الموضوع ولا بالمعارك حوله
2- أعتبر المساكنة نوع من التطور في العلاقات الإنسانية، وفي الحب والشراكة خارج النظام التقليدي الموروث منذ مئات السنين..
3- أن الخلاف حوله لن يتعدى فكرة الصراع بين القديم والجديد

يعني سواء قبلنا أو رفضنا المساكنة وقلنا أنها زنا، هي نوع من العلاقات المتطورة تمارس على نطاق شائع في المجتمعات الحديثة، وتنتقل تدريجيا بحكم المعايشة والثقافة والاتصال للمجتمعات الأقل تطورا..

دور رجال الدين أو المحافظين هنا ليس مؤثرا، إنه يمثل صوت القديم ليس إلا، وهو لا يجيب على مشكلات النظام التقليدي للزواج ، مثل

(كثرة الطلاق + ارتفاع مستوى المعيشة + التفسخ الاجتماعي + تسليع جسد الأنثى)

بينما المساكنة في الغرب قضت أو حدّت من آثار هذه الأشياء، فمن يتعايش بالمساكنة قبل الزواج، يصل لرتبة الاتصال الروحي، وارتفاع مشاعر الحب والتفاهم ولغة التواصل بين الجنسين، ويساهم أيضا في تقليل نفقات المعيشة بتوزيع تكاليف العلاقة على الطرفين بالتساوي، وأيضا يقلل من النفقات بعدم الامتثال لغلاء المهور والقائمة وتكاليف الزواج الشائع في المجتمعات العربية.

أيضا هو يحد من تسليع جسد الأنثى، فهذا النوع من العلاقات يبني اتصال روحي ووجداني قبل الزواج، فيتعايش الطرف الأقوى وهو الذكر مع روح الأنثى، فيسشتعر ويتمتع بجمالها الداخلي غير آبه بالشكل والمنظر غالبا، ونظرة سريعة لمجتمعات الغرب – كمثال – نجد عديد من العلاقات بين الجنسين لا تحدث بمستوى جمالي واحد، ترى الزوجة جميلة للغاية بينما الزوج لا، والعكس صحيح..برغم عدم وجود فوارق طبقية أحيانا.

مؤخرا ظهرت أصوات تفتش في التراث العربي والإسلامي، ونجحت في إخراج بعض أقوال الأئمة التي تجيز المساكنة بعد انتباهها لتلك المشكلات، ومعظم هذه الأصوات في المذهب الحنفي، ومدار تلك الأصوات حول (تعريف الزنا + تعريف حد الزنا) وبقراءة تعليقاتهم حول تلك المفاهيم فهم لا يصفون العلاقة الرضائية قبل الزواج بالزنا إذا لم تقم على نوع من الاستغلال..

أيضا دور رجال الدين سلبي خصوصا ممن يجيزون الزواج الشفهي، فمختصر الزواج الشفهي هو مساكنة، لأن كلاهما جريا بين الجنسين دون عقد، ونقطة الخلاف حول حقوق الزوجة في النكاح الشفهي والأخرى في المساكنة، وحل هذه الأمور يمكن في تنظيم القانون المدني، حيث أن هناك حقوق مهدرة للغاية للزوجة في النكاح الشفهي، وهو نوع من العلاقات القديمة الذي تم إلغاءه في قوانين الإفتاء ووزارات العدل الحديثة، لكنه يمارس على نطاق شائع بتحريض من بعض رجال الدين بدعوى جوازه..

الخلاصة: لست من أنصار المساكنة، ولا أجتهد في الحديث معها أو ضدها

هنا فقط أوضحت لحضراتكم لماذا لا أتكلم عنها، فهي مجرد واقع يفرض نفسه بالتدريج، والمجتمع سيصل لهذا النوع من العلاقات بتعاقب أجيال، وفهم محددات وأبعاد هذه العلاقة، وهل هي تتعارض مع القيم الدينية أم تتفق معها..

المطلوب من المتحمسين ضد المساكنة، أن يقدموا أدلة معقولة وواقعية حول مخاطر المساكنة على الأسرة، لا يكفي وصفها بالزنا، هذا نوع من العنف ضد الممارسين لتلك العلاقة، بل يجري التركيز فقط على مخاطرها الاجتماعية، والاستماع جيدا لوجهة النظر الأخرى لكونها تمثل آراء مجتمع حديث متطور، سارعت السوشيال ميديا في تطوره بسرعة..

فلربما يصل المجتمع لفكرة وسط، تعالج مشكلات الزواج التقليدي، بدلا من اختيار المساكنة، وهذا الحل برأيي هو معقول وحكيم..فأحيانا لا جدوى من نقد وإصلاح المشكلات سوى بعد ظهور البديل المنافس، فإذا نجح البديل الجديد في إصلاح القديم المعطوب كان بها، وسيختار المجتمع – حتى الحديث – النظام التقليدي للزواج بعد حل مشكلاته بمحض اختياره..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة شروط لمُجددين العصر
- صحوة وادي الحيتان...قصة قصيرة
- من بين الخسارة واليأس..يُولَد الأمل..قصة قصيرة
- عمر وياسمين..قصة قصيرة
- لماذا ينتشر التطرف عبر الإنترنت؟
- كيف تقرأ شخصية الكاتب من مقاله؟
- لماذا يخاف التكفيريون والمتشددون من مركز تكوين؟
- حول تأثير ووزل في علم الحديث
- الإخوان جماعة تتآكل ذاتيا
- مظاهرات الجامعات ضد إسرائيل..ومستقبل أمريكا
- جرائم إسرائيل بين الوصف والمعنى
- الحيلة المكشوفة ونذالة الشيخ..قصة قصيرة
- الخروج من النار..قصة قصيرة
- ويسألونك عن الصهيوني العربي
- خطر التيار الكيمتي على الأمن القومي المصري
- خطأ أوسلو..ورهان المقاومة..ومصالح أبو مازن
- مفهوم النصر والهزيمة في غزة..من المنتصر ومن المهزوم؟
- الاستشراق كضرورة معرفية للتنوير
- حول مشروع نتنياهو بالتغيير الثقافي في غزة
- خطاب حسن نصر الله والدور المتوقع لحزب الله في حرب غزة


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
- البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع ...
- نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود ...
- آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق ...
- بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا ...
- مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب ...
- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - العلاقة الجنسية بين المساكنة والزواج الشرعي