أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - من صفة الريسونيَيْن اللؤم ونكران الجميل.














المزيد.....

من صفة الريسونيَيْن اللؤم ونكران الجميل.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 8090 - 2024 / 9 / 4 - 22:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشر الدكتور الريسوني مقالا بإحدى المواقع السلفية المتشددة (هوية بريس)، بتاريخ 31 غشت 2024، يربط فيه، بشكل متعسف، بين شقيقه سليمان الذي تمت إدانته بخمس سنوات سجنا نافذا بسبب جريمة الاغتصاب، وبين الداعية السعودي سلمان العودة الذي اعتقلته السلطات السعودية لتشدده الفكري وتطرفه العقدي. فأمرُ اعتقال العودة أو العفو عنه مسألة داخلية تهم دولة العربية السعودية ولا علاقة للمغرب بها. وكون الدكتور الريسوني يثيرها في مقاله ويركز عليها فمن باب النكاية في السلطات السعودية التي استفاد من نعمها واغتنى بريعها ثم تنكّر لها (أكل الغلة وسبّ الملة).
نكران الجميل.
إن أول ما يثير الانتباه في مقالة د. الريسوني هو تجاهله التوجه إلى الله تعالى بالحمد والشكر على استفادة شقيقه من العفو الملكي. فكيف تجاهل الفقيه القوة الإلهية التي كان يتوجه إليها بأدعيته "اليومية أو شبه اليومية خلال السنوات المنصرمة": “اللهم فرج عن أخي سُليمان من سجنه، وفرج عنه في سجنه”؟ إذ كان من المفروض في الفقيه المقاصدي أن يجهر بالشكر والحمد لله على الفرج/العفو الذي شمل شقيقه، ولا تنسيه إياه "محنة" الداعية سلمان. لقد نسي الفقيه الريسوني أن من يشكر الله على نعمة يزيده منها مصداقا لقوله تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم). كما نسي قول الرسول الكريم (ص): (لا يشكر الله من لا يشكر الناس). وهذا الذي ينطبق على الفقيه الريسوني الذي استكبر فامتنع عن توجيه عبارات الشكر لعاهل البلاد الذي شمل بعفوه سليمان الريسوني. بل نسي تضرعاته اليومية إلى الله، وما أنساه الشكر لله ولملك البلاد إلا لُؤمه ودناءته مصداقا لقول الشاعر:
إنَّ الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ // واللُّؤْمُ مقرونٌ بذي الإخلافِ.
تمرّد اللئيم.
لم تصدر عبارات الشكر عن الفقيه الريسوني كما لم تصدر عن شقيقه المعفى عنه. وهذه صفة من صفات اللؤماء. وليس من الأخلاق في شيء أن يقابَل العفو بالتنكر والتمرّد. فالشقيقان الريسوني يشتركان في صفة اللؤم، ويزيد عليها سليمان الريسوني صفة التمرد. وكان عليه أن يخجل من نفسه ومن محيطه الاجتماعي والمهني. فاعتقاله لم يكن ضريبة نضال ولا ثمن مواقف وآراء. بل عقاب لجريمة الاغتصاب التي أثبتها الضحية بأكثر من وسيلة. وليس أي اغتصاب. فمن حقه أن تكون له ميولات جنسية مختلفة، لكن القانون والدستور يلزم الدولة بحماية الأعراض ومعاقبة المعتدين عليها. وهذا حال الريسوني الذي لم تُسجّل له مواقف مشرفة ولم يُعرف عنه النزال السياسي من أجل الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان. فساحات النضال لم تشهد له مرورا ولا تواجدا. والاعتقاد بأن صفة "صحافي" تضمن له الحصانة وتجعله فوق القانون، أو مواطنا من الدرجة الأولى له حق استباحة أعراض غيره، هو اعتقاد سخيف وبئيس يُسقط عنه كل ما يدعيه من "نضال" من أجل دولة الحق والقانون. ذلك أن أساس الدولة الديمقراطية هو المساواة أمام القانون.
لهذا، فإن ما فاه به سليمان الريسوني لصحيفة "El Independiente"المعادية لوحدتنا الترابية وللنظام الملكي يؤكد فيه أنه شخص لئيم ولا يستحق العفو. إذ لم يُخف تطاوله على جلالة الملك وتبخيس قرار العفو الملكي عنه. فحين سأله الصحفي: "أنت الوحيد الذي لم يعبر عن امتنانه للملك محمد السادس. كيف ترد على مثل هذه المؤاخذات؟"، أجاب بكل لؤم وغرور: " تقييمي البسيط هو أن التدخل الفعلي للملك كان باستطاعته أن يكون أكثر أهمية لو حدث في بداية مذبحة حقوق الإنسان". ومعنى هذا أن قرار العفو بات دون أهمية. غرور جعله يرى نفسه "وحيد زمانه"، منه وبه تقاس أهمية الأمور والقرارات، وهو ليس إلا مغتصب المثليين. جريمة جعلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية تتخذ موقف الحياد بين الريسوني وضحيته "آدم". وهذا ما شدد عليه السيد عبد الكبير اخشيشن في رده عن الدعوة التي وجهتها رئيسة الفدرالية الدولية للصحافيين، دومينيك برادالي، من أجل تفعيل آليات التحرك للدفع في اتجاه إطلاق سراح الصحافي سليمان الريسوني، حيث قال: “نحن مؤسسة نقابية، لا نحتاج لمن يذكرنا بالقيام بأدوارنا، لكل مقام مقال، نحن من قرر القيام بالرصد والمتابعة لمحاكمة الريسوني، ونقدم المعطيات بشفافية، ونتبنى الدفاع عن حرية التعبير، غير أن ملفات النزاعات القضائية ووجود مواطن آخر يلزمنا باحترامه".
لم يسلم من الريسوني زملاؤه في المهنة الصحافية ولا مؤسستا القضاء والأمن. بل دفع به غروره وعداؤه للمؤسسات الدستورية إلى المطالبة بإطلاق سراح المجرمين قتلة قوات الأمن والدرك والوقاية المدنية في مخيم "اكديم إزيك". وهو بهذا يصطف إلى جانب أعداء الوحدة الترابية وخونة الوطن.
في الدول الديمقراطية، حين يرتكب الصحافي جريمة جنسية، لا تخرج الأصوات منددة باعتقاله أو بمحاكمته أو مطالبة بالإفراج عنه. ولا أدل على هذا مذيع الأخبار الشهير في هيئة الإذاعة البريطانية هيو إدواردز " Huw Edwards "، الذي تم القبض عليه واتهم بحيازة ست صور من الفئة أ، وهي أخطر تصنيف للصور غير اللائقة، على هاتف. كما اتُهم بحيازة 12 صورة من الفئة ب و 19 صورة من الفئة ج، وهي التهم التي تصل عقوبتها إلى عشر سنوات سجنا. لم ينكر هذا الصحافي التهم ولم يتهم الدولة باستهدافه. بل أقر بالذنب بالتقاط صور غير لائقة للأطفال وقدم اعتذاره واسقالته من العمل.
إن الاعتراف بالفضل والمعروف صفة نبيلة وخلق عظيم حث عليه رسولنا الكريم ( من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه). لكن حين يكون المعروف في غير أهله يقابَل باللؤم والتمرد.
إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكتَه// وإن أنت أكرمتَ اللَّئيمَ تمرَّدا.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العداء الجزائري مقابل الانتصار الدبلوماسي المغربي.
- عنتريات سماسرة حقوق الإنسان تُفسد فرص العفو الملكي.
- الجزائر صانعة الإرهاب والانفصال والعداء.
- جماعة العدل والإحسان ولُولُوش فوق الهَدْروش.
- نهاية الابتزاز والرقص على الحبلين.
- تجار حقوق الإنسان يتجاهلون انتهاكها في مخيمات تندوف.
- استهداف الأجهزة الأمنية أعلى درجات الخيانة الوطنية.
- أوروبا بين فكّي التطرف اليميني والتطرف الإسلاموي(3/3).
- متى كان لخوانجية وعملاء إيران يؤمنون بالوطن؟ !!
- أوروبا بين فكّي التطرف اليميني والتطرف الإسلاموي( 2/3).
- أوروبا بين فكّي التطرف اليميني والتطرف الإسلاموي (1/3).
- ما موقف عملاء إيران بعد إعلان دعمها للبوليساريو؟
- لا هُم قوميون ولا هُمْ وحدويون، بل عملاء مرتزقون.
- إفريقيا ضحية الإرهاب والنهب والانقلاب (4/4).
- إفريقيا ضحية الإرهاب والنهب والانقلاب (3/4).
- إفريقيا ضحية الإرهاب والنهب والانقلاب (2/4).
- إفريقيا ضحية الإرهاب والنهب والانقلاب (1/4).
- الدبلوماسية الأمنية تكرس ريادة المغرب في محاربة الإرهاب.
- أبعدوا لخوانجية عن المجالس العلمية والخطب المنبرية.
- لا يمكن محاربة الفساد بأحزاب فاسدة.


المزيد.....




- ضجة يثيرها الداعية عثمان الخميس بفتوى عن لبس النبي محمد -حلّ ...
- إشارة قوية بدون تشفير “تردد قناة طيور الجنة 2024” على نايل و ...
- إسرائيل تضيق على الحجاج المسيحيين بالقدس
- ” أنا البندورة الحمرا” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد ...
- الضفة الغربية، إنزلاق نحو غزة ثانية؟.. تهويد المسجد الأقصى، ...
- رئيس منظمة العلاقات الإسلامية في إيران يدعو لتدعيم وحدة العا ...
- تير شتيغن يصف اختياره حارسا أول لألمانيا بعد 12 عاما من الان ...
- الكويت.. حبس مدرس -تربية إسلامية- مصري بسبب جريمة شائنة
- السيد الحوثي: نحن بحاجة الى احياء الروح الجهادية في اطار هذه ...
- حميدو الولد الشقي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 على نايل ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - من صفة الريسونيَيْن اللؤم ونكران الجميل.