أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ديار الهرمزي - حقيقة الصبر على الظلم والقناعة بالفقر والرضا بالواقع














المزيد.....

حقيقة الصبر على الظلم والقناعة بالفقر والرضا بالواقع


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 03:31
المحور: قضايا ثقافية
    


فكرة الصبر على الظلم والقناعة بالفقر والرضا بالواقع بشكل غير مشروط هي مفهوم مثير للجدل وقد يُساء فهمه أحياناً في المجتمعات.

في بعض الثقافات والتفسيرات الدينية يُشجع الناس على الصبر والقبول بالواقع كنوع من الفضيلة، لكن هذه المفاهيم قد تُستخدم أحياناً كأداة لقمع الناس ومنعهم من السعي لتحسين أوضاعهم

المفاهيم الثلاثة الصبر على الظلم، القناعة بالفقر، والرضا بالواقع،كيف يمكن أن يُساء فهمها أو تطبيقها بشكل خاطئ.

الصبر في حد ذاته قيمة نبيلة يُحث عليها في معظم الثقافات والأديان.

يُعتبر الصبر وسيلة لتحمل المشاق والصعوبات من دون فقدان الأمل أو اللجوء إلى طرق غير أخلاقية أو غير قانونية للتغلب على المشكلات.

لكن، عندما نتحدث عن الصبر على الظلم ينبغي أن نفرق بين:

الصبر الإيجابي: حيث يُفهم على أنه القدرة على تحمل المشاق مع السعي المستمر لتغيير الوضع الظالم.

على سبيل المثال، الصبر في مواجهة الظلم قد يعني الاستمرار في النضال للحصول على حقوقك مع تجنب اللجوء إلى العنف أو الأفعال التي قد تؤدي إلى مزيد من الضرر.

الصبر السلبي: وهو الاستسلام للظلم بحجة أنه قدر محتوم لا يمكن تغييره.

هذا النوع من الصبر يشجع على القبول بالظلم دون محاولة تغييره مما يؤدي إلى استمرار الظلم وتكريسه.

هنا يكمن الخطر حيث يمكن أن يستخدم الطغاة أو الظالمون هذا المفهوم لتبرير أفعالهم وإقناع المظلومين بأن الصبر على الظلم هو فضيلة يجب أن يتبنّوها.

القناعة تعني الرضا بما يملك الإنسان وعدم التطلع الدائم لما يملكه الآخرون.

في جوهرها القناعة قيمة تُشجع على الابتعاد عن الجشع والحسد.

لكنها تصبح مشكلة عندما تُستخدم لتبرير الفقر أو استمراره:

القناعة الإيجابية: تتجسد في قبول الشخص بحاله الراهن مع السعي لتحسين ظروفه دون تذمر أو استياء.

هذه القناعة تُعد دافعًا للتطور الشخصي مع الحفاظ على سلامة النفس والابتعاد عن الطمع والجشع.

القناعة هنا تعني قبول الظروف الحالية مع السعي الدائم لتحسينها.

القناعة السلبية: تحدث عندما تُستخدم القناعة كحجة لتبرير الفقر والقبول به كأمر لا يمكن تغييره.

هذا الفهم الخاطئ للقناعة قد يؤدي إلى الاستسلام للفقر وعدم محاولة تغييره أو تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للفرد أو المجتمع.

إذا قبل الناس بفقرهم دون محاولة تغيير وضعهم فقد يؤدي ذلك إلى استمرار الفقر وتكريسه عبر الأجيال.

الرضا يعكس حالة من القبول والاطمئنان النفسي تجاه ما يعيشه الإنسان.

ولكن هذا الرضا يمكن أن يُفهم بطريقتين:

الرضا الإيجابي: يعني قبول الواقع الحالي مع محاولة تغييره نحو الأفضل.

الشخص الراضي هنا لا يشعر بالاستياء أو الحقد، لكنه في نفس الوقت لا يتوقف عن السعي لتحقيق أهدافه وتحسين ظروفه.

هذا النوع من الرضا يحفز الإنسان على العمل بجدية وبإيمان مع الاعتراف بأن هناك دائمًا مجال للتحسين.

الرضا السلبي: وهو القبول الكامل بالواقع دون أي رغبة أو محاولة لتغييره.

هذا النوع من الرضا يُعتبر مشكلة لأنه يؤدي إلى الجمود وعدم التقدم.

إذا رضينا بالواقع السيء دون السعي لتغييره، فإننا نسمح باستمرار الظروف السلبية وربما تفاقمها.

يمكن أن يُستغل هذا المفهوم من قبل بعض القوى الاجتماعية والسياسية لإبقاء الوضع كما هو ومنع أي محاولات للتحسين أو الإصلاح.

الخطر في هذه المفاهيم يكمن في استخدامها بشكل خاطئ لتبرير الظلم الاجتماعي أو الاقتصادي ومنع الناس من السعي لتحسين حياتهم.

يجب أن تكون الفضائل مثل الصبر والقناعة والرضا محفزات إيجابية تساعد الإنسان على التعامل مع تحديات الحياة بشكل أخلاقي وبناء وليس وسيلة لقمع الإرادة أو الاستسلام للوضع القائم.

الصبر على الظلم يجب أن يكون مصحوبًا بالعمل لتغيير الظلم.

القناعة بالفقر يجب أن تُفهم على أنها القبول المؤقت بما هو متاح مع السعي لتحقيق الأفضل.

الرضا بالواقع يجب أن يكون دافعًا لتحسين هذا الواقع وليس الاستسلام له.

إذا تم فهم هذه المفاهيم واستخدامها بالشكل الصحيح، فإنها يمكن أن تكون أدوات قوية للنمو الشخصي والاجتماعي، لكن إذا أسيء استخدامها فقد تؤدي إلى القبول السلبي بالظروف السيئة واستمرار الظلم والفقر.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله يتجلى في عصر العلم
- العراق أرض الخيرات، ولكن يفتقد إلى العقل السليم
- حضارة اكسوم أعظم حضارة في إفريقيا
- عندما اكتب عن موضوع سياسي أو فلسفي او تاريخي أشعر بالسعادة و ...
- هل المنطق هو العقل ام الفهم
- كيف تنجح دولنا بوجود هذه الحكومات
- الهشاشة النفسية لدى السياسيين
- لم تكن الدولة العثمانية دولة قومية أبدا
- ما السبب اذلال الشعب من قبل بعض السياسيين
- الميزان ميزان الأعمال وليس الأنساب
- تداعيات سقوط الخلافة العثمانية
- الإنسان.. المادة والروح
- ملا عثمان ااموصلي التوركماني الذي خدم الثقافة العربية والإسل ...
- العقل والوعي هما نتاج الفهم والتجارب.
- الحضارة التراقية (Thracian Civilization)
- أقدم هجرة في تاريخ من آسيا إلى أمريكا
- الحضارة البطلمية هي الحضارة التغيير الثقافي
- حضارة زاكروس هي الحضارة المينوسية
- العلم والمعرفة والثقافة كنز الإنسان
- نحن والأحزاب القومية المتشددة


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم فلبينيا قصاصا وتكشف كيف قتل ا ...
- بعد 20 يومًا فقط من ولادتها.. ريتا تواجه الحياة كنازحة بسبب ...
- ماذا حدث في إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1973؟
- -العقيدة النووية الروسية- ـ متى قد تضغط موسكو على -الزر-؟
- ميونخ تختتم مهرجان -أكتوبرفيست- الشهير بألمانيا بيوم مشمس
- صحيفة أمريكية تتحدث عن سؤال غير متوقع لبوتين من جانب ترامب
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية برية جديدة شمال قطاع غزة
- باحثون يحددون مكملا غذائيا يقلل من العدوانية بنسبة تصل إلى 2 ...
- فرنسا تخطط لتزويد جيشها بغواصات مسيرة تغوص لأعماق كبيرة
- علماء روس يبتكرون روبوتات لاستكشاف القمر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ديار الهرمزي - حقيقة الصبر على الظلم والقناعة بالفقر والرضا بالواقع