أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - شعب الله المحتار في مواجهة شعب الله المختار















المزيد.....

شعب الله المحتار في مواجهة شعب الله المختار


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي أنعم فيه الرب على شعبه المختار بقيادات متعلمة واعية ، منظمة راقية ، أمينة مخلصة ، مثابرة مجتهدة ، مكافحة مضحية ، مدركة لأهدافها ومراميها وغاياتها ، تبني الوطن تحافظ عليه وتحفظ مقدراته ؛ رغم أنه مختطف ومسروق ، تؤسس حاضره بعلم وتخطط لمستقبله بفكر ، تنظم صفوف جماهيرها بذكاء ودهاء وتجمع شملهم بعطف ووفاء ؛ رغم أنهم شتات من أرجاء المعمورة كافة !! وتنجح في حشد التأييد الداعم لقضاياهم الرئيسة الكبرى في جل عواصم القرار الدولي المؤثرة , ابتلينا بقيادات طائشة نزقة ، متسلطة مستبدة ، رخيصة تافهة ، شهوانية فاسدة ، مريضة جائعة ، مختلسة سارقة ، تتظاهر بالورع والتقى ، الزهد والعفاف , قيادات تقدم مصالحها وتعلي أزلامها ، ترفع شعارات خيالية لا تمت للواقع بصلة ، شعارات تدرك أنها أعجز خلق الله عن تحقيقها أو تحويلها لواقع ولو جزئيا أو بأي صورة من الصور ، شعارات تدغدغ بها مشاعر العوام البسطاء المغرر بهم بهدف ضمان كسب ولائهم أطول وقت ممكن فضلا عن إحكام السيطرة عليهم وتوجيههم للدخول إلى متاهة جهنمية معقدة لا سبيلا فعليا للخروج منها ، وسوقهم إلى مجهول بعيد حيث لا خلاص أو إلى حافة الهاوية !! .

وبعد : سألني جل من التقيت بهم في الآونة الأخيرة من الأصدقاء والمعارف بعفوية واضحة وبحيرة بادية عن القادم وهل هو قاتم وعن آخر المشوار ، ولا أزعم بأنني كنت قادرا على تقديم إجابات فورية وافية شافية على السؤال الغيبي الكبير ، وقد كان تكرار نفس السؤال عليّ مرارا من آخرين والحيرة العظمى الظاهرة على وجوه الناس دافعي للكتابة في هذا الموضوع بالذات !!.

ولأن الحياة علمتني أن المقدمات السوداوية تقود حتما لنتائج مشابهة ولأن حال جبهتنا الداخلية بائس ركيك لا يسر حبيبا أو صديقا فإنني أقطع بعدم حصول انفراجة أو تغيير إيجابي على حالنا في المستقبل القريب أو المنظور ، إذ كيف يمكن أن تتبدل أحوال شعب جاهل نحو الأفضل وهو مشتت منقسم فوضوي ويقاد من أمثال هؤلاء السابق بيانهم بالصفات وفي التالي شرح موجز لواقع شعبنا الرديء وحاله المزري في خضم حرب إبادة طاحنة جارية :

- تعيين كثير من الجهلة ضعاف النفوس كمندوبي توزيع مساعدات على النازحين ، ومن هؤلاء النازحين كثير من أساتذة الجامعات وحملة الشهادات العليا والأطباء والقضاة والمحامين والمحاسبين وغيرهم ، وهو ما ساهم في تسهيل قيام هؤلاء المندوبين الجهلة بسرقة الكوبونات وبيعها لتجار جشعين قاموا بدورهم ببيعها من جديد بأثمان مضاعفة لأناس محتاجين ولا محاسب أو رقيب !! .

- قيام كثير من التجار بمجرد اندلاع المواجهات في الحرب الأخيرة باحتكار السلع وإخفائها تمهيدا لبيعها لاحقا بأثمان مضاعفة للغلابة والمحتاجين ، وفي مرحلة لاحقة قامت وزارة الاقتصاد ( الوطني !! ) بغزة بإنشاء نقاط في أماكن النزوح كافة تقوم ببيع سلع أساسية كثيرة كالسكر والزيت واللحوم المجمدة والدجاج ؛ وهي سلع تستورد من مصر بثمن بخس وتباع بأضعاف سعرها الفعلي ، بدلا من بيعها بسعر التكلفة أو بربح زهيد دعما لصمود الناس في خضم حرب فرضت عليهم فرضا ولم يختاروها أبدا !! ، ولجيب من يذهب الفارق الكبير ما بين السعر الحقيقي الشامل للضريبة وتكلفة النقل وسعر البيع الفعلي المضاعف والخيالي ؟! .

- حصول عمليات سرقة وسطو ونهب واسعة لجل المنازل التي نزح أهلها منها تنفيذا لأوامر الإخلاء الصادرة عن الجيش الإسرائيلي في كل المدن والأحياء وكذا لجل المحلات التجارية ومقار الشركات الكبرى ومخازنها ومقار البنوك الرئيسة وفروعها ومقار شركات الاتصالات والجامعات والوزارات والهيئات الحكومية والمستشفيات الخاصة والعامة ، وكذا مصالح المياه والري ولم تنج من التخريب والتدمير والسرقة والنهب حتى أرصفة الطرق العامة المبلطة وشبكات شركة الكهرباء حيث سرقت كابلاتها وأعمدتها الخشبية وبيعت كحطب وخردة ؟؟؟!!! . وهل كان يمكن أن يحدث ذلك الخراب لو كان هناك وعي عام أن هذه مقدرات عامة وهي ملك للشعب ولجميع الناس وكذا لو كانت هناك جهات فاعلة مخلصة معنية حقا بردع السارقين والمخربين وقطع دابرهم ؟؟!! .

- ولعل من أكثر الحوادث التي لمستها وآلمتني بشكل خاص في المعركة الجارية هي قيام بعض أبناء العائلات الكبيرة وبعض ملاك الأراضي الجشعين في مناطق النزوح بتأجير قطع صغيرة من أراضيهم للنازحين ليقيموا عليهم خيم تستر عوائلهم وتؤيهم رغم أننا شعب واحد ، عدونا واحد ونمر بضائقة عظمى واحدة تسبب بها عمى البعض وضيق أفقه ونزقه وطيشه !! فضلا عن قيام بعضهم بترك أراض شاسعة فارغة يملكها بلا أي إشغال ومنع أي نازح من المكوث بها أو الاستفادة منها وعمل دوريات حراسة لها !! .

- قيام أبناء العائلات الكبيرة (عددا !!) بأعمال البلطجة واعتراض شاحنات المساعدات والاستيلاء على حمولاتها بهدف السرقة وهو ما حصل مئات المرات في كل المواقع والمدن وكأننا نعيش في غابة استوائية بلا أيّ ضوابط أو قيود !! .

كان هذا حديثا أما قديما فقد تجلت حيرة شعبنا أوضح ما يكون في رفض قياداته لقرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة في العام 1947 وهو القرار الذي قبله الصهاينة حينها بمجرد صدوره وكان يعطينا أكثر من 42% من مساحة فلسطين التاريخية وكان يعد أول محاولة من الأمم المتحدة لحل قضيتنا حلا عادلا نسبيا ، وقد رفضنا القرار بغباء واضح منقطع النظير رغم أننا لم نكن حينها نملك أي قوة لفرض إرادتنا على عدونا بأي شكل من الأشكال !! .

وتجلت حيرة شعبنا جزئيا أيضا في رفض بعض فصائله الاستمرار بالانتفاض على المحتل بالحجر والعصا وسكين المطبخ إذا اقتضت الحاجة وبتحولنا إلى ما يشبه الجيش في نظر أنفسنا وفي نظر العالم الخارجي بسبب امتلاكنا لوهم الكتائب الساحقة والسرايا الماحقة والصواريخ العابرة والقذائف الخارقة والعبوات الناسفة ؟؟!! وقد أدخلنا ذلك في معارك خاسرة سلفا لأننا لا نستطيع أن نجاري عدونا في هذا المضمار فضلا عن أن نتفوق عليه وقد أعطيناه بذلك الذريعة والمبرر لقصفنا بالطائرات ومدافع الدبابات وقتلنا بالجملة وبالآلاف رغم أننا شعب فقير ضعيف أعزل !!

لا أكتب بهدف التجريح والتشهير بل بهدف ( الإصلاح والتغيير !! ) على طريقتي لا على طريقة الدجاجلة الآخرين وبهدف فضح القبح المستتر الكامن في مجتمع غارق حتى أذنيه في النفاق والدجل والكذب والاستغلال ومن كان يضايقه قلمي أو يؤلمه فليتحاش النظر إلى أيّ مرآة اليوم وغدا وربما ما تبقى من حياته !! .



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسابات الحقل وحسابات البيدر
- سَلَف مريض وخَلَف ناقل للعدوى
- جرذ كبير متخم
- تساؤلات مشروعة
- هي الحرب ... ولهذا حزنت !!
- الحكومات المجرمة في الكيانات الهزيلة
- صالون هدى
- عودة الدب الروسي التائه الضال
- ضربة معلم
- عبيد وعبّاد
- فقدنا الأرض ونفقد الإنسان
- ألف غرق وغرق
- الغول
- جماهير القيادة وقيادة الجماهير
- قيادات الصدفة والنحس الوطني
- خفايا الأمور وبواطنها
- عن الجنس والحب والرق والسبي والاغتصاب
- مناجاة
- جناب اللواء المتقاعد
- إلى متى تجاهل المتقاعدين قسرا ؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - شعب الله المحتار في مواجهة شعب الله المختار