آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 14:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وداعًا يا نهر الخابور
الضفاف جافة, ونهر الخابور جاف, والحياة جافة والحرارة لافحة, مشينا الهوينا, أنا وضياء وموريس, في ظلال الليل الهامس. ابتعدنا عن الطريق العام المكلل بالسيارات والناس, أخذنا المنعطف الذي يبعدنا عن البيوت والحركة.
كنت مذهولًا, أعيش في ذاكرتي, والتيه يأخذني من يدي, وتلك الذاكرة لا تكف عن الاستيقاظ, تنهض في طرح الأسئلة التي تقبع في الماضي. لا شيء باق على حاله, الوجوه والمدينة والخابور, والأشجار والزمن. كانا, موريس وضياء يتبدلان الحديث, بقيت متأخرًا عنهما, عن الركب, أنظر إليهما من الخلف, أقول لنفسي:
ـ يا إلهي كم تغيرا.
بالتأكيد, تغيرهما لا يقارن بي. فأنا صديق الذاكرة القديمة, أقبع داخلها, لا أريد أن أودع الماضي, شهوة الطفولة والشباب وزهوة العمر الراحل.
لم أتقبل أن أعيش في الحاضر, لم أهضم التبدلات التي طرأت علي وعلى المكان والناس. بقيت داخل الشوق لرائحة التراب القديم, لرائحة الخابور وزله وأشنياته, لتلك الجنبات, للروابي الزاهرة, للمراعي والبساتين, لرائحة الخيار الطازج والبندورة البلدية وأشجار الصنوبر والسرو والكينا, للأرض المنسبطة, المنبهقة من قلب الرهوان العظيم, الخابور, الذي يفتح على السهول والقرى والبيوت الريفية المتناثرة. كنت أمشي وراءهما حزينًا, موجوعًا, وكانا غارقين في حديثهما. تركتهما, يكملان ما يريدان إكماله, وتركت نفسي تتسلق تلال المشاعر المتراكمة في ذاتي. أعلم, أن ما بيننا, مسافات طويلة لا ترممها الأيام والسنين والحياة, ومهما تكلمت سأبقى أنا, ذلك الكائن, المنطوي على نفسي, لا يمكن للبوح أن يفصح عما ما في داخلي, لمعرفتي أن ما سأقوله لا يهم أي إنسان. كنت أعيش زمن ولى ولم يعد, ولا يقبل عقلي أن يودع ذلك الزمن البري, زمني أنا. لقد فكك السجن ذاكرتي وأعاد تركيبها من جديد. ففي هذه المقارنة, كنت مهزوماً, أمام زمنين لم أكن فيهما أو بينهما أو على مفترقهما. شيء طافح كان يصعد من داخلي, نار حمراء مشتعلة دائمة التوهج.
أحن للعودة للبيت, أن أبقى وحدي, أن أبقى مع ذلك الكائن الممزق بين ذات قديمة وذات ليس لها مرقد أو موطأ قدم. أصرخ, وأبكي, أضرب الجدران, أقول الكارثة ليست في المقدرة على التحمل, أنما, المقدرة على هضم العلاقة مع الزمن الأخر الذي لن أنسجم معه. أنظر إلى أبي, أمي, الناس, أراهم أشباح, يتكلمون معي, وعقلي يرحل بي إلى البعيد.
ضياء, كان صديقًا, عازب, كنا نضحك ونمرح, أحلامنا واسعة, كبيرة, رأيته أب لأربعة أولاد, مهمومًا, متعبًا. تغيرت أهتماماته, نظرته إلى الحياة. لم أعد أر في عينه ذلك البريق, ذلك الأمل.
لم تكن هذه الأشياء السبب الأول للانفصال عن المكان, أنما الوجوه. لم أعد أنسجم مع الوجه الجديد للناس, هذه أصبحت لدي مشكلة كبيرة لي, كلما أرى أحدهم أبدأ المقارنة بين الحاضر, وقبل ثلاثة عشرة عامًا. فخلال هذه المدة الطويلة لم أر وجًا أخر سوى وجه زملائي وأصدقائي في السجن. كل الوجوه كانت متشابهة, دون بريق, دون حياة, دون تجدد. نكرر بعضنا على مدار الساعة والوقت, نخسر من ذواتنا ذوات, نتحول إلى قديم دون إرادة منا.
عندما خرجت, رأيت كومات أطفال صغار, لم أرهم من قبل ولم أستطع أن أركز على وجه أحدهم في ذاكرتي أو أحفظ أسمائهم, كأن عقلي لا يريد أن يتقبل الحاضر أو التغيير. كنت استغرب جداً من ضحك بعضهم او التفتات البعض الأخر.
شعرت إنني وحيد. لا شيء يرمم وحدتي, لا صديق ولا أخ أو أخت أو أب أو أم. كان السجن رحمة, سترًا, يمنحنا الأمل بالزمن القادم, بالجديد, بالجمال, بالمرأة التي حلمنا بها, بالمواصفات التي نحتناها في ذاكرتنا. وعندما أصبحت مع الفراغ المفتوح, لم أعد أرى إلا نفسي في صراع مع هذا العالم الواسع, اللامتناهي. خرجت من ذلك المكان الضيق الذي لا يتجاوز الأمتار القليلة إلى العالم الرحب. شعرت بالخواء, بأنني صغير أمام هذا الكم الهائل من الفضاء المفتوح. شعرت بالغربة القاتلة, بأن الجدران المفارقة لي لم تعد موجودة, مثل مولود. جاء إلى مكان ليس بإرادته ويخرج منه ليس بإرادته. رأيت هذا الفضاء الواسع, بحر, محيط, وأنا وحدي أسبح دون قارب أو دفة أو خشبة أتكئ عليها لأنتقل من ضفة إلى أخرى, وربما لا توجد ضفة أو أرض أو بقايا عشب, سأبقى في هذا اليم الذي يقذفني هنا وهناك. إنه تشتت للذات والذاكرة والمكان والبقاء.
قلت لضياء, سأرحل, لا أستطيع المكوث هنا, ليس لدي القدرة على هضم ذاتي في هذا المكان الضيق بالرغم من وسعه.
ـ وإلى أين تريد الرحيل؟
ـ لا أعرف. المكان يريد أن يمزقني. إن هواي لم يعد هنا. الغربة التي في أعماقي قاتلة, الأسر يكبلني. ربما ليس لدي قدرة على فكفكة العبارات, لكنه صراع غريب.
ـ حسنًا, غدًا, سنذهب معًا إلى الهجرة والجوازات, ونرى ماذا يمكننا فعله.
في صباح اليوم الثاني ذهبنا إلى الدائرة, دخلناها, حياهم صديقي, وردوا عليه التحية بكل ود واحترام لمعرفتهم به شخصيًا.
ـ ما هي الأوراق المطلوبة لإخراج جواز سفر؟
ـ لمن؟
ـ لصديقي. وأشار له عني.
ـ هل هويتك معك؟
ـ نعم؟
أخذ هويتي, ودقق في إضبارتي, ووقف ينظر إلي ضياء.
ـ إنه موظف, لا يحق له الحصول على جواز السفر.
ـ وما هو الحل؟
ـ إن تجلب لنا براءة ذمة من الدائرة التي يعمل فيها.
ـ أنا سجين سياسي سابق. سجنت ثلاثة عشرة عاماً.
وقف ينظر إلي وعيناه تكادان تطيران في الهواء من شدة الاستغراب. تعلثم, نظر إلى ضياء مستغربًا, ثم التفت إلي مرة أخرى, وكأنه أمام وباء
ـ سجين سياسي سابق؟
كذب الإنسان على نفسه مقدمة أو محطة للكذب على الآخرين.
الكذب يبدأ من الذات قبل أن ينتقل إلى الآخر.
لم تخلق الصلبان من عبث.
في داخل كل واحد منّا صليبًا قابعًا في داخله، ينزع نحو جلد الذات، والتذكير بالعبودية الذاتية.
إن النفس الإنسانية تميل نحو العبودية، بله تسترخي في ظلالها، وتستمتع.
أليس الادمان في جانب من جوانب الحياة عبودية؟
أليست الرتابة والتكرار ورفض التجديد عبودية؟
أليس رفض الشيء والتعلق به عبودية؟
أليست حياتنا وممارساتنا المكررة في ذات اللذة، وذات الحزن والفرح عبودية؟
لماذا تنزع النفس الإنسانية إلى الخضوع والظلم، ولا تسعى نحو أفق آخر، ولا تبحث عن مبادرة للخروج من النفق؟
من أين جاءت هذه النفس العاجزة، المريضة، المتأقلة، مع ما يفرضه العبيد السعداء على بعضهم؟
لا شك أن غورباتشوف قدم تنازلت هائلة للغرب خاصة في مجال التسلح، وتفكيك حلف وأرسو وتوحيد برلين والمانيا، وأنهى الحرب الباردة.
كلها صفات يرفع له القبعة، ويشكر عليه، لهذا نرى الغرب يمدحه ويقدم له آيات الاحترام والتقدير، يقولون عنه أنه جنح نحو السلام العالمي، وأنه رجل السلام لكنهم يصمتون عن موقفهم، السؤال:
ـ هل تراجعت الولايات المتحدة خطوة واحدة عن سلوكها وممارساتها؟
بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي أخذت هذه الولايات المتحدة الأمريكية أغلب دول حلف وارسو إلى حلف الناتو وضمته له، وضربت مصالح روسيا الاستراتيجية بعرض الحائط دون أي تغيير باستراتيجيتها، بل زادت شراسة وقسوة، عندما دخلت العراق ودمرته واحتلته، واحتلت بنما وأفغانستان، وحولت الكثير من الدول العربية إلى دول فاشلة، ولا زالت تسعى جاهدة على تدمير اوروبا والصين وروسيا.
أنا مع تدمير الهيمنة الأمريكية وإعادتها إلى المربع الاول، إلى القرن التاسع عشر، أن تتحول إلى دولة أقل من عادية في الاستراتيجية العالمية.
عندما تكون فاسدًا لا يحق لك أن تتكلم بالقيم والمبادئ والمثل.
تذكر هذا عندما تحكي أو تكتب.
ليس مهمًا أن يعرف الناس أنك فاسد أو لا، المهم أنك تعرف نفسك، كيف تخطط من تحت لتحت لتكذب، وتختلس، وتنط على القوانين، ثم ترفع من شأنك، كأن الأخرين لم يروا سلوكك المشين.
قبل أن تبدأ الصلاة، تعرف مسبقًا، بل أنت مهيأ لكل الطقوس التي ستقوم بها، لهذا فإن ذهنك يكون قد سبقك إلى المكان.
ما تفعله في المعبد، هو أنك تترك جسدك المأسور بك أن يقوم بالحركات الشكلانية، برتابة وتكرار وواجب قميء.
العلاقة بينك وبين الصلاة هي في المقدمة، طقوس وثنية، وأنت المنفذ، لا توازن بينكما اطلاقًا.
لماذا جاؤوا إلى المعبد ما داموا يعرفون النصوص المقدسة عن ظهر غيب؟
لم يعد هناك انتصارات على الأخر، العدو أصبح جزءا منك، لم يعد هناك خلاف جوهري بينكما.
أغلب الانتصارات الحقيقية يجب أن تكون على الذات في هذا العصر، أن تنتصر لنجاحك، لتحسين شروط الحياة، لبناء اقتصاد قوي، وبناء مجتمع مدني متحضر، ودولة حديثة لكل المواطنين، وترسيخ قيم المواطنة دون أي تمييز بالدين أو اللون والعرق.
انتصار التخلف، وتقييد الإنسان الشخصية، وحرمانه من الحرية لم يعد انتصارًا، أنه استعراض شكلاني لانتصار لم يعد يجدي أي نفع.
فيتنام انتصرت على الولايات المتحدة في الصراع، بعدها بسنوات، عادت الولايات المتحدة إليها كأكبر مستثمر فيها.
معايير الانتصار والهزيمة كان قيميًا في سابق الأيام. اليوم نحن في مواجهة مع الذات، مع العلم والتغييرات العالمية على الصعيد الاقتصادي، اكتساب المعرفة والتكنولوجيا، والكوريتين شواهد تشق الحجر.
الصراع السياسي سيصبح له الأولوية، كبديل عن العسكري، والحرب الباردة ستكون اقتصادية سياسية.
هناك الكثير من المناضلين السوريين الفطاحل المحسوبين على الثورة المهزومة، المطرز ة بالدانتيل ومقيمون في أوروبا يعاتبوننا إننا وضعنا صورة فيروز مع ماكرون على صفحاتنا.
نريد القول إذا كنتم مناضلين خمس نجوم، الساحة لكم مفتوحة تقدرون ترجعون لبلدكم وتقارعوا الاستعمار والصهيونية والإمبريالية كمان. حاجة تكذبون على أنفسكم وعلينا، انتم مأفلسين ليس اليوم إنما منذ عشرات القرون
كشفت التجربة أننا لا نعرف نفكر لا سياسة ولا لغة مصالح. وأغلب علاقتنا بالسياسة هي عبارة عن ردود فعل. السلطة والمعارضة, عينة مكملة أحدهما للأخر. لو كان هناك لغة مصلحة لعمل بعض الموجودين في السلطة على التخلص من هذا المعتوه الذي يقودهم كالبغال, ولفوتوا على أنفسهم والبلد هذه الويلات. لم يحدث في تاريخ العالم أن قام نظام بضرب شعبه بالصواريخ وحرق مدن كاملة, وقدم أبناءه للمحرقة من أجل بقاء ثلة من الساقطين.
وعلى الطرف الأخر معارضة أسواق البازار السياسي, اشتغلت سياسة كأنهم في محاضرة في جامعة على شاطئ بحيرة جميلة.
يلعنكم ويلعن اشكالكم.
قلنا, مرات كثيرة أن الرأسمالية كشفت قليلًا عن جوهرها الحقيقي الذي غطته ابان الحرب الباردة, وتلطت خلف راية حقوق الإنسان والحريات, بيد أن قوة الواقع والحقيقة كشفت المضمون المزيف له.
سوريا نموذجًا حيًا لهذه الكذبة التي لا طعم لها.
في النظام العبودي, الاستغلالي لا قيمة للإنسان. المشكلة ليس في من يستغلك, أنما في العبد الذي يمكن ركوب ظهره بسرعة الضوء, يصدق بسرعة وينسى بسرعة, ويمكن تشكيله كما يريد السيد.
حتى أولئك السادة الذين كانوا في مقدمة نشرات الأخبار وأصبحوا نجومًا في الدفاع عن حقوق الإنسان في ليلة وضحاها, انطفئ بريقهم وغاب تمامًا.
والأمثلة لا تعد ولا تحصى.
عبر التاريخ, كانت الأقليات هي أول من يتلقف الأفكار الحديثة لحساسية وجودها الديني والمذهبي. وعملت على حمل شعلة التغيير والانتقال من المجتمع الراكد إلى واقع اجتماعي سياسي جديد.
بعد الحرب العالمية الثانية وعلى أثر تبوء الولايات المتحدة لقيادة العالم عملت على قلب المعادلة بحيث حولت الأقلية من أقلية يمكن أن تكون ثورية, إلى أقلية مغتصبة للسلطة في عموم آسيا وأفريقيا, رجعية بامتياز, لا تريد لحركة التاريخ أن يأخذ مجراه.
نادرًا ما رأينا دولة ما غردت خارج السرب.
لهذا يمكننا القول أن السلطات, المنكمشة على نفسها فئويا, مذهبيًا, دينيًا, التفوا خلال الحرب الباردة حول مصالحهم الضيقة على حساب مجموع المجتمع.
لست متفائلا أن تأخذ الأكثرية زمام المبادرة سياسيا, معرفيًا, فكريًا, لاتكائها على فكر ماضوي, لا يقبل الحداثة والحرية بالمفهوم المعاصر.
لهذا نحن في طريق مسدود.
أنا لا أدري لماذا يحشرون الإسلام في الصراع الدائر على السلطة في سوريا.
الصراع لم يعد من أجل الثورة, والناس الذين قاموا من أجلها شبه تبخروا. وقضية الديمقراطية وتداول السلطة أصبح شبه حلم.
وسلطة الأسد لا تدافع عن العلويين. عم تدافع عن بقاءها.
الصراع أصبح حاجة خارجية, تفريغ فائض الحمولة السياسية الدولية في سوريا.
والخارج له مصلحة حقيقية في استمرار ما يحدث من حرب وقتال.
بشار عم يقاتل بالنيابة عن نفسه وعن روسيا وايران والصين ومصالحهم, والباقي يقاتلون من أجل مصالح الخليج وتركيا والغرب.
حرب عبثية ولا معنى لها. وشعبنا عم يدفع الفاتورة, والدليل أن الاطراف الخارجية عم تتفاوض على القسمة, الكعكة, سوريا, كموقع ومكانة وجغرافية.
هذا أرث حافظ الاسد. واضح انه كان سيفضي إلى هنا.
السياسة مثل الرياضيات إذا تشتغل غلط, تفضي إلى نتائج غلط.
ماذا سيكون رد فعل المعارضة فيما إذا طلبت الولايات المتحدة واتباعها الخليجيين منهم الجلوس في بيوتهم.
الإخوان المسلمين, البيانوني واتباعه سيعودون إلى بيوتهم في لندن. وكأن شيئا لم يكن. ويعود برهان غليون وجوج صبرا إلى بيتهما في فرنسا, ورضوان زيادة إلى بيته في الولايات المتحدة. وربما يحصل هيثم مناع على منصب وزاري محرز عند الأسد.
وقتها سنصك على أسناننا من الندم, أننا سلمنا الأمانة, الثورة إلى أتفه الناس واحطهم قدراً.
يا ويلنا على أنفسنا, على آلام الناس, الفقراء والمحتاجين والمهمشين من شعبنا. على المهاجرين, المهجرين, في تركيا ولبنان والأردن ومصر واليمن والسودان. على الذين قتلوا بدم بارد على طرفي الصراع, الضحايا بامتياز, في جانب السلطة والمعارضة.
الذي انتصر هو النظام السلطوي الدولي بقيادة الولايات المتحدة وروسيا.
افرغت الثورة من محتواها بالكامل. اليوم ستتم المفاضلة بين السيء والأسوأ.
كلاهما, السلطة والمعارضة, أسرى الحسابات الخارجية, يعملان دون اخلاق أو وازع من ضمير على تقديم المزيد من الخضوع للخارج من أجل نيل الرضا عنهم, من أجل السلطة. السلطة حاف لا غير.
اما دمائنا, آلامنا, عذابات شعبنا لا أحد يأخذها بعين الاعتبار أو يحسب لها أية قيمة.
السلطة تنظر إلى الضحايا في جانبها على أنهم وقودًا يجب أن يقدموها لها من اجل بقاءها واستمرارها. والجانب الأخر يركض لاهثا من أجل قطعة الكعكة في السلطة فوق الجانب الأخر منا.
وروسيا والولايات المتحدة وايران والخليج يتفاوضون الأن على ضحايانا, وكل طرف يريد أن يكرس لنفسه نفوذا في بلادنا. ويطوروا علاقتهم على أكمل وجه.
عندما يكون ممثلوا القضية سيئين فعليها السلام.
الحياة ورطة. فخ.
كنا في ذلك الزمن الآمن, سعداء. لا برد, لا ريح, لا هواء عجوز يثقل علينا, يغلق بابه دوننا.
كنا مغمورين بالدفء الأبدي, متوحدين في الوجود, الصخر والنهر والبحر والهواء. ونسبح فيه ليل نهار. ننغمس فيه ونغوص في لبه دون حسابات فارغة.
رعشتنا دائمة, منا وفينا.
اللحظة التي انبهقنا منه, من الوجود, فيه, وإليه, لحظة ألم ووجع. ووعي زائف.
لا حكم الا لله.
اعتبرها وصاية من الإنسان على الله ذاته, يقرروا بالنيابة عنه. لانهم يعرفون انه لن يتكلم.
تمسكن حتى تتمكن.
هذا ما يعلمه الأهل في بلادنا لأولادهم.
هذه اللغة الباطنية, تختزن في داخلها احتقارا ما بعده احتقار للأنا. إلغاء للذات, للروح الحرة, لنظافة القلب والوجدان, لصالح حياة جسدية باردة لا قيمة للحرية فيها في المستقبل.
هذا المسكين, الذي ينتظر الوقت ليتحول إلى غول, ديوث فاقد القيمة والحرية. بمجرد أن يصل, لنتأمل, الكم الهائل من الفظائع النائمة في ذهنه, ينتظر أن يخرج من مكمنه.
هل هذا أنا, أنت, نحن؟
هل في داخلنا ذلك الديوث, القاتل, الذي ينتظر الفرصة ليفتك بالآخر المختلف.
هو كذلك.
الغرس الوسخ ينتج التصحر, رمال, موت وفناء.
كانت السويد تتجه نحو إلغاء السجون قبل عشر سنين.
اليوم هناك حوالي أثنان وستون ألف مجرم يجولون في طول البلاد وعرضها.
البارحة بعد الواحدة ليلًا كانت أصوات الطائرات المروحية تجول في السماء، لم تتوقف بحثًا عن المجرمين.
خسرت السويد أمنها وجمالها وأمانها وحريتها عندما جلبت البدائيين من البشر إلى هذه البلاد التي كانت زهرة العالم كله.
جاء الحرامي والمجرم والقاتل المأجور والنصاب والمرتشي والمختلس، وابن الشارع، والكذاب ومنعدم الضمير والحاقد على نجاحات الغرب ومنهم السويد، تحت بند حقوق الإنسان ومؤازرة الناس لبعضهم.
الحاقد يقع تحت بند المثقف العلماني، لأنه يعلم أن وطنه أصبح خرابًا، متخلفًا مكسورًا مهزومًا بسبب انتكاسته، واستقرار ثقافته البدائية في مجتمعه البدائي، ولأنه لا يملك القدرة العقلية والنفسية على تفكيك ماضيه الخربان، ولأنه لا يملك المفاتيح التي تؤهله لإنتاج مفاهيم معاصرة تعبد له الطريق نحن التغيير والبناء.
مسكينة أنت أيتها السويد، وطني الذي احتواني، وقدم لي الكثير الكثير دون مّنة، ادعوك أن تعودي إلى نفسك، إلى عصرك الجميل، وأعلم أنك قادرة على إعادة بناء ذاتك، والانطلاق نحو المستقبل
البارحة شاهدت فيلماً, على القناة الثانية السويدية. يحكي على عدة مستويات.
شاب أسمه إلياس, عيونه خضر, لون بشرته, أسمر فاتح, وسيم. في مركب للمهاجرين. يغرق المركب. البحر يلفظ الموتى ويرميهم على الش
عندما استيقظ إلياس من غفوته, وجد نفسه في جزيرة فيها سواح من البلدان الأوروبية. الجميع عراة. يرمي ثيابه ويمشي عاريًا بينهم, وكأنه واحد منهم.
الشرطة تبحث عن الناجين طوال مدة وجوده على أرض الجزيرة
يدخل إلى المطعم, البوفيه عامة, يأكل ويتصرف بشكل طبيعي, بيد أنه خائف, يهرب. يرتدي بعض الثياب المسروقة. هرب من نظرات الشرطة فوجد نفسه في بيت أحد السواح, يطلب منه فتح المرحاض. يمد يده في الوسخ وينتشل كيسًا, غلق السدادة. استخدمه أحد لاعبي السحر على خشبة المسرح. اللقطة الاكثر تعبيرًا, وضع رأس إلياس في بلوعة المرحاض الفارغة, ثم رويدا رويدا, دخل جسده كله. ثم أخرجه من الطرف الأخر في زي هندي. أراد أن يعمل في فرقة السحر, بيد أنهم لم يقبلوا, تركوه ورحلوا. أثناء ذلك أخذه رئيس الشرطة إلى مكان. واغتصبه. قال في نفسه:
معلش, الاغتصاب ليس مشكلة المهم أن اصل إلى باريس, حي ليدو, الشانزيليزيه.
أثناء هطول المطر الغزير حدث شبه طوفان, يدخل الماء إلى البيوت. أراد أن يساعد امرأة المانية, تبادلا الادوار. مضت به إلى الفراش. هي تريده رجلًا لفراشها, لقضاء العطلة والترفيه عن النفس وتبديد فائض الوقت الفارغ. وهو يريدها حتى يصل الى أوروبا, عبر الزواج منها. لم تقبل..
من أجل الهدف باع الرجل نفسه.
هرب من الجزيرة وبدأ رحلة الألم من مكان لأخر للوصول إلى الفردوس المنتظر.
ركب الشاحنات, الدراجات النارية الجرارات, القطارات. ولا شيء يثنيه عن هدفه السامي. الوصول إلى قلب باريس.
وعندما وصلها وقف ينظر حوله. اقترب منه رجل كبير في السن.:
ـ أريد الوصول إلى حي ليدو, الشانزيليزيه.
ـ انت هنا.
وقف ينظر حوله. مجرد أبنية وناس وسيارات مثل أي مكان. وحيدًا, جائعًا مهمشًا, لا يوجد من يقول له كلمة مرحبا.
عندما تسأل طفلًا في طول أوروبا وعرضها عن دينه, يقول بكل ثقة:
ـ لا أعرف ما هو ديني. أو يهز رأسه بالنفي, أو, أن هذا الموضوع لا يعنيي أو ما معنى الدين. ويقول:
ـ عندما أكبر سأختار. الأن أنا صغير على هذه المسائل.
في بلادنا, ما أن يفتح الطفل عينيه, حتى نلقنه ديننا, أفكارنا, قيمنا, مخافة أن يضيع من أيدينا. ندجنه قبل أن تأخذه الحياة إلى عوالمها المفتوحة, إلى الحرية. ويخضع, ويكون صورة طبق الأصل عنا.
يخرج هذا المسكين مملوءًا بكتل من العقد والأمراض يظنها حقائق.
يلقنوه أن يكون على الدين الفلاني او العلاني يضعون نصب عينيه أجمل النصوص من بواطن كتبهم, حتى يخال له أن الدين, هو, هذه النصوص أو الآيات.
تقل لديه المحاكمة العقلية أو حرية الاختيار.
ويخرج مادلجًا, منتميًا إلى جهة دينية أو طائفة أو مذهب حسب المواصفات الفنية للأهل.
عاطفي بالعموم, تحركه مشاعر الحب لنفسه وقومه, وكرهًا للطرف الأخر.
أنا الصح كله. وأنت الخطأ كله. وتعال لنتفاهم. ونسمع بعضنا. وكل واحد يجر الحبل إلى طرفه, إلى طرف طفولته ونغنغته وكركرته الأولى.
قريش ناصبت العداء للرسول العربي محمد. هرب الرجل إلى المدينة مع بقية المهاجرين المؤمنين به. والانصار وقفوا إلى جانبه وحموه. ولم تكتف قريش بالعداء, وأنما لاحقوه وحاربوه. ومع هذا فأن قريش حكمت الدولة الإسلامية أكثر من ستمائة عام بناء على فتوى من الخليفة الثاني, عمر بن الخطاب:
ـ الإمارة لقريش.
السؤال:
ـ ولماذا قريش يجب أن تحكم؟
السؤال الأخر:
هل كانت قريش أقلية مسلمة أم أكثرية؟ ولماذا جرى تهميش الأنصار؟ ولماذا قتل سعد بن عبادة اغتيالا سياسيا, وهو المعروف عنه أنه كان أشد الناس حماسة لحماية الرسول؟ ولماذا لم تحاسب الدولة المسلمة, القاتل؟
كما هو معروف, أكثرية قريش لم يؤمنوا بالرسول, وسماهم المؤتلفة قلوبهم. ومع هذا, الاشد عداءًا للإسلام والرسول حكموا الدولة, مروان بن الحكم, أولاد أبو سفيان, وغيرهم.
وما دمنا في القرن الواحد والعشرين, وحسب الفتوى:
ـ يجب ان نعود إلى قريش لتحكمنا.
هل بقي من قريش أي كائن؟
فهؤلاء تحديدا, المخولين في حكم الدولة الإسلامية. وإلا سنسمي الجميع خوارج.
أو, أن نخرج من عقدة الاضطهاد, أن السنة هم الأكثرية ويجب أن يحكموا البلد لأنهم مؤتمنين عليه.
للتذكير فقط, أن الإخوان المسلمين في سورية كانوا يجرون مفاوضات مع السلطة للعودة إلى البلاد قبل الثورة, وبشروط السلطة
وأخيرًا
الرجاء أن ننظر إلى بعضنا كمواطنين, وليس أقلية أو أكثرية دينية. نحن في القرن الواحد والعشرين.
صناعة البطل, أيضًا, عمل وجهد, يخرج من جحور الاعلام العالمي وفق سياسات مدروسة. ومتعوب عليه.
فالسجين في سورية نكرة, وفي الطرف الأخر, خارق للزمن والظروف ومناضل بامتياز. هنا, لا أحد يعرفه, ويكاد أن ينتسى في الأقبية إلى أن يموت ويجف عوده. وربما يسمى ارهابي. وهناك معزز مكرم.
حتى في توزيع البؤس لا يوجد عدالة في هذا العالم السلطوي القذر. المعايير مختلة وغير موثوق فيها.
لا تظلموا إيران في انفتاحها على الولايات المتحدة. الخطأ ليس فيها. إنها تعرف ماذا تريد.
والخطأ فينا
الدول ليسوا مثلكم. إنهم يعرفون مصالحهم, براغماتيون تمامًا. إنهم ينطلقون من مصالح السلطة, التي تدرك حاجاتها. وأن هذه الأخيرة, ليست ايديولوجية او مؤمنة بالله وبالقيم والاخلاق والمبادئ.
الغباء فيكم, عندما تصبغون الدولة طابعًا اخلاقيًا وإنسانيًا.
إذا اعطاني اي إنسان مثلا واحدًا عبر التاريخ كله عن إنسانية السلطة أو رجالها, سأقول له لقد غلبتني بالضربة القاضية.
نحن عاطفيون في تقييمنا, للسلطة ودعاياتها, كذبها ونفاقها. سواء في تاريخنا القديم أو المحدث أو حاضرنا, لهذا نخرج من حفرة لنقع في غيرها, نخرج من أزمة لنقع في غيرها.
ونصبغ السلطة بطابع إسلامي أو مسيحي أو طائفي أو مذهبي.
هذا كله هروب من تحليل الواقع بازماته المستعصية. وعدم القدرة على كشف خباياه وقسوته.
ابعدوا الدين والاخلاق عن السياسة, تصحوا. وشغلوا عقولكم لتكتشفوا الحقيقة المخبئة تحت رماد الجمر.
أفرحوا, أخذكم النظام إلى ملعبه, التسلح والطائفية. وارقصوا وغنوا. واخرجوا نتنات التاريخ من أعماقه على انها فضائل وضعوها نصب اعينكم. واقتلوا بعضكم إلى أن تجف الدماء في عروقكم.
يبدو الحماس موجود عند كل الأطراف, الداخلية والخارجية. والجنون أخذ الجميع. ولا يبدو أن هناك عقلاء لدى الطرفين يريد ان يوقف هذا الخراب والموت والتشرد الذي ضرب المجتمع والناس في بلدنا.
للمرة الثانية يأخذ الإسلام السياسي وطننا إلى العسكرة. عسكرة العمل السياسي واحتكاره, الأول في نهاية السبعينات والثاني اليوم.
في المرة الأولى, ساهم في صراعه الغير متكافئ والغير محسوب في إعادة إنتاج الاستبداد السياسي وإطالة حياته ومدته. همش على أثره المجتمع والدولة, ودمرت الحياة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. تحولت سوريا إلى صحراء, غربة, موات وخضوع. وعندما اكتشفوا أنهم خارج المعادلة, ولامستقبل لهم, طلبوا العودة إلى الوطن وفق شروط السلطة.
اليوم, استيقظ ذلك الميت مرة ثانية, ليقود العملية السياسية والعسكرية. كمان بشكل ارتجالي, وفوقي, ودون حسابات سياسية صحيحة وحقيقية, محلية ودولية أو معرفة بشروط اللعبة الدولية التي تحكم المنطقة والعالم.
هل رأيتم الأموات يحيون الحياة.
بابا الفاتيكان, لا دين له, منصبه سياسي, مكمل لتطورات الراسمالية العالمية.
يصفق عندما يراهم يصفقون, وينكس أعلامه عندما ينكسون. إنه مجرد بيدق في المكنة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية.
الأفضل أن يبقى هذا الصرح الديني الكبير, هكذا, صنمًا, دون أسم, هذا أفضل له ولغيره. مجرد مصفق, كومبارس في جوقة كاملة.
عندما تجلس مع إنسان مأدلج, فكره شمولي, تصطدم بشخصين, أحدهما أمامك, وجهًا لوجه, يتحدث معك. وأخر مخبأ داخله. الأول يكلمك والمخفي, يرد. العلني يسمع, وهو في عصرك, والمخفي يرد وهو في الكتب.
لهذا, عندما تريد أن تحاور المأدلج, اقرأ كتبه, ورد عليهم ودع هذا المسكين يعيش في اللاشعور الذي غرق فيه.
اغلب الناس يريدون اعتراف الأخرين بهم. لهذا يتسابق الكثير منا في الكتابة من أجل الكتابة ولفت النظر. أو تأكيد وجودنا كبشر
اعتقد ان الكتابة مسؤولية وحس إنساني وبحث عن افضل السبل لايصال الفكرة والاستفادة منها.
خلال التاريخ الإنساني كله لم تتطرق الأديان إلى موضوع السلطة, الدولة, الحكومة, وتقييمهم وفرزهم ووضع الحدود بينهم, ومعرفة كل حد من هذه الحدود أو كل مفهوم من هذه المفاهيم في مكانه الصحيح أو الكاذب, أو محاولة ربط علاقتهم ببعضهم, ثم ربطهم بالإنسان من أجل حمايته من نهشهم له.
لسبب بسيط جدًا:
لم يكن في زمن ذلك التاريخ القديم, علوم, ومنها علم الاجتماع ليحلل كل بنية على حدة, وتنظيم العلاقة بينهم وربطه بالمجتمع.
الخليج, مصدر تصدير الفتاوى والدين. السؤال:
لماذا أغلبهم يتكلم الانكليزية في جميع مؤسساتهم, وينفرون من اللغة العربية.
أليسوا من يدعمون الإسلام السياسي بالسلاح والمال, واشتروا الكثير من المعارضين.
لماذا لا يأخذون جزءا من اللاجئين السوريين, المسلمين إلى ديارهم بشكل مؤقت حتى تتعافى سوريا وتعود. أليس هؤلاء البسطاء ضحايا القتال؟ أليسوا مسلمين, وبشر؟
اسمع بالأمة الإسلامية ومنظمة التضامن الإسلامي, بيد أن السؤال:
أين أنتم؟
ينتشر المسلمون في أوروبا ليجمعوا المال لبناء المساجد. أيضًا السؤال:
ـ لماذا لا تجمعون هذه الأموال لإغاثة هؤلاء الأطفال الذين يموتون من البرد والجوع في المخيمات.
الحوار قائم على مبدأ بسيط. أن يكون الطرف الآخر لديه القدرة على السمع. السمع بحد ذاته فن عظيم, يحتاج إلى انضباط, تواضع, رغبة في الاصغاء, والأخذ والعطاء.
في بيئة مشحونة بكل أنواع الرجم لا يمكن أن نشغل الأذن والعقل, أنما اللسان الفارغ الذي يدور من دون صاحبه.
في بيئة يشعر كل فرد منا أنه قطب قائم بذاته, وأن التاريخ كله يتمحور حوله, كيف يجعلنا نرى الأخر كيان له خصوصيته وذاته وعقله؟
كيف يمكننا بهذه المواصفات أن نقيم الأخر على أنه إنسان, لديه عقل وجب علينا احترامه.
يذهب ليسمع ما يريد أن يسمعه. استعداده النفسي يسبقه. وما هو إلا كتلة خانعة, خاضعة, يتابع الكلمات التي سمعها من قبل, ويريد أن يستعيدها مرة ثانية, ليرمم العجز النفسي الكامن في داخله
كنت صغيرًا, في الرابعة عشرة من العمر, في ندوة للحزب الشيوعي السوري قبل الانقسام. جميع الموجودين جاؤوا ورؤوسهم تهز, إلى الأعلى والأسفل مع كل كلمة ينطقها المحاضر. عيد ميلاد خالد بكداش الستين.
وقتها, كان البعض يصحح أو يطلب القص أو يضيف ليكمل ما يقوله المحاضر. اعتقد لو أنه شذ سنتمتر عن النص لضربوه. جميع الموجودين كانوا يعرفون تاريخ زعيمهم عن ظهر غيب. وكم مرة بال خلال حياته.
إذاً لماذا جاؤوا إلى هذا المعبد ما داموا يعرفون النصوص المقدسة عن ظهر غيب؟
ربما نحن من منطقة نحب التكرار, ونخاف من الابداع والجديد.
وراء حامل السلاح, موجه, تنظيم, برنامج وهدف, دول, مصالح دول. تخطيط مسبق. ولا بأس بإضفاء طابع وطني أو خلاصي أو طهوري عليه.
لا يمكن للإنسان العادي, البسيط أن يحمل السلاح ويقتل لولا تحريض الكبار.
المسألة ليست ارتجالية كما يظن البعض. إنها عملية منظمة للغاية.
داعش, تعتبر أن معبد الإله بعل, صنم
كل شيء يعبد هو صنم, ويدخل في هذا التصنيف, الكعبة والحج والحجر الأسود وقبر المسيح. والرموز الدينية, كالأنبياء والرسل وأولياء الله.
لماذا لا نعتبر الله, صنم؟
الائتلاف السوري المعارض, المقيم في استانبول, مجرد جوكر أمريكي, ينتظر الإشارات, نضوج القرار السياسي القادم من البيت الأبيض لينطلق إلى الهدف.
إنه الورقة الأرخص للأستخدام الرخيص.
الثورة, يجب أن تكون جامعة, وليست مفرقة. عندما أركض وراء الثورة أريد لها الخير, والاخر يخوني كل دقيقة:
أنت من الأقليات.. أنت من الأقليات.
سأتوقف, أسال نفسي إلى أين أنا ذاهب.
أغلب علاقات الناس في بلدنا قائمة على الشك والتخوين وعدم الثقة. ولدينا وسواس قهري من بعضنا, أنت مسيحي, سني, علوي, درزي.
العقول المنكمشة على نفسها, العقول المغرقة في ذاتويتها لا يمكن أن تنتقل الى عالم حرية.
المرضى لا يصنعون ثورة. المهزوم من الداخل, لا يمكن أن يصنع ثورة. والذي يحمل السلاح لا يعني أنه قوي. إنه في أكثر تجليات الضعف ضعف.
عندما تخطف تنظيمات طائفية مسلحة, كداعش وجبهة النصرة الثورة, وما بتعرف قرعة رأس أبوهم من وين. يمارسون السياسة في السوق السوداء. تنظيمات سياسية من خارج السياسة, عبء على السياسة, يقف المرء مكتوف اليد, مصلوب الإرادة. لا يعرف ماذا يفعل. تنظيمات استبدادية على مقاس السلطة. يتساءل المرء:
ـ كيف سأعمل مع هؤلاء, من يمولهم, من يزودهم بالسلاح, من يوجه خطواتهم؟ من هم؟
ولإننا لا نفكر, وكل شيء شوربة في حياتنا, سيكون لهم انصار, ومصفقين.
ودقي يا مزيكة
أغلب ركاب التواصل الاجتماعي يتفاعلون مع الأحداث اليومية بشكل مباشر. ينفعلون بسرعة, ويهدائون. ثم ينسون الموضوع وكأنه لم يكن, بانتظار حدث جديد أو موضوع جديد.
لا توجد رؤية واضحة بعيدة المدى أو معرفة في دهاليز السياسة العالمية أو أبعاد وخبث الساسة على المستوى الكوني.
هناك الكثير من التبسيط في تقييم ما يحدث في بلدنا والعالم.
علينا أن ننظر إلي السياسات العالمية من موقع الشك الكامل. وأن من يشتغل في هذا المجال هو ديوث, لا رحمة أو شفقة في قلبه أو ضميره
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟