كامل عباس
الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 11:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رقابة متعددة على المطبوعات الجديدة في سوريا
(2)
أغرتني الموافقة الأمنية الأولى على كتابي – الناصرية نهضة أم سقوط ؟ توهّج الحلم لأتوهم ان ذلك قد يؤمن لي دخلا ماديا يفك اسري في السوق والعمل فيه تارة حارس في مطعم وتارة أخرى أجير عند فران , كوني مجرد مدنيا وممنوع من العمل في دوائر الدولة , لماذا لا أفكر في نشر كتاب آخر من خلال مطابع وزارة الثقافة ؟ فهي تعطي أجرا معقولا من دون الحاجة الى سلفة كما في دور النشر الخاصة وفيها كتّاب مرموقون -على سبيل المثال لا الحصر - عبد الكريم الناعم فلع باع طويل في الفلسفة والأدب والترجمة أيضا. ثم هناك نائب وزير الثقافة محمد كامل الخطيب الشيوعي العتيد الذي كنت وإياه في حلقة ماركسية واحدة أوائل السبعينات وهو المسؤول عن نشر الكتب وقد يساعدني في طبع كتابي عن الناصرية التي نفدت نسخاته في السوق ورفض صاحب الدار أن يطبعه مرة اخرى .ثم لماذا لا أستفيد من ملخصات عديدة أفرج عنها معي فأنا قرأت الكثير في السجن واحتفظت بخلاصات وتعليقات عما قرأت مثل
- المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام للدكتور جواد علي .
- الكامل في التاريخ بن الأثير
- قصة الحضارة بأكملها
قد تساعدني ملخصاتي في تأليف كتاب احلم بنشره عن الاسلام.
بعد حوالي سنة أنجزت مشروع كتاب يحمل اسم – الاصلاح الديني وضرورته الحالية للبلدان ذات الحضارة العربية الاسلامية .- حملت الكتاب الى فرع الرقابة في المزة دخلت مكتب المسؤول لأجد ان المسؤول القديم قد تغير والمسؤول الجديد ناشف وعابس , سجّلت المخطوطة في الديوان واعتبرت غياب صديقي المسؤول القديم فألا سيئا
لم يمنعني ذلك من ان أعرّج على وزارة الثقافة لأقابل سيئ الذكر محمد كامل الخطيب وهناك كان الخازوق الثاني اذ كان جوابه كما يلي: انا لا أنشر كتب عن البعث لللبعثيين عندي فهل تتوهم اني سأنشر كتابا عن الناصرية ,
الخازوق الثالث جاء بعد ستة أشهر حين اتصل بي فرع المزة لآخذ مخطوطتي وقد كتب عليها بالأحمر يمنع نشر هذا الكتاب تحت طائلة المسؤولية
فهمت من الخطوط الحمراء تحت فصول بعينها انّ الذي جنى عليّ هو الاستفاضة بالكتابة عن السلفيين والصوفيين والاخوان المسلمين وكلها تحمل نقدا قاسيا لتشويهم الإسلام الأول وهم جميعا حلفاء النظام الأوفياء له في السلطة والمجتمع
لا حول ولاقوة الا بالله
#كامل_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟