أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - لطيف روفائيل - حوار مع المنادين بتغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي- المناقشة الثانية















المزيد.....

حوار مع المنادين بتغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي- المناقشة الثانية


لطيف روفائيل

الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 10:38
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


في هذه المناقشة ساحاور الاقلام التي ترى ان جماهيرية الحزب الشيوعي العراقي في السالب محملة الاسم تبعية تناقص مؤيدي الحزب كونه فقد الجاذبية التي كانت قبل سنين وهي تقارن جماهيرية الحزب بالاحزاب التي تنشط على الساحة اليوم بما تحمله من اسماء ذات جاذبية ولم تقف هذه الاقلام عند الاسباب الحقيقية لنشاط هذه التيارات وملخص الرأي لهذه الاقلام يكمن في ......
{( ان الحزب الشيوعي العراقي متخلف جماهيريا عن بقية الاحزاب كون اسمه لا يمثل اية جاذبية في الشارع العراقي الحالي ولذا فهو يعاني من انحسار جماهيري مقارنة ببقية الاحزاب وبالذات الدينية منها التي وظفت اسماءها الدينية لما فيها من جاذبية واخرى وظفت الاسماء القومية لما فيها من جاذبية وشد عاطفي ايضا لذا تستحن هذه الاقلام ان يتم تغيير اسم الحزب الى اسم يتميز بالجاذبية التحاقا بالاحزاب الدينية واخرى قومية........ ...)}.
ارى ان تقسيم الاحزاب الى حاملة للجاذبية الاسمية واخرى فاقدة لهذه الجاذبية استنتاج غير موفق , كون ان اسم الحزب يصاغ تطابقا مع المنهجية الفكرية له , واذا كنا نعتبر ان اسم الحزب المرتبط باسم الخالق او قريب من هذا المنحى له جاذبية فهذا ليس مقياسا لصدقية الحزب بين الجماهير , انما المقياس الحقيقي للحزب يتولد مع نضاله وتضحياته ومقارعته للانظمة الاستبدادية في دفاعه عن مصالح الجماهيرزائدا ان يكون له برنامج سياسي يخدم الجماهير فعليا على الارض .
الحزب الشيوعي العراقي غني عن التعريف بما قدمه من تضحيات وليس هناك حزب يضاهيه بمواقفه الوطنية ولديه برنامج سياسي واجتماعي منذ تاسيسه يدافع من خلاله عن مصلحة الجماهير الكادحة والمظطهدة ويرفض أي نوع من انواع الاستغلال والتمييز يصاب به المجتمع - ومرة اخرى نقول في هذه المناقشة من الخطأ تحميل اسم الحزب تبعية الانحسار الجماهيري وتبرير ذلك بانه السبب في تقلص الجماهير المؤيدة له - وبالتالي علينا ان نبحث عن الاسباب الكامنة وراء هذا التخلف من خلال دراسة للوضع الاحتماعي وللخلفية الثقافية للمجتمع , فتراجع نفوذ القوى التقدمية والعلمانية له من الاسباب الكثيرة وهذا لايقتصر فقط على الساحة العراقية بل ان القوى اليسارية في مجمل المنطقة تعاني من انحسار وان المد الديني الظاهرالان له مايسنده من الاسباب .
لايمكن ان نصاب بالصدمة او الاستغراب للازدحام الجماهيري للقوى الدينية والقومية بعد التغيير المفاجيء لنظام الحكم الاستبدادي الذي دام لاكثر من 35 عاما والذي مارس خلال هذه الفترة اضافة الى قمعه للقوى والاحزاب التقدمية والديمقراطية فقد مارس ابشع اساليبب التمييز الطائفي والقومي وهذا مادفع الناس الى التقوقع كل ضمن طائفته او عرقه خلال فترة حكم النظام السابق وبرز جليا بعد سقوط النظام وهو ناجم من الاحساس بالظلم الذي عاشته هذه الطائفة او تلك القومية لعقود من الزمن وكان التجاءا عاطفيا اكثر مما هو مبدئيا ومن ثم تحول الى انتماء سياسي وهكذا فان الانتماء السياسي للفرد اتجه الى الطائفة او القومية و تراجع مفهوم الانتماء الى الوطن وتلك حقيقة لم تعد مخفية فالولاء لطائفة ما او الى عرق يسبق الولاء للوطن .
وان من الاسباب في التفوق الجماهيري للقوى الدينية على حساب القوى العلمانية ومنها الحزب الشيوعي العراقي الذي تعرض الى ملاحقة وقمع كفكر وليس فقط كحزب سياسي معارض في حين ان الدين لم يتعرض الى ملاحقة كفكر بل فتحت امامه الابواب كي ينشط ويمارس .

علينا ان لانهمل الدور الامريكي في تنشيط التيارات الدينية داعمة لها للوقوف بوجه الفكر اليساري والذي اعتبر مواليا للسوفيت وخاصة في اوج نشاط اليسار في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي كما لايمكن التغاضي عن سياستها المتبعة في الشرق الاوسط وانحيازها الكلي الى جانب اسرائيل حيث تحول الصراع من شكله الوطني والارض المحتلة الى صراع ديني مغلف بالوطنية رغم عدم الاعلان عن هذا الشكل من الصراع علنية وتشبث الفوى الدينية بتحرير كل ارض فلسطين وبرفعها للشعارات الحماسية الدينية تمكنت من كسب تأييد الغالبية من الجماهير المتواصلة مع الموروث الديني وفي اجواء يلعب فيها الدين دورا رئيسيا في تحريك الجماهيروالصراع الديني على اشده قابلت الجماهير هذه الشعارات ورافعيها بالترحيب والتاييد وحركة حماس مقياس لذلك , وبالمقابل فان اليسار اتخذ مسارا اكثر اعتدالا في حل القضية الفلسطينية فتراجعت مستويات القوى اليسارية والعلمانية . والعراق هو حلقة من هذه السلسلة الممتدة من المحيط حتى الخليج ومابعدها من الدول الاسلامية وبالتالي لابد ان يتاثر بهذا المد الديني الذي سببته تراكمات السياسة الامريكية في المنطقة .

ولايمكننا ان نستثني دور الانظمة الحاكمة في المنطقة في تنشيط التيارات الدينية من خلال السياسة الازدواجية والتملقية التي كانت تلعبها لاجل كسب تاييد الناس وهي تعلم جبدا مدى تغلغل الدين في ثنايا المجتمع . و اذا عدنا الى التاريخ لبضعة عقود من الزمن سنجد ان يد الانظمة الاستبدادية في المنطقة امتدت الى القوى الاسلامية كحل لاعا دة ثقة الجماهير بها بعد فشلها الفعلي في قيادة البلد , فذاك عبدالناصر لم يتوانى من الارتماء في احضان الاصولية الاسلامية بعد خسارته في حروبه مع اسرائيل وفشله في قيادة مصر وشعبها نحو الازدهار والتطور وكان ذلك هروبا من الواقع التعيس الذي ادخل نفسه ونظامه به ولاجل كسب ثقة المواطن المصري والعربي ولاستمرارية نظامه استخدم الدين كاقوى عامل مساعد في تحقيق اهدفه , وكانما التاريخ يعيد نفسه وبشخوص مختلفة عندما ارتمى دكتاتور العراق اثناء حربه مع ايران ومن بعد غزوه الكويت في احضان الاسلام متحولا في ليلة وضحاها الى قائد للمسلمين يقاتل الكفر والكفار وتوالت نشاطاته الدينية فيما بعد ليقود الحملة الايمانية واغلاق النوادي الليلية كل هذا لاجل كسب تقة المواطن بعد ان ادخل العراق في متاهات سياسته الفاشلة وحول الشعب العراقي الى افقر شعوب العالم رغم مايملكه من موارد لاتملكها بلدان اخرى .

هذه الاستراتيجية لم تغب عن بال بقية الانظمة في المنطقة فكان من نتائج هذه الوقفة التضامنية بين الحكام والدين الذي سببه اخفاق الحكام في تحقيق النقلة النوعية في البلد نهضويا ان تنشط التيارات الدينية في هذا التحالف لعقود من الزمن لان الفكر الديني لم يعاني كما عانت الافكار اليسارية والديمقراطية من ملاحقة وقمع واضطهاد .

ومن الاسباب الاخرى التي ساعدت في نشاط التيارات الدينية هي انها لاتملك برنامجا سياسيا واجتماعيا آني ومستقبلي لكي تنتقل بالبلد الى الحالة الافضل وانما تستخدم الاسلوب العاطفي في اثارة التاريخ من جديد واعادتنا الى البدايات الاسلامية فنراها تقدم فقط الشعارات الدينية التي تداعب المشاعر واذا زدنا على ذلك فانها تقدم شعارات طائفية لدغدغة المشاعر الطائفية وبالتالي لابد لهذه الشعارات ان تجد طريقها في مجتمع تنتصر فيه القبلية والميول الدينية مما يحول الجماهير للالتفاف حولها لما للدين من تاثير في الوسط الاجتماعي وهنا تكمن الخلفية الثقافية للفرد الذي لايمكنه ان يميز بين المعتقد الذي يؤمن به واصطفافه الى جانب القوى التي تقود هذا المعتقد وبين ا لقوى التي تخدم البلد فعليا .

ومن المؤكد ان هذا الاختيار الذي يسوقه الايمان العاطفي ناتج من جهل المتدين البسيط بالعموميات وتختزل ثقافته ووعيه باتجاه واحد تكاد تكون باقوال رجال الدين المتنفذين من شيوخ ومرجعيات ويمتنع في البحث عن مصادر ثقافية متنوعة توسع من قدرته في التمييز و الادراك بالامور العامة .

وفي كل الاحوال ان هذا الانتصار الاني للتيارات الدينية ليس انتصارا للبرنامج السياسي والاجتماعي وهوانتصار مرحلي يسود المنطقة باكملها فاذا عدنا الى الساحة العراقية لايمكننا اعتبار نجاح القوى الدينية في البرلمان نهاية المطاف فهذ ا الحدث لايعدو كونه اكثر من نجاح نسبي او تغيير نسبي تقوده المرحلة الشديدة التوجه الديني وقد يكون مقياس للجماهيرية الانية ولكنه لايعكس مطلقا القوة الفكرية وديمومتها فمن الممكن اعتبار هذه الاحزاب نجحت في السيطرة على الكثافة البرلمانية ولكنها سوف لن تتمكن من تحقيق شيء ايجابي للوطن وهذه الصورة تتوضح امامنا اليوم فهل يمكن اعتبار تحقيق الكثافة البرلمانية على اساس طائفي مقياسا للنجاح الجماهيري... ارى ان النجاح الحقيقي وعلى المدى البعيد لهذه التيارات يكمن في خروجها من دائرة الضغوطات الطائفية والقومية وعندها يمكن قياس نجاحها على اساس فكري وهذا حتما لا تقدر على تحقيقه كون ان المنهجية لهذه التيارات قد شكلت على هذا الاساس الديني والطائفي واخرين قومي واهمل الجانب الوطني ولذ افان المواطن سيعيد حساباته وتقديراته في المستقبل القريب نتيجة للتراكمات والتساؤلات التي ستغير من قناعاته .

هذا الانتصار المرحلي لاخوف منه رغم انه سيكون مؤذيا لانه سيدخل البلد في مازق و عندما تكتشف الجماهير بان العلمانية هي الحل الحقيقي لانها لاتميز بين الاديان والطوائف والقومية والجنس سيكتشف كم كان هذا الانتصار هزيلا . وهي ذات المرحلة التي مرت بها اوربا ومن ثم خروجها من سلطة الدين وهذا بالتاكيد ما يؤسف له لان اوروبا الان تسبقنا بمئات السنين وكان يمكن لو تواجد الوعي الحقيقي ان نختزل الطريق كما فعلت عدد من البلدان والالتحاق بالركب الاوربي ولكن يبدو ان منطقتنا والعراق عليها ان تسير بنفس الخطى التي قد تبتعد كثيرا لمدى ارتباط المنطقة بالدين وتسيسيه وخضوع الفرد لسلطة المشايخ .
هذه بتقديري المختصر لنشاط التيارات الدينية وتوسعها الجماهيري ولم تكن الاسماء التي تحملها هي السبب في تاييد الناس لها فاسمائها ليست سوى انعكاسية لمنهجيتها
وهنا يظهر الفارق مع الحزب الشيوعي العراقي فهو لم يتشكل على اثر ديني اوقومي ليغلق على نفسه الابواب بل هو حزب وطني فاتحا كل الابواب لينطلق في نضاله من اجل العراق باكمله وبمختلف انتماءات مواطنيه وبقي حزبا رافعا راية النضال الوطني ومحركا لكل الهبات والانتفاضات ضد الاستعمار ومقاتلا للانظمة الاستبدادية من اجل تغييرات حقيقية لاجل العراق وكل شعب العراق والشيوعية في العراق هي اسم يستذكر من خلاله كل الهبات والانتفاضات والوثبات عبر تاريخ العراق الحديث .



#لطيف_روفائيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع المنادين بتغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي
- مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- لنرقص ايها العراقيون فرحا بولادة حكومتنا الوطنية
- نشأة فرج ... مانديلا العراق
- الدستور العادل وحرية الرأي والمعتقد


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - لطيف روفائيل - حوار مع المنادين بتغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي- المناقشة الثانية