أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى بنصالح - في ذكرى شهداء الطلبة القاعديين















المزيد.....



في ذكرى شهداء الطلبة القاعديين


مصطفى بنصالح

الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 20:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


وهي ذكرى عزيزة ومحفوظة، نستحضر فيها الفعل النضالي والمآثر القيمة لهذا الصنف من الشهداء، الذين لم يتخلفوا قط عن الفعل الطلابي الديمقراطي في الميدان، ارتباطا بالمنظمة الطلابية أوطم وبتجربة فصيلها المكافح لائحة "الطلبة القاعديون"، حيث تقتضي هذه المساهمة المتواضعة، التعريف بالجزء الكبير من تجربة هؤلاء الشهداء في الميدان على ضوء ما قدموه للنضال الطلابي الديمقراطي أو من خلال مساهمتهم في التجربة القاعدية وتقوية خطها ومسارها.. فتح النقاش حول أزمة الحركة الطلابية والبحث عن سبل توافقية لتجاوزها دون التفريط في الهوية والمبادئ والتاريخ والتضحيات ...
فالتجربة، وكما هو معروف، تغطي ولحد ما التجربة الطلابية الممتدة من لحظة رفع الحظر عن المنظمة الطلابية اوطم، التي عاش تفاصيلها الشهيد مصطفى، إلى تاريخ إعادة حظرها مجددا عبر ما اعتبرته فصائل الحركة الطلابية حينها "بالحظر العملي" على المنظمة، وهي الفترة التي عاشها الشهداء الثلاثة جميعهم.
هذه التجربة التي لا تختلف من حيث عطاءاتها وتضحياتها السخية عن تجربة جميع شهداء الحركة الطلابية والحركة الجماهيرية، وإن اختلفت الأسباب والدواعي، والأيادي المنفذة، فالأمر سيان.. فالضريبة كانت ثمينة ومكلفة هدفها المباشر هو التصفية لطلائع ورموز الحركة والفصيل، في محاولة لكبح جماحه ومحو أثره كفصيل طلابي مناضل عجز العدو الطبقي عن إبادته.. الفصيل الذي لم يتوانى عن المطالبة والدفاع، ومن موقع طليعي عن شعاره الاستراتيجي من أجل تعليم شعبي ديمقراطي علمي علماني وموحد.
و للتجربة كما يبدو بعض القواسم المشتركة الخاصة بكل شهيد على حدة ميزتها عن باقي التجارب، التي لا نهملها ولا نقلل من أهميتها كما يفعل بعض الصبيانيين التافهين.. وهي أولا، أن استشهادهم تم في حالة اعتقال، مصطفى بلهواري عشرة سنوات، وبوبكر الدريدي في نفس الملف الخاص بانتفاضة مراكش 1984، بخمس سنوات، وعبد الحق شباضة المحكوم بسنة سجنا نافذا على خلفية انتمائه للفصيل الطلابي "الطلبة القاعديون" ... ثانيا، أن الاستشهاد حصل وهم الثلاثة في حالة اعتقال و إضراب لامحدود عن الطعام، بسبب أفكارهم ومواقفهم والتزاماتهم إلى جانب الجماهير الطلابية المحرومة من تعليم في مستوى طموحاتها، ومن جامعة بمواصفات ديمقراطية قادرة على صيانة الحريات واحترام حرمة الجامعة، تمنع الطرد والملاحقات والاعتقالات لأسباب نضالية، طلابية أو جماهيرية و ما يرتبط بالحركة الاحتجاجية الشعبية.
ثالثا وهو التاريخ ، شهر غشت الحامي الذي أرخ لسقوطهم، واستشهادهم كأبطال مستميتين في الدفاع عن هويتهم التقدمية، وعن الانتماء للفصيل الطلابي القاعدي وبرنامجه الديمقراطي الوحدوي، الذي تقدم به للجماهير الطلابية في جميع المواقع الجامعية إبان انتخابات الأجهزة التحتية وخلال انتدابات المؤتمرين الخاصة بالمؤتمر الوطني السادس عشر والسابع عشر.
رابعا وهو الأهم، هو هذا الانتماء نفسه الذي لم يبقى في حدود الرفض والمعارضة للسياسة التعليمية في البلاد، والمطالبة بتحسين أوضاع التعليم الجامعي والجماهير الطلابية، وفقط... بل تعداه لمطالب سياسية واجتماعية أشمل، تهم عموم الكادحين والمحرومين ببلدنا، تحملها الرفاق على طول تجربتهم النضالية والميدانية.. الشيء الذي وسع من آفاق وتصورات الرفاق وربطهم بمشروع التغيير.
فارتباطهم بخط "النهج الديمقراطي" وببرنامجه النضالي ولاستراتيجيته الراديكالية من أجل تعليم شعبي ديمقراطي علماني علمي وموحد، ألزمتهم بالمزيد من التجذر والاحتضان والارتباط بقضايا الجماهير الشعبية، وبما تعانيه من غلاء، وبطالة، وبؤس واضطهاد وشقاء لا حد له... تواجهه الدولة و أجهزتها بالعسف والقمع الشرس لجميع احتجاجاتها وانتفاضاتها وعصياناتها المتكررة.
فلهذه الأسباب مجتمعة، يمكننا فهم واستيعاب أسباب مطلوبية الرفاق، وملاحقتهم الدائمة وسط الجامعة وخارجها، مثلهم مثل جميع الرفاق في صفوف "الطلبة القاعديين" الذين شكلوا لحظتها رأس رمح الحركة الطلابية، وفصيلها المتقدم، والحازم في الدفاع عن برنامجها ومطالبها، والوفي المخلص لجماهير الحركة ولعموم الجماهير الشعبية الكادحة والمحرومة.
فعلى نفس خطى شهداء حركة التحرر المغربية الذين سقطوا يباعا من أجل نيل الاستقلال ودحرا للاستعمار الغاشم...
استأنف الرفاق المسير متشبثين بحلمهم وطموحهم الكبير من أجل بناء وطن جديد تعمه الديمقراطية وينتفي فيه النهب والاستغلال.. وطن يحمي الحريات، ويقضي على التفاوتات، ويعزز المساواة على جميع المستويات والواجهات.. على نفس هذه الخطى واصل الرفاق في "النهج الديمقراطي القاعدي" مسيرتهم النضالية على الرغم من جميع التضحيات والفواجع، التي استقبلناها وما زلنا على نفس الاستعداد والتأهب للتضحية فداءا لمطالب الحركة الطلابية ولمطالب عموم الكادحين والمضطهدين في بلدنا.
سقط الرفاق فأكملنا المسير على نفس النهج والدرب النضالي المليء بالأشواك والأفخاخ والمطبات.. دون تردد أو خوف أو تراجع .. سقطوا عرسان بنفس الشهر بل خلال نفس المعركة، الإضراب البطولي عن الطعام 27 غشت بالنسبة لبوبكر، و28 غشت بالنسبة لمصطفى صيف سنة 84، ثم بعدها بأربع سنوات يسقط ثالثهم الشهيد عبد الحق وهو في حالة إضراب عن كذلك، ومقاومته لتعسفات الكومندار و زبانيته.
وبعد هذه التوطئة والتقديم والتعريف... المقتضب جدا، نطرح السؤال التالي، هل من خلف لهذه الطينة من المناضلين خلال هذه المرحلة التاريخية من نضال الحركة الطلابية؟ إذ على الرغم من تردي الأوضاع وسط الجامعة و تراجع النضالات الطلابية بشكل ملموس، و تقهقر العديد من فعالياتها و قواها الضاربة في غالبية المواقع الجامعية، التي تحولت بفعل هذا الوهن لمجرد ملحقات للثانويات، ينقصها فقط المعيد و الناظر و المدير و الجرس و ورقة الدخول...الخ.
هل من خلف يحتدى به حقيقة، عوض الزعيق الفارغ والتباهي ببرامج طلابية رفضوية أكل عليها الزمان وشرب، برامج سلبية لا تربطها بالواقع الطلابي أية صلة ملموسة أو مباشرة، بالأوضاع المادية للطلبة و بالمخططات الجهنمية المستهدفة لمكتسباتهم و لمستقبل الجامعة ككل.
فالواجب النضالي يفترض، ارتباطا بهذه الذكرى و بتضحيات هؤلاء الأبطال و عطاءاتهم القيمة، هؤلاء الشهداء الذين ملأت صورهم بهوات الكليات و الجامعات، بتركيز مبالغ فيه على هويتهم الفكرية والسياسية، وفي إغفال تام لانجازاتهم الميدانية وسط الجامعة و في القلب من الحركة الطلابية، على مستوى النضالات المطلبية و التنظيمية و التأطيرية و الثقافية...الخ
و هو الشيء الذي سنحاول التطرق إليه ونقاشه، بروح نقدية رفاقية و تفاعلية وحدوية لا تقصي أحدا.. مساهمة من أجل التغلب على هذه الأوضاع المزرية و المتفاقمة، و للخروج من هذه الأزمة التي تتخبط فيها الجامعة والتعليم العالي والحركة الطلابية بالذات.
فلا يخفى على أحد، أو على أي طالب مناضل على الأصح، يحترم مبادئه و مهامه، خطورة الزحف و الهجوم الكاسح الذي يهدد الجامعة المغربية بصهينتها و ربطها بقوة بالمخططات الامبريالية اللبرالية... بما يهدد مطالب و مصالح الطلاب بشكل مكشوف لن تنفع معه شعارات الرفض و"مواجهة ما يمكن مواجهته من بنود الإصلاح" الذي شاخ و مات، منذ مدة قاربت الأربعين سنة، و عوض بعدها بإصلاحات تلو أخرى تشبهها، أو تتفوق عليها في الحيف و المصادرة و تكريس النخبوية و حرمان أبناء الفقراء و عموم الطبقات الشعبية من حقهم في التعليم الجامعي.
فالمطلوب في هذه الظروف أن تتحلى الفصائل الطلابية المناضلة و التقدمية بأكبر قدر من المسؤولية، و ترفع التحدي في وجه هذه الوضعية المزرية المتسمة بالتشرذم و المزايدات الثوروية الزائدة البلهاء، التي لا تقدر أهمية أن تحظى جماهير الطلاب باتحاد جماهيري يتباهى بحضوره الميداني في جميع المحطات و المناسبات النضالية احتفاءا بشهدائه، واستقبالا لمناضليه المفرج عنهم واستنفارا لقواه وجماهيره وحشوده دفاعا عن مطالبه وملفاته المستعجلة، أو نصرة لقضيته الوطنية الفلسطينية، أو تضامنا ودعما للنضالات العمالية والشعبية...
و في السياق و بمناسبة هذه الإشارة نشيد بالخطوة النضالية التي أقدم عليها طلاب جامعتي فاس ومكناس دعما لنضالات عمال سيكوميك حين التحاقهم والتحامهم بالجماهير العمالية المعتصمة بمدينة مكناس، مترفعين عن خلافاتهم الصغيرة والضيقة، مجسدين بهذه الخطوة إحدى النقط المهمة من البرنامج الأصلي والتاريخي للطلبة القاعديين.
فالحركة الطلابية حركة مناضلة ديمقراطية لا تتخلف عن أدوارها الطلائعية في الاحتجاجات، وفي حركات الدعم والمساندة، إن وظفت جميع إمكانياتها وطاقاتها النضالية خدمة لمصالح الطلاب المادية والمعنوية، وابتعدت قليلا عن الخيارات الفردية الانعزالية، وعن بعض الممارسات الاقصائية والاستئصالية، التي تطبع ممارسات أغلبية الفصائل المناضلة بشكل واضح وجلي، وسط حركة من المفروض أنها وحدوية وأن تظل وحدوية تنظم عملها وخطواتها النضالية، وتنسقها بالشكل الذي يساعدها ويشق طريقها نحو مهمة الاصطفاف، وتقوية العضد، واسترجاع فكرة الاتحاد، بوضع لبناته الأولى عبر زرع ثقافة التنظيم، وخلق اللجان الوظيفية المتعددة، التي يكون بإمكانها إشراك جميع الطاقات المناضلة من جميع الفرق والحساسيات والاتجاهات... وهو أسلوب عمل به الطلبة القاعديون خلال مراحل معينة، وطوروه لأقصى حد، بداية تشكل التصور القاعدي، والاشراف على المعركة ضد "الإصلاح الجامعي" لسنة 76، المتوجة بالنصر الذي ألغى المخطط وشطبه من الوجود.
فلا مكان إذن للأفكار السوداوية المتشائمة، التي لا تقيم أي اعتبار لحيوية القطاع الطلابي وقدرته على الدفاع عن مصالحه ومكتسباته، إن استجمع قواه ونظمها أحسن تنظيم وأقوى فاعلية.. حيث لا معنى الآن، وفي ظل هذا البتردي الخطير الذي تعيشه الجامعة، أن تظل بعض الفصائل مكتفية بعملها وسط بعض "الحصون" المعدودة والمحدودة، بشكل يحد من تأثير هذا العمل النضالي المحكوم عليه بالفشل، أمام حجم المخططات وخطورة أهدافها وشراسة القائمين عليها، فعدا بعض المعارك المحلية هنا وهناك، المرتبطة في أغلبها بتسريع المنح أو بجدولة الامتحانات.. لم يعد هناك أثر للمعركة الطلابية الشاملة من أجل جامعة ديمقراطية بديلة، ومن أجل تعليم شعبي ديمقراطي، يرقى ويجسد طموحات الجماهير الطلابية وكافة المواطنين المغاربة، الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تعليم أبنائهم وتدريسهم بالجامعات والمعاهد المغربية.
فعلى عكس بعض المقاربات السطحية والمحدودة، التي سقطت في هذه السوداوية معتبرة أن الحركة الطلابية انتهت، وأصبح الطلاب في مجملهم سلبيين أو مستهترين، أو تافهين... فما زالت الجامعة تختزن ما يكفي من الطاقات، لو أحسن استعمالها، وتوظيفها بالطريقة المثلى، والمنسجمة مع المبادئ والهوية التقدمية والديمقراطية والجماهيرية لهذا الفصيل الطلابي المناضل، بجميع توجهاته وحساسياته.
فكيفما كان الحال، وبالرغم من أوضاع الحركة الطلابية المفتتة، فالمعركة واحدة تهم الغالبية الساحقة من الطلاب أبى من أبى، وكره من كره... معركة يلزمها أن تظل، وأن تبقى موحدة إن رغبت في الإطاحة بما يستهدفها من مخططات، وبرامج امبريالية ولبرالية وصهيونية... ومدخل المعركة تنظيمي بدرجة أولى وأساسية، إذ لا يمكن للحركة الطلابية أن تقوم على مبادئ "حرب العصابات".. فهي حركة جماهيرية احتجاجية في جوهرها، قاعدتها الضاربة متعلمة وممتلكة لوعي شامل بواقعها ومستقبلها ومصيرها.. هي في حاجة ماسة فقط لمن ينظمها ويقود نضالاتها ومعاركها، فلا بد إذن من الخوض في معركة البناء، واسترجاع الاتحاد وفق خطة طريق تراعي المبادئ ولا تزيغ عنها، وتستوعب جميع المستجدات والمتغيرات بالساحة الطلابية والجامعية.
فلم يعد هناك من مبرر لتغييب الاتحاد عن ساحة المعركة، عبر حظره ذاتيا أو التمادي في الترويج لتصورات مهزوزة وعاجزة عن الصمود في وجه التخريب المتواثر الذي لحق بالتعليم والجامعة... وأي تيار مستهتر أو لا مبالي بهذا الفراغ التنظيمي المدمر، لن يتسامح معه التاريخ والارث النضالي وشهداء الحركة الطلابية جميعهم... بل سيكون وسيظل وبالا على الحركة الطلابية، ومعرقلا جديا لمسيرتها النضالية، ومفرطا أنايا في مطالبها ومصالحها، رغم صخبه وزعيقه بنبرة راديكالية وثوروية لأقصى حد... شوشت لمدة ليست بالقصيرة عن مهام الحركة الطلابية الفعلية مدعية اختراف العمل الثوري وسط الطلاب، والاستناد على المرجعية الماركسية اللينينية، متجاوزة طبيعة الحركة والإطار المنظم، الذي يضم في صفوفه إلى جانب جمهور الطلاب، تيارات وفصائل طلابية ديمقراطية في أغلبها، إن لن نقل جميعها.. تيارات بعيدة وغريبة عن الطبقة العاملة وعن مهامها واستراتيجيتها في النضال الاشتراكي القويم...لا تمتلك من فكرها سوى القشور وبعض الشعارات والتكتيكات المراهنة على محطة تغيير مرحلية، بورجوازية ديمقراطية، اختلف المفسرون، القدماء والجدد، في تحديد وتعيين قيادتها الطبقية، ضمن جبهة الطبقات الأربعة المتحدة، المكونة من الطبقات الثورية التالية: البروليتاريا والفلاحين والبورجوازية الصغيرة والبورجوازية الوطنية..الخ هذا النقاش افكري والسياسي المتقدم، نقبل به في ظروف تكون فيها الجماهير الطلابية منظمة، ومستحوذة على أهم مطالبها المادية والمعنوية في ساحة النضال الجامعي.. حتى يفسح المجال لهذا المستوى من النقاش الذي لا يعني الطلاب جميهم، كفئة اجتماعية ليس لها موقع في الإنتاج.. ولهذا السبب بالذات يكون الرهان على هذه الفئة محدود من أجل الخوض والتعبئة لمهام التغيير الثورية، كما كان الشأن أواخر الستينات وبداية السبعينات في المغرب وأوروبا و غالبية بلدان العالم...رهان خاطئ تكتيكيا واستراتيجيا يمس في الجوهر النظرية الماركسية "وبيانها الشيوعي" التاريخي والرسالة التاريخية للطبقة العاملة، باعتبارها منظمة وقائدة التحالف الثوري المشكل من الشرائح الأفقر وسط الطبقة البورجوازية الصغيرة، والبروليتاريا الرثة، وجمهور المياومين الكادحين، وكافة المحرومين والمهمشين..الخ.
وهو تصور ساد وسط حلقات النقاش الجامعية باعتباره ماركسي لينيني عمالي، لا يجب التشكيك أو الكفر بمبادئه وتعاليمه.. الشيئ الذي عطل، إلى جانب المهام المباشرة للحركة الطلابية، مهمة تطوير النقاش الفكري والسياسي والرفع من مستواه.. تحولت معه بعض الفصائل الى ميليشيات "سود" مهمتها التفتيش في القناعات والولاءات الفكرية الخاصة بالمناضلين الطلاب، الذين لا يشاطرون رأي الجماعة الفكرية أو السياسية المهيمنة وسط موقع من المواقع الجامعية، المحدودة القاعدة أصلا..
فعلى هذا الأساس، وعبر هذا النهج الخاطئ تعمقت الأزمة الذاتية للحركة الطلابية، واستعصت جميع أشكال الحوار والتواصل والعمل المشتؤرك.. بفعل هذا الواقع الصادم والمعبر بشكل كبير عن مدى عجز مجمل الفصائل الطلابية عن تسطير برنامج نضالي يتابع ويحسم العديد من الملفات المطلبية المعيقة للتحصيل الدراسي الجيد.. فبغض النظر عن المجهود النضالي الذي تقوم بع بعض الفصائل بين الفينة والأخرى، من أجل هذه المطالب أو تلك.. فالحركة في مجملها ضعيفة، عفوية ومشتتة، وبدون برنامج، سوى برنامج المقاطعة وتأجيل الامتحانات، الذي لا دور له سوى التأثير السلبي على مستوى الناجحين والمتخرجين من الطلبة.. والحركة ترفض كذلك التنسيق بين مكوناتها، ولا تسعى لأي حد أدنى تنظيمي، بأفق وحدوي يمكن أن يشكل مدخلا للحوار، والتشاور بين مجمل الفصائل الجدية والديمقراطية، التي لا يمكنأن تختلف أو تتخلف عن مهمة الدفاع عن مجموع الملفات المطلبية الخاصة بجمهور الطلاب، واحتضانها والذوذ عنها.
ولا يمكن في هذا الصدد إلا أن نكون معتزين بانجازات أوطم في هذا المجال وعلى مدار السنين، ومنذ ستينات القرن الماضي بما لا يقبل الجحود والانكار والذاتية المقيتة، وبما فيها مجهودات الطلبة القاعديين والأدوار الطلائعية التي لعبوها وتحملوها جنبا إلى جنب الشهداء أنفسهم، مصطفى وبوبكر وعبد الحق، خلال المعارك والنضالات الطلابية ضد بنود الطرد وضد المخططات التصفوية، ومن أجل تعميم المنحة والرفع من قيمتها والحصول على المنحة الرابعة، ومن أجل الحق في سكن جامعي لائق، والمطعم والتطبيب.. ومن أجل أحياء جامعية تتوفر على فضاءات وملاعب للرياضة وقاعات للمطالعة والمحاضرات والأسابيع الثقافية..الخ، وهو برنامج ديمقراطي سانده وأيده جميع مناضلي أوطم المخلصين، القاعديين وغيرهم من التقدميين والديمقراطيين خلال فترة الحظر، وبعد رفعه مباشرة، وخلال فترة المؤتمر الوطني السادس عشر وكذا فترة الحظر العملي بعد فشل المؤتمر السابع عشر، وترسيم مخطط المراقبة المخابراتية المباشرة وسط الجامعة والأحياء الجامعية، وشن حملة إعتقال واسعة وسط مناضلي ومسؤولي أوطم الديمقراطيين.
إذ لا بد من تقدير هذه المجهودات وهذا التراث التنظيمي، وهذه الخبرة الغنية، حتى نعيد اللحمة لبعضها، ونشرع في بناء اتحاد قوي مخلص لتاريخه، ومبادئه وهويته التقدمية.. اتحاد قادر على المقاومة والاطاحة بالمخططات، وعلى الدفاع عن الحقوق والمطالب وصيانة المكتسبات، بما يخدم مشروعنا الواعد وبرنامجنا الاستراتيجي من أجل تعليم ديمقراطي شعبي علماني علمي وموحد، المجمع عليه من عموم الفصائل الطلابية التقدمية، الناشطة في الساحة الجامعية.
فعدا بعض التيارات الطلابية الرجعية والظلامية المشطوبة أصلا وطبيعيا من الاتحاد المنشود، لابد من فتح باب المشاورات والنقاشات والتنسيقات والحوارات والمبادرات النضالية المشتركة فورا بين مجمل الفصائل التقدمية، فلا يوجد عذر لمن تخلف، أو اعتذر، أو امتنع عن الخوض في هذه المبادرة الوحدوية... والحال أنها جميعها ديمقراطية تقدمية، ومعارضة وممانعة لسياسة الدولة ومخططاتها في مجال التعليم.. بما يعزز انخراطها والتزامها بهذا المشروع الوحدوي، فلا نقلل من مجهود أي فصيل مناضل، تقدمي ديمقراطي، في هذا السياق، ولا نقصي أي من الفصائل بسبب من اختياراته السياسية والفكرية غير المتعارضة مع مبادئ الاتحاد... شرطنا هو أن تبقى جميعها مناضلة، معارضة ومقاومة للمسخ والانحطاط الذي تعرفه الجامعة المغربية، السائرة في التصهين والخيانة والتنكر لجميع المشاريع الوطنية الفكرية والاقتصادية والثقافية.. مما يهددها بدون شك بعملية تخريبها، وإفراغها من أي مضمون علمي، تكويني، قادر على تأهيلها لأخذ مكانة مشرفة في مصاف الجامعات العربية والافريقية والعالمية، حيث لا بد من تجاوز أنانيتنا والتغلب عليها، وحيث لا يمكن الاستمرار في تدبير خلافاتنا بهذا الشكل القاصر، وإدارة صراعاتنا الفكرية والسياسية بطرق مقززة، لا تليق بنخب متعلمة ومثقفة، يراهن المجتمع على أدوارها في الأمد القريب والبعيد معا.. فالمطلوب أن تأخذ هذه النقاشات والصراعات شكلا ديمقراطيا يعزز الوحدة والاتحاد وفق المنظومة السديدة وحدة- نقد- وحدة، بمنهجية تفاعلية لا تؤثر سلبا على نضالنا الطلابي الميداني، بما فيه المشاكل المادية اليومية الخاصة بجمهور الطلبة.
فتاريخ الحركة الطلابية والنضال الطلابي الجامعي معروف لا يقبل النكران، أو التزوير عبر القفز على أي من محطاته المهمة دفاعا عن حقوق ومطالب الطلاب المادية والمعنوية، أو مناهضة للمخططات الخطيرة والمشبوهة والتصفوية... ويكفي أن نذكر ونفتخر بالمعركة البطولية التي خاضتها الجماهير الطلابية ضد ما سمي حينها "بالاصلاح الجامعي" لسنة 76، والتي تم خوضها بقيادة وتأطير من المجالس القاعدية السرية، الشكل الجنيني للتجربة القاعدية في الجامعة، هذه المجالس التي توفقت في هزم هذا المخطط التخريبي الخطير، على الرغم من اعتقال أغلب القادة المنظمين والمؤطرين، والرمي بهم في زنازين سيدي سعيد بمكناس لمدة ثلاث سنوات بدون محاكمة... وهي معطيات لا يجب أن يطالها النسيان، باعتبارها درس في الصمود والمقاومة التي هزمت الحظر والحجر على المنظمة الطلابية المكافحة أوطم، وأسقطت "الإصلاح" في آخر المطاف، فهي ذي الإنجازات التي لابد من تدوينها والافتخار بها، فهي التي ألهمت المناضلين المؤسسين، والشهداء لحظة حياتهم، وأرشدتهم على خط النهج القاعدي، وعلى سكة الوحدة التنظيمية والنضالية كخيار ثابت وتاريخي مميز عن كافة الأطروحات وسط المعترك الطلابي،.
فخلافاتنا الفكرية والسياسية وسط الصف التقدمي والديمقراطي، ارتباطا بالتعليم عموما والتعليم الجامعي خاصة، ليست بالحدة التي يمكن أن تدفع لخيار الإقصاء عوض الوحدة، والعنف عوض الحوار، والمزايدة عوض التفاعل والتنسيق والبحث عن حد أدنى مرضي لجميع الأطراف... إذ لا يعقل أن يستمر هذا الوضع المتشنج بسبب من الموقف من القضية الفلسطينية وبتأييد فصيل من المقاومة على جميع الفصائل الأخرى، أو بسبب الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية، أو بسبب الصراعات الفكرية والسياسية وسط الحركة الماركسية اللينينية العالمية، أو التقييم لتجربة البلاشفة إبان الثورة الروسية، وكذا للتجارب الأخرى بكل من الصين وفيتنام ولاووس وكوبا..الخ، والحال أنها جميعها مواضيع وقضايا تستحق النقاش والتفاعل وتبادل الأفكار حولها بكل الهدوء التام ودون الحاجة للتجريح، أ, الإقصاء، ولتكميم الأفواه التي تنطق وتعبر عن رأي مختلف.
فالديمقراطية تقتضي إعطاء الحق للجميع بأن يعبر عن رأيه وموقفه من جميع القضايا، سواء تلك التي تهم الطلبة مباشرة أو تلك التي تهم عموم المواطنين المغاربة، أي بما فيه مسلسل التغيير ببلادنا وطريقة تدبيره، التي يلزمها خطوات إصلاحية تدريجية تتم عبر التشريعات والمؤسسات المنتخبة، أو على العكس بالاعتماد على الخيار الثوري وبكل ما يلزمه من تنظيم حزبي ونقابات وتحالفات وجبهات..الخ.
وعكس هذا، وبسبب من وجهة النظر التسلطية السائدة في الوسط الطلابي، التي أزاحت هذا المبدأ الأوطمي جانبا، وعرقلت بالتالي جميع المبادرات الوحدوية منذ بداية تسعينات القرن الماضي، في تعارض تام مع الإرث النضالي السبعيني، مع تجربة الطلبة المجالسيين والقاعديين، والتجربة الخاصة للشهداء، مصطفى وبوبكر وعبد الحق، الذين جربوا البناء والهيكلة القاعدية، ومقررات المؤتمر الوطني السادس عشر التنظيمية، والعسكرة ونشر أجهزة المراقبة بالجامعة "الأواكس"، والحظر العملي..الخ، فهل من مخرج من هذه الوضعية سوى الذي أشرنا إليه؟
حيث لا بديل عن التصور الذي وضع لبناته الأولى فصيل الطلبة الجبهويون بداية السبعينات، من خلال المقرر التنظيمي للمؤتمر الخامس عشر، ووريثه في الخط والأفكار والتصور "الطلبة القاعديون" بناء على تصور ديمقراطي وحدوي للعمل والنضال الجماهيري، الذي أكد على مبادئ المنظمة الأربعة الديمقراطية والتقدمية والجماهيرية والاستقلالية، التي وقفت سدا منيعا ضد محاولات الاختراق الرجعي والظلامي للمنظمة، وعلى حق جميع الآراء والتوجهات في التنافس من أجل إدارة أجهزة أوطم التمثيلية والمنتخبة.
وهي معطيات لا تقبل الإنكار أو الطمس، يتشرف بها " النهج الديمقراطي القاعدي" ومجمل الحركة الطلابية الواعية بطبيعتها كحركة ديمقراطية مناضلة اختارت أسلوب النضال الجماهيري، من داخل منظمة جماهيرية عريقة، تأسست خلال خمسينيات القرن الماضي غداة الإعلان عن الاستقلال الشكلي والمغشوش، شكلا ومضمونا، والتي يمكن اعتبارها مدرسة عن حق، كونت وخرجت العديد من الأطر والقادة الوطنيين والديمقراطيين، الذين شرفوا الوطن والبلاد عبر المطالبة المستمرة باستقلال حقيقي، وباقتصاد يحمي خيرات الوطن من النهب، والسرقة، مطالبين دوما بالديمقراطية والحرية والمساوات...الخ.
فالحاجة الآن لاتحاد قوي مبني على نفس هذه الأفكار والقيم الديمقراطية والوحدوية، تشق به الطريق نحو الانتصار وهزم جميع المخططات والمناورات المستهدفة لحق أبناء الجماهير الكادحة والطبقة المتوسطة، في تعليم علمي جيد، دون أية دعوة للاقصاء أو التهميش لفصيل من الفصائل بسبب من توجهاته وأفكاره الإصلاحية التي لا تناسب قناعات وتصورات بعض الاتجاهات الراديكالية وسط الجامعة، حيث لا بد من فضح وهزم بعض التصورات التسلطية الهدامة، التي تعمل بكل ما لديها من قوة وجهد على تكريس الشتات، والوهن والتراخي، والانتظارية..الخ يزورون التاريخ ويقتصون منه دون أن يستحوا أحدا، معتبرين أن تاريخ الاتحاد يبتدأ من المؤتمر الخامس عشر، متنكرين بذلك لضحايا وتضحيات الانتفاضة الطلابية والتلاميذية 22/23 مارس المجيدة، والاضرابات العارمة والموحدة التي قام بها الطلاب وتلاميذ الثانويات ردا على قرار الفصل بين الطلبة والتلاميذ سنة 63 الذي ألزم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بتمثيله طلبة الجامعات فقط، والعديد من المظاهرات والاحتجاجات التي وصلت لقلب القصر الملكي وانتهت بحوارات حققت على إثرها بعض المطالب.. بالإضافة لما قدمه المؤتمر التاسع، والمؤتمر الثالث عشر الذي يحسب له بيانه العام، وتوفقه في صياغة الملحق الخاص بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية، ثم الإعلان عن المبادئ الأربعة وشرحها بالدقة اللازمة، والتي بقيت سارية المفعول لحد الآن دون أن تشيخ أو تقادم.
في هذه الظروف وفي أحلكها حافظت الحركة الطلابية على وحدتها رغم الضربات العديدة التي تلقتها خلال تجربتها النضالية، كان أهمها الحظر القانوني للمنظمة غداة المؤتمر الوطني الخامس عشر والذي دام ستة سنوات من 24 يناير 1973 إلى 18 نونبر 1978..الذي عجز بالملموس عن تجميد نضالات الحركة الطلابية أو المساس بوحدتها الميدانية، فمهما بلغ القمع من وحشية وضراوة، حافظت الحركة الطلابية دوما على صمودها ووحدتها بكل شموخ... تجسد ذلك بوضوح خلال المعركة البطولية التي أسقطت مخطط "الإصلاح الجامعي" لسنة 76 في الوحل؟.
صحيح أن الفصائل الطلابية حينها اختلفت في التعاطي، والتدبير، والتنظيم لجميع خطوات هذه المعركة، لكنها انتصرت في آخر المطاف ورمت بالمخطط إلى مزبلة التاريخ.. إنها دروس في الوحدة والصمود، وجب أخذها بعين الإعتبار دون مزايدة، إذ لا غرابة أن تصادف داخل الثقافة الأوطمية، الكلام عن الصراع الديمقراطي الدائر وسط الحركة الطلابية بين جناحين أو اتجاهين لا يمتلكان نفص التصور لإدارة الصراع مع الدولة، دفاعا عن مطالب الطلبة وحفاظا على المكتسبات ومقاومة للمخططات الجهنمية والتخريبية، بحيث هناك الجناح الديمقراطي المكافح، الذي عانى دائما من الحصار والقمع والاعتقال، بل الاغتيال حتى.. وفي المقابل جناح آخر، ضم خلال حياة الشهداء لوائح تابعة للأحزاب السياسية التالية: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، ومنظمة 23 مارس عبر لائحة "الطلبة الديمقراطيون".. يحتد النقاش والصراع بين الفينة والأخرى لأسباب تتعلق بتدبير وتسيير المعارك الطلابية وبتقوية عود المنظمة وخطها، تنتقد خلالها لوائح الأحزاب المعارضة بسبب من تصورها الانتظاري، وأسلوبها البيروقراطي والمهادن خلال التعامل مع مشاكل الطلبة اليومية، ومع محطاتها التنظيمية.. كانت في اتجاهها العام مترددة وغير حازمة، وبالرغم من هذا كله ظلت وحدوية متشبثة بالاطار التاريخي المنظم والمؤطر لعموم الطلبة .. ولهذا لم يتخذ هذا الصراع أي منحى إقصائي في حق أي فصيل من الفصائل الطلابية الديمقراطية والتقدمية، وهو عكس ما تعيشه الحركة الطلابية الآن من عنف وسيطرة الاتجاه الواحد، بأساليب منافية للديمقراطية ولقوانين العمل الجماعي والوحدوي، وسط الإطارات الجماهيرية التعددية.
وفي نفس السياق والتذكير بالمآثر الأوطمية التاريخية والوحدوية، نذكر بالخطوات النضالية الوحدوية المطالبة برفع الحظر عن المنظمة أوطم، والتي ووجهت حينها بعنف دموي مسلح من طرف الظلامي بن كيران ومنظمته -الشبيبة الإسلامية- بالإضافة لمهرجانات المطالبة باطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وعودة المغتربين، وتنظيم الأسابيع الثقافية الأوطمية المفتوحة في وجه جميع الطلبة، بكل من المدرسة المحمدية والمعهد الزراعي ومعهد الإحصاء.. ثم الانخراط الجماعي في مسلسل هيكلة أوطم خلال فترة الحظر أو بعد رفعه مباشرة، والإعداد لمؤتمرات المنظمة، السادس عشر والسابع عشر... وهي محطات تخللها الصدام والصراع والنقاش الديمقراطي.. الذي كان يفضي دائما للقرار الموحد، بما فيه الإعلان عن تأجيل أشغال المؤتمر السابع عشر، بعد أن فشل المؤتمرون في انتخاب قيادة جديدة لأوطم.
وفي السياق نفسه نذكر كذلك بالعديد من المعارك والاضرابات الطلابية المهتمة، خلال الذكرى الأربعينية لاستشهاد المناضلة سعيدة المنبهي، أو بمناسبة الزيارة المشبوهة لشاه إيران المخلوع، أو خلال المعركة التي ذكرنا بها سابقا التي أسقطت "الإصلاح الجامعي"، ومخرجات مناظرات إفران الأولى والثانية، بقراراتها التخريبية التي واكبت الحركة إلى بداية التسعينات.. هذه المعارك الجارية والمستمرة شارك الجميع في معمعانها، اختلفت خلالها المواقف والمواقع والأساليب، حسمها الصراع الديمقراطي والضغط الطلابي الجماهيري، دون الحاجة للعنف، وتكميم الأفواه، وأساليب المراقبة والترصد في الأزقة العتمة.. الخ.
ومع مطلع التسعينات دخلت الحركة الطلابية لمأزق جديد وضعها وجها لوجه الجحافل الظلامية، المعززة بطابور القوى الرجعية واللبرالية، المعادية للنضال الطلابي الأوطمي والتقدمي.. والذي هدد بالملموس القيم والمبادئ التاريخية التي تشبعت بها الحركة الطلابية من خمسينيات القرن العشرين.
وبدخول هذا الفاعل الجديد الذي استفاد بشكل واضح وجلي من حالة الشتات التي كانت تعيشها الحركة الطلابية حينها، والتي عجزت خلالها عن الخروج من حالة اللاتنظيم، والفراغ الذي خلفته المنظمة بعد فشل مؤتمرها الأخير، وتماطل جميع الفصائل في إيجاد مخرج تنظيمي للحركة، رغم العديد من المحاولات والمبادرات الوحدوية المعزولة، التي ظلت حبيسة الأشكال البيرقراطية المتجاوزة، والتي اعتمدت في أغلبها التمثيلية الفصائلية، المرفوضة من طرف الجماهير الطلابية بشدة، وهو الوضع الذي استغلته بعض المجموعات الرفضوية بكل مقت وانتهازية، معمقة التفتيت والتشرذم وسط الحركة القتاعدية، التي أصبحت عبارة عن ثلاث تيارات ، والحبل على الجرار...
فأمام هذا الوضع الخطير الذي ألم بحركة الطلبة القاعديين وفتتها إلى تيارات ومجموعات، تعبر عن نفس الخطاب ونفس المواقف، بخصوص التعليم والجامعة، وتقف على نفس الأرضية اليسارية الراديكالية، لتخلف فقط في بعض التفاصيل، مما يدعوا للدهشة والاستغراب أمام هذا الرفض لدعوات الوحدة والتنسيق والنضال المشترك... وآخر تعبير فج عن هذه الحالة هو الشعار التالي "برنامجنا هو برنامج الحركة الطلابية"، فحلل إذن، وناقش أيها الديمقراطي العريق، صاحب الخط الجماهيري الذي يستشير الجماهير الطلابية المغلوبة على أمرها في كل صغيرة وكبيرة مرتبطة بأوضاعها وأحوالها ومستقبلها...
لا غرابة في ظل هذه الأوضاع وهذه الخلافات المصطنعة، أن تسود المسلكيات الميليشياتية، المتخصصة في المراقبة، والملاحقة، والاحتجاز، والاستنطاق، والتعذيب... في حق المناضلين المعارضين للاتجاه السائد.. وهي حالة مزرية يؤسف لها، خاصة أنها تتم من طرف مناضلين يدعون أنهم "ديمقراطيون" أقحاح، يستمدون قوتهم وقراراتهم من "القواعد الطلابية" بكل صدق، وأمانة ومبدئية..
لكن المشكل والخلافات المستعصية التي تعاني منها الحركة الطلابية لا تلامس هموم عموم الطلاب ومعاناتهم اليومية.. فالقواعد الطلابية معتكفة بأقسامها ومدرجاتها، منهكة بمقررات غير مفهومة، يدرسها أساتذة دون المستوى،




وفي المقابل تجد النخب على الهامش، وسط حلقات النقاش، تصرخ وتتوعد وتهاجم وتخلط بين الأعداء والخصوم والرفاق.. بعيدا عن مشاكل الطلاب هذه التي لا تساوي شئ في نظرهم، لأنها ببساطة مجرد مطالب "خبزية".. همهم الأول والأخير هو محاربة الأشباح عبر البحث المضني عن العناصر التحريفية المندسة وسط الحركة الطلابية...ارتكازا على تصور غريب عن الاتحادات والحركة الجماهيرية والنقابية حتى... يشترط في المناضلين الطلبة التبني الصارم للماركسية اللينينية، والدفاع عنها، وحفظها من المراجعة والتحريف...وكأننا نعمل وسط منظمة ثورية عمالية تعد العدة والعتاد لإعلان الجمهورية وإقامة الثورة الاشتراكية.. والحال أننا نتعامل مع حركة طلابية ديمقراطية مرتبطة أشد الارتباط بقواعدها الذين لا يتجاوز طموحهم منصب شغل قار في أي قطاع من القطاعات، من التعليم إلى الداخلية وجميع الوظائف الوسخة.. وهذا ما لا يفهمه بعض المتمركسين ببلادنا الذين مازالوا يراهنون عن أدوار ثورية يمكن أن يلعبها الطلاب، بدون حزب طبقي عمالي قادر على الاستفادة والاستيعاب لثلة من المثقفين الثوريين، واستنادا على النظرية الماركسية و"البيان الشيوعي" برنامج الطبقة العاملة في الثورة والتغيير الاجتماعي، اعتمادا على رسالتها التاريخية والتزاما بموقعها كطبقة قائدة، ومتزعمة في طليعة الكفاح، وكافة الفئات والطبقات المعنية بالثورة والتغيير.
بهذه التوضيحات الضرورية، ولكي لا تفهم خطأ، أو يتم تأويلها بأننا نريد منع النقاشات الفكرية والسياسية وسط الساحة الطلابية.. بالعكس فنحن نؤيد هذا المنحى ونشجعه باعتباره إضافة، وتطوير للنضال الطلابي، وانفتاح إيجابي على النظريات الاجتماعية.. لكننا لن نثق، في المقابل بطالب "ثوري" لا يولي اهتمامه لمشاكل الطلبة "اليومية"، المادية والمعنوية باعتبارها خبزية وتافهة.. لن نتجاوز الحدود ونعيد أخطاء السبعينات، اعترف الكل بفظاعتها، إذ ما معنى أن نحاسب تيارا ما، وهو ديمقراطي حتى النخاع، مؤمن وملتزم بمبادئ المنظمة التاريخية وبأهدافها النضالية، دفاعا عن التعليم وعن الجامعة وعن حق أبناء الكادحين والطبقة المتوسطة في مقعد جامعي.. عن علاقته بالنظرية الماركسية، وبالتصور اللينيني لتغيير المجتمع في اتجاه اشتراكي.. إنه هراء وانحراف حقيقي عن مهام الحركة الطلابية، وتجني واضح عن طبيعتها، باعتبارها حركة ديمقراطية تسلك النضال الجماهيري المنظم والمفتوح في وجه جميع الطلبة الديمقراطيين، مهما اختلفت مرجعياتهم الفكرية والسياسية، التي لا تتعارض مع مبادئ المنظمة والاتحاد.. فالمنظمة الطلابية أوطم ليست بالمنظمة الماركسية الخالصة مهما المواقف والتحليلات التي يمكن أن تعتمدها في لحظة من اللحظات، والتي قد تبدوا أكثر جذرية ومبدئية من إطارات تقدمية أخرى سياسية ونقابية وجمعوية...الخ.
على هذا الأساس، وفي ظل هذا الفضاء النضالي الطلابي والديمقراطي، تشكل وتطور وعي الرفاق الشهداء المعنيين بالاحتفاء كمناضلين قاعديين، أفرزهم ونظمهم وأطرهم هذا التيار الديمقراطي المناضل، إسوة بجميع رفاقهم في النهج الديمقراطي القاعدي، على درب نضاله واستراتيجيته المكافحة من أجل جامعة ديمقراطية وتعليم شعبي يناسبها.. مستجيبا لمطامح الطلاب وعموم الجماهير الشعبية، ارتباطا بحقل التعليم، فأي تقييم لتجربة الطلبة القاعديين، ولتجربة الشهداء أنفسهم يخرج عن هذه الحقائق الثابتة أو ينفيها، نعتبره مجرد كذب وتزييف وبهتان.. بل وتزوير محض، تفضحه العديد من الأرضيات والبيانات والمقالات والمجلات التي لا حصر لها، والتي تنفي عن التيار هذا الطابع الفكري والسياسي الجاد، زعما بانتسابه بمجمله للحركة الماركسية اللينينية المغربية، وبتبعيته المطلقة للمنظمة "إلى الأمام" ولتوجيهاتها السياسية والتنظيمية.. وهو ادعاء لا أساس له من الصحة، فندناه في أكثر من مقال ومناسبة، بعيد عن الواقع، ولا يستقيم أو ينسجم مع الخط وقناعات الرفاق وسط هذه الحركة، التي لا تتعدى كونها حركة ديمقراطية تقدمية، مفتوحة في وجه جميع الطلاب المناضلين، بغض النظر عن ثوريتهم من عدمها، وبغض النظر كذلك عن مدى تعاطفهم أو تبنيهم للنظرية الماركسية الاشتراكية.. فليست الحركة عبارة عن تنظيم سياسي أو تجمع للعديد من التيارات الفكرية والسياسية من صلب الحركة الماركسية.. لأن التنظيمات السياسية التي لها هدف محدد ألا وهو التغيير الاجتماعي في الاتجاه الاشتراكي الثوري، لا تبنى بهذا الشكل، ولا تعتمد القاعدة الطلابية كأساس.. لأن الماركسية، وبكل بساطة لا تؤمن بهذه المنهجية بتاتا، منهجية ثبت خطؤها عالميا خلال فترة الستينات، وسقطت في شباكها منظمات "اليسار الجديد" أو ما سمي حينها بالحركة الماركسية اللينينية... لأن العمل الثوري الاشتراكي عمل منظم بطبيعته وفحواه الطبقي، مرتبط في خطواته التنظيمية والتعبوية والتأطيرية بالطبقة العاملة، وبخلاياها وسط المعامل والمصانع والمناجم والشركات والضيعات الفلاحية الكبرى والمتوسطة، ومراكب الصيد.. الخ، وليس وسط الأقسام والمدرجات.. إذ لا حاجة لهذه الطبقة الثورية لمن ينوب عنها أو يشفق على حالها، كما فعلت النظريات التحريفية البورجوازية الصغيرة خلال جميع محاولاتها الفاشلة، التي أرادت صرف الطبقة العاملة عن مهماتها وعن رسالتها التاريخية الطبقية...
"فإننا نقف على أرضية نظرية ماركس.. فهي التي أوضحت مهمة الحزب الاشتراكي الثوري الحقيقية، وأن هذه المهمة لا تقوم في اختلاق المشاريع لاعادة بناء المجتمع، ولا في وعظ الرأسماليين وأذنابهم بتحسين أوضاع العمال، ولا في حيك المؤامرات، بل في تنظيم نضال البروليتاريا الطبقي وقيادة هذا النضال الذي هدفه النهائي هو ظفر البروليتاريا بالسلطة السياسية وتنظيم المجتمع الاشتراكي" بتأكيد وتسطير من لينين المفترى عليه..
ف"الثوريون" كثيرون وسط الحركة الاجتماعية، لكن الطبقة العاملة في حاجة لنوع خاص من الثوريين، عمال بدرجة أولى وأساسية، بالإضافة لمثقفين ثوريين انسلخوا نهائيا عن طبقتهم البورجوازية الصغيرة، واحترفوا العمل الثوري، بجعله مهنة لهم، يوظفون خلالها كل امكانياتهم في الاستقطاب، والتأطير، والتنظيم، خدمة لحزب الطبقة العاملة ولنضالها الثوري من أجل التغيير الاشتراكي.. لأن حريتها وتحررها من مجتمع الاستغلال، والعبودية، والعمل المأجور.. لا يمكن أن يكون من صنع غيرها من الطبقات أو الفئات، مهما بلغ فقرها وبؤسها من مستوى.. لأن التغيير الاشتراكي بحاجة لطبقة قائدة، طليعية مؤهلة لهذه المهمة النضالية والطبقية.. تصنع الحرية، والتحرر لنفسها ولعموم الكادحين والمهمشين، ضحايا نمط الإنتاج الرأسمالي.. وليس لفئة اجتماعية غير مستقرة تعيش مرحلة انتقالية من حياتها، بدون موقع في عملية الإنتاج، وبعيدة عن ضغطه وأساليبه الاستغلالية.
وعسى أن نكون توفقنا في دحض هذه الترهات والمزايدات الصبيانية بخصوص طبيعة ومهام الحركة الطلابية ورأس رمحها الضارب "النهج الديمقراطي القاعدي" خلال هذه الظرفية العصيبة المتميزة بالزحف المتنامي على المكتسبات الديمقراطية للحركة الطلابية وللجامعة المغربية.
لقد تحملت الحركة القاعدية بكل مكوناتها، خلال الثلاثين سنة الأخيرة أعباء جمة، تستحق الإشادة والتنويه... بدفاعها عن هذا التراث الأوطمي، وعن الهوية التقديمة للحركة الطلابية، وعن حد أدنى تنظيمي ملأت به فراغ الساحة الطلابية من أجهزة تمثيلية تنوب عن الطلاب، وتحاور باسمهم من أجل حل بعض المشاكل الدراسية والتدبيرية، قطعا لطريق التيارات الطلابية الرجعية والظلامية المشبوهة.. ومن أجل هذه المهمة عانت وقاست وتضررت في حريتها من أعدائها الداخليين والخارجيين، ومن بعض المتهورين والمتشددين.. من الطلبة التقدميين أنفسهم.. لكن وبالرغم من هذا كله ظلت عاجزة عن المهمة التي نحن بصدد نقاشها، والمتجلية في تطوير المسار التنظيمي للحركة، بسبب من تهاونها وترددها وأنانيتها في هذا الباب..إذ من الغريب جدا ألا يوجد تيار طلابي واحد يطالب ويناضل بجدية من أجل استرجاع المنظمة أوطم، حوالي ثمانية فصائل تنادي بإنجاز هذه المهمة دون أن تبادر عمليا للخوض فيها، والشروع في خطواتها الأولى، إتماما لخطوات ندوة مراكش التاريخية.
وبسبب هذا التهاون، وهذا الرفض، وهذه المعاندة غير المبررة، لأية خطوة تمشي في اتجاه استرجاع أوطم كاتحاد لعموم الطلبة.. اتحاد يعزز الوحدة الطلابية ويقوي عود الحركة الطلابية، ويعدها بطؤيق أحسن لمواجهة ما ينتظرها من مخططات جهنمية.. وأي برنامج طلابي لا يضع ضمن أولوياته النضالية إعادة هيكلة الاتحاد وفق منظور وحدوي، قاعدي، وجماهيري.. لن يفلح أو تنجح شعاراته في استقطاب الجماهير الطلابية وضمها للاتحاد، كما هو الشأن بالنسبة لبعض التيارات الطلابية، المتميزة بتركيزها على نقطة التنظيم وهيكلة الاتحاد، دون أن تقدم أية مبادرة في هذا الاتجاه.. والأجدى من ذلك تخلفها الصادم وغير المبرر عن أشغال ندوة مراكش، وما نتج عنها من خطوات نضالية وحدوية أعادت الحركة الطلابية للاحتجاج في الشارع ومركزة فعلها النضالي بالعاصمة الرباط... والحال أن أغلبية الفصائل الطلابية تفتقد للبرنامج النضالي القادر على خدمة مصالح الطلبة اليومية المادية والمعنوية والديمقراطية... برنامج معلوم للرأي العام الطلابي، لا يكتفي بردود الأفعال وبعض التدابير التقنية المحدودة، لأن البرنامج النضالي يختلف عن برامج مقاطعة الامتحانات والمطالبة بتأجيلها، التي أصبحت عادة سنوية تتزايد من خلالها وعبرها الفصائل الطلابية... البرنامج النضالي أرقى من هذا، يلخص ما تريده الحركة الطلابية أو فصيل من الفصائل الطلابية التقدمية من التعليم والجامعة، تبين من خلاله مدى استعدادها للدفاع عن جميع القضايا الوطنية والشعبية والأممية، انسجاما مع موقعها وواجبها النضالي في الدعم، والمساندة، لجميع النضالات الشعبية...مع الإشارة لقضايا أخرى لا تقل أهمية، لكن يلزم الفصيل الإعلان عم موقفه منها، كقضايا الحريات الديمقراطية، والنضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين بسبب من آرائهم وأفكارهم وتعليقاتهم... وقضية المرأة وسبل تحررها، والقضية الفلسطينية كقضيةوطنية غير قابلة للمساومة والتنازل والتطبيع... وقضايا تحرر الشعوب بما تستلزمه من تضامن ودعم وأنشطة ووقفات الدعم والنصرة.. الخ، لصالح مختلف الشعوب المضطهدة، المستعمرة وشبه المستعمرة.. في جميع أرجاء العالم ومناطق الحرب والتوتر.. الخ.
وعبر التاريخ، ومع لحظة التأسيس "للنهج الديمقراطي القاعدي" الذي كان من رواده الشهيد مصطفى، توفر الفصيل على برنامج النضالي الذي كان يعرضه دوما على عموم الجماهير الطلابية خلال المحطات الانتخابية الخاصة بالأجهزة التحتية للمنظمة الطلابية أوطم، أو من خلال محطة انتداب المؤتمرين 16/17.. والذي عدله بعد فشل المؤتمر، بسبب من بروز معطيات جديدة تتعلق بوضع الحريات الديمقراطية، وحرمة الجامعة، وترسيم أجهزة المراقبة "أواكس" بالعديد من الجامعات، والشروع المباشر في تطبيق مخرجات مناظرتي إفران الأولى والثانية المرافقة "للإصلاح الجامعي" بكل ما صاحبه من تضييق واعتقال وهجوم على العديد من المكتسبات المتعلقة بالمنحة ونظام الامتحانات وإغلاق المطاعم وفتح جامعات جديدة بدون أحياء سكنية وبدون مطاعم جامعية أو فضاءات للترفيه والرياضة... الخ.
سمي البرنامج حينها بالبرنامج المرحلي "للطلبة القاعديين"، والذي حظي بمساهمة الشهيد مصطفى في صياغة مواقفه وبنوده.. حيث كان لهذا البرنامج أثره الكبير والمؤثر على وحدة الخط، وأسلوب التدبير في التعامل مع "الإصلاح الجامعي" والحظر العملي للمنظمة أوطم، والاعداد للمؤتمر الاستثنائي، وأوضاع الحركة الطلابية والموقف من العمل الوحدوي مع الفصائل الطلابية.. الشيء الذي نتج عنه انشقاق في صفوف الطلبة القاعديين وبروز مجموعة الفقيد "عبد الحق بنيس" الذي تزعم المجموعة، والتي رفضت المواجهة والنضال من أجل الإطاحة بالمخطط، وبالرهان على العمل الوحدوي، وتقديم العديد من التنازلات المجانية لفصائل وجهات سياسية انسحبت من المؤتمر، ومن ساحات النضال ومن واجب المسؤولية...هذا البرنامج الذي لا يشبه في شيء "البرنامج المرحلي" الحالي المسيطر على بعض المواقع الجامعية النشيطة، كفاس ومكناس وتازة ووجدة وأكادير والراشيدية.. والذي برز وسط الساحة الطلابية خلال الموسم الدراسي لسنة 86، كرد فعل نضالي على التخاذل، وعلى الفراغ التنظيمي، والعجز الذي رألم بالحركة الطلابية، التي عاشت وضعية قانونية غامضت عرفت "بالحظر العملي"، عن حق.. تحمل خلالها الفصيل القاعدي وفصيل رفاق مهدي وعمر.. لوحدهم تقريبا، مشاق النضال والكفاح والدفاع عن حقوق الطلبة.
ومع هذا البروز أفل الفصيل وغاب عن الساحة نهائيا، تاركا المجال لتيار "البرنامج المرحلي" الذي اكتسح الساحة الطلابية لسنوات عديدة، وبرزت إلى جانبه تيارات أخرى بالكاد حافظت على وجودها التنظيمي والنضالي ك"القاعديون التقدميون" أو الممانعون، إضافة لفصيل "الطلبة القاعديين" الجدد الذي برز هو الآخر أواسط الثمانينات شاهرا وثيقته التاريخية المعروفة ب "الكراس" والتي تضمنت برنامجها الخاص، الذي دعا للحوار مع الفصائل الطلابية قصد البحث عن حد أدنى يسهل التهييء لمؤتمر استثنائي وحدوي توافقي...الشيء الذي يمكن اعتباره سببا مباشرا في ردة الفعل النضالية والتنظيمية التي ناهضت هذا المنحى التراجعي والتنازلي، وعارضته ببرنامج اللاآت، الذي لقي استجابة عريضة من صفوف الطلبة القاعديين، الذين اعتبروا هذا التيار الجديد بمثابة المنقذ، والقائد القادر على إعادة الحركة الطلابية للسكة الصحيحة، بإنجازاتها وأمجادها ومعاركها الكبرى.
لكن الأمور اتجهت لعكس المتمنيات بانشقاقات جديدة ومتنوعة اتجهت للتميز الفكري والسياسي في شكل فصائل ماوية وتروتسكية وماركسية عمالية وخوجية.. الخ إضافة لانشقاقات أخرى لا تتوقف في صفوف تيار "البرنامج المرحلي"، الذي اختلط عليه الأمر بين النضال الطلابي الديمقراطي وبين النضال الثوري الطبقي الواضح، دون أن يتقدم في الإثنين معا.. دون أن نغفل الفصيل الطلابي الأمازيغي الذي يركز أنشطته على المجال الثقافي واللغوي بشكل كبير.. أبعده إلى حد ما الفصائل الطلابية التقدمية بسبب من تطرف "لينينية" بعضها من جهة، وشوفينية بعض الأصوات من داخل هذه الحركة من الجهة الأخرى.
فرغم هذا التنوع والتعدد الحيوي الذي تعيشه الحركة الطلابية، فدعاوي الوحدة عديدة والطموح كبير لاسترجاع المنظمة وإعادة هيكلتها، بناء على تصور ديمقراطي قاعدي، مخلص للمبادئ الأربعة ومستعد للنضال إلى جانب الجماهير الطلابية دفاعا عن الجامعة وعن الحق في التعليم... حيث لا بد من إشراك جميع الفصائل الطلابية في هذا النضال، وخصوصا الفصائل التقدمية المتشبثة بهذا الإطار التاريخي، وهي في مجملها معارضة، يسارية وديمقراطية، ترفض الأوضاع المتردية التي تعيشها الجامعة وقطاع التعليم، فصائل أبانت عن استعدادها للنضال والانخراط جنبا إلى جنب الجماهير الطلابية من أجل تغيير هذا الحال نفسه لمصلحة الطلاب، والجامعة، والتعليم الذي نريد جميعا، بمضمونه الديمقراطي والشعبي، العلمي العلماني والموحد.. لكنها في أغلبها غير وحدوية، تتجنب النضال المشترك وتخاف الديمقراطية والتمثيلية، والمسؤولية.. ولا تطيق مشاركة الفصائل الخصيمة في تمثيلية الجماهير الطلابية جنبا إلى جنب، مما يعيق هذه الرغبة الوحدوية التي لا تبديها سوى الفصائل الضعيفة أو المنحصرة في موقع من المواقع.. لذا يبدوا من الضروري واللازم على جميع الفصائل الوحدوية أن تعبر عن رغبتها في تجاوز هذا الانقسام والتفتت القاتل عبر الجهر والاعلان عن خطوات عملية تحدو في هذا الاتجاه الوحدوي الذي سيضع اللبنات الأولى لاتحاد طلابي قوي، تقدمي وجماهيري، قادر على استقطاب عموم الجماهير الطلابية لساحة النضال كما كان الحال إبان حياة الشهداء... وهو الشيء الذي يجهله، أو بالأحرى يتجاهله العديد من المناضلين والرفاق بمختلف انتمائاتهم وتوجهاتهم، بسبب من هذا التوجس، والرفض الأعمى غير المبرر، وفي هذه الظرفية بالذات، حيث استمرار الحظر الذاتي للمنظمة أوطم، والذي تتحمل مسؤوليته هذه الفصائل نفسها، والتي دفعت ببعض المواقع الجامعية للبحث عن بدائل تمثيلية وتنسيقية، بعيدا وجع "الرأس" والاحتراب الفصائلي بسبب أو بدونه، كليات الطب والصيدلة، كمثال...
فالحركة الطلابية الأوطمية بجميع مكوناتها تتحمل مسؤوليتها في هذا الوضع التنظيمي المختل، والذي تحاول من خلاله هذه الفصائل الحجر على الاتحاد، وتعويضه ب"القلع المحصنة" والمستقلة بمواقفها وقراراتها ومعاركها... بعيدا عن الفصائل الأخرى، فأن تدعي بعض الفصائل وتفصح عن رغبتها في هيكلة أوطم من جديد، فذلك أمر جيد، لا يتناقض مع وجهة النظر القاعدية، لكننا، ومن الناحية العملية، لا نعثر على أية مبادرة حقيقية تمشي في هذا الاتجاه، ولا وجود لأي مشروع تنظيمي مقدم للحركة الطلابية بغرض تأطيرها وتنظيمها وتمثيل قواعدها، لا يوجد سوى الادعاء، والبيروقراطية، والصخب والزعيق بأعلى الأصوات، عن الديمقراطية والجماهير وخطها ومصالحها.. الخ، والحال أن الجماهير الطلابية المغلوبة على أمرها، لا تعرف شيئا عن الاتحاد، وعن تاريخ الاتحاد، وعن مبادئ الاتحاد، وعن تضحيات الاتحاد.. الخ، لأن الفصائل التي حاولت دوما تعويض الاتحاد تتقهقر يوما عن يوم بسبب من غيابها خلال اللحظات الحاسمة، وبسبب من رعونتها، وتسلطها خلال المعارك الطلابية الجماهيرية، وبسبب من تقوقعها داخل "قلع" محدودة، ومحسومة لصالح الرأي الواحد والاتجاه الواحد.. والطامة الكبرى هي المسار الذي اتخذته الحركة الطلابية والذي لا يعدو سوى تعميق للأزمة واستهتار بمصيرها، عبر التهاون في معالجة الأوضاع، وعدم الإجابة عن الفراغ التنظيمي الذي تركه الاتحاد، في ظل غياب تام لأية مبادرة تأخذ هذا المنحى بشكل جدي ومسؤول عبر وضع لبنات أولية للتنسيق والنضال المشترك، وفرز اللجان التمثيلية للاقسام والشعب، ولجان الحوار، واللجان المكلفة بمهام من قبيل لجنة الحريات، ولجنة المعتقل، ولجنة فلسطين، ولجنة المرأة، ولجنة التضامن، ولجنة الدعم لحركات الشعوب المناضلة من أجل التحرر.. وكلها أشكال تنظيمية ستقوي لا محالة من عضد الحركة الطلابية، وستعزز ثقافة التنظيم، التي ستنقل الحركة الطلابية من حالة الضعف والشتات والفوضى.. إلى وضعية متقدمة لن تترك لها من خيار سوى الاتحاد والانخراط في مهمة بناءه والتأكيد على مبادئه وخوض المعارك والنضال من بابه الواسع.
فعلى هذا الأساس سنكون فعلا مخلصين وأوفياء لخط الشهداء، الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل هيكلة الحركة الطلابية هيكلة قاعدية، وتطوير تجربتها التنظيمية في أطار الاتحاد، وانضباطا لمقرراته التنظيمية الصادرة عن مؤتمراته، الخامس عشر والسادس عشر، دون تهرب أو انحراف.. وإذا كان لابد من الاعتزاز بتجربة هؤلاء الشهداء وبما قدموه للحركة الطلابية وللطلبة القاعديين ولنهجهم الديمقراطي في ساحة النضال الطلابي، بدرجة أولى وأساسية.. أي مهما كانت طبيعة اختياراتهم الفكرية والاديولوجية، والتزاماتهم السياسية بميولها البين، نحو خط اشتراكي بروليتاري ثوري.. والتي لم تمنعهم قيد حياتهم عن الإخلاص والتفاني في انجاز مهامهم النضالية الطلابية، من أجل جامعة ديمقراطية ومن أجل تعليم شعبي ديمقراطي، علمي علماني وموحد، لقد توفق الشهداء، إلى جانب رفاقهم في "النهج الديمقراطي القاعدي" في تدبير عملهم النضالي والتدبيري وسط الحركة الطلابية، دون مزايدة أو خلط بين قناعاتهم الفكرية والسياسية، وبين مهام الاطار الطلابي الجماهيري المفتوح في وجه عموم الطلاب، بناء على مبادئ محددة لا تشترط سوى النضال والكفاح من أجل المطالب المادية والمعنوية للطلاب، بغض النظر عن مدى تشبع الفرد بالفكر الماركسي وتعاليمه، أو عن مدى التزامه بمنظور الزعيم الاشتراكي لينين لبناء الحزب العمالي، والتخطيط للثورة الاجتماعية على مراحل، تبدأ من الدعوة لثورة ديمقراطية بورجوازية تحقق الجمهورية وبعض الإصلاحات الزراعية، قبل الاقدام على استكمال خطواتها عبر الخوض في ثورة اشتراكية عمالية حازمة.. في تجاوز فج لطبيعة الحركة الطلابية ومهامها الفعلية.
فليس من مسؤولية الفصائل الطلابية أو من واجبها الالتزام بهذه التعاليم الماركسية إجبارا وعنوة، وما يرتبط بها من تصورات ثورية للتغيير الاجتماعي.. لأن مسؤوليتها محدودة وواضحة مرتبطة بواجبها النضالي في معارضة النظام القائم والرفض لسياسته النخبوية في قطاع التعليم، باعتباره المسؤول الأول والأخير على التخريب الذي تعرفه الجامعة، فإذا لم تتحمل هذه الفصائل مسؤوليتها في وقف التدهور الذي يعرفه القطاع والجامعة، وترسم خطة نضالية وبرنامج للعمل يحد من جميع أشكال وأساليب الطرد والتصفوية، المستهدفة أساسا لأبناء الفقراء المعوزين، وأبناء الموظفين الصغار والمستخدمين.. الخ، ويكافح من أجل جامعة ديمقراطية يمكن اعتبارها عن حق منارة للعلم والبحث والمعرفة والابتكار.. الخ، لن تعرف الجامعة سوى المزيد من التدهور والخراب.
فهذا هو المجال المادي الذي لا يمكن إغفاله من طرف الفصائل الطلابية التي تحترم نفسها، والتي يجب العناية به واعتماده كمنطلق ومرتكز لا غنى عنه، دون إغفال طبعا، لمستلزمات النضال الطلابي الأخرى، باعتباره نضالا ديمقراطيا، وسط فضاء يمتلك حرمة وجب حمايتها وحفظها من القمع والمراقبة الاستخباراتية، والدفاع عنها بكل الشراسة اللازمة.. الشيء الذي يقحم الحركة الطلابية في نضالات دائمة، دفاعا عن هذه الحرمة وصيانة لها، بما يكلف ذلك من هجومات قمعية، واعتقالات متكررة ومتابعات ومحاكمات.. الخ، بحيث لا يمكن إغفال هذا الجانب من النضال الطلابي والبرنامج النضالي للحركة الطلابية من أجل تثبيت الحريات الديمقراطية، عبر وضع الحد لجميع المتابعات، وعبر إطلاق سراح كافة الطلبة المعتقلين، وعبر صيانة الحق في الاضراب، والتظاهر، والانتماء للاتحاد، أو لأي تيار سياسي معارض، مهما كانت أفكاره ومرجعيته.
وبهذا الأسلوب نكون قد استغلينا هذه المناسبة، ذكرى الشهداء الثلاثة الأبرار، مصطفى وبوبكر وعبد الحق، بطريقة أيجابية تسلط الضوء عن أوضاع الحركة الطلابية الحالية وما تستوجبه من مهام نضالية على عدة مستويات.. ونقترح، وبكل روح وحدوية وديمقراطية خارطة الطريق هذه، الكفيلة بمساعدة الحركة الطلابية على تجاوز أزمتها التنظيمية والبرنامجية، حيث الواجب والمسؤولية يفترضان من جميع الفصائل الطلابية، التقدمية والديمقراطية، إبداء الرأي في هذا المخرج، باعتباره حد أدنى مقبول ومفتوح للنقاش والتفاعل.. لا يمكن رفضه أو معارضته من أي فصيل ديمقراطي، وحدوي ومبدئي، خلال هذه الظرفية وهذا الوضع المتأزم، والمتميز بحدته وبتغول للنظام لا حد ولا رادع له، إذ يجب أن تتوجه جهودنا جميعا لصد هذا الهجوم وهذه العجرفة، وكل هذه المخططات الجهنمية... علينا أن نوجه جميع رماحنا ونبالنا لصدر النظام دون تردد أو تأخر، باعتباره المسؤول الأول والأخير عن تدهور التعليم والجامعة، الذي لم يتواني في صهينتها وربط مستقبلها بمخططات صندوق النقد الدولي الامبريالية، فعوض المناوشات والصراعات الثانوية غير المقبولة في شكلها ومضمونها، والعاجزة عن توفير الشروط الذاتية للحركة الطلابية لولوج المعركة، فهلموا للنضال والكفاح بعزيمة وحدوية واحدة... هذه المعركة التي تهم جميع الطلبة كانوا عرب أو أمازيغ.. وتهم جميع التيارات الطلابية التقدمية، الإصلاحية والثورية، حيث لا وجود لحل يعتق الحركة الطلابية سوى وحدتها التنظيمية والبرنامجية، والقادرة على إرجاع ديناميتها الطبيعية والمعتادة، كقوة ديمقراطية مناضلة جنبا إلى جانب جميع الإطارات الديمقراطية المعارضة لهذه الأوضاع، التي تعيشها الجامعة، ولجميع المخططات المستهدفة لحقوق المواطنين في جميع المجالات، كالشغل والسكن والتعليم والصحة والبيئة.. الخ.
فهذه المنهجية قابلة للتفعيل، تحتاج الجرأة والمبادرة والالتزام بالمبادئ... حتى تسترجع الجامعة أدوارها التنويرية والتثقيفية والتكوينية الراقية، لقد كان الطلبة عن حق حين كانوا يسمون إحدى الساحات الجامعية بالرباط "بسوق عكاظ" للفكر والصراع والمناظرة، يسمح فيها للتعبير عن الآراء والأفكار دون منع أو قنع أو تجريح أو إقصاء.. كانت الجماهير الطلابية حينها تواقة للحرية ومشبثة بها، ولا تفرط في نفس لآن، في مبادئها وهويتها.
فعلى هذا التصور وهذا الأفق الراقي والمتنور، نريد أن نعيد كتابة التاريخ والتذكير بشهدائنا الذين كافحوا بصدق ومبدئية من أجل تعليم شعبي ديمقراطي علمي علماني وموحد، ومن أجل مجتمع متحرر يصون الديمقراطية ويحمي الحريات، ويقضي على الاستغلال والاستبداد.. الخ، التاريخ الذي يشهد لنا بقوتنا وحدتنا التنظيمية وسط اتحاد ظل صامدا في وجه القمع والمنع، على فترتين وتجربتين دون أن يتراجع عن مبادئه وهويته وخطه الكفاحي.. إنه المدرسة التي توفقت بامتياز في تكوين أرقى الأطر الوطنية المغربية التي ظلت متشبثة بالاستقلال الحقيقي والاقتصاد الوطني والتحرر من التبعية، ورغم جميع الاغراءات لم تتخلى قط عن مبادئها ومواقفها الوطنية.. لا مناص من إعادة الحياة لهذه المدرسة، عبر التنازل شيئا ما عن أنانيتنا وتشددنا.. فالحركة الطلابية تكون قوية أو لا شيء.
مصطفى بن صالح غشت 2024



#مصطفى_بنصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الحركة الطلابية المغربية من منظورنا
- وفاءا لشهداء الطلبة القاعديين
- عن مناهضة التطبيع وسبل التضامن مع الشعب الفلسطيني
- بناء الاتحاد الطلابي إوطم مهمة نضالية وليست صفقة حزبية..
- صيحة لا معنى لها طبقيا
- 24 يناير التاريخ والذكرى
- التفاتة محتشمة صوب الفقراء
- انتفاضة طلابية تستحق الإشادة والدعم اللازمين
- التذكير بشهداء الطلبة القاعديين واجب نضالي أكيد
- حيُّوا -النضال المستمر-.. والصيد في الماء العكر!
- رسالة إلى -رفيق- حول مهامنا النضالية والتنظيمية وسط الحركة ا ...
- أزمة النضال الطلابي وأسطورة -البرنامج المرحلي-
- عن مهام الحركة الطلابية المغربية وفي نقد أسطورة -البرنامج ال ...
- عودة لموضوع النضال الطلابي وأسطورة -البرنامج المرحلي-
- رأي في بعض الإشكاليات النظرية ذات الارتباط بالحركة الطلابية
- مسيرة احتجاجية موضوعها مقر..
- خيانة للشهداء وللتاريخ المشرق للاتحاد
- الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والمعركة بالنيابة للدفاع عن مقره ...
- من شعار -العنف الثوري- إلى شعار -الإنكار الثوري- الصريح!
- في جذور العنف وسط الساحة الطلابية المغربية


المزيد.....




- الألعاب البارالمبية: تأجيل منافسات الترايثلون الثلاثية بسبب ...
- نتيجة تاريخية لحزب -البديل- اليميني الشعبوي في شرق ألمانيا
- شاهد.. إنقاذ عشرات الأشخاص المحاصرين في منتزه روسي
- مقتل 3 شرطيين إسرائيليين بهجوم في الخليل
- الجيش الإيراني: جاهزون لمواجهة أي طارئ
- خليل الحية يوضح تفاصيل بشأن الأسير الأمريكي هيرش غولدبرغ بول ...
- موسكو: نعمل على تعديل عقيدتنا النووية
- 20 عاما على مأساة بيسلان
- لبنان.. مخاوف من اتساع رقعة الحرب
- الجزائر.. انضمام إلى بنك بريكس للتنمية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى بنصالح - في ذكرى شهداء الطلبة القاعديين