أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - - ساحرة بوربوبيلو - للكبير باولو كويلو : كيف اختفت أثينا الفاتنة العشرينية في ظروف غامضة ؟















المزيد.....

- ساحرة بوربوبيلو - للكبير باولو كويلو : كيف اختفت أثينا الفاتنة العشرينية في ظروف غامضة ؟


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 14:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ساحرة بورتوبيللو رواية بديعة وعمل خيالي ملهم للكاتب والأديب البرازيلي باولو كويلو منجز أدبي لذيذ بخياله الشاسع مذهل بعمقه وسحره في الاستبطان الذهني . وبذلك يحتاج لأكثر من قراءة لفهمه واستجلاء رونقه الابداعي المتميز . نشر كويلو روايته الساحرة عام 2006. ويمكن تقديم ملخص مستعجل لفصول الرواية حيث تدور الأحداث حول فتاة وهي فاتنة عشرينية تدعى أثينا تعيش في ترانسيلفانيا الرومانية من أم غجرية تركتها يتيمة وبعدها تم تبنيها من قبل زوجين لبنانيين وهي أسرة لبنانية مرموقة معروفة في السلك الدبلوماسي.
على مستوى الأحداث تنطلق الرواية بموت الشخصية الرئيسية أثينا .على أن الأحداث ورواية القصة لاتتم من وجهة نظر الراوي كما دئبنا في الحي الروائي بل تتم من وجهة نظر الناس الذين عرفوا أثينا عن قرب وعايشوها وهو أسلوب جديد، بل فتح في عالم الرواية المعاصرة وهكذا نصيخ السمع لأمها المتبنية، وزوجها السابق، ثم لصحفي يحضر بحثا عن مصاصي الدماء، كاهن، معلّم خط اليد، مؤرخ وممثلة وهكذا . كل من هؤلاء يقدم وجهة نظر مختلفة عن أثينا طفلة الميتم الغجرية التي تتكالب على جسدها الأنياب في رومانيا ، لكنها تنسج علاقات كثيرة بعضها مريب وتختفي في ظروف غامضة.
. في هذه الرواية يكشف كويلو ،بل يتماهى بذكاء الخيال المبدع مع تفسير جديد لسيرة الحب. حيث يلمح بطريقة سلسلة بالغة التلميح إلى مشاكل وقضايا العصر الحديث، مثل الجريمة، الطائفية النقاش ضد المسيحية والكاثوليكية، حيث تلتئم المواضيع الأصلية لتشكيل قصة امرأة من القرن الثاني والعشرون ، لكنها تعيش في زمن القرن الحادي والعشرون. التموقع في الزمن حالة مقارنة .هل يحق لنا أن نقول أن كويلو في روايته الساحرة لا يشبه الآخرين، وهل من المغالاة في شيء القول أنه لا يشبه حتى نفسه.
ومع تطور أحداث الرواية نتابع أثينا المتردة تتخطَّى الحدود الحمراء بحثاً عن ماضيها." تسطو على عقول الكثيرين من مديري مصارف وممثّلي مسرح وأصحاب شأن، لتجعل من بيروت ولندن ودبي وترانسلفانيا مسرحاً لأفكارها الغريبة وقدراتها الفذّة. تنسج علاقات كثيرة بعضها مريب، وتختفي في ظروف غامضة.في هذه الراوية يستمرّ كويلو في مداعبة المكامن الخطرة من النفس البشرية. ويعبث بفتيل الحياة، ليكشف عن طاقة الإنسان الكامنة، ويبيّن كيف تتحرَّك وتنطلق بموجِّه ومن دون موجِّه".
ومن البديع الممتع هنا الإدلاء بشهادات مجموعة ممن تعرفوا على الساحرة العشرينية أثينا، يتحدّث في الرواية" كل منهم عن مشاهد من علاقته بها دون علم من الآخرين .لتتشكَّل بخيوط خفية متقنة شخصيةٌ مكتملة وأحداثٌ متكاملة مثيرة، مدهشة ومخيفة أحياناً. تحسب أن باولو كويلو قال كل شيء، لكنه يأتيك من الجهة التي لا تتوقع مجيئه منها، ليحدثك بالموضوع الحرج الذي لا يخطر لك أنه سينفض الرماد عنه يوماً
يقول هيرون ريان صحافي" الناس يوجدون واقعا ليصبحوا من بعدها ضحايا لهذا الواقع الذي أوجدوه أثينا تمردت على هذه الحقيقة . ودفعت الثمن عاليا. "
أما الطبيبة ديد أونيل فتقول" مشكلة أثينا العظمى أنها امرأة من القرن الثاني والعشرين تحيا في القرن الحادي والعشرين من دون أن تتستر على هذا الواقع. هل دفعت ثمنا؟ بالتأكيد دفعت . لكنها كانت لتدفع ثمنا أغلى لو أنها قمعت نفسها الأثيرة الحقيقية. كانت لتشعر بالمرارة والإحباط بالقلق على الدوام ، لما قد يظن الأخرون ، والقول . سوف أحلّ هذا وذاك اولا ثم سأكرس نفسي لحلمي ، والتذمر أن الظروف لا تكون ملائمة أبدا." وتعبر أندريا ماك كاين ممثلة مسرحية قائلة " هذا ما درجت أثينا على قوله .لكنها تصرفت بشكل مغاير لأنها استغلتني وتلاعبت بي من دون أن تقيم وزنا لمشاعري. كانت أثينا معلمتي مسؤولة عن تمرير الألغاز المقدسة بإيقاظ القوة المجهولة التي نمتلكها جميعا. عندما تركب عباب هذا البحر المجهول نثق ثقه عمياء بمن يرشدنا معتقدين أن مدى معرفتهم يفوق معرفتنا .." و يستمر العبقري كويلو في مداعبة التجاويف والأجراف الخطيرة في أعماق سيكولوجيا الإنسان يكشف عن طاقاته الكامنة فنراها تتحرك وتنطلق موجهة دون أن ندرك كقراء من يوجهها. تحت تأثير المتعة الجارفة واللذة الملتاعة التي تنهشنا .
اقتباسات من رواية الساحرة بورتوبيلو"
‫ ‏لم تكن مسألة سهلة، لأنها بشكل أساسي تنطوي على الحب غير المشروط، الذي لا يخشى المعاناة والنبذ، والفَقد.‏‫ ‏وأي امرأة تشرب من هذا الماء مرة، يستحيل أن ترتوي من ينبوع آخر ثانية. ‬‬
في كل شيء عبادة إنّ ركّزت ذهنك على اللحظة الحاضرة.‏
‫ ‏«الإيمان ليس الرغبة. الإيمان إرادة. الرغبات أشياء تحتاج إلى الإشباع، في حين أن الإرادة قوة. الإرادة تغيّر الحيّز من حولنا، كما فعلتِ بعملك في المصرف. لكنّنا، من أجل هذا، نحتاج إلى الرغبة أيضاً. أرجوك! ركّزي على الشمعة! ‬
‫ ‏«لأن الآخرين أنا. وأنا الآخرون». ‬
بالطبع هي كذلك، لكن إن استطاعت روحك أن تتواصل مع ذهنك، فسوف تتمكّنين بعد من تغيير أمور أكثر».‏
الحقيقة أننا لا نريد الخلاص بالطريقة التي اختارها الله؛ نريد أن نُبقي تحكُّمنا مطلقاً في كل خطوة نخطوها، أن نكون مدركين تماماً قراراتنا، أن نكون قادرين على اختيار موضوع تفانينا.‏
‫ ‏مثيرون للشفقة أولئك الذين يبحثون عن الرعاة، بدل التوق إلى الحرية! إن التلاقي مع الطاقة العُليا مفتوح لأي يكن، لكنه يظل بعيداً عن أولئك الذين يُلقون المسؤولية على عاتق الغير إن وقتنا على هذه الأرض مقدّس، وعلينا الاحتفاء بكل ‬
لا احد يشعل نورا ليستره، الهدف من النور هو خلق مزيد من النور ، لفتح عيون الناس ، لكشف الجمالات من حولنا .
لا احد يضحي بالحب ... أغلى ما يملك .
لا أحد يضع أحلامه في يدي من قد يبددها .
عندما تغسلين الأطباق ، صلي . قدمي الشكر لوجود أطباق تغسلينها ، ذلك يعني وجود الطعام ، الذي أطعم أحدهم ، يعني أنك غمرت شخصا أو اكثر برعايتك ، أنك طهوت وأعددت المائدة . تخيلي ملايين الناس في هذه اللحظة ممن لا يملكون شيئا على الإطلاق لغسله ، وما من أحد على الإطلاق ليعدوا له المائدة ".
أعيدي برمجة نفسك كل دقيقة من اليوم ، بأفكار تسهم في نموك ، عندما تشعرين بالغيظ أو الارتباك ، حاولي الضحك على نفسك . اضحكي عاليا على المرأة التي ترزح تحت عذابات الشكوك والقلق ، المرأة المقتنعة أن مشكلاتها أهم ما في العالم .
ما السعادة ؟؟! الحب، يقولون لي.. لكن الحب لا يجلب السعادة، على العكس من ذلك! انه حالة مستمرة من القلق.. بل ساحة معركة، ليال هجرها النوم، نتساءل فيها إن كان ما نفعله صوابا.. الحب الحقيقي مزيج من الانتشاء والفصة.. الحب ؟؟! ليس الحب عادة أو التزاماً أو ديناً.. هو ليس ما تخبرنا به أغنيات الحب.. الحب يحدث ببساطة لا تعريفات له.. أحب ولا تطرح الكثير من الأسئلة.. أحب فقط....
تحصل التغيرات فقط عندما نسير عكس ما تعودنا القيام به .
• ولد باولو كويلو في ريو دي جانيرو عام 1947. قبل أن يتفرغ للكتابة، كان يمارس الإخراج المسرحي، والتمثيل وعمل كمؤلف غنائي، وصحفي. وقد كتب كلمات الأغاني للعديد من المغنيين البرازيليين أمثال إليس ريجينا، ريتا لي راؤول سييكساس، فيما يزيد عن الستين أغنية. ولعه بالعوالم الروحانية بدء منذ شبابه كهيبي، حينما جال العالم بحثا عن المجتمعات السرية، وديانات الشرق. نشر أول كتبه عام 1982 بعنوان «أرشيف الجحيم»، والذي لم يلاق أي نجاح. وتبعت مصيره أعمال أخرى، ثم في عام 1986 قام كويلو بالحج سيرا لمقام القديس جايمس في كومبوستيلا. تلك التي قام بتوثيقها فيما بعد في كتابه «الحج». في العام التالي نشر كتاب «الخيميائي»، وقد كاد الناشر أن يتخلى عنها في البداية، ولكنها سرعان ما أصبحت من أهم الروايات البرازيلية وأكثرها مبيعا. حاز على المرتبة الأولى بين تسع وعشرين دولة. ونال على العديد من الأوسمة والتقديرات.ويكيبيديا.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الكراهية ومناهضة العنف من الرصد إلى التقييم
- التعليقات على السوشل ميديا مقاربة ملغومة
- انجرافات
- خطاب الكراهية على الميديا من الرصد إلى التقييم
- كامليون تبعث الروح في فن الخط العربي والزخرفة بفاس
- حوار شفيف مع الدكتور عزيز زروقي حول علاقة السينما بالأدب الم ...
- غياب الجمهور ناتج عن ضعف التسويق أم هزالة المنتوج؟ الفنان وا ...
- - لا نَمْلكُ إلا أرضاً واحدة، ويُمكننا معاً حمايتها-
- رواية -رجوع إلى الطفولة- للكاتبة المغربية ليلى أبوزيد استرجا ...
- ترانيم ذاكرة جديد الشاعرة المغربية فريدة عدنان
- الصراع في السينما تجذيف جميل بين الأيديولوجيات والمرجعيات وا ...
- المسرح والتربية أية علاقة ؟ محور ندوة فكرية بفاس
- المهرجان الدولي للسينما والفلسفة بفاس جائزة ابن رشد الكبرى م ...
- كتاب -أوراق كرزية- لإدريس معزوز دحض لخرافات الأمس وترميم تره ...
- رئاسة جلسة
- تقديم كتاب عبد الفتاح أبطاني - العشق هامش للخطإ- أساطير ما ب ...
- تكلم دون رسوم
- كتاب - للدكتور محمد الفتحي -الخطاب الروائي من شعرية اللغة إل ...
- مهرجان الأطلس للفيلم الدولي يتوج فيلم – بيت الشعر – بفتح الش ...
- - على هامش تكريم الشاعر والروائي محمد الأشعري وجدلية الشعري ...


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي نقلا عن نتنياهو: إذا انسحبنا من ممر فيلادلفيا ...
- ليبيا.. توجيه عاجل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية بعد مقتل -ال ...
- نتنياهو: حماس ستدفع ثمنا باهظا
- إيران وحزب الله.. محور يتحدى إسرائيل
- منظمة غير حكومية: الجزائر أبعدت نحو 20 ألف مهاجر إلى النيجر ...
- ملك الأردن يجدد رفض بلاده أي محاولات لتهجير الفلسطينيين
- غارات إسرائيلية دامية على جباليا والنصيرات
- روسيا على تخوم بوكروفسك الإستراتيجية.. ومغردون يرون الحل الس ...
- هل تهز الاحتجاجات الإسرائيلية قبضة نتنياهو على السلطة؟
- ما التكتيكات التي يستخدمها الاحتلال في توغله بجنين؟ الفلاحي ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - - ساحرة بوربوبيلو - للكبير باولو كويلو : كيف اختفت أثينا الفاتنة العشرينية في ظروف غامضة ؟