إسبانيا تدعي أن المغرب يرفض تسليم أربعة من مهربي المخدرات متهمين بقتل عنصرين من الحرس المدني

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 09:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

أعربت النقابات المهنية والمجتمع المدني في إسبانيا عن شكوكهم حول إمكانية قبول الرباط تسليم أربعة مشتبه بهم إلى مدريد في جريمة قتل عنصرين من الحرس المدني بعد أن اصطدمت دوريتهم بقارب لتهريب المخدرات، مستشهدة بقضايا أخرى لمدانين مطلوبين من قبل العدالة الإسبانية، لكن دون أن تعتقلهم قوات الأمن المغربية.
الصدمة والغضب الناجم عن اغتيال الحارسين المدنيين ميغيل أنخيل غونزاليس وديفيد بيريز، يوم 9 فبراير الماضي، في ميناء باربات، على مقربة من قادس، في الأندلس، لا تزال قوية للغاية في إسبانيا، وخاصة بين أعضاء الحرس المدني، الذي يأمل أن يتم القبض على مرتكبي هذه الجريمة ومحاكمتهم والحكم عليهم في واحدة من أبشع جرائم القتل في الذاكرة المرتبطة بمكافحة تهريب المخدرات على سواحل قادس.
وسبق أن كشفت مصادر مقربة من التحقيق الإسباني، في شهر ماي الماضي، لصحيفة “لا رازون” أن الأشخاص الأربعة الذين كانوا على متن قارب المخدرات الذي اصطدم بقارب الحرس المدني هم أربعة مغاربة (أحدهم يعرف بـ”كريم”). وأنه من الممكن أن يكونوا مختبئين في مكان ما بالمغرب.
إن إعلان وحدة العمليات المركزية، وهي فرع من الحرس المدني متخصص في التحقيقات المعقدة والوحدة الأساسية للشرطة القضائية التابعة لقيادة قادس، أن مرتكبي الاغتيالات المفترضين كانوا على الأراضي المغربية، وبشكل أكثر دقة، في مدينة طنجة، يثير تساؤلات حول نية الرباط الحقيقية في تسليمهم.
وهو الأمر الذي يثير بعض الشكوك لدى مجموعات مثل جمعية الحرس المدني الإسبانية، بحسب صحيفة “لا رازون” الإسبانية.
"إننا نعتمد على المغرب في الواقع، لأنه من الواضح أننا بحاجة إلى تعاونه. ومع ذلك، فإن هذا الواقع يخبرنا أنه في الوقت الحالي، مثلا، يتم تجاهله في مسائل الهجرة"، يقول خوسيه أنطونيو بيليزون، مندوب رابطة الحرس المدني الإسباني في قادس، نقلًا عن "ذا رازون". وأكد أن المغرب لا يتعاون على الإطلاق، لأنه لا يرحب بجميع المهاجرين غير الشرعيين المطرودين من إسبانيا. وأضاف أن هذا يؤثر بشكل مباشر على تسليم هؤلاء القتلة.
وتابع نفس المتكلم، في إشارة إلى النظام الحاكم في المغرب ، قائلا: “إننا نواجه بلدا لا يمكن التنبؤ به على الإطلاق”، مفسرا كلامه بأنه يمكنه اليوم أن يقول نعم وغدا لا. (المسؤولون المغاربة) يقولون لك إنهم سوف يسلمونهم إلبنا ولا يفعلون ذلك.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن نفس الشك والريبة أثيرا داخل مجموعات المواطنين ذات التأثير الكبير في مكافحة المخدرات في إسبانيا، مثل التنسيق البديل لمكافحة المخدرات.
وأعرب ممثل التنسيقية خوان مينا عن أسفه قائلا: “نحن في أيدي المغرب، وإذا كان هؤلاء، كما هو الحال، أشخاصا من الجنسية المغربية، فلا يوجد اتفاق لتسليم المجرمين”. وقال خوسيه أنطونيو بيليزادون: "دعونا نأمل أن يتعاون المغرب في النهاية، حتى لو لم يمتثل، كما أصر، في الوقت الحالي، عندما يتعلق الأمر بالهجرة".
وأضاف خوان مينا أن المشتبه بهم ما زالوا يواصلون إدارة أعمالهم في تهريب المخدرات من المغرب، دون قلق من الأجهزة الأمنية في هذا البلد، ويمكنهم العودة إلى إسبانيا في قوارب نقل المخدرات. كما "اشتكى بشدة" الأشخاص الذين أجرت معهم الصحيفة الإسبانية مقابلات من أن المغرب سيغير موقفه، من بين أمور أخرى "لأنه إذا حدث تغيير في الإجراء، فلا يمكن أن يقتصر على أشخاص معينين". ووفقا للعديد من التقارير الأوروبية والأممية، فإن المغرب، وهو منتج ومصدر رئيسي للحشيش في العالم وخاصة إلى أوروبا، يعد ملجأ بل ومكانا آمنا للمجرمين وتجار المخدرات، المطلوبين بحزم من قبل الإنتربول ومنظمات مكافحة المخدرات في أوروبا.

#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات