محمد ساجت قاطع
الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 02:16
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
#كتاب_وتعليق
سلمان كيوش أديب عراقي، له ولعٌ كبير بالجنوب، وفي قرارة نفسه يحمل للجنوب حنين عميق، فتتبع قصص ومحطات حيوات اهله المليئة بالشجن والحزن العميقان، اللذان انعكسا على اغانيهم، فالاغنية الريفية الجنوبية، ليست مجرد اغنية، إنها تسونامي من الألم، ولوحة دافينشية رسمت وتجسدت فيها كل معاني الأنين والحسرة، فمن هنا كانت انطلاقه فكرة هذا الكتاب الذي تتبع فيه تلك الأصوات الجنوبية الملائكية التي تأكل الحزن وتشتره على شكل اغنية ريفية ويقول المؤلف :
«عثرت على ضالتي في الغناء، غناء الجنوبيين الذي لم يغادر فضاء الحزن والبراعة في تلوينه، فكنت استمع للمطربين وانا ضامن لقدرتي على الانسحاق تحت رحي اصواتهم الطاحنة، وبراعتهم التي لا يجاريهم فيها أحد من مطربي الكون كله على تمثل الفجائع»
«هذا الكتاب نتاج لهذا الحنين وتوثيق شخصي له»
تكلم المؤلف عن «حسين سعيدة» الذي يعيش في هذه الحياة وتحت لهاته (مصقولة) بطعم الحنظل وصاحب الطور المبتكر وصاحب كلمة (يانديمي) التي كثيرا ما يغفل بها ابوذياته، وابن علي غلام «سلمان المنكوب» الذي دعاه قحطان العطان لشل جرحه وهو الاحوج إلى من يشل جرحه، و«مسعودة أو مسعود عمارتلي» تلك الفتاة التي استرجلت ذات يوم بعد أن جتفت اثنان من الرجال حاولا التعرض لها لينطلق بعدها في سماء الفن والطرب المثقل بالشجن فغنى (ذبي العباية) و(خدري الجاي خدريه) و(شكره الكصيية) وغيرها من ألواح الحزن الغنائية، وجويسم كاظم عراب الحزن النبيل الذي يمتلك القدرة على إبكاء المترفين ويستطيع إجبار النفوس المخملية على أن تشاركه آهاته والذي عاتب الله ذات مره حين قال (هلبت كسرنا خاطر الله)، وذلك السيد الذي عشق الغناء وخيره والده بينه وبين السيوديه، و«عبادي العماري» الثائر الكبير الذي انتصر للمرأة في اغنيته في وقت كانت فيه الـمرأة تعطى كـديـة أو فصل لجريمة أرتكبها أحد ذويها او فرد مـن عشيـرتها ونفـذ بجلده وبجريمته التـي كرمتـه عليها العشيرة وحمتـه بثمـن تعتقد إنه بخس لكنه يعادل الحياة كلها.
شكرا للدكتور سلمان كيوش الذي أنزل لنا هذه الكبسولات الفضائية التي تحمل الجمال والشجن الجنوبي وليضعها بين جلادي كتابه الجميل هذا (مصقولة بطعم الحنظل)، هذا الكتاب الجمال الذي ذكرني بكتابين جميلين قرأتهما في أوقات سابقة، هما كتاب (شفاهيات من الجنوب) ل علي أبو عراق ، وكتاب (المشكينو) ل عامر موسى الشيخ ،فشكرا لكل من دون وأرخ لهذا الحزن الازلي الجميل..
✍️ محمد ساجت السليطي..
#محمد_ساجت_قاطع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟