بوب أفاكيان – الثورة عدد 17 : الإستثناء الأمريكي : مزيد من فضح الواقع خلف الأسطورة ( 20 مارس 2024 )

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8091 - 2024 / 9 / 5 - 17:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

بوب أفاكيان – الثورة عدد 17 : الإستثناء الأمريكي : مزيد من فضح الواقع خلف الأسطورة ( 20 مارس 2024 )
جريدة " الثورة " عدد 868 ، 26 أوت 2024
https://revcom.us/

مزيد من فضح الواقع خلف أسطورة " الإستثناء الأمريكي " : الفهم السخيف و الفاضح بأنّ هناك شيء جيّد إستثنائيّا بشأن هذه البلاد و " الديمقراطية الأمريكيّة العظيمة " .
في الواقع ، " هذه الديمقراطيّة العظيمة " عمليّا نظام إستغلال وحشيّ و إضطهاد قاتل ، نظام رأسمالي – إمبريالي ، تفرضه دكتاتوريّة الطبقة الرأسماليّة – التي على أساس موقعها الاقتصادي الهيمني ، تتحكم في السيرورة الإقتصاديّة و الشرطة و الجيش اللذان يفرضان بعنف هذا النظام .
و على عكس ما يُعلنه بإستمرار ممثّلو هذه الطبقة الرأسماليّة الحاكمة و وسائل إعلامها ( آلة دعايتها ) ، الشعب في هذه البلاد " لا يحكم نفسه " – " تحكمه " ، تتحكّم فيه طبقة مستغِلّين رأسماليّين . و ما يُعلن على أنّه قلب و جوهر هذه المسمّاة " ديمقراطيّة عظيمة " – " حق الشعب في إختيار قادته من خلال الانتخابات الحرّة و العادلة " – تتقوّم حقّا ببساطة في " الحقّ " في " الإختيار " بين أحزاب سياسيّة تمثّل ذات النظام الرأسمالي – الإمبريالي .
كامل تاريخ هذه البلاد ، وصولا إلى يومنا هذا – و ليس التاريخ المشوّه و " المغسول بالبيض " الذى يُدرّس في الكتب المدرسيّة و المقدّم في وسائل الإعلام و الثقافة السائدين ، و إنّما التاريخ و الواقع الفعليّين لهذه البلاد و دورها في العالم – يوفّر دليلا عميقا لا يمكن إنكاره عن الطبيعة الوحشيّة حقّا لهذه البلاد و لهذا النظام . في الرسائل السابقة سلّطت الضوء على بعض هذه الفظائع ، و أشرت إلى أعمال ألّفتها أنا و إلى أعمال آخرين على موقع أنترنت revcom.us – و خاصة " سلسلة " جرائم أمريكا " " – التي تتعمّق أكثر و بشكل أشمل في المسألة . و مثلما قلت في رسالتى الأخيرة : ما من شخص نزيه يمكن أن يقرأ هذه الأعمال على موقع أنترنت revcom.us و يواصل تكرار الفهم الفاسد بأنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة جيّدة بصفة إستثنائيّة !
و ما يجرى الآن بالذات يوفّر المزيد من الأدلّة الحيّة على أنّ ما يسمّى ب " الديمقراطيّة الأمريكيّة العظيمة " هي في الوقاع دكتاتوريّة حيث سلطة المؤسّسات الحاكمة تُستخدم للقمع و العقاب الخبيثين و حتّى للقضاء على الناس الذين يشكّلون تهديدا لمصالح الطبقة الحاكمة . و إلى جانب جرائم القتل التى ترتكبها الشرطة و السجن الجماعي للآلاف و الملايين من الناس في هذه البلاد ، وهذا مستمرّ و أنتم تستمعون / تقرأون هذا ، هناك قمع خبيث يسلّط على المحتجّين على الإبادة الجماعيّة في فلسطين التي تقترفها إسرائيل ، بدعم تام من حكومة الولايات المتّحدة و كلا الحزبين السياسيّين للطبقة الحاكمة ( الديمقراطي و الجمهوريّ ) . و المعاهد و الجامعات ، و خاصة جامعات " النخبة " ، كانوا مركز هذا القمع – قمع داس بهمجيّة ما يُفترض أنّ÷ " حقّ التعبير" و " معايير الحرّية الأكاديميّة " . لقد إستُهدف الطلبة و الجامعات و حتّى رؤساء الجامعات تمّ تسريحهم من مواقعهم لإخفاقهم في القمع التام لهذه الإحتجاجات .
لماذا يحدث هذا ؟
يُعزى ذلك إلى أنّ مصالح الولايات المتّحدة الرأسماليّة – الإمبرياليّة موضع رهان . يُعزى إلى كون إسرائيل تنهض ب " دور خاص " كقلعة مدجّجة بالسلاح لدعم إمبرياليّة الولايات المتّحدة في جزء إستراتيجيّا هام من العالم ( " الشرق الأوسط " ). و قد كانت إسرائيل قوّة مفتاح في إقتراف الفظائع التي ساعدت على الحفاظ على الحكم الإضطهادي للإمبرياليّة الأمريكيّة في عديد أنحاء العالم .
و يحدث هذا القمع لأنّ ممثّلين للطبقة الحاكمة في هذه البلاد لهم إحساس بأنّه إن شرع الشباب لا سيما في جامعات " النخبة" في التساؤل و التحرّك جدّيا ضد ما يقوم به هذا النظام – إذا " خسر النظام ولاء " أعداد كبيرة من هؤلاء الطلبة – قد يكون هذا عاملا مهمّا في خلق أزمة حقيقيّة للنظام ككلّ ، كما جدّ ذلك في ستّينات القرن العشرين : أزمة ، الآن أكثر من أيّ زمن مضى ، لا يمكن أن يقبل بها النظام و الحال أنّ البلاد بأكملها بعدُ تتمزّق بإنقسامات عميقة بصدامات مريرة بالذات في صفوف القوى الحاكمة . لذا ، في الوقت نفسه ، هم منقسمون بمرارة ، السلطات الحاكمة لهذه البلاد متّحدة بصلابة في تصميمها على عقاب و بثّ الخوف خاصة ضمن الطلبة في الجامعات النخبة الذين خطوا خطوة إلى الأمام للإحتجاج على المجازر الإباديّة الجماعيّة في حقّ الفلسطينيّين . و الطبقة الحاكمة يائسة في منع معارضة مصالحها الجوهريّة من الإستشراء و مشاركة الجماهير الشعبيّة ، من كافة أنحاء المجتمع .
و يُعرّى هذا أكثر من " الأوضاع العاديّة " ، الدكتاتوريّة الفعليّة وراء الغلاف " ديمقراطيّة " هذه البلاد – و يسلّط الضوء على الضعف الإستراتيجي لهذا النظام ، عندما يفقد ولاء قطاعات هامة من الناس و ينطوى هذا على إمكانيّة الإنتشار إلى كافة أنحاء المجتمع ، بما في ذلك في صفوف المؤسّسات السائدة لهذا النظام .
و سأعود قريبا بالمزيد من الحقائق التي تحتاجون إلى معرفتها – حقائق السلطات القائمة مصمّمة على أن تحول بينكم و بينها – الحقائق الكامنة خلف زعم أنّ هذه البلاد تستمرّ في المضيّ على طريق " إنشاء وحدة أكمل ".

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات