|
حول مسألة زواج القاصرات و بلوغ عائشة
بارباروسا آكيم
الحوار المتمدن-العدد: 8090 - 2024 / 9 / 4 - 09:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
طبعا في خضم الجدل الحاصل هذه الأيام في العراق حول قانون نكاح القاصرات و محاولة القوى السياسية الشيعية بشتى الطرق تمرير القانون المشار اليه آنفاً نأييت بنفسي عن هذا الموضوع لكون كل أطياف المجتمع العراقي قد شاركت في مناقشة القانون و التعليق عليه سواء من المؤيدين أَو المعارضين ، لذلك لم يكن عندي ما يمكن أَن أضيفه في هذا الصدد و في النهاية فأن المسألة شأن داخلي لأبناء البلد لا علاقة لنا به
و لكن فيما كنت اتابع البارحة برنامج ( الحق يقال ) الذي تبثه قناة ( يو تي في ) لمقدمه عدنان الطائي أحببت التعليق على ما قاله الشيخ علي الدراجي بأنه لا يعرف كيف كان بلوغ النساء في ذاك الزمان و هذا في معرض تعليقه على مسألة زواج رسول الإنسانية من السيدة عائشة و التي كانت طفلة قاصرة يومذاك
ثم بعد ذلك إستخدم إسلوب التكفير المبطن في توجيه سؤال لضيوف الحلقة المعارضين للقانون بقوله : هل انتم مسلمون ؟
https://youtu.be/8x2tu4tC0Dc?si=IxvVS8HAjzVkjrJu
و ما يعنينا نحن من هذا النقاش هو الجانب الفقهي و الجانب التاريخي من الموضوع أَما مسألة إقرار القانون من عدمه فهي كما قلنا مسألة تخص أَصحابها و لا تعنيني من قريب أَو بعيد
لماذا ؟ لأنه حينما يفتري أحدهم على رسول الإنسانية ( عليه الصلاة و السلام ) و على أم المؤمنين عائشة فسأكون حاضر للتصدي
إلا رسول الله و شريعته يا أَولاد القحاب
في البداية علينا أن نعلم بأن السيدة عائشة تصف نفسها بأنها كانت طفلة حينما تزوجها رسول الإنسانية و اليكم كلام السيدة عائشة :
٣٨٩٤ - حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ ﷺ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الخَزْرَجٍ فَوُعِكْتُ فَتَمَزقَ شَعَرِي فَوَفَى جُمَيْمَةً، فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ، وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي، فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا، لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لَأُنْهِجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ، فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ. فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ضُحًى، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ.
وَرَوَى أَحْمَدُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ هَذِهِ الْقِصَّةَ مُطَوَّلَةً قَالَتْ عَائِشَةُ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَدَخَلَ بَيْتَنَا، فَجَاءَتْ بِي أُمِّي وَأَنَا فِي أُرْجُوحَةٍ وَلِي جُمَيْمَةٍ، فَفَرَقَتْهَا، وَمَسَحَتْ وَجْهِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ بِي تَقُودُنِي حَتَّى وَقَفَتْ بِي عِنْدَ الْبَابِ حَتَّى سَكَنَ نَفَسِي .. الْحَدِيثَ.
وَفِيهِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرِهِ وَعِنْدَهُ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَجْلَسَتْنِي فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَارَكَ اللَّهُ لك فِيهِمْ. فَوَثَبَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، وَبَنَى بِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي بَيْتِنَا وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ.
فتح الباري بشرح البخاري بن حجر العسقلاني الجزء السابع ، صفحة ٢٢٣ _ ٢٢٤ كتاب مناقب الأنصار _ باب تزويج النبي صلعم عائشة و قدومها المدينة و بناءه بها رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي قام بإخراجه وتصحيح تجاربه: محب الدين الخطيب الطبعة: «السلفية الأولى»، ١٣٨٠ - ١٣٩٠ هـ الناشر: المكتبة السلفية - مصر
طيب السيدة عائشة تقول بأنها كانت في ارجوحة و معها صواحب ( يعني لعب ) فهل هناك إمرأة بالغة تلعب باللعب !؟ السيدة عائشة تقول بأن شعرها كان مكنفش( جميمة ) فهل هناك إمرأة بالغة يكون شعرها هكذا ؟! السيدة عائشة تقول بأن أم رومان سحبتها من يدها و اوقفتها على باب الدار و هي تلهج فهل هناك إمرأة بالغة تؤخذ من يدها و تتعب لمجرد مشيها مع أمها ؟! السيدة عائشة تقول بأن أُمها غسلت وجهها فهل هناك إمرأة بالغة تغسل وجهها أمها ؟! السيدة عائشة تقول بأن امها أجلستها في حجر الرسول فهل هناك إمرأة بالغة تجلس في حضن زوجها أمام الناس ؟!
اذا كل الأوصاف التي جاءت على لسان السيدة عائشة توضح بأنها كانت طفلة صغيرة تزوجها محمد في عمر ٦ سنوات و دخل بها و هي بعمر تسع سنوات ..
الآن نأتي الى محاولة تحريف الشريعة الإسلامية من قبل بعض القوى السياسية و هي إنهم يكذبون على الله فيقولون إن سن الزواج بالنسبة للإناث هو ٩ سنوات
و الصواب هو أَقل من ٩ سنوات لأن الحساب يجب أن يكون بحساب الأشهر القمرية على سنة الحبيب المصطفى و ليس بحساب الأشهر الشمسية
واعلم أنه إذا أطلق العلماء ﵏ الحول أو العام أو السنة فمرادهم بالهلال، أي: السنة الهلالية؛ لأن السنة الهلالية هي السنة الحقيقية التي وقَّتها الله لعباده، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: ٣٦] وهذه التواريخ التي بنيت على أشهر غير هلالية هي في الحقيقة أوهام غير منضبطة بشيء معين، ولهذا تجد بعضها يصل إلى واحد وثلاثين يوماً، والثاني إلى ثمانية وعشرين يوماً مثلاً، فهذه ليست مبنية على أصل، لكن الأشهر الهلالية مبنية على أصل جعله الله ـ تعالى ـ للناس كما قال الله ـ تعالى ـ ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ [البقرة: ١٨٩] وقال تعالى: ﴿وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ [يونس: ٥] فكلما رأيت في كلام أهل العلم حولاً، أو سنة، أو عاماً، فالمراد بالهلال.
الشرح الممتع على زاد المستقنع المؤلف محمد بن صالح العثيمين جزء ١٠ ، صفحة ٣٧١ الطبعة: الأولى، ١٤٢٢ - ١٤٢٨ هـ دار النشر: دار ابن الجوزي
يعني السنة القمرية 354.37 يوما، والسنة الشمسية 365.25 يوما يعني بحسبة رياضيات فأن التسع سنين قمرية التي تتحدث عنها عائشة هي ثمان سنين ميلادية وثمانية أشهر وعشرون يوماً تقريباً
إذا القانون يجب أَن يقدم على هذا الأساس و بدون تحريف و بالمناسبة هذا ماقاله السيد السيستاني بالنص
https://www.sistani.org/arabic/qa/0363/#:~:text=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A8%3A%20%D9%A1%D9%80%20%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D9%88%D8%BA%20%D9%81%D9%8A,%D9%88%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%20%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1%20%D9%88%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86%20%D9%8A%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%8B%20%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D9%8B.
#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرد على استاذنا العزيز لبيب سلطان
-
رسالة الى صديقي الليبرالي
-
تأثير الخرافة الإيجابي
-
حادثة بغديدا _ اسئلة حائرة
-
نهاية التاريخ
-
الحجاب و عاشوراء
-
علوش البطل
-
اخبار سريعة
-
الشخصية السياسية العراقية _ موميكا نموذجا _
-
الرواية الدينية
-
الى الأحباء القرآنيين
-
جاء رمضان و جاءت مشاكله
-
رسالة ختامية الى الإخوة الموامنة
-
عن الخمر في بلاد الخمر
-
الحجاب و التواصل البصري
-
المحتوى الهابط
-
الصلاعمة و الإشتراط السلوكي البافلوفي
-
اليسار الفرنسي ..مكانك راوح
-
تطرية القلوب في معرفة الراكب و المركوب
-
تنبيه العوام لشرور الإسلام
المزيد.....
-
اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع
...
-
اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
-
المسلمون متحدون أكثر مما نظن
-
فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف
...
-
ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال
...
-
“ثلاث عصافير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025
...
-
مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر
...
-
الشيخ علي الخطيب: لبنان لا يبنى على العداوات الطائفية +فيدي
...
-
اضبط الان تردد قناة طيور الجنة toyor al janah على الأقمار ال
...
-
” بإشارة قوية ” تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 Toyor Aljanah
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|