أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - المقاومة الفلسطينية في الضفة تتفوق على نفسها وتفشل استهدافات العدوان الصهيوني العسكرية والسياسية















المزيد.....

المقاومة الفلسطينية في الضفة تتفوق على نفسها وتفشل استهدافات العدوان الصهيوني العسكرية والسياسية


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 12:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم : عليان عليان
العدوان الصهيوني المستمر على مناطق شمال الضفة الفلسطينية منذ فجر الثامن وعشرين من شهر أغطس ( آب) الجاري ، والذي شمل مدينة طول كرم ومخيميها " مخيم طولكرم ومخيم نور شمس" ومدينة جنين ومخيمها والبلدات المحيطة بها ، ومخيم الفارعة في محافظة طوباس وشمل لاحقاً محافظة نابلس وخاصةً مخيمي بلاطة والعين وشمل لاحقاً مناطق في وسط وجنوب الضفة في مخيم الجلزون وبلدة برقة وحوسان ومخيم العروب ، جاء بعد أن انخرطت مناطق شمال الضفة في معركة طوفان الأقصى دعماً لقطاع غزة ، وبعد أن اتخذت فصائل المقاومة قرارها بمباشرة العمليات الاستشهادية في فلسطين المحتلة عام 1948 .
فالعدو الصهيوني حدد أهداف الهجوم الفاشي في السياق العسكري بهدفين هما : اجتثاث فصائل المقاومة المسلحة في الضفة الغربية وخاصة في شمال الضفة ، والبحث عن معامل تصنيع العبوات الناسفة التي تمكن رجال المقاومة من توظيفها باقتدار في مختلف المواجهات وفي الذاكرة استهداف ناقلة جند صهيونية في معركة بأس جنين بعبوة ناسفة كبيرة أدت إلى مصرع وجرح (16) جندي صهيوني ، ويخشى العدو من توظيفها في عمليات تفجيرية واستشهادية في المناطق المحتلة عام 1948 .
وهذه الأهداف العسكرية تأتي في خدمة أهداف سياسية في إطار خطة الحسم الصهيونية التي سناتي على ذكرها بعد الوقوف أمام تفاصيل العدوان الذي استمر 48 ساعة على مخيمي طولكرم وور شمس والفارعة ، تصدى له رجال المقاومة ببسالة منقطعة النظير رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى ، وألحقوا بقوات الاحتلال خسائر كبيرة ، في حين لجأ العدو إلى أسلوب همجي نازي بتدمير البنية التحتية للمخيمات وتجريف الشوارع .
المقاومة تمتص الصدمة الأولى وتنتقل إلى الهجوم
وأمام استبسال رجال المقاومة من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى وبقية الفصائل ، اضطر العدو للانسحاب المؤقت من مخيمي نور شمس وطولكرم والفارعة تحت مسمى وقف النشاط الأمني فيها، ليتفرغ بشكل رئيسي لمدينة جنين ومخيمها الذي بات يتصدى لقوات الاحتلال لليوم الخامس على التوالي .
لقد برعت فصائل المقاومة في جنين ومخيمها، في احتواء ذروة الهجوم الإسرائيلي وصدمته الأولى وامتصاصها ، وانتظرت حتى تقلصت الصدمة ، لترسم تكتيكاتها الهجومية بشكل متقدم ، ثم باشرت فوراً في توزيع مقاتليها على أكثر من محور في سياق متحرك وعدم التمترس في مواقع محددة ، لتخوض حرب عصابات ناجحة أدمت العدو من خلال كمائنها المتعددة في حي الدمج والجابريات وفي أحياء المخيم وفي الحي الشرقي وفي شارعي حيفا ونابلس وفي البلدات المحيطة ، موقعة بقوات الاحتلال خسائر كبيرة على صعيد القتلى والجرحى وعلى صعيد الآليات ، مستخدمة العبوات الناسفة من مختلف الأحجام ، والأسلحة الرشاشة ، حيث شوهدت المروحيات ر تنقل القتلى والجرحى إلى مستشفى "رامبام"، في مدينة حيفا.
لقد دخلت العملية العسكرية يومها الخامس خاصةً في مدينة جنين ومخيمها في الوقت الذي لا تزال فيه فصائل المقاومة تواصل تصديها بكفاءة وبسالة منقطعة النظير مؤكدة أنها أعدت نفسها لأيام طويلة من المواجهة والاشتباك ، وفي ذات الوقت لم يتوقف العدو عن الدفع بمئات الآليات إلى ميدان المعارك ، وبالطائرات الحربية والمسيرة وهي وأن نجحت في اغتيال كوادر وقيادات ميدانية ، إلا أنها لم تفلح في تغير سير المعارك لمصلحة قوات الاحتلال التي باتت تعيش في حالة إنهاك وارتباك ، لا سيما أنها من قوات الاحتياط المنهكة والمتهالكة من مواجهات قطاع غزة ومن كمائن المقاومة المركبة .
التعويض عن الهزيمة بتدمير البنية التحتية
فقوات الاحتلال التي عجزت حتى اللحظة عن تحقيق هدفها العسكري ، لجأت إلى أسلوبها الجبان الذي استخدمته في غزة ، بتدمير البنية التحتية لمدينة جنين ، حيث أفادت مصادر بلدية جنين أن قوات الاحتلال ألحقت دمارا هائلا في البنية التحتية للمدينة والمخيم ، وألحقت أضراراً كبيرة بشبكة الكهرباء ما أدى إلى انقطاع التيار عن المخيم، وعدة مناطق في مدينة جنين ، ونقلت وكالة " وفا" عن بشير مطاحن- مدير العلاقات العامة في بلدية جنين-أن قوات الاحتلال جرفت أكثر من 70% من شوارع المدينة بالكامل، ما أدى إلى تدمير شبكات المياه والصرف الصحي، وكوابل الاتصالات والكهرباء، في المناطق التي تم تجريفها، بما يقدر بطول 20 كلم بشكل أولي "...مضيفاً أن المياه قد انقطعت عن 80% من المدينة وكامل المخيم ،وأن قوات الاحتلال أحرقت أجزاء من سوق الخضار المركزي في المدينة، وعملت على تدمير مئات السيارات والبيوت ، في حين كشف مراسلو الفضائيات عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بالحي الشرقي من المدينة ، الذي حرم القاطنون فيه من الماء والكهرباء والغذاء منذ بداية العدوان .




عوامل فشل العملية العسكرية الصهيونية
فشل العدوان حتى اللحظة في تحقيق الأهداف العسكرية المتوخاة من هجومه على جنين ، حيث قدمت المقاومة في جنين ومخيمها، نسخة مطورة عن ملحمة مخيم جنين 2002 من خلال جملة عوامل أبرزها:
1-بروز وتطور ظاهرة الكتائب المسلحة التي استقطبت أعداد كبيرة من الشباب الذين اكتسبوا خبرة القتال في ميادين القتال.
2- إرادة القتال الكبيرة والاستعداد الهائل للتضحية لدى الشباب الفلسطيني.
3- جر العدو إلى قتال التوتر المنخفض في إطار حرب العصابات وتخلي المقاومة عن أسلوب قتال المواقع.
4- الوحدة الميدانية بين مقاتلي فصائل المقاومة التي تجلت في أبهى صورها
5- الحاضنة الجماهيرية للمقاومة التي لم تضعف رغم تزايد أعداد الشهداء.
6- قدرة فصائل المقاومة على تصنيع العبوات الناسفة وتطويرها .
جمرة المقاومة تنتقل إلى جنوب الضفة
التطور الجديد الذي لم يكن بحسبان الاحتلال ، هو اشتعال المقاومة في جنوب الضفة الفلسطينية ، وقد تجلى ذلك في ثلاث عمليات نوعية في محافظة الخليل ، من بينها عمليتان شمال الخليل ، تمثلتا في الهجوم المزدوج على مستوطنة «غوش عتصيون» وكارمي تسور مساء 30 أغطس ( آب ) الماضي ، عبر سيارتين جرى تفجيرهما واشتباك منفذي العمليتين مع قوات الاحتلال ، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين من بينهم قائد لواء كفار عتصيون ، واستشهاد منفذي العمليتين البطلين : محمد مرقة وزهدي أبو عفيفة
. والعملية الثالثة التي جرت يوم أمس الأحد – الأول من شهر أيلول الجاري ، شرق معبر ترقوميا العسكري، غربي الخليل وأسفرت عن مصرع ثلاثة من الشرطة وحرس الحدود الصهاينة والتي نفذها الب








والجانب الأخطر من هذا العدوان الأخطر على الضفة الغربية، منذ عملية السور الواقي عام 2002 ، يتمثل في الأهداف السياسية المتوخاة من هذه العملية وعلى رأسها ما يلي :
1-تهجير أبناء شعبنا بدءاً بتهجير أبناء المخيمات بالنظر للدور لمركزي التي تضطلع به المخيمات في المقاومة وكذلك رمزية المخيم كعنوان مستمر للنضال من أجل حق العودة والتحرير.
2-التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
3- إجهاض المقاومة للحيلولة دون قيام كيان فلسطيني وفق منظور أن أي كيان وطني يشكل تهديداً وجودياً للكيان الصهيوني
وهذه الأهداف وردت في وثيقة الحسم التي جرى إقرارها في مؤتمر لحزب الصهيونية الدينية بزعامة سيموريتش عام 2017 م ، وجرى تبنيها من قبل حكومة ائتلاف اليمين عام 2002 على صعيد ما يلي :
أولاً: تكثيف الاستيطان الذي بات يشكل 20 في المائة من مساحة الضفة الغربية وفي إطار ترجمة خطة الحسم ، تم إلغاء قرار فك الارتباط الذي أعلن عنه شارون عام 2005 ، وتم بموجبه التخلي عن المستوطنات والبؤر العشوائية شمال الضفة الغربية ، حيث عملت حكومة العدو على تشريع (25) بؤرة استيطانية.
ثانياً: المصادرة على إمكانية قيام دولة فلسطينية من خلال تصويت الكنيست بشقيه الحكم والمعارضة على رفض إقامة دولة فلسطينية.
ثالثاً : الإعلان الواضح والصريح عن هدف تهجير الفلسطينيين الذي تبدى بتصريحات كل من وزير خارجية الكيان الصهيوني " يسرائيل كاتس" وقائد جهاز الشباك السابق وزير الزراعة " آفي ديختر" اللذان ركزا في هذه المرحلة على تهجير المخيمات .
وقد جاءت هذه التصريحات مع بدء الهجوم المجحفل على مخيمات طولكرم وجنين والفارعة والذي ضم فرقة عسكرية من مختلف التشكيلات العسكرية قوامها يتجاوز عشرة آلا ف جندي مكونة من وحدات كبيرة من المستعربين وحرس الحدود وجهاز مكافحة الإرهاب والشاباك بمشاركة فاعلة من الطائرات الحربية الإسرائيلية ومن مروحيات الهيلوكوبتر والأباتشي والمسيرات .
فشل ذريع لعدوان العدو وأهدافه

.
والسؤال هنا ه= تمكن من تحقيق هذين الهدفين ؟ والإجابة على هذا السؤال من واقع مخرجات الهجوم تؤكد فشل تحقيق أي من الهدفين العسكريين المحددين ، فرغم تمكن العدو من اغتيال عدد من كوادر المقاومة من خلال الطائرات الحربية والطائرات المسيرة ، ومن خلال القصف الصاروخي لمواقع رجال المقاومة ، ورغم لجوء العدو إلى التدمير الهمجي للبنى التحتية الخاصة بشبكات الماء والكهرباء في مدن ومخيمات الشمال ، و رغم هدم المنازل وتجريف الشوارع والأحياء ، يمكننا الجزم أن العدو فشل في تحقيق الهدف العسكري الذي أعلن عنهما فجر يوم العدوان.



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدارة المدنية الصهيونية تعود لحكم الضفة بعد تكثيف عمليات ا ...
- الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في ورطة استراتيجية بعد اغ ...
- العدو الصهيوني أخطأ الحساب بقصفه ميناء الحديدة واليمن بات طر ...
- في الذكرى أل (52 ) لاستشهاده: غسان كنفاني كان مثقفاً عضوياً ...
- مراجعة تاريخية للدور الأمريكي المركزي في حرب حزيران 1967
- مشروع صفقة التبادل الصهيو – أميركي : كمين فاشل نصبه بايدن لل ...
- المقاومة تدشن محطة الطوفان الثالثة غداة دخول قوات الاحتلال م ...
- في الذكرى أل (76) للنكبة : طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير فلسط ...
- مأزق قوات الاحتلال في -رفح- ونتنياهو يفقد ورقته الأخيرة
- المفاوض الفلسطيني يفرض شروط المقاومة على صفقة الوسيطين المصر ...
- ثورة الطلاب في الجامعات الأمريكية تنسف السردية الصهيونية وتج ...
- معركة طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين م ...
- في خطوة تكتيكية بأبعاد استراتيجية : إيران تقصف عمق الكيان ال ...
- في الذكرى أل (48 ) ليوم الأرض : معركة طوفان الاقصى امتداد جد ...
- استهدافات الإدارة الأمريكية من إقامة ميناء عائم على شاطئ غزة
- المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة : في مواجهة استراتيجية الإبا ...
- عملية حاجز الزعيم البطولية شرق القدس محطة نوعية لانتفاضة جما ...
- قراءة في قرار محكمة العدل الدولية بشأن النظر في جرائم الإباد ...
- قيادة حركة أنصار الله في اليمن ومعادلة وقف الحصار والعدوان ا ...
- أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة وحلم القدوم إلى قطاع غزة عل ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - المقاومة الفلسطينية في الضفة تتفوق على نفسها وتفشل استهدافات العدوان الصهيوني العسكرية والسياسية