أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - الهوية والمعرفة















المزيد.....

الهوية والمعرفة


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 14:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تغيير واقع الشعوب لم ولن يتحقق دون تطوير افكارها واستيعابها لكل أوجه المعرفة الدائمة التجدد، من يملكها بيده سلطة وقوة وعز، دونها يستفحل الضعف والتخلف والهوان".


بداية، أوضح ان ربط الايمان بالمعرفة خطأ لان الايمان اختيار فردي لا يخضع لتجربة وبحث وتحليل وتفسير ونقد كما في المعرفة. لذلك أفضل استبعاد الدين عن المعرفة لأنه يتعارض مع اعمال العقل لإدراك الحقائق الدينية التي لا تحتمل سوى القبول بها وتعارض نقدها أورفضها بقوة شديدة. المعرفة الدينية لها احترامها وحرمتها لما تحمله من قيم واخلاق.
القيم والأخلاق ليست افراز اديان فقط، نجدها عند شعوب تتعبد لأصنام وأخرى لا دين لها تؤمن وتنفذ برقابة صارمة قوانينها التي تقدس المساواة والعدل والمحبة والرحمة بحرية وتتربع على قمة جبل الإنسانية من أجل بناء الانسان والمجتمع المتحرر من جمود الفكروالعقليات المسمرة في ماضيها المأزوم. لنأخذ بعين الاعتبار ان الكوارث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وليدة معرفة ضبابية يكتنفها الغموض.
الفرد / المواطن يقول: "اريد أن أكون وأكون وأكون..." أمور عدة في مجموع محتواها الاجتماعي تكون عناصر تجذب الفرد لهندسة هويته المعرفية كي يتمكن من تعريف نفسه ضمن اطارين مهمين المحيط والعالم. الهوية المعرفية لأي مجتمع تفصح عن مقدار بعدهم او قربهم عن المعرفة العميقة والمعرفة السطحية لدى افرادها التي تعمل على فضح خفايا المجتمع وعثراته الحضارية.
أينما ابحرنا في الحياة ومهما كانت توجهاتنا العلمية والثقافية والفكرية تبقى المعرفة ابرز هوياتنا الحضارية المعاصرة التي تدفع نحو المستقبل. أصحاب المعرفة السطحية يدمرون المجتمع وهم غافلون عن فعلتهم لانهم لا يحملون رؤيا ناضجة ويكتفون بما يعلمون في السياسة والاقتصاد والتطور العلمي. لذلك تعريفنا للمعرفة يكون دائما اقرب الى اوضاعنا الاجتماعية والثقافية وتطورنا العلمي لذلك نفوق - نعلي- معرفتنا على الاخرين غيرنا لأننا نقارن بيننا وبينهم على ظواهر الأمور دون الدخول العميق بغيرها من الثقافات وبشكل محايد. هنا اتسائل هل معرفتنا مغلوطة أو صادقة؟ لذلك دون تفكير أو دراسة عميقة ندعي ان معرفتنا فيها كل الحقيقة ومعرفة الأمم الأخرى زائفة.
الهوية الشخصية تعلن للملأ أنك رقم في دولة، يتبعه اسمك ثم اسم ابيك يليه اسم الجد بعده العائلة ثم الام ومكان الولادة وتاريخها، وقد تذكر الديانة. الدولة تعترف بك كأحد رعاياها أينما رحلت وحللت. عند موتك يعاد تسليم هويتك للدولة كأنك لم تكن – انت مجرد رقم- وتحددك كفرد داخل حاضنة بيئية مجتمعية. لذلك تشكل المعرفة هويتك الفعلية داخل المجتمع والعالم - الهوية المعرفية - وهي بساط البحث المطروح على الطاولة في كل زمان ومكان وهي الدليل على مقدار الانتماء الفعلي العملي للدولة التي تنتمي اليها، كما تبين وتكشف عن حجم المعرفة وعمقها ولونها في اظهار شخصيتك المعرفية.
ما يميزك هو انت، من انت؟ في أي مجتمع تعيش؟ تكثر هوياتك في مجتمع حديث أو تقليدي البعض قد يصفه بالمتخلف أو المتقدم حيث الأمور- الرؤيا - تتناقض بين مجتمع وأخر... الفرد/ المواطن في كل دول العالم عنده عطش للمعرفة يرغب بالعيش في مكان يستوعبه يقبل بافكاره يثق به مثل كل البشر. يحارب من اجله لا من اجل حكامه والمنتفعون فقط. شوقه اليه يزداد كل يوم، يريد أن يكون كالحقيقة العارية مقبول فكره دون قيود.
البحث عن الهوية في زمن يتعثر فيه الإنسان بمقدار ما يحاول النهوض من زحمة الهويات لا يمكن أن يتقدم ما لم يتخلص من عبئها ويزيلها من عبث أصحاب المصالح والنفوذ. في العالم الثالث كم كبيرمن الهويات يحملها مواطنوه. هناك الهوية العشائرية القبلية الدينية الطائفية العائلية الحزبية الجندرية ..الخ أضف اليها وضعك المالي منصبك وصحتك وقدراتك العقلية والنفسية والثقافية المعرفية والمحسوبية ولون البشرة وشكل العيون ومن أي سلالة تنحدر ومن أين هاجرت ونزحت، مع كل هذا الحمل الثقيل من الهويات تبقى المعرفة قيمة كبرى تحارب كي لا تتمرغ بوحل اشكاليات المجمتع وما افرزه من فروقات. المعرفة تفتح أبواب هندسة المجتمع. وكلما زادت معرفتنا ارتقينا بافكارنا وعملنا على القضاء على البذور الكارثية على المستوى المجتمعي والعالمي.
المعرفة الهشة لا تجدي نفعا ويكمن فيها اخطار جسيمة والبحث عنها في عتمة نور الجهل كمن يبحث عنها في عالم يتكالب فيه المنتفعون ويتزاحم فيه المارقون ويتراكض فيه اشباه حاملي المعرفة من اكاديميون وعلماء ويتقاتل فيه العنصريون ويهمش فيه المثقفون وأصحاب الرؤيا والفكر ويقتلون ويفقدون وتسحبهم سفن وقوافل الموت والهجرة الى عوالم جديدة للبدء بمرحلة جديدة فيها المعرفة ارتقاء وسمو وعلاء.
هويتك... ليست الشخصية ما اطلبه منك ، فهذه معروفة تحمل صورتك الشخصية. لكني اسئل عن الهويات التي تجتمع بداخلك وتجعل منك انسانا كائن بشري في عالم متقلب مزاجي هاديء صاخب.. الخ هل يمكنك ان تعرفها بين عشرات الهويات التي تجعل منك انسانا كائن حي, هل فكرت فيها وتسألت من أنا؟ هل انت مجرد عابر طريق في الحياة؟ أم أنت تائه لا يدري في أي محطة يقف او ينزل؟ قد تجد نفسك في داخل مجتمع تنصهر فيه وتذوب كليا كأنك لم تكن. أم في مجتمع يبحث عن شوق وحنين وشبق ومجون؟ ام لست تدري ما الهدف من وجدوك على قيد الحياة؟ فتلك قمة المصائب.
المعرفة المشبوهة في سرديات العاجزين ما زالت اصداؤها تردد من فجرالأيام الخوالي الغابرة الى يومنا هذا تنتقل عبر الأجيال بعيدا عن روح العصر وتطوره الإنساني، جمود لا يحتمل ولا يقوى على التغير. أفواه تتشدق بصخب تصدح في الفضاء الفسيح مصوبة نحو جموع من غفلتها لم تستفيق. ثقل الأفكار لم يتغير، لا نقد الكل يهمس ويصمت ضجيج الفراغ ما اثقله ما العنه يقولون حرية واحرار بالعقل مقيدون باغلال مقيدون في المجالس مسمرون امام شاشات التلفاز ينصتون الى المذيع يتابعون الاخبار، انهم مقيدون عراة معرفة في الجهل يسترخون بملل. انهم نبتة غريبة مزروعة في ارض غريبة. بالرغم ان الزرع زرعهم والأرض ارضهم. عقولهم في سماء أخرى تميل للانطفاء معرفتهم تعكس ظل ادمغتهم الملونة بالحداد.
اين انا؟ مثلكم قد ادري ولا ادري، سأبقى صوتاً صرخاَ بقوة يزمجر يرعد يعصف عسىى ان أرى من يفتقد ذعري وقهري، فهل ماتوا كلهم؟ وهل بعضهم ما زال يمجد الجهل بحنين؟



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات مبعثرة في زمن متهالك
- المحبة تناشدكم... إتبعوها
- حرروا عقولكم
- ثورة نهضوية
- العقل سلطان المعرفة
- تأميم العقل
- إنهزام الفكر مصيبة حضارية
- الضمير يبحث عن الإنسان
- فكرة معرفة ورأي
- أفكار معلبة
- لوحة نفاق
- خيبات أمل
- الحقيقة ثورة الحرية
- مهم وقيادي ؟!
- ألإنسانية بريئة منكم
- طاعة خوف أم طاعة قناعة ؟
- أٌمية ثقافية
- الانسانية محبة
- الثورة سيدة الديمقراطية والحريات
- الكرامة حياة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع السماقة في تلال كفرش ...
- مهرجان سعودي يعرض إحدى أشهر الساعات التي اخترعها المسلمون عب ...
- “ماما جابت بيبي“ نزل تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah ...
- أضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد للاطفال وخلى طفلك يستمتع بأ ...
- شاهد/ناشطة يهودية: الحرب على غزة تشبه ما حدث لأجدادي!
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بقذائف المدفعية موقع المر ...
- الجهاد الاسلامي تكشف تفاصيل محاولة التفاف -اسرائيل- على حماس ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة للمسلمين بسبب استهلاك المياه
- أبسطي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأق ...
- ضحك طفلك وابسطه.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 وتاب ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - الهوية والمعرفة