أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس ثقافية ـ 278 ـ















المزيد.....

هواجس ثقافية ـ 278 ـ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 18:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المجتمعات الإسلامية صلبة جدًا، آلية التغيير فيها صعب جدًا، لا يعرف المرء لماذا هذا التمسك بقيم وأفكار عفى عليها الزمن، أفكار لم تعد تصلح للحاضر.
أغلب العلوم التي نتناولها في حياتنا اليومية حداثية بامتياز، علم الاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم السياسة، ولكن بمجرد أن نودع الجامعة والشارع، ونعود إلى بيوتنا نغلق الكتب ونسكر السوق وقواميسه وقوانينه ومعروضاته بالقفل، ونعود إلى بداوتنا الفكرية والثقافية والقيمية، وكأننا في زمن بيع التمر والبلح والفخار.
هل هذا الانفصال، بين ثقافة الحاضر والماضي، عملي ومنطقي، أليس من المنطقي أن يغلب العملي على الثقافي ويجيره لمصلحته؟
هذه الازدواجية بين ما هو قائم، وما كان قائمًا في الأزمان القديمة، هل سيبقى ممكنًا، وإلى متى هذا التمزق بين الذاتي والموضوعي؟
واحد مثل محمد مهاتير، رئيس وزراء ماليزيا الذي درس في الغرب وتثقف ثقافته، ونقل علومه إلى وطنه وعكسه عليه، ونقله نقلة نوعية عظيمة، لماذا قلبه مملوء بالحقد على الحداثة والديمقراطية، مع أنه يستخدمها ويمارسها في بلده؟
أغلب الذين يأتون من البلدان الإسلامية يهربون من بلدانهم الموبؤءة بالفساد والجهل والتخلف على يد حكامهم، يغامرون بأنفسهم ومالهم ليصلوا إلى الضفة الأخرى من العالم، إلى أوروبا، بمجرد أن يستقر قليلا ويلتقط أنفاسه، يبدأ يكشف عن حقده الدفين على من استقبله، يتمنى تدميره، لماذا هذه الكراهية القائمة؟
أغلب الدول الذي دخلها المستعمر المباشر اقل سوءا من الحاكم الوطني، وأقل قسوة، وأقل تمزيقًا للبنية الاجتماعية.
هل الاستعمار الفرنسي لسوريا شوه حياة السوريين بالشكل الذي شوهته عائلة الأسد؟ لماذا لا نحقد على العثماني الذي دمر البلدان الإسلامية مدة أربعمائة سنة، ولا نعاتبها حتى؟
إذا الدين أهم من الحياة؟ إذًا، لماذا نترك البلدان الإسلامية، بلدان المحبة والأيمان والأخلاق الحميدة، ونأتي إلى الغرب الكافر؟
إلى متى نضع الايديولوجية التي فات أوانها فوق الواقع، كبديل عن الحياة وثقافة العصر.
الدين الإسلامي لم يعد يواكب العصر مهما حاولنا النفخ فيه، هذه حقيقة، وعلينا أن نحوله إلى شأن خاص بين الإنسان وربه، بمعنى أن ينسحب من السياسة، لأنه يسيء لنفسه وللسياسة ذاتها، وإلا ستبقى البلدان الإسلامية منخورة من الداخل يومًا بعد يوم إلى أن تتفسخ بالكامل على كل المستويات، وسيبقى اللعب فيها إلى ما شاء القدر.
الدين يجب أن يوضع في المتحف، هذا مكانه الطبيعي، أنه كالبيت المتداعي، كلما اصلحت جزء منه، برزت أجزاء أخرى متداعية.
الدين في بلادنا يراهن على أخلاقيات المجتمع الشرقي لهذا هو باق.
برأي يجب أن يجلس على مقعد المتفرجين كلاعب قديم، انتهت صلاحيته. التناقضات الذي فيه أكثر من قدرتنا على إصلاحه، هنا أقصد كل الأديان، وليس بالضرورة الدين الإسلامي، لأنهم عمليا من أرومة واحدة.
في مسلسل الفايكنج، آلهتهم لا تختلف عن الآلهة في بلادنا أو في الهند وغيرها.
قالوا للأنكليز المسيحيين، جئنا لاحتلال بلادكم بأمر من إلهنا، ولدينا الجنة والجهنم، وأننا ذاهبون للموت لكسب هذه الجنة.
هذه الأديان هي ثقافة الشعوب القديمة، ونحن المعاصرين لنا ثقافتنا علينا السير عليها.
كل مجتمع يصنع عاره على مقاسه، يرتديه أفراده كالثوب الفاخر، كالوشم المطبوع على جبينه.
العار أيضًا له مكانته، وربما يقدس.

الكثير منّا يريد أو يتمنى أن يصبح تقيًا، نقيًا نظيفًا من الداخل.
هل هذا ممكن؟
بالطبع: لا
وما معنى التقوى، ومن أين جاءت؟
عندما يكون المفهوم سابقًا على الفعل اعتبره وهم وخواء.
وعندما تحاول أن تصبح تقيًا بقرار مسبق، هذا نفاق وكذب.
التقوى إن لم يكن جزءًا من تكوينك النفسي والعقلي، جزءًا لا يتجزأ منك، دون رؤى مسبقة، لا يمكن أن يكون صحيحًا.
لهذا فإن الاعتراف المسيحي كذبة، زيف، لأنه يناغي وينغنغ الرؤية المسبقة للمرء.
الاعتراف هو إدراك أن الذاتي والموضوعي منفصلان، ولكن لا مشكلة أن يكذب الذاتي على نفسه وشروط حياته وواقعه، عندما يظن عبر الاعتراف أنه عاد إلى ذاته نظيفًا سليمًا تقيًا.
كم وكم من الزيف نعيشه يوميًا ونحاول ان نتحرر منه، لكن السؤال، إذا تحررنا منه إلى أين سنذهب؟
عندما يأخذك المفهوم، مفهوم التقوى إلى بيته، هذا لن يجعلك متصالحًا مع ذاتك، يجب أن تكون المعادلة مقلوبة تمامًا.
لهذا أقول كل الأخلاق القائمة زائفة، فيها كم هائل من اللعب على المفاهيم وتطويعهم لمصلحة الحضارة المشوهة الكاذبة والمنافقة، جاءتنا من خارج أنفسنا، فأدخلتنا في الجحيم، في صراع قاسي وصعب بين أن أكون أخلاقيًا أو زائفًا، وفي الحالتين نحن مزيفون ومنافقون وكذابين.

اعتقد أن العلماء والمفكرين المسلمين كانوا نجوم متفرقة متباعدة، لا جامع بينهم، بمعنى لم يخلق تيار عقلاني راسخ في هذه البلاد المترامية الأطراف التي امتدت من الهند والصين إلى اسبانيا، أو حاولوا العمل على تكوين تيار من أجل رفع الواقع أو حمله ودفعه إلى الأمام.
وجود ابن رشد أو ابن سينا أو التوحيدي لم يكونوا سوى أصوات خافتة في سماء متباعدة لا جامع بينهم.
لو أن تيار المعتزلة ترسخ وطور نفسه بعيدًا عن السلطة ومصالحها ونفوذها وحاجاتها لكان لنا شأن آخر.
لقد اشتغل هؤلاء الأفاضل في ظل الفكر الأشعري الذي قضى على كل نفس حر في الدولة الإسلامية منذ النصف الثاني من الدولة العباسية.
من الأسباب الذي نعاني منها في حياتنا، أننا نحمل هموم العالم على أكتافنا يوميًا، ونعتبرها جزء لا يتجزء من تكويننا النفسي والسلوكي، وننسى همومنا، بل لا نستطيع التصالح مع همومنا أو حلها.
لا نريد أن نصدق أن هذا العالم فاسد، فاسد بالمفاهيم الحامله له، فاسد في سلوكه وقيمه وأدوات إنتاجه وأدوات تنفيذه.
في العمل، في العلاقات، في علاقتنا بالسوق نضع المعايير الأخلاقية كقيمة علية لما نقوم به، ونقنع أنفسننا أن عالمنا جميل يحتاج إلى سند من هنا وسند من هناك ليقف على قدميه، ننسى أو نتناسى ان هذا العالم بني بالمقلوب، وأنه يسير على رأسه بدلا من قدميه.
لقد تربينا في بيئة تنزع نحو الخير، نحو الجمال والحرية، وكأنهما على مسافة قريبة جدًا من عالمنا، وسرنا وراءهما، ثم اكتشفنا هول هذا الخواء الذي نركض وراءه.
نصطدم بالعمل، بزملاء العمل، بدونيتهم، بخضوعهم، بتفاهتهم، بركضهم وراء غرائزهم السريعة، كالحشرات أو السعادين.
يا ليتنا نقتنع أن هذا العالم لا يمكن إصلاحه، ولا نملك أدوات هذا الأصلاح، ولا نملك الأدوات المفهومية التي تأخذ بيدنا إلى التغيير.
كل ما فعلنا، أننا ركضنا وراء الخراب، عسى ولعل نقبض عليه، بهدف إعادة إنتاجه من جديد.

هل تستطيع الديمقراطية أن تبني مجتمعًا متوازنًا سليمًا خاليًا من العقد النفسية والأمراض النفسية والعقلية؟
لماذا العلاقة بين الديمقراطية واقتصاد السوق، علاقة حميمية جدًا، علاقة وشيجة، متشابكة، ينزعان نحو الرفاه والغنى، والفوقية.
ولماذا هذه الديمقراطية مقتصرة على دول محددة، ولا يسمح لدول أخرى في تبنيها؟

بعد مئة عام من إنشاء أو قيام الدول العربية منينا بفشل ذريع على كل المستويات.
فشل في بناء الدولة، أو المؤسسات أو دمج المجتمع في مؤسسات الدولة أو محاولة إنتاج واقع اجتماعي سياسي يدفعنا أن نكون على قدر المسؤولية السياسية أو الوطنية، تدفعنا أن ننهض ونفكر في مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة، تركنا محاولة البناء ودخلنا في صراع بيني على السلطة إلى أن توج في نهاية المطاف إلى تصفية سياسية بين العسكر وبقية القوى وأهمها الإسلاميين إلى أن وصلنا إلى لا دولة ولا وطن ولا مجتمع.
تبعثرنا دون حزن على وطننا، صرنا أبواق لهذا الطرف أو ذاك، لهذا الذي يدفع أو ذاك، تسكننا نفسية المهزوم المرتاح البال على هزيمته، ووضعنا همنا الشخصي فوق أي هم عام.
الإنسان السوري كما تثبت الأحداث هو كائن عائم، لا ارتباط عملي أو واقعي له لأي شيء لا يهمه إلا نفسه.
ومرتبط بكل شيء ويفهم في كل شيء. كائن ضائع، نرجسي إلى حد التخمة المرضية بكل المقاييس
إنسان قلق، متوتر، متكبر، متعجرف أناني، مغرور بنفسه وعقله وأفكاره، لا شيء يعجبه، ليس له انتماء ولا يهمه الهم العام، يسكنه جنون العظمة، وأنه في القمة في الوقت أن الجميع يرى الخازوق في مؤخرته.
اعتقد القلائل من يحزن على سوريا، أغلبهم يحزنون على أمراضهم.

استطاعت الحداثة في المراكز، أن تنتج الدولة العلمانية الديمقراطية. وهذه الأخيرة استطاعت أن تحول القومية والدين إلى ما تحت السياسة، شأن خاص، مثلهم، مثل الأحزاب والنوادي والجمعيات الخيرية والإنسانية.
أي أنها حولت كل الفعاليات الاجتماعية إلى شأن تحت سياسي، أي إلى المجتمع المدني.
وإبقاء الدولة، المرجع لكل النشاطات الإنسانية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وهذه الدولة العلمانية الديمقراطية، هي الموزع لكل مفاصل الفعاليات التحت سياسية، من موقع المشرف والمراقب والمساعد والضامن لمصالح الناس وحرياتهم الخاصة والعامة.
الدولة كتكوين، نخبوية، هذا يجب أن لا يذهب عن أذهاننا، تكوين استلابي للإنسان، بيد أنها ضرورة وحاجة في الوقت الراهن، لأننا لا نستطيع الفكاك عنها، ومن إشرافها على المجتمع ورعايته وتأمين مصالحه، لهذا نعتبرها أهون الشرور في المدى المنظور، إلى أن نصل إلى بديل أكثر إنسانية وأقل قسوة.

عدو عاقل خير من صديق جاهل، أحمق.
هذا المثل معبر جدًا ويمكن إسقاطه على الأحداث الجارية في سوريا.
فالأصدقاء، وعشاق الثورة السورية أول من غرز في جسدها الطاهر: المسامير المذببة، والرماح والسيوف.
لم يتركوا أي إنسان من شرهم، طعنوا في الجميع دون أن يحاسبوا أنفسهم على الكوارث التي سببوها للوطن.
إن هؤلاء يعانون من عقدة الاضطهاد، وجنون الارتياب، ليس الأن، وأنما منذ دخول الحداثة إلى منطقتنا. ولم يستطيعوا التصالح مع الذات والآخر.
ولم يتعلموا على التفكير العقلاني الحر، رغم أن أغلبهم تخرج من جامعات راقية، ولم يحسنوا قراءة الواقع قراءة واقعية، وعلاقة الواقع بالحداثة: وكيف يمكن بناء الذات في ظلها، لكونها واقع لا يمكن تجاوزه.
ما زال خطابهم يعيش في الماضي، قائم على منظومة من المفاهيم القديمة جدًا: كالملة والشورى والاجماع.
وما زالوا يرفضون مفهوم العلمانية والديمقراطية والدستور والحريات، وفي حالة هروب دائم إلى الأمام. السؤال:
ـ إلى متى ستبقون هاربين من هذا الزمن، ومستحقاته أمامكم؟

إن عملية ضبط المجتمع في دولة الاستبداد تم ويتم عبر السيطرة على رؤوساء هذه البنى, الملة, الطائفة, العشيرة, المذهب, بحيث تتكفل كل واحدة على حدى أن تأخذ مكان الدولة في ضبط وحدتها الاجتماعية. أي أنها تتحول إلى مؤسسة, لها آلياتها, علاقاتها, تكوينها النفسي والاجتماعي.
إنهم دولة مصغرة, دولة داخل دولة. وتأخذ السلطة, كل كتلة بشرية على حدى وتتعامل مع زعيمهم أو المجلس الطائفي أو الملي أو المذهبي بتناغم متكامل في ظل مفهوم الرعية.

الراسمالية هي سلطة فوق رؤوسنا. ومقسمة المهام. مثلا امريكا تشن حرًبا, السويد أو النرويج أو استراليا او المانيا, تتولى حماية اللاجئين. وغيرهم يقدم الخيام. واخرين يقدمون مساعدات مالية وغيرهم الطعام والكساء المستعمل. وهكذا. الحرب جزء من طبيعة الراسمالية, وإدارتها أو السيطرة عليها. انه عمل مرتب في اعلى درجاته. وكل دولة لها دور. ومن يظن ان الصين أو روسيا او الهند او باكستان او البرازيل غير راضون عن السلوك الامريكي لصدارة العالم والمنطقة يكون غشيمًا.
بصراحة أنا في قمة التشاؤم وهذا رأيي ومسؤول عنه. الصراع في بلدنا سيستمر لسنوات, ومن دفع بلدنا للتسلح بدون جاهزية قتالية كاملة هو نفسه يقسم ويشرذم المعارضة ولا يريد لها ان تتوحد. ولا يريد للصراع ان يحسم. وأخاف في المستقبل ان يلبسونا دستورًا طائفيًا كما حدث في العراق ولبنان. وهذا قلته قبل سنة. وسنرى ما يخبئه لنا الغرب من كوارث في المستقبل

في البلدان العلمانية يعرف المرء ماذا يريد بدقة, حياته مخططة, منذ بدء الولادة والى الموت. حضانته, روضته, مدرسته إلى أن يتخرج أو يشتغل. ثم يخطط لتقاعده, كيف سيعيش, أين سيسافر, كيف سيربي أولاده, ماذا سيقدم لهم. حتى أنه يحدد نوعية رخام قبره, او زجاجة رماده فيما إذا أراد أن يحرق, وأين سيرمى. يعيش اليوم ولا يفكر في الغد. ولا يرمي المسؤولية على أولاده أو أقرباءه أو اصدقاءه. إنه يتكل على نفسه في كل شيء
التخطيط هو اساس النجاح.
تخطيط حياتك الشخصية مسؤوليتك الفردية. عندما والدك يجلب 15 طفلا ويرميهم دون أن ينظم حياتهم, ويرمي المسؤولية على ابناءهم, ومع كل غلطة يقول الله يدبرها, ويرمي كل شيء على القدر, من هون يبدأ الغلط. الشغل الصح يعطي نتائج صحيحة. انا كتبت عن الفرد, اما حياة المجتمعات والدول, لها كلام اخر. وكأن حياتنا قبل مجيء الاستعمار أو غيره كانت عال العال.
حياتنا كلها كانت ولا زالت شوربة.
أنا اتكلم عن نفسي قبل أن أتكلم عن غيري.

الذي يحيرني, أن هناك من يهتم بالمسرح, والنقد المسرحي, ويكتب سيناريو, وشخص موهوب, ومودرن جدًا, وينظّر بالطائفية, ويشجع الانقسام الاجتماعي بين مكونات المجتمع, ويرى داعش وجبهة النصرة على أنهم ثوار.
هل هذا معقول؟ أن ينزل كاتب مسرح, ونقد مسرحي, الذي هو أجمل ما وصله الإنسان في بحثه عن الجمال, إلى مستوى داعش؟
والله في خلق شؤون.

من الطبيعي أن يكون المثقف منفصلا عن مجتمعه. ومن الطبيعي انه نخبوي, لأنه يقرأ, ويتابع انجازات عصره في علم الاجتماع, السياسة, الاقتصاد, الرواية والشعر, الموسيقا والمسرح, والفن التشكيلي وغيرهم, بينما مجتمعه يعيش في العصور الوسطى وثقافة العصور الوسطى.
بالطبع لن ينجح أي حزب أو فكر أو عقل سياسي معاصر من طرق باب هذا المجتمع المغلق.

سابقا, كان بالنا مرتاح, لدينا عدو واحد هو اسرائيل, عقولنا وقلوبنا متجهة نحو هدف واحد, هي استرداد حقنا المغتصب, الأرض والتاريخ. كنا مطمئنين, أننا أصحاب حق, حتى لو متنا فأننا نموت وقلوبنا عامرة بالسعادة لكوننا ندافع عن قضية عادلة.
اليوم لدينا أعداء كثر جدًا, لا نستطيع ان نحصيهم أو نعرفهم.

الاتهامات جزء اساسي من طبائع الاستبداد, جزء من عمله, لانه لا يعترف بالاخر او لديه القدرة على التفكير او يشب عن الطوق ويصبح حرا. ينظر الاستبداد الى الانسان على انه عبد, طفل غير ناضج لهذا فهناك من يغرر به او يسلب عقله, لهذا فأن الحكومة ومؤسساتها, السلطوية وتفرعاتها تضرب او تقتل ليعود الجميع الى رشدهم.

الشعب المشتت التفكير, بين الهوية والأنا, وصراعه الذاتي بين ماضيه وحاضره, وخلطه المتعمد أو البريء, ما بين الدنيوي والسماوي في السياسة والفكر والحياة والعلاقات, وعدم القدرة على اخراج الاسطورة من باطن السياسة, لن يدخل إلى هذا العصر, الا بعد ان ينظف كل هذه الاحمال الزائدة التي لصقت به حتى يتصالح مع نفسه ومع زمانه.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية وفكرية وسياسية وأدبية ــ277 ــ
- هواجس ثقافية عامة ــ 276 ــ
- هواجس ثقافية أدبية 275
- هواجس فكرية وسياسية وأدبية ــ 274 ــ
- هواجس ثقافية ــ 273 ــ
- هواجس ثقافية ــ 272 ــ
- هواجس ثقافية أدب موسيقا ــ 271 ــ
- هواجس سياسية وفكرية وثقافية 270
- هواجس ثقافية سوياسية وأدبية ــ 269 ــ
- هواجس ثقافية وإنسانية 268
- هواجس ثقافية 267
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية وادبية ــ 266 ــ
- هواجس عامة ثقافة فكر أدب وفن 265
- هواجس الثقافة والحب ــ 264 ــ
- هواجس ثقافية أدبية فكرية 263
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية ــ 262 ــ
- هواجس ثقافية متنوعة 261
- هواجس ثقافية 260
- هواجس ثقافية ــ 259 ــ
- هواجس ثقافية ــ 258 ــ


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس ثقافية ـ 278 ـ