خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8090 - 2024 / 9 / 4 - 00:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خضم النزاع المستمر في غزة، برزت تقارير تفيد بزيادة مصر صادراتها إلى إسرائيل بشكل لافت، حيث ارتفعت الكميات المصدرة ثلاث مرات خلال فترة الحرب مقارنةً بعام 2022. من 109 مليون دولار الى 330 مليوناً، هذه الزيادة في الصادرات قد تبدو للوهلة الأولى كخطوة تجارية بحتة، لكنها تكشف عن تواطؤ خطير يتجاوز الأبعاد الاقتصادية، ويعكس تآمرًا ضد الشعب الفلسطيني ويشكل تهديدًا للأمن القومي المصري.
الواقع أن الدعم المصري لإسرائيل في وقت الأزمة يعكس سياسة خيانية تجاه الفلسطينيين، ويعزز من موقف الدولة العبرية في وقت تتعرض فيه غزة لأزمات إنسانية حادة. بينما يعاني الشعب الفلسطيني من القصف والحصار، تسهم زيادة الصادرات المصرية في دعم الاقتصاد الإسرائيلي الذي كان مهددًا بسبب إغلاق البحر الأحمر من قبل الحوثيين في اليمن. هذا الموقف يعزز من قدرة إسرائيل على الاستمرار في عملياتها العسكرية، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين.
ما يزيد من خطورة هذه السياسة هو أنها تتعارض مع مصالح الأمن القومي المصري. فقد كشفت التقارير أن زيادة الصادرات المصرية لإسرائيل تأتي في وقت يشهد فيه إغلاق البحر الأحمر تهديدًا للأمن الغربي الامبريالي والاسرائيلي. وبدلاً من أن تتخذ مصر موقفًا داعمًا للقضية الفلسطينية، تسعى السياسة الحالية إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني ومصالح مصر الاستراتيجية.
يضاف إلى ذلك، أن هذا التواطؤ لا يقتصر على دعم إسرائيل فقط، بل يتكامل مع دور بعض الدول العربية الأخرى التي فتحت قنوات إمداد برية لإسرائيل، مما يعكس مشهدًا عربيًا متناقضًا حيث تتعارض المصالح الاقتصادية مع دعم قضايا الحقوق الإنسانية الأساسية. من خلال هذه السياسات، يثبت النظام المصري عدم اهتمامه بمصالح الشعب الفلسطيني وبالأمن القومي المصري، بل يتبع استراتيجيات تخدم مصالح اقتصادية ضيقة على حساب القضايا الكبرى.
وهذا ما يثبته الموقف المترهل للنظام في مسألة اصرار إسرائيل على السيطرة على محور فيلادلفيا على الحدود المصرية الفلسطينية . هذا الموقف ان لم يكن معيبا للنظام فانما يعيب الجيش المصري.
لكن لا يجب أن ينتقص هذا الدور المشبوه من كرامة الشعب المصري الأصيل الذي يظل رمزًا للعراقة والشرف. فالشعب المصري، بفضل تاريخه العريق ومواقفه الوطنية، سيبقى قادرًا على محاسبة نظامه في قادم الأيام. إن الالتزام بالمبادئ الإنسانية والعدالة يتجلى في قوة الشعب الذي لن يتنازل عن قيمه أو يتسامح مع السياسات التي تضر بمصالح الأمة والشعوب الشقيقة. في النهاية، سيظل الشعب المصري قوة مؤثرة في تحديد مستقبل بلاده، وسيسعى دائمًا لتحقيق العدالة والكرامة التي يستحقها.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟