أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - إسلام أشرف عطية - الكراهية: الوباء الذي يهدد مستقبل البشرية














المزيد.....

الكراهية: الوباء الذي يهدد مستقبل البشرية


إسلام أشرف عطية
(Eslam Ashraf Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 8091 - 2024 / 9 / 5 - 04:47
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تنتشر ظاهرة الكراهية في بعض الدول العربية بأشكال متعددة، مثل الكراهية العرقية والدينية والطائفية وكراهية المرأة. وتغذي هذه الظاهرة عوامل عديدة، من بينها الفقر، والجهل، والبطالة. تعتبر الكراهية مؤشرًا على المشكلات النفسية التي يعاني منها الشعوب.

في المجتمعات الحديثة، يعاني الكثيرون من شعور دائم بالنقص. ففي ظل ضغوط الحياة المتزايدة، والمنافسة الشديدة، وارتفاع تكاليف المعيشة، إلى جانب اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، يلجأ بعض الأفراد إلى الكراهية والعنصرية. هذه السلوكيات تحميهم من الشعور بالتقصير او الدونية، حيث تمكنهم من توجيه أصابع الاتهام إلى أفراد أو مجموعات أخرى، معتبرين إياهم سببًا في معاناتهم. كما تمنحهم الشعور بالتفوق على الآخرين، مما يخفف من حدة شعورهم بالنقص.

ضحايا خطاب الكراهية

تُعرف تونس بكونها محطة للمهاجرين من أفريقيا، الباحثين عن الهجرة لأوربا لفرص أفضل فى الحياة بعيدًا عن الصراعات والفقر في بلدانهم الأصلية. ولكن تحولت هذه الأحلام إلى كابوس، حيث تصاعدت مشاعر الكراهية في تونس. مما جعل حياة المهاجرين في تونس جحيمًا لا يطاق.
تفاقمت ظاهرة العنف في تونس بعد خطاب قيس سعيد التحريضي قبل أكثر من عام، بعدما روج في خطابة لفكرة وجود مؤامرة تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية وتحويل تونس إلى دولة أفريقية. وقد ادى ذلك إلى خروج حشود من الناس إلى الشوارع واعتدوا على المهاجرين الأفارقة، وقاموا بطردهم من مساكنهم وسرقة ممتلكاتهم. كما قامت الشرطة باعتقال بعض المهاجرين واعتدت عليهم قبل ترحيلهم.
لقد فعلت الكراهية في تونس بالمهاجرين ما لم تفعله أزمات دولهم الأصلية وأصبحت تونس جحيم للمهاجرين بدلا من أن تكون محطتهم نحو النعيم الذى افتقدوه.
إن رهاب الأجانب أصبح التحدي الأكبر الذي يهدد عالمنا اليوم. وما حدث في تونس يعد جرس إنذار للعالم.
أن يسقط شعب عرف بتحضره مثل الشعب التونسي في مستنقع العنف، فهذا أمر لا يمكن التغاضي عنه. إن ما شهدته تونس من أعمال عنف يُعد انحرافاً صارخاً عن قيم الشعب التونسي الأصيلة كشعب عرف بالتسامح. إن العنف ليس جزءاً من الهوية التونسية. لذلك يتوجب على التونسيين رفض كل أشكال العنف والكراهية.

هل نفهم معنى الاحترام؟

في العديد من المجتمعات العربية، يظهر العداء تجاه الأجانب بسبب اختلاف الدين أو العرق أو الثقافة. ومع ذلك، عندما يهاجر العرب إلى الدول الغربية، يطالبون الدول المضيفة بأحترامهم. قد يكون هذا ناتجًا عن سوء فهم لمفهوم الاحترام. يعتقد البعض أن الاحترام يجب أن يكون من طرف واحد، حيث يتوقعون من الآخرين احترامهم دون أن يشعروا بالالتزام بفعل الشيء نفسه تجاه الآخرين. من المهم أن ندرك أن الاحترام يجب أن يكون متبادلاً؛ لا يمكن للإنسان أن يطالب بشيء لا يمارسه بنفسه.

الهجرة ودورها في التطور

تُعتبر الهجرة عاملًا محوريًا في تعزيز تطور المجتمعات المستقبلة، حيث تساهم في إثراء التنوع الثقافي والاجتماعي وتعزز من مستويات الإبداع والابتكار. بالإضافة إلى ذلك، تسهم في سد الفجوات في سوق العمل، مما يؤدي إلى تحقيق النمو الاقتصادي. مثالاً على ذلك، الولايات المتحدة الأمريكية، التي استفادت على مر العقود من المهاجرين الذين جلبوا معهم أفكارًا جديدة ومهارات متنوعة، مما أدى إلى تحسين الأداء الاقتصادي وتعزيز النشاط الريادي.
على الجانب الآخر، تعاني اليابان، التي تبنت سياسة هجرة صارمة لعقود، من تراجع أعداد القوى العاملة الشابة بسبب شيخوخة السكان. وعلى الرغم من أن اليابان تحتفظ باقتصاد قوي، إلا أن نقص العمالة الشابة يشكل تحديات مستقبلية كبيرة، مما دفع البلاد إلى إعادة النظر في سياساتها المتعلقة بالهجرة.

دور الحكومات والمجتمعات في مكافحة الكراهية والتطرف

ينبغي معالجة أسباب الكراهية من خلال العمل على القضاء على الفقر والجهل والبطالة.
يجب نشر ثقافة التسامح والقبول بين مختلف فئات المجتمع، وتعزيز قيم الحوار والاحترام المتبادل.
يجب على الحكومات تقديم برامج لدعم اندماج المهاجرين في مجتمعاتهم الجديدة، بما في ذلك برامج تعليم اللغة والتدريب المهني مع تبني المواهب وتجنيسها والاستفادة منها.
ويجب على الدول المتقدمة دعم جهود الدول المستضيفة للمهاجرين بشتى الطرق.
يجب على الدول تبنى استراتيجية متشددة وغير متسامحة تجاه الكراهية ومروجيها ومحاسبة أصحاب الخطابات المتطرفة، وسن قوانين صارمة لمحاسبة المتورطين في نشر الكراهية.

ختاماً…

«إذا ركزنا على البحث عن أوجه التشابه بيننا بدلاً من الاختلافات، سنعيش في عالم أكثر تسامحاً.»



#إسلام_أشرف_عطية (هاشتاغ)       Eslam_Ashraf_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمال الاصطناعي والذكاء المزيف: الوجه القبيح للتكنولوجيا
- الطغاة المتنكرون: الخطر الحقيقي الذي يهدد عالمنا
- الحرب على الحياة: الحكومات الثيوقراطية والعداء للطبيعة
- نيتشه و تشومسكي: ثورة ضد التعليم التقليدي
- حثالة بالوراثة وحثالة بالثقافة: ايهما اشد خطورة على المجتمع؟
- نيتشه: عبقرية فلسفية هزت أركان الفكر الإنساني
- حرب غزة: أسباب وتداعيات الصراع والطريق إلى السلام
- متخصصة فى الصحة النفسية تروج لأفكار رجعية
- مهسا أمينى: رمز الاحتجاجات الإيرانية


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - إسلام أشرف عطية - الكراهية: الوباء الذي يهدد مستقبل البشرية