أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - من كتاب الوعي بالتنوير ج 2 ح 27















المزيد.....



من كتاب الوعي بالتنوير ج 2 ح 27


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوعي بالاخلاق .. مسكويه انموذجا...
ان الحديث عن الاخلاق هو حديث فلسفي بالدرجة الاساس لان مفهومها فلسفي تحدث عنه فلاسفة كثر منذ بداية تاريخ العقلنة والحديث عن الاخلاق يتخذ بعدا انسانيا فلسفيا عند مسكويه فكل شيء اخلاق لديه حتى السياسة حينما يعرفها بقوله: " ان الملك الفاضل اذا امن السرب وبسط العدل، واوسع العمارة وحمى الحريم، وذب عن الحوزة ومنع من التظالم، ووفر الناس على ما يختارونه من مصالحهم ومعايشهم، فقد احسن الى كل واحد من رعيته احسانا يخصه في نفسه، وان كان قد عمهم بالخير واستحق من كل واحد منهم ان يقابله ضربا من المقابلة متى قعد عنه كان جائرا اذا كان ياخذ نعمته ولا يعطيه شيئا " والنشاطات التي عني بها هذا النص هي :
1- تحقيق الامن الاجتماعي.
2- نشر العدالة.
3- بناء البلاد واعمارها
4- الدفاع عن الحقوق الشخصية والاجتماعية .
5- الدفاع عن حريم المدينة ضد هجمات الاعداء
6- الحيلولة دون صدور الظلم والحيف من الظالمين المعتدين
7- حماية المصالح المجتمعية العامة .
8- توفير اسباب المعيشة لافراد المجتمع.

والخير والشر من اهم مقومات الاخلاق لديه فالخيرات :هي الامور التي تحصل للانسان بارادته وسعيه في الامور التي لها اوجد الانسان ومن اجلها خلق.
والشرور :هي الامور التي تعوقه عن هذه الخيرات بارادته وسعيه او كسله وانصرافه كذلك كان يتحدث عن ضرورة التعاون والتجمع البشري لاستحصال السعادات فنراه يقول: " لما كانت هذه الخيرات الانسانية وملكاتها التي في النفس كثيرة ولم يكن في طاقة الانسان الواحد القيام بجميعها ، وجب ان يقوم بجميعها جماعة كثيرة منهم ولذلك وجب ان تكون اشخاص الناس كثيرة وان يجتمعوا في زمان واحد على تحصيل هذه السعادات المشتركة لتكميل كل واحد منهم بمعاونة الباقين له، فتكون الخيرات مشتركة والسعادة مفروضة بينهم فيتوزعونها حتى يقوم كل واحد منهم بجزء منها ويتم للجميع بمعاونة الجميع الكمال الانسي وتحصل لهم السعادات الثلاث ولاجل ذلك وجب ان تكون الناس بحب بعضهم بعضا لان كل واحد يرى كماله عند الاخر ولولا ذلك لما تمت لهذا سعادته فيكون اذن كل واحد بمنزلة عضو من اعضاء البدن وقوام الانسان بتمام اعضاء بدنه.

كما ان مسكويه يعالج بالتفاتات هامة وسايكولوجية مخاوف الانسان من كثير من الامور وعلى راسها الموت death الذي هو اقرب شيء اليه واخوف ما يخافه الانسان فيضع علاجات لخوف الانسان منه هي بنظري ذات اهمية كبرى لانها معالجات نفسانية تعطي طمانينة كبرى للنفس البشرية وهذه العلاجات ان قرئت واتبعت بدقة تبدد الخوف من الموت فيذكر مسكويه اسباب خوف الناس من الموت وهي واقعية تماما:
1- عدم معرفة حقيقة الموت.
2- عدم معرفة اين تصير النفس بعد الموت.
3- الظن بان البدن اذا انحل وبطل تركيبه انحلت ذاته وبطلت نفسه وان العالم سيبقى موجودا وهو ليس بموجود فيه.
4- الظن بان للموت الما عظيما غير الم الامراض التي ربما تقدمته وادت اليه.
5- الاعتقاد بانه ستحل به عقوبة بعد الموت.
6- الحيرة وعدم المعرفة على أي شيء يقدم بعد الموت.
7- الاسف على ما يخلفه من المال والمقتنيات.
اما اجوبة مسكويه الفلسفية على شبهات الخوف من الموت فهي .
1- من جهل بحقيقة الموت فانا نبين له ان الموت ليس بشيء اكثر من ترك النفس استعمال البدن والنفس جوهر غير جسماني مفارق لجوهر البدن فاذا فارق البدن بقي البقاء الذي يخصه ونقي من الكدر وسعد السعادة التامة .
2- و3- واما من خاف الموت لانه لا يعلم الى اين تصير نفسه او لانه يظن ان بدنه اذا انحل وبطل تركيبه فقد انحلت ذاته وبطلت نفسه وجهل بقاء النفس وكيفية المعاد فليس يخاف الموت على الحقيقة وانما يجهل ما ينبغي ان يعلمه فالجهل اذا هو الخوف والخلاص منه هو العلم بان النفس جوهر شريف الهي اذا تخلص من الجوهر الكثيف الجسماني فقد سعد وعاد الى ملكوته وقرب من بارئه وفاز بجوار رب العالمين وخالط الارواح الطيبة من اشكاله واشباهه.
4-اما من ظن ان للموت الما عظيما غير الم الامراض التي ربما اتفق ان تتقدم الموت وتؤدي اليه فعلاجه ان نبين له ان هذا ظن كاذب لان الالم انما يكون للحي ، والحي هو القابل اثر النفس ، واما الجسم الذي ليس فيه اثر النفس فانه لا يألم ولا يحس، فاذا الموت الذي هو مفارقة النفس للبدن لا الم له.
5-واما من خاف الموت لاجل العقاب الذي يوعد به بعد نفينبغي ان نبين له انه ليس يخاف الموت بل يخاف العقاب والعقاب انما يكون على شيء باق بعد البدن الدائر فهو اذا خائف من ذنوبه لا من الموت ومن خاف عقوبة على ذنب فالواجب عليه ان يحذر ذلك الذنب ويتجنبه.
6-اما من خاف الموت لانه لايدري على ما يقدم عليه بعد الموت فان سبب هذا الخوف هو الجهل وعلاجه ان يعلم ويتعلم سلوك الطريق المستقيم الموصل الى السعادة الابدية .
7-اما من يزعم انه يخاف او يحزن بسبب ما يخلف من اهله وولده وماله وياسف على ما يفوته من ملذات الدنيا وشهواتها فينبغي ان نبين له ان الحزن تعجل الم ومكروه على مالايجدي اليه بطائل ثم ان مطالب الدنيا ومقتنياتها معرضة للزوال وغير دائمة وانها تسبب الهموم الكبيرة في وجودها والغموم العظيمة عند فقدها ولذلك فان الحكماء يحتقرونها ويعملون للحصول على النعيم السرمدي الابدي.
يتبين مما تقدم ان السبب الحقيقي للخوف من الموت هو الجهل وان علاجه بالعلم والعلم يبدد الجهالات والظنون الكاذبة التي تتعلق بالموت وبمصير الانسان بعد الموت والاسلوب الذي يعالج به مسكويه الخوف من الموت هو تعليم الحقائق المتعلقة به.
التربية لدى مسكويه تتخذ طابعا اخلاقيا عالي الهمة من حيث ان "الكمال الخاص بالانسان كمالان وذلك لان له قوتين احداهما العالمة والاخرى العاملة ، فذلك يشتاق باحدى القوتين الى المعارف والعلوم ويشتاق بالاخرى الى نظم الامور وترتيبها فاذا الكمال الاول النظري منزلة الصورة والكمال الثاني العملي منزلة المادة وليس يتم احدهما الا بالاخر لان العلم مبدأ والعمل تمام والمبدأ بلا تمام يكون ضائعا والتمام بلا مبدأ يكون مستحيلا " وكلامه هذا يركز على اهمية التربية ضمن سلوكين اولهما نظري وثانيهما عملي وهو شيء مهم جدا .

وهنالك اداب كثيرة وكبيرة يضعها مسكويه في كتابه ينبغي الافادة منها والوعي بها فهي بحق قضايا تنويريه في تراثنا الممتلئ بالظلام والاخلاق لدى مسكويه والمعالجات الهامة التي نراها تعطي مثالا وانموذجا حيا لمجتمع فاضل .
ملحوظتان:
1- يقول مسكويه :ينبغي على الانسان الا يبصق في مجالسه ، ولا يتمخط ولا يتثاءب بحضرة غيره، ولايضع رجلا على رجل ويمنع من خبيث الكلام وهجينه ومن السب واللعن ولغو الكلمة ويعود حسن الكلام وظريفه وجميل اللقاء وكريمه وهذه نماذج من الاخلاق التي يبغيها مسكويه.
2- الاخلاق هي فلسفة ومعرفة ينبغي على الانسان الوقوف عندها دوما وابرازها على ارض الواقع والادراك انها مشترك انساني مع الجماعات المغايرة وليس الدين المفرق وتستند استراتيجية الاخلاق الى ادراك(ذاتي/سايكولوجي) لظاهرة الاخلاق والابتعاد عن اخذها من مصدر ديني لانها ستكون ضيقة بالنتيجة .
فعلى سبيل المثال التعايش مع المسيحيين في الاسلام هو رؤية اخلاقية ولكن الاسلام يفرض عليهم الجزية وان امتنعوا عنها حاربهم وهذه مسألة غير اخلاقية وغيرها من الامثلة كثير ، من هنا نحن بحاجة الى فلسفة اخلاقية واقعية بعيدة عن الاخلاق من منطلقاتها الدينية او من منطلقات فكرية مثالية ضيقة .

28-البناء الانساني يتطلب الجهد العقلاني:

الانطلاقات المعرفية والنهضوية تتم من خلال خلق النهضة داخل المجتمعات والخلق واسلوبه هو ما نحتاجه في ظل عقلنة rationaliazing مهمة نطمح اليها كأسلوب معرفي لنهضة مجتمع وهذه العقلنة ونتاجاتها لانقاذ مجتمع من براثن ما وقع به لن تتاتى الا باسلوب حضاري رفيع قوامه ان السيطرة والانجاز يحتم علينا المواظبة والاستمرار وليس التقاعس والتخاذل ،يقول الاديب العقاد: في كتابه(انا) : قرأت مرة في تاريخ امريكا الشمالية ان الانجليز والفرنسيين تسابقوا على استعمار كندا فنجح الانكليز حيث اخفق الفرنسيون ... لماذا؟ زعموا في تعليل ذلك واصابوا ان استعمار القفار من الارض البور يحتاج الى اوقات طوال في عزلة عن المدن الحافلة وان الانجليز نجحوا في استعمار تلك الارض لانهم يستطيعون ان يقضوا اوقات الفراغ منفردين منعزلين وان الفرنسي لا يطيق العزلة ولا يحتمل ان يفرغ لنفسه ولايزال في شوق الى المدينة لقضاء السهرات بين الناس في الاندية والمجتمعات ، فترك ميدان الخلاء لمن هم قادرون عليه" وحقيقة هذا موضوع يصور نجاح الامم في قيادة المجتمعات والانطلاق يكون وفق الية النجاح بالجد والاستمرار وليس الابتعاد والهجران، للمجتمعات ،فنحن بحاجة الى رؤية امكانات فكرة ما وامكاناتها الكامنة حيث تنتقل وتعبر عن نفسها بشكل مختلف تماما في ازمنة مختلفة وفي اماكن مختلفة وتعتمد باستمرار على عملية اعادة التفكير واعادة الصياغة المبتكرة والنقدية ، كما اننا بحاجة الى التطورات والتغيرات عبر الزمان والمكان في كل لحظة في حالات الحاضر المتعددة ، لكي نستطيع ان نؤسس لنهضة حتمية وواقعية فحركة عصر النهضة وانسياقاتها العالمية تحركت في الاتجاه الصحيح واصبحت مسائل كالعرق وتشكيل الهوية والتنوع الثقافي مجالات الاهتمام الاساسية بالنسبة الى عصور النهضة كما اننا كمجتمعات العالم ككل، واليوم نرى المثقفون العالميون ينتقلون بثقافاتهم من مراكز عابرة للكوكبية حيث اضطلع هؤلاء ولايزالون بممارسات خيالية عابرة للثقافات فقد هؤلاء المثقفون العرب اساليب النهضة وعناصر القوة للمجتمعات المتقدمة وامام كل هذه الاساليب تبقى مسالة التغيير مسألة عصية علينا لان جذر التخلف قوي جدا ويصعب قلعه بفعل الرؤية الدينية المقيتة التي اكلت الاخضر واليابس فعلينا ان ندرك ان الثقافات تتقدم من الميلاد الى حيوية الشباب الى الانتاج الناضج الى الشيخوخة الى الموت، كما يعبر عن ذلك وولتر اندروز في بحثه (عصر نهضة مكبوتة )
كما ان وولتر يناقش اسباب فساد النهضة العثمانية وهنا اضعها بين قوسين فليست نهضة العثمانيين نهضة اذن علينا ان نبين ان النهضة كمصطلح يختلف من زمان الى اخر ومن فهم الى اخر فما يعتبره الاتراك نهضة هو بمفاهيم النهضة الحديثة او التي سادت في اوربا ليس بنهضة بتاتا.
والسبب قضية ابستمولوجية (معرفية) تتمثل بتاريخ استمرار بقاء بقاء نظريات سيئة السمعة بشكل واسع في الظل حول الثقافة والعرق وعلم الاجتماع بل وحتى التاريخ نفسه.
ناسف ان نرى اليوم عجز بعض المجتمعات عن الابداع الذاتي او الاصالة فمن خلال الابداع الذاتي والاصالة تستطيع الناس ان تبني سلم مجدها ،لقد استطاعت الثقافة الغربية ان تفرض نفسها على الكثير من الثقافات ولاسيما التركية والفارسية وذلك بسبب عدم قابلية هذه الثقافات على انشاء حداثة خاصة بها ،فمع الحداثة الغربية ومؤسساتها استطاعت الثقافة الفارسية وكذلك التركية ان تبرز بشكل جيد بسبب التاثيرات الغربية اما مفهوم النهضة عند العرب فقد ابتدا المثقفون العرب في استخدام المصطلح منتصف القرن 19 لوصف الاحياء اللغوي والثقافي الذي انتشر من مصر ولبنان الى سائر العالم العربي في العقود الاولى من القرن العشرين. واستخدم الباحثون الاوربيون المعاصرون عبارات مثل (الحداثة الاسلامية) و(صحوة العرب) لوصف الفورة الثقافية في القرن 19 واوائل القرن العشرين في الشرق الاوسط. والبعض من مثقفي العرب يشير الى ان العام 1798م هو عام بدأ نهضة العرب عند غزو نابليون لمصر والاصلاحات المؤسسية في عصر محمد علي باشا كفترة زمنية لازمة للهضم حيث شرع المثقفون العرب في اثنائها في استيعاب ما جاء به الغرب بالدرجة الاولى من خلال البعثات التعليمية العديدة الى اوربا وتمثل الحرب العالمية الثانية نقطة موت الليبرالية ومن ثم وفاة المشروع النهضوي وصعود الايديلوجيا في العالم العربي والاصولية وما رافقها من حركات متطرفة .
وبعضهم اشر الى ان صعود مبدا الحداثة الغربية عند العرب تجلى بفن الرواية فالرواية لها دور كبير في اطلاع الباحث على نشاة النهضة لدى العرب ، نحن اذن امام اشكالية كبيرة بخصوص نهضة العرب فنحن امام:
1- رؤية اسلامية تقليدية للعالم.
2- فكر علمي غربي.
3- محاكاة لهذا الفكر واعادة انتاج لا حياة فيها.
4- طريق تاريخي مسدود
5- قلق من حدود جدلية بين اوربا والاسلام.
6- افكار غير ملائمة للعصر الحديث.
7- ازدواجية ميتافيزيقية قديمة تتحكم بالمثقف العربي .
8- سقوط المثقف العربي بفخ النزاعات الثقافية القومية واستعير من الكاتب سماح سليم بان المادي هو ميدان مهم ميدان الاقتصاد والكفاءة السياسية والعلم والتكنولوجيا ، ميدان اثبت فيه الغرب تفوقه وخض الشرق ومن ثم كان لا بد من الاعتراف بتفوق الغرب في هذا الميدان ودراسة انجازاته واستنساخها بعناية غير ان الروحي من ناحية اخرى ميدان الداخلي الذي يحمل علامات الهوية الثقافية الجوهرية لذلك كلما عظم نجاح الفرد في محاكاة المهارات الغربية في الميدان المادي عظمت الحاجة الى الحفاظ على تميز ثقافة هذا الفرد الروحية .
9- مع تفوق الغرب ينبغي الالتفات الى ما يسمى ب"الراسمال المعولم المتوحش " الذي تقوم به الولايات المتحدة القطب الاكبر في العالم للسيطرة عليه بشكل واسع وكبير ، وهو فالت من عقاله والمخاطر تتجسد في هيمنة راس المال هذا على الاكتشافات العلمكية المذهلة ، وعلى التكنولوجيا المتطورة وعلى المعرفة والاتصالات واستخدامها جميعا ، من جانب راس المال هذا بشكل متوحش، بما في ذلك الحروب والجريمة المنظمة، وبشتى الوسائل وبافقار الاكثرية الساحقة من الناس وتهميشهم وقهرهم والهدف هو تامين شروط اقسى واقوى لتكديس الربح ولتحويل البشر والقيم وكل ما في الحياة من جميل ومفيد الى سلع صنعت من اجل خير البشرية مؤكدا، لكن امتلاكها من جانب المتوحشين والمتعطشين للاموال والمتطلعين للربح على حساب الفقراء والجياع والمعدمين يحول هذه التكنولوجيا العظيمة المفيدة الى الاتجاه النقيض من خير البشرية وفائدتها.

اما الترجمة وما ادراك ما الترجمة فلها اهميتها الكبيرة باطلاع الفرد العربي على نتاج الغرب وما وصلت اليه الاسس العلمية المثبتة التي اعتمدت لديهم اما بقاءنا مقيدين لانتاج الغرب وعدم درايتنا الكافية بمعارفهم وما توصلوا اليه وعدم اهتمامنا بالترجمة سيجعل من المحاكاة والبقاء على الحوادث شيء مقدس لدينا، ولكن وقعت الترجمة باشكاليات كبرى منها الترجمة الشعبية حيث ساهمت بالتشويه mutilation حيث نظر اليها الباحثين على انها ليست الا نوعا من الجريمة التي ترتكب ضد مؤسسات اللغة والادب بوجه عام، وضد النص الاصلي بوجه خاص اذ تتلاعب بالنص وتحذف منه كيفما تشاء كما انها تلجأ الى الكذب والغش والتشويه والسرقة لتحقيق غاياتها فالترجمة الشعبية سارق ادبي. هذا كمثال نضربه حول الترجمة لانها تعرف بالاخر .
فبفعلها كتب العرب قصيدة النثر بل ان بعض الادباء للاسف الشديد حذى حذو الغرب بشكل كبير حتى اضاع هويته في هذه القصيدة .
ومن اثار الترجمة ما قام به الملك الاسباني الحكيم الفونسو العاشر الذي حكم قشتالة ما بين ( 1284- 1252) للميلاد حيث رغب الفونسو في ان يطلع شعبه على الكتب الدينية للشعوب التي تعيش في اسبانيا لهذا امر بترجمة الانجيل من اللاتينية الى الاسبانية متحديثا بذلك الكنيسة التي تجرم كل من يترجم الكتاب المقدس عن اللاتينية الى اية لغة من اللغات وذلك حتى يحتكر الكهنة فهم النصوص الدينية وتفسيرها للبسطاء من المؤمنين كما امر بترجمة القران من العربية الى الاسبانية وامر بترجمة قصة الاسراء والمعراج كذلك وقام بها طبيبه ابراهام عام 1263م وعلى اساسها قام في العام التالي 1264م مترجم ايطالي اسمه بونيا فينتورا يعمل رئيسا لسجلاته بترجمة المعراج من الاسبانية الى الفرنسية واللاتينية أي ان الترجمة الى اللغتين تمت قبل ولادة دانتي بعام واحد وبالتالي يتبين اعتماد دانتي على هذه الترجمات في كتابه الكوميديا الالهية ( العربي، العدد 672، 2014 ، د عادل زيتون ، الملك الاسباني الفونسو والتراث العربي، ص 81) .
ملحوظتان:
1- المحاكاة والتقليد الاعمى للغرب سوف يزيد في سقوطنا وعدم نهضتنا ، فنحن بحاجة الى المعارف المعتمدة على الذات والهوية المنفتحة على الغرب.
2- الفونسو الحكيم اعطى للترجمة اهميتها لنهضة شعب وامة بالانفتاح على الاخر وهذا الانفتاح بحاجة الى عقلنة تكلمنا عنها ستقود الى ابستمولوجيا حقيقية وهنا علينا بالتفكير ولكن أي تفكير واي وعي يقود اليه التفكير هذا ما سنراه في المبحث القادم.













29-انا موجود اذن انا افكر ....

في هذه الموضوعة بالذات يرى جورج لوكاش (1885-1971)م المفكر الهنغاري ، بضرورة اعادة الاعتبار للذات فالتاريخ برايه ينتج عن التفاعل بين الذات والموضوع أي: عن وعي الناس بالقوانين التي تحكمهم كما كان يعطي للوعي اهمية ،هذا الوعي الذي يجد فاعليته في وعي الطبقة العاملة التي احالتها الراسمالية الى بضاعة . ولايمكن لها ان تتحرر الا برفضها الكامل غير المشروط لوضعها كبضاعة ، يجب على الذات ايضا ان تناضل ضد الخضوع بشكل عام وعندما تناضل لانقاذ نفسها فانها تناضل من اجل انقاذ البشرية كلها من التشيؤ.
لقد قام لوكاش ايضا بوضع الذات مقابل الموضوع والوعي مقابل الوجود كقطبين متضادين يفسران بحركة الاخذ والرد بينهما جدلية الممارسة وقدرة الذات على وعي الوضع التاريخي الموجودة فيه وتحديد كيفية التحرك وفقا لهذه المعطيات فبدلا من ان تكون الذات ملحقة بالتاريخ الذي تنتج عنه تصبح داخله .
اما ماركس فقد نظر للذات من خلال الوعي بشكل اخر ففي كتاب" مقدمة في نقد الاقتصاد السياسي" يقيم ماركس علاقة وثيقة بين الوعي والوجود ،فليس وعي البشر هو الذي يحدد وجودهم بل على العكس ان وجودهم هو الذي يحدد وعيهم ، ويعطي اولوية للموضوع على الذات ، فالوجود يسبق الوعي وبذلك يحطم نظرية ديكارت (انا افكر اذن انا موجود) فديكارت لديه التفكير أي الوعي يسبق الوجود اما ماركس (الوجود يسبق الوعي ) وليس فقط ماركس بل (مان دي بيران) (1766- 1824) :ان الجسد يسبق الوعي والفكر فانا افهم الغير وادرك الاشياء عن طريق وجودي كجسد فبالتالي قلب مصطلحات الفرضية الديكارتية ليصبح كل من الفكر والنفس مستقلين عن الجسد ،فالشعور بالوجود انما هو شعور غير مفكر فيه لم يصبح انا بعد وكذلك رفض جابرييل مارسيل ادراك كينونتي على الطريقة الديكارتية وجاء( مير لوبونتي) باننا عبارة عن كوجيتو وجودي او كينونة وجودية تقدم الي منذ البدء حقيقة وجودي الفعلي بين الاشياء والاخرين كعالم نحياه ونعيشه، وبالعودة الى جورج لوكاش فالوعي لديه داخل التاريخ لا خارجه وان جدلية الممارسة بحسب لوكاش تنشأ من عمليات الاخذ والرد بين الذات والموضوع بين الوعي والوجود من غير ان نعطي للموضوع اولوية على الذات وللوجود اولوية على الوعي، وهنا لم يقل مع هيغل ان العقل هو الذي يحرك التاريخ ،بل ان التاريخ هو نتاج جدل الذات والموضوع وجدل الوعي والوجود والتاريخ.
عمل جورج لوكاش وعبر كتابه تحطيم العقل على نقد التراث الفلسفي الالماني لاسيما الجانب اللاعقلاني فيه والذي قاد في النهاية الى صعود النازية .
ولقد تناول المفكر العربي هشام شرابي الوعي لدى لوكاش وقد راى لوكاش حسب هشام شرابي ان العالم اللاعقلاني عذاب لا ضرورة له وعدم مساواة بلا عقاب وسخافة لا امل يرجى منها، كما راى ان المنهجية المعرفية القائمة على مجرد الفهم وعدم مقاومتها الفعلية للشر ، في العالم قد عكست الفكر المادي والوجود الاغترابي للمجتمع الراسمالي بشكل عام، لقد اعطى لوكاش (الوعي الثوري) دورا هاما بالمعنى الذي عناه لينين لكنه من ناحية اخرى نسب الوعي الزائف الى الطبقة الحاكمة بمفردها، وفي ذات الوقت نسب الى الطبقة العاملة الثورية امتلاك الوعي الحقيقي، وان كان هذا الوعي بدائيا ويتطلب توجيها وارشادا من جانب الطليعة ولتحقيق هذا الهدف بحسب لوكاش ينبغي اطلاق حرية العلوم الاجتماعية وخاصة علم الاجتماع ونقد جميع مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية .
اما ماركس فقد اقام علاقة بين الوعي والوجود، ليس وعي البشر هو الذي يحدد وجودهم بل على العكس ان وجودهم هو الذي يحدد وعيهم ويعطي اولوية للموضوع على الذات كما ان جابرييل مارسيل يرى ان ربط الجسد بالذات معتبرا ان وجود الذات لا ينكشف الا في اطار من التواصل الحي للذات مع غيرها، وانه كلما نجحت في تحرير ذاتي أي نفسي وجسدي معا، من سجن التمركز الذاتي تزايد وجودي الفعلي في الواقع حيث كلما كان مخاطبي خارج عني كنت بالقدر نفسه خارجا عن نفسي ذاتها، وذلك لاعتقاده ان في الجوار بين الاثنين يكتشف الانسان نفسه بل ويتاكد انه شخص، فالطريق من انا الى انا اخر يمر بالغير وكما بالشكل التالي :

انا انا اخر


الغير

ملحوظتان:
1- ميرلوبونتي :فيلسوف فرنسي تخرج في مدرسة المعلمين العليا، وحصل على الاجر جاسيون في الفلسفة ، بدأ حياته العلمية بالتدريس في مدينة شارتر ثم باريس واسس مع سارتر وسيمون دي بوفوار مجلة الازمنة الحديثة في العام 1945م ، وتركها بعد 6 اعوام.
2- انا موجود اذن انا افكر هذا ما توصلت اليه الفلسفة الحديثة بدلا من فلسفة ديكارت (انا افكر اذن انا موجود) فالوجود يسبق التفكير والوعي بالذات لانني بوجودي ساكون مفكرا وواعيا .





30- أ-التماهي مع اللاوعي الجمعي:

يبدو ان الثقافة اصبحت عبئا على بعض المثقفين المدعين بها، لانها سلوك نؤمن به قبل ان ننظر له ومن هنا انطلق لرصد بعض الظواهر التي يمارسها المتثاقفون في السر والعلن، ففي العلن يدعي البعض العلمانية كفكر يناقشه ويتمعن به ويناظر به وله، وفي حقيقة الامر يمارس هذا المثقف ممارسات ليست لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالعلمانية روحا وقالبا، فنراه امام جموع المثقفين ينتقد الظواهر والشعائر الحسينية على سبيل المثال والممارسة من قبل الطائفة الشيعية الكريمة ، وفي السر وامام البعض يلقي قصائد تتغنى بالحسين ويتغنى بالممارسات الشعائرية التي يمارسها العامة من الناس ومفهوم كلامي ليس بالضد من الشعائر نفسها، فهي شعائر لها وجودها المجتمعي ، نعم نحن ندعو الى تهذيبها ولكن ليس الى النفاق والجدل حولها قائم، فالمثقف ينبغي ان يكون دوره رياديا تجاهها وليس دورا تخاذليا متماهيا ليس له معالجات حقيقية ، فمثلا اين دوري كمثقف بتهذيب هذه الشعائر وبانتقادها انتقادا انسانيا يمكن من تقويمها بدلا من المجاملات والذوبان معها ، كما اعجب من البعض من المشتغلين في الثقافة ان يحتفوا بنفس المناسبات الدينية المجتمعية ، أي: ان المثقف نفى دوره الحقيقي عندما تماهى مع مناسبات المجتمع فالدور الحقيقي بعدم التماهي مع هذه المناسبات المجتمعية والاحتفاء بها ومعها وعندما تناقش احدهم يقول لك ان احتفائي بها وليس كما العامة بل هو لتخليد ذكرها.
ولاستخراج الصور النهضوية حولها، وتناسى هذا المثقف ان هذه المناسبات هي دينية صرف وينبغي ان يكون للمثقف مناسباته كما لعامة الناس اما اذا احتفى مع الناس باسلوبه الخاص ولكن بنفس المناسبة زمانيا لم يحقق هذا المثقف شيئا لان كلامه وان اختلف مع الناس في مفهوم الاحتفاء بالشخص التاريخي المعين فالناس انذاك غير مستمعين له لانه صوته غير مسموع بتاتا في ظل ممارسة الملايين لطقوسها الدينية فهؤلاء سيكونوا سامعين لخطبائهم، وموجهيهم وليس لهذا الشخص المعني ، أي : المثقف للاسف الشديد لم يع دوره الريادي الى الان في الية الوعي والتغيير المجتمعي.
المثقف ان شاء ان يحتفي بمناسبة دينية مثلا كقضية الحسين ومقتله سنة 61هــ فلا ينبغي له ان يعيش نفس اللحظات التي مارست بها الملايين طقوسها الا ان كان نفرا منهمخ متماهيا مع طقوسهم وشعائرهم لك ان تذكر بالمعاني الانسانية حسب نظرك بهذه القضية بعيدا عن الزمان الذي يحتفي به الملايين كي لا تكون متماهيا وكي تكون لك شخصيتك المعنوية والحضارية والتاريخية ، هذا من باب ومن باب اخر اما ان تكون مثقفا انسانيا علمانيا تحتفي بجميع قادة التنوير على مر التاريخ دون تقديس او تعظيم او ان تكون شخصا مثقفا دينيا ولا تدعي العلمانية بتاتا لانها لن تليق بك بعد اليوم لانك تحتفي مع الناس بقضايا بعيدا عن مفاهيم الثقافة .
ومن هذا المنطلق اجد ان الثقافة اليوم تعيش اسوأ اشكالياتها بعد التماهي الذي اوقعها به اشباه المثقفين والمندرجين تحت ظل اللاوعي الجمعي سواء شعروا بذلك ام لم يشعروا
ان الاجيال القادمة عندما ستصل الينا وتجد الثقافة الشوهاء والعرجاء هي المتوارثة من قبلها عند ذاك ستكون المشكلة كبيرة ولن تحل من قبل تلك الاجيال بل يجب ان تحل من قبلنا نحن الذين نقول ونشتغل بالثقافة بعيدا عن الازدواجية الثقافية الاشكالية التي نراها اليوم عند المثقف.












ازدياد قلة الوعي المجتمعي 2%


1%
ازدياد الوعي لدى المثقف 3% 2%


ومن الشكل يتبين ان على المثقف ان يزداد وعيه مع ازدياد قلة الوعي المجتمعي ليكون قادرا على احداث التغيير المطلوب فعندما يزداد التخلف (ازدياد قلة الوعي) من 1% الى 2% يزداد وعي المثقف لكي يكافح زيادة قلة الوعي المجتمعي من 2% الى 3% وبالتالي يقضي المثقف على الفجوات المتخلفة المجتمعية كي يتحول المجتمع الى الشكل التالي :














m

2%

1%

Z 4% 2%



حيث:
M: زيادة الوعي عند المثقف.
Z: زيادة الوعي المجتمعي .



يتضح من الشكل العلاقة الطردية بين زيادة الوعي المجتمعي وزيادة الوعي عند المثقف فعندما يزداد الوعي لديه 1% يزداد الوعي المجتمعي 2% .
30-ب-خرائط المعنى التي نجسد من خلالها العالم ... ا
الثقافة هي جزء من الحياة اليومية وهي انظمة من المعاني المشتركة يمكنها ان توجد على عدد من المقاييس محلية واقليمية وقومية وعالمية وجموعاتية او بين الجماعات وهي ديناميكية ، توفر الاتجاه والتوجه والقواعد والحدود فيما يخص كيف بات بامكان البشر ان يؤولوا المواطن والبيئات واتخاذ القرار حول كيفية استغلال الموارد ، كما ان الثقافات تتعرض للتوتر في احايين كثيرة في فضاء معين او زمان كما تفرض بعض الثقافات المهيمنة نمطها على ثقافة اخرى بل ان بعض الثقافات الفرعية تنشأ من جراء مقاومة الثقافة المهيمنة اما الصفات الثقافية الناتجة من ثقافات سائدة (مهيمنة) او فرعية(متنحية) :
1- اجتماعية : اشكال التفاعل والقوانين والتنظيمات.
2- ايديولوجية :الدين والسياسة وانظمة المعتقد غير العلمانية .
3- تكنولوجية :قدرات وانظمة تؤدي الى تسويق الثقافة لتلك الجماعة
والثقافة المادية تعكس المظاهر غير المادية للثقافة مثل الدين والقيم غير العلمانية فبقاء الكنائس والمساجد يوضح ان هنالك ثقافة دينية تكتنف المكان.
كما ان الثقافات تتاثر بالعوامل الداخلية والخارجية ،فداخليا يمكن للابتكارات مثل تطور تكنولوجيا جديدة او فهم فلسفي جديد ان يحول الثقافات ، اما التاثيرات الخارجية فاهمها الاستعمار والتسويق العالمي والسياحة .
واغلب الثورات الثقافية تاتي عندما يحدث تغيير تكنولووجي حديث مثل العجلة او الزراعة المستقرة او المحرك او الانترنت .
والاهم من هذا هو ظاهرة الانتشار الثقافي وهو عملية نشر الصفات الثقافية من مكان الى اخر ويعرف الموقع او المنطقة التي كانت مصدرا غنيا للصفات بالموقد الثقافي ففيما سبق، يشير دكتور ووريك موراني(ت1972م ، نيوزيلندا ، مفكر في مجال الجغرافيا البشرية ومتخصص في مناطق امريكا اللاتينية ، يشغل حاليا منصب استاذ الجغرافيا البشرية والتنمية في جامعة فيكتوريا – نيوزيلندا) في كتابه : geographies of globalization / newyork 2006
ان المواقد كانت محدودة فالعراق كان موقدا ثقافيا انتشرت منه الزراعة بينما الانتشار الثقافي اليوم يتم عبر وسائل الاتصال العولمية يؤدي هذا الى امكان وجود مواقد غير محددة اقليميا فالموقد الثقافي لعولمة الليبرالية الجديدة هو شبكة مدن العالم التي تهيمن عليها الولايات المتحدة واوروبا الغربية والتفاعل الثقافي الذي تحدثنا عنه كثيرا في دراسات سابقة ومقالات سابقة فيتاتى بثلاثة طرق رئيسة تخضع للتداخل وتوجد على خط ممتد وهي:
1- الاستيعاب : يحدث عندما تتغير ثقافة ما تماما وتفقد صفاتها الاصلية بسبب ادراجها من قبل ثقافة مهيمنة .
2- التثاقف :يحدث عندما تتخذ مجموعة ما صفات الاخرين بينما تحتفظ ببعض صفاتها .
3- السيادة المطلقة : تحدث حيث تعيد ثقافة ما اثبات اصالتها وخصوصيتها في وجه تهديد حقيقي او مدرك من ثقافة اخرى .
اما العولمة الثقافية المعاصرة فتتخذ عدة اشكال وعدة ابعاد فليس هنالك ما يناظر ما تقوم به العولمة الثقافية اليوم عبر امتداد تاريخ الانسانية بفعل حركة التطور في مجال الاتصالات فحتى ظهور الشركات العابرة للقوميات في الصناعات الثقافية التي تنشئ البنية التحتية الضرورية للانتشار المتزايد وتديمها.
وظهور الثقافة الغربية كعلامة مركزية للتفاعل الثقافي العالمي.
كذلك ظهور عدم التجانس الثقافي العالمي ابتداء من اللغة ،فمع ان اللغة الانكليزية تفرض نفسها كلغة مهيمنة عالميا الا ان التنوع الثقافي ما زال مستمرا وباعداد مليونية تنطق لغات اخرى غير الانكليزية مما يؤدي الى عدم التجانس الثقافي فاللغات الماندرينية والاسبانية والهندية والعربية والبرتغالية والبنغالية والروسية ، كل هذه اللغات لها اكثر من 100 مليون ناطق باعتبار كل واحدة لغة اولى فبالتالي بقيت الانكليزية كلغة اولى عالميا وثانية محليا بالنسبة لهذه المجتمعات مما سبب ثنائية لغة فيها.
• السياحة تؤدي ايضا الى عدم تجانس ثقافي عالمي ، حيث ان مجموعة من الناس تجعل وجهة ما جذابة انها عملية عولمة وسائل الاعلام نفسها التي جعلت الناس واعين بالاخرين.
• العلامات التجارية العالمية : تكيف المنتجات في احوال كثيرة وفق الشروط المحلية على الرغم من الظهور الذي لا جدال فيه للعلامات التجارية العالمية ،فالروك مثلا يستخدمها الشباب العراقيون لتسويق ثقافة محلية ، على الرغم من كون موسيقى الروك موسيقى عولمية .
• وساءل الاعلام: مع ان وسائل الاعلام العالمية مركزة كثيرا وموحدة القياس داخل الشركات الرئيسة وخارجها على حد سواء، تبقى الجرائد المحلية والمحطات الاذاعية والتلفازية مقدمة مهمة للاخبار وتعطي وجهة نظرها الخاصة بها .
• الديمقراطية :حيث تطعم الديمقراطية في عديد من القوميات من جزر المحيط الهادئ فوق الاشكال التقليدية واشكال اخرى من الحكم في نيوزيلندا مثلا تحفظ مقاعد في البرلمان لماوري الاثنية وخارج الهيمنة الديموقراطية توجد العديد من التكوينات الاخرى ، في العراق مثلا تفرض كوتا نسوية 25% من مقاعد البرلمان للنساء وهذه خارج السياقات الديموقراطية ، في الصين مثلا حاولت الجمع بين الاقتصادات الليبرالية والسياسات الاستبدادية .
ملحوظتان:
1- الثقافة سواء كانت معولمة او محلية فباعتقادي ما عادت ثقافة محلية الا ما ندر بسبب السياسات العولمية ، فكل الثقافات بالامكان ان تسوق ولكن مع تسويقها يعتبر تاثيرها محدود لان الثقافات العولمية الكبرى هي السائدة .
2- الاستعمار ادى الى تغيير او اضافة بعض الثقافات للشعوب والامثلة كثيرة في هذا المجال ،فالاستعمار الفرنسي اضاف الكثير من ثقافة فرنسا الى الشعب الجزائري لغة وممارسة ولكن بقيت الثقافة العربية الجزائرية موجودة وان بمواجهة في بعض الاحيان وهيمنة ثقافة الاخر في احيان اخرى ، كما علينا ان نعي ان الثقافة هي معرض للتغيير لكي لا تتعرض للهيمنة فاذا كانت الثقافة ناقصة وغير قادرة على مواجهة الثقافة السائدة المهيمنة القوية ارتدت ثقافتنا وتقهقرت وانحسرت من هنا يتطلب وبشدة ان نغير من ثقافتنا بما يتناسب مع حداثة عصرنا كي نستطيع المواجهة والا اصيبت ثقافتنا بالوهن والاضمحلال وهذا ما يحصل اليوم، لذا نرى اليوم ثقافات كثيرة هي البديل لثقافة شعب وهذا البديل تأتى لبعض الشباب لعدم ثقتهم بثقافاتهم التي تتراجع يوميا وتتناسى هذه الشعوب ان التطور يطال كل شيء ليحول الثقافة الى اصلاح ونهضة وتحديث.



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة المثقف تجاه القضايا المهمة في المجتمع والدين والسياسة . ...
- من هو وكيل الاله على الارض العقل ام رجل الدين.. .....من سلسل ...
- من المجتمع الى الشخصية وهذا خلاف ما ذهب اليه علي الوردي- من ...
- كتاب مفهوم العقل في البصرة ج 1
- التنوير ام الحداثة ام الاصلاح ... هو السبيل لنهضة حقيقية
- ادباء بصريون راحلون- ح1
- هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا ج2
- التكنولوجيا والارهاب - الدراسة مجتزأة من كتابي (العلاقة المح ...
- هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا؟؟؟ ج 1
- مقاربة نقدية بين البوذية والاسلام تجسد اليات تحرير الفكر رؤي ...
- التنمية في العراق وابعادها .... التخطيط والرؤى المستدامة
- المثقف ليس حارسا للقيم ..... وهو يعيش وسط مجتمع منافق عفن .. ...
- العلم وحرية الارادة
- دفاعا عن التنوير .ح 21 صدام الحضارات وصدام المحليات
- حكمة ادارة الموارد وفق مفاهيم التنمية المستدامة العراق أنموذ ...
- • عندما يخالف المصلح حقوق العقل .. احمد امين أنموذجا ...
- ابن خلدون بين: علي الوردي ،عبدالرزاق مسلم الماجد، فالح عبدال ...
- الزهويون السياسيون في نظر الوردي
- متى يأخذ المثقف زمام المبادرة؟
- قيس سعيّد وعلمانية الدولة ...... الدولة – الأمة أ ...


المزيد.....




- شاهد/ناشطة يهودية: الحرب على غزة تشبه ما حدث لأجدادي!
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بقذائف المدفعية موقع المر ...
- الجهاد الاسلامي تكشف تفاصيل محاولة التفاف -اسرائيل- على حماس ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة للمسلمين بسبب استهلاك المياه
- أبسطي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأق ...
- ضحك طفلك وابسطه.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 وتاب ...
- أبسطي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأق ...
- ضحك طفلك وابسطه.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 وتاب ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: لن ندع ان يؤثر الحظر على ...
- الولايات المتحدة تعلن إحباط مخطط -هجوم إرهابي- استهدف يهوداً ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - من كتاب الوعي بالتنوير ج 2 ح 27