أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عامر موسى الشيخ - كرنفال الشتائم الوطني!!














المزيد.....

كرنفال الشتائم الوطني!!


عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)


الحوار المتمدن-العدد: 8090 - 2024 / 9 / 4 - 18:48
المحور: قضايا ثقافية
    


يشهد فضاء التواصل الاجتماعي العراقي منذ شهرين، وإلى لحظة كتابة هذه السطور، كرنفالًا كبيرًا من الشتائم والتخوين والتسقيط والقطيعة والمقاطعة والنبذ والهمز واللمز. وصل هذا الكرنفال إلى مديات بعيدة جدًا، متجاوزًا حدود الأخلاقيات العامة.
بدأ هذا الكرنفال عندما أبدى الشاعر عمر السراي رأيًا في تجربة الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، فقامت الدنيا ولم تقعد، ولما تزال الدنيا مستمرة في هذه الحالة من الوقوف !. اشتعلت الأجواء مرة أخرى عندما قدم الشاعر حسين القاصد رأيًا عن واحدة من أغنيات كاظم الساهر، ورأيا آخر عن قصيدة من قصائد الجواهري، مما أدى إلى تصاعد الخلافات بشكل حاد.
اشتد الكرنفال مرّة أخرى وبلغ ذروته عند مناقشة تعديل قانون الأحوال الشخصية، حيث أظهر العراقيون فجأة شخصية الفقيه والمشرع القانوني والمدني المدافع عن حقوق الشريحة التي يشملها التعديل. إلا أن هذا النقاش لم يكن سوى جزء من كرنفال آخر يُضاف إلى سلسلة الكرنفالات المستمرة.
لم يتوقف هذا الكرنفال عند هذا الحد، بل انتقل إلى جدال حاد حول مسلسل "الجنة والنار" الذي أُنتج خارج حدود العاصمة. أثار هذا المسلسل نقاشات حامية بين الناس، الذين استعرضوا خزّان الشتائم والتخوين الذي لديهم، مستخدمين ألفاظًا خشنة في تعبيراتهم.
ورغم انحدار مستوى الحوار والتعليقات المسيئة، إلا أنني أرى في وسط هذه المعمعة والجلبة والصراخ شيئًا جماليًا بسيطًا وصغيرًا وهو : إن العراقيين يتخاصمون حول شاعر، ومطرب، وعمل فني! وقضية دينية مدنية تخص أحوالهم الشخصية. يبدو أنهم قد نسوا أو تناسوا ما تعانيه بلادهم من أخطار ومستقبل مجهول.
هل شبع العراقيون إلى حد أن يصبح شغلهم الشاغل هو تجارب الشعراء والفنانين؟
ولم تهدأ الدنيا حتى عادت إلى حالة عدم الاستقرار عندما أفصحت الدكتورة والفنانة عواطف نعيم أن شكسبير زارها في المنام معاتبًا! وهكذا، انبرى البعض للسخرية والتهكم والدفاع عن صاحب "عطيل" و"ماكبث" و"هاملت". لكنني أتساءل: هل هؤلاء يعرفون ما تعنيه كلمات السيدة نعيم، أو حتى هل يعرفون هوية وجنسية وأصول شكسبير؟ أم أن الكلام بالنسبة لهم مجرد هواية؟ أشك أن بعضهم سمعوا باسم شكسبير لأول مرة من خلال السيدة عواطف نعيم!.
وفي هذا الكرنفال المستمر، انشغل الناس أيضا بالحديث عن دولة الكويت وقصة سماحها للعراقيين بالدخول إلى أراضيها. حتى الذين لا يعرفون عدد لاعبي كرة القدم ، دخلوا في هذا النقاش، مقترحين على حكومتي البلدين ملاحظات وتوجيهات حول ما يجب فعله.
أسهم هذا الكرنفال في تغطية أحداث عراقية كبيرة مرت خلال الشهرين الماضيين. على سبيل المثال، أين وصل الأمر بقضية "سرقة القرن"؟ وما هو موقفنا مما يجري على الحدود العراقية التركية؟ وهل لاحظ العراقيون ما تعرض له خريجو المجموعات الطبية يوم أمس؟
هل نهدأ أم نستمر في هذا الكرنفال؟
إشارة: لفهم مصطلح "الكرنفال"، يمكن مراجعة مفهومه عند الناقد الروسي ميخائيل باختين، الذي يصفه بأنه "المجموع الكلي لمختلف أشكال الطقوس الاحتفالية العامة". وقد طبق باختين هذا المفهوم على الأعمال الروائية لربليه ودوستويفسكي.



#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)       Amer_Mousa_Alsheik#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أدب السيرة الذاتية - ق.م سيرة سجين سياسي - للؤي عمران مثا ...
- بين يوسف الرفاعي وعبد الحميد السماوي
- قراءة في أدب مدينة السماوة التسعيني ... ديوان - مآرب أخرى - ...
- لذة اللبان الوطني المرّ
- في الذكرى الثانية على رحيله ... حامد فاضل الراسخ المجرّب
- أتذكر الدرويش ( إلى محمود درويش وهو يتذكر السياب )
- المغسلة الانتخابية
- سيرة الوطن والمواطن ... قراءة في مذكرات الدكتور غازي الخطيب
- التاريخي والأدبي .. في -صورة أخرى لجمشيد - لنعيم شريف
- كلام بطران مُعاد !!
- الطفولة المعدمة في سماء من خشب لزين العزيز
- واثق الحسناوي يبحث في - الموسيقى عبر التحليل الاشهاري -
- محو الحياة في مراثي الفراشات للشاعر نجم عذوف
- مقطع عرضي لنا
- - نسّاي - يوسف المحسن تمحو ذاكرة النوع
- السؤال عن الشعر في مدونة الشاعر قاسم والي ... قراءة انطباعية
- رسائل حكايات - الدرهم الأخير - للؤي عمران.
- الثنائيات الضدية في ألف صباح وصباح لحامد فاضل
- تخطيطات عراقية
- رُقمٌ مقدسةٌ على جدار العشق بين انكيدو وعشتار


المزيد.....




- المسلسلات السورية في رمضان 2025.. مكسيم خليل بطلا لـ -موسم ح ...
- الصين تحذر الطلاب من محاولات التجسس عبر -الرجال الوسيمين وال ...
- استقالة وزير الخارجية الأوكراني تسبق تعديلًا وزاريًا قد يطال ...
- سياسة -حزب سارة فاغنكنيشت- الجديد في ملف الهجرة
- ألمانيا ـ-تحالف سارة فاغنكنيشت-... -صانع ملوك- على مقعد الان ...
- مصدر مصري يشن هجوما لاذعا على نتنياهو: يروج أكاذيب للتغطية ع ...
- الكويت: إحالة تشكيل عصابي لمحكمة الجنايات بتهمة غسل الأموال ...
- لافروف يحذر واشنطن.. لا عبث بخطوطنا الحمراء
- وزير إسرائيلي يؤكد انفتاح تل أبيب على التفاوض بشأن فيلادلفيا ...
- الإعلامية فجر السعيد ترحب بإسرائيليين في منزلها وتثير غضبا ك ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عامر موسى الشيخ - كرنفال الشتائم الوطني!!