أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الظاهر - تشريع قانوني لنكاح الاطفال















المزيد.....


تشريع قانوني لنكاح الاطفال


علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)


الحوار المتمدن-العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 16:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك خطة لتعديل قانون الاحوال الشخصية لعام 1959 تقدمت به التنسيقية الشيعية في البرلمان العراقي يسمح بزواج الفتيات بدءأ من عمر التاسعة. كما فهمت ان من وراء هذه الخطة هو تيار الحكمة (او اللاحكمة) الذي يرأسه عمار الحكيم. اذا لم اخطأ في هذا (وباب التصحيح مفتوح) فإن عمار الحكيم يسير على خطى جدّه الذي عارض بشدة هذا القانون المتطور الذي حدد حينها سن البلوغ للزواج ومنعَ عمليا تعدد الزوجات. لم يكتفِ محسن الحكيم بهذا بل كان له علم مسبق بإنقلاب 8 شباط 1963 البعثي والذي كافئه بإلغاء تلك الفقرة من قانون الاحوال الشخصية وإلغاء مساواة إرث المرأة بإرث الرجل. عائلة محسن الحكيم تتحمل مسؤولية لما جرى في العراق عامةَ والشيعة خاصةَ منذ عام 1963 وهي ليست ضحية من ضحايا النظام البعثي كما تحب ان تصوره للشيعة.
ان هذا ليس تشريعا قانونيا يسمح بنكاح الطفلة بل هو تشريع قانوني يسمح بجريمة إغتصاب الطفلة لأن طفلة في التاسعة لا تملك من النمو النفسي والعقلي والجنسي كي تفهم ما يحدث لها وهي ليست مؤهلة لأن تعطي موافقتها لعملية جنسية مع رجل يكبرها سنا. هذا قانون يرحب به فقط المجرمون من مغتصبي الاطفال ( Pedofiles ). فضلا عن ان القانون في الدول المتحضرة يعاقب الزوج اذا مارس الجنس مع زوجته البالغة دون رغبتها ويعد ذلك اغتصابا لها. هذا الامر مفقود تماما في الفقه الاسلامي لأن على المرأة اطاعة الرجل.
هل هناك شخص عاقل او سوي يتصور ان طفلة في التاسعة من العمر تصلح لأن تكون زوجة وإمّا لأطفالها وهي نفسها طفلة؟ هل استشار من يدعو لهذا التعديل الذي يشرّع ويحمي قانونيا جريمة اغتصاب الاطفال، هل استشارَ مختصين في علم نفس الاطفال او اطباء مختصين في امراض الاطفال او الحمل والولادة؟ هذا التعديل دعوة مفتوحة وحماية قانونية لمغتصبي الاطفال من الـ ( Pedofiles ) لإقتراف جريمة اغتصاب الاطفال.
هذا التعديل الذي تقترحه التنسيقية الشيعية يلغى المساواة بين المواطنين لأن الاحوال الشخصية (الزواج، الطلاق، النفقة، من يربي الطفل) تصبح في يد رجل الدين وحسب مذهبه واهوائه بدلا من القضاء والمحاكم، رجل دين يقول إن الله خلق المرأة بنصف عقل ومكانها في المطبخ ولا تملك شيئا في نظره غير الرحم. وهذا يعني ايضا ان معاملة المرأة التي يطلّقها الرجل مثلا تختلف من مذهب لآخر او دين لآخر. منا من يتذكّر ان حكومة ثورة 14 تموز ألغت قانون دعاوي العشائر لأن هذا القانون كان يعني ان ابن الريف يخضع لتوافقات ومحاكمات شيوخ العشائر اذا اقترف وفقا لنظرهم جريمة بينما يخضع ابن المدينة الذي يقترف نفس الجريمة للقانون العراقي وكان هذا ولا يزال مخالفا لمبدأ المساواة بين المواطنين.
يقوم من يروّج لهذا القانون بالادعاء بإن هذا التعديل الاجرامي يخفّف من تكاليف المعيشة عن العوائل الفقيرة. معنى هذا ايضا ان هناك غياب آخر للمساواة بين المواطنين. الصبية الغنية تقضي وقتها باللعب مع الدمى او القطط وتستمع بمباهج الحياة بينما يُفرض على الطفلة الفقيرة جريمة الاغتصاب الجنسي. تحت نفس الادعاء بمساعدة العوائل الفقيرة، قام بعض الخليجيين الـ ( Pedofiles ) بالزواج من صبيات سوريات لاجئات. بعد ان انتشت غرائزهم الاغتصابية الجنسية طلّقوا تلك الصبيات اللواتي عُدنَ مع اطفالهن الى عوائلهن الفقيرة مما ازاد تلك العوائل فقرا. دعني اقترح حلا بسيطا لمعالجة مأساة العوائل الفقيرة في العراق. أعيدوا ايها اللصوص تريولنات الدولارات التي سرقتوها من المال العام، اعيدوها الى خزينة الدولة العراقية وإطلبوا من الحكومة ان تحل بها مشكلة الفقر.
في اواسط الستينيات كنا نعلّق عند حدوث سلوك متخلف بالقول (مو وصلوا للمريخ). لم يصل الاميركيون حينها للقمر واليوم وصلت بعدهم الى القمر الصين والهند واليابان واسرائيل ((اللقيطة)). هل يفهم هذا الذي يشرّع لإغتصاب الاطفال مدى صعوبة التحكم عن بعد بهبوط مركبة على القمر الذي يبعد عنا حوالي 385 الف كيلومتر؟ حاول ان تغلق عينيك لثلاث ثواني وانت تقود سيارتك بسرعة 50 كيلومتر في الساعة وبمواجهة حائط يبعد عنك بضعة امتار. بالطبع لن يفهم هذا لأن عقله مشغول بولوج فرج طفلة في التاسعة من العمر.
وصلوا الى المريخ قبل عشرين عام واليوم تسير عليه مركباتهم وتجلب تربته لتحليلها على كوكبنا. قبل عشرة اعوام هبطت مركبة (فيلاي) على مذنّب پي 67 (خوياموف ـ جيرامنسكو) والتي نقلتها اليه مركبة (روزيتا) في رحلة استغرقت عشر سنوات وسبعة اشهر. سرعة مذنّب پي 67 (خوياموف ـ جيرامنسكو) هي 135 ألف كيلومتر في الساعة ويبعد عن الارض اكثر من 88 مليون كيلومتر. هل يفهم هذا الذي يشرّع لإغتصاب الاطفال الرياضيات الضرورية لحساب رحلة روزيتا وفقا لقوانين الجاذبية والتحكم عن بعد لفك مركبة (فيلاي) اولا عن مركبة (روزيتا) ثم هبوطها على مذنب صغير يدور حول نفسه كل 12 ساعة ويسير بسرعة 135 ألف كيلومتر في الساعة؟ هل يدرك ماهية التحديات التكنولوجية في رحلة فضائية مثل هذه؟ بالطبع لا، لأن عقله مشغول بولوج فرج طفلة في التاسعة من العمر.
هل يفهم هذا الذي يشرّع لإغتصاب الاطفال التطور العلمي الذي قاد الى نظرية الاكوان المتعددة مثلا، نظرية تنسف كل معتقداته الدينية؟ بالطبع لا، لأن عقله مشغول بولوج فرج طفلة في التاسعة من العمر.
هل يفهم هذا الذي يشرّع لإغتصاب الاطفال التطور التكنولوجي في آلات التشخيص الطبي مثل الرنين المغناطيسي او الذكاء الاصطناعي للتشخيص المبكر بالسرطان. بالطبع لا، لأن عقله مشغول بولوج فرج طفلة في التاسعة من العمر.
هل يفهم هذا الذي يشرّع لإغتصاب الاطفال ان مجلدات الموسوعة البريطانية الـ 32 لا تأخذ اكثر من جزء صغير من ذاكرة هاتفه النقّال عند خزنها عليه؟ بالطبع لا، لأن عقله مشغول بولوج فرج طفلة في التاسعة من العمر.
هل يفهم هذا الذي يشرّع لإغتصاب الاطفال بأن الالكترون يمكن ان يكون في مكانين في آن واحد وهذا سيؤدي الى حواسيب كم تغيّر كل الحسابات التي اعتدنا عليه وتكسر كل الشفرات المستخدمة حاليا في ثوان بدلا من 50 الف عام حسب اسرع الحواسيب الحالية؟ بالطبع لا، لأن عقله مشغول بولوج فرج طفلة في التاسعة من العمر.
هذا الذي يشرّع لإغتصاب الاطفال لا يواجه مشاكل العراق من تصحر، وشحة مياه، وبيئة تتزايد حرارتها، وانفجار سكاني– سببه الاساسي هو المعتقدات الدينية وسيزداد عند اغتصاب محمي قانونيا لطفلات بعمر التاسعة، وأزمة سكن، وتعليم متردي، وسوء خدمات او بالاحرى غيابها، ونظام مواصلات سيئ، وطرق متهرئة، واقتصاد ريعي يعتمد على النفط ووووو. لأن عقله مشغول بولوج فرج طفلة في التاسعة من العمر.
كان احد التونسيين المتدينين يملك محطة تلفزيونية فضائية في لندن ظهر عليها بعض وجوه المعارضة العراقية وكانت كل برامجه تتحدث عن حقوق الانسان والحريات وو. بعد الربيع العربي اصبح عضوا في البرلمان التونسي وطالب بهستيريا عاطفية بفرض الحجاب وكان هذا في نظره المشكلة الاساسية التي واجهت تونس. هذا شخص عاش في لندن لمدة زادت على العشرين عام ولم يتعلم شيئا قط عن حقوق الانسان والحريات.
ليس فقط الحجاب هو ما يُشغل عقل رجال الدين. ان هوس رجال الدين بالجنس مذهل. معظم ما تجده على اليوتيوب والفضائيات والانترنت وقنوات التواصل الاجتماعي من تصريحات ومقابلات لهم يتعلق بالجنس. قبل يومين وضعت على صفحتي في الفيسبوك (رغم اعتكافي عن الفيسبوك) تصريحا للشيخ علي جمعة ينقل فيه عن كتاب الطبقات الكبرى للشعراني بأن (( سيدنا الولي عبدالرحمن بن جابر كان يجامع زوجته من مسافة 1800 كيلو وكانت تحمل منه وتنجب)). انفجرت من الضحك وانا اقرأ تعليق الشيخ علي جمعة. هل يمتلك ((الولي)) عبدالرحمن بن جابر عضوا تناسليا ام انبوبا للمياه عبر البحار؟ هل هناك غباء اكثر من هذا؟ احد اصدقائي الفيسبوكيين الاعزاء اطلق عليه اسم (السيل الشمالي 3) نسبة الى انبوب الغاز الروسي. ثم من اين جاء القياس بالكيلومترات عند ((الاولياء))؟ هل نسوا الفرسخ وهو مقياس غير مضبوط لأنه قياس بين 4 الى 6 كيلومترات حالية؟
قامت بعض الجاليات المسيحية مثل (الهُترايتس) و (المَنونايتس) التي ترفض استخدام التكنولوجيا الحديثة وتستخدم الدواب في التنقل والزراعة، قامت بالانتقال من الولايات المتحدة اولا الى غابات اميركا الوسطى المعزولة ولاحقا الى غابات البرازيل المعزولة بسبب وصول الحضارة الى القرب من مستوطناتها وتأثر شبابها وشاباتها بها. ادعو لمن يريد تشريع نكاح الاطفال في العراق بالانتقال الى صحراء شاسعة وقاحلة والسكن في خيم وشرب بول البعير لعلاج امراضهم وأن يعيشوا حياةً مثل التي عاشها الرسول وصحبه في القرن السابع الميلادي. وعليهم الانتقال الى صحراء اخرى عند وصول الحضارة الحديثة الى القرب منهم. في النهاية سيجدون ان الانسب لحياتهم مع الابل هي صحاري المريخ. معذرة، اخطأت. الحضارة الحديثة وصلت الى المريخ. هناك عجلة رباعية الدفع تسير عليه.



#علاء_الدين_الظاهر (هاشتاغ)       Alaaddin_Al-dhahir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
- نقد قراءة د.غسان العطية لاسباب عدم حل القضية الفلسطينية
- آلة الكذب الصهيونية والحرب على غزة
- الخرافة وصورة مع رونالد ريغان
- العواصف والزلازل والامطار بين المعرفة والعقل الديني
- من اوهام العقل العربي: وهم الحرب الاهلية الاميركية القادمة
- الهوس الديني
- امثلة من الحضارات والمعتقدات، ايضا بين الدين والعلم
- العودة الى التزمت الديني والمتعلمين من المتدينين
- وفي الليلة الظلماء يُفتقد ريمون شكّوري
- حاسوب الكم، عرب وين طنبورة وين
- اللصوصية الادبية
- غياب القدرة على التفكير عند القطيع
- كيف يضحك الدعاة المسلمون على عقولكم؟
- اضافة الى مقالتي عن برنامج (خطى) مع سليم شاكر الامامي: من ال ...
- عن برنامج (خطى) مع سليم شاكر الامامي: من الذي دمّر الجيش الع ...
- من هو اغبى ترامب ام من يصوت له؟
- الاسلام وين، اوربا وين؟
- الفكر الوطني الالماني وتوحيد المانيا ونسخته العروبية وسلوكها
- كارثة بيروت بين الهجمة على حزب الله والحقائق


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...
- خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي ...
- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...
- هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
- الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم ...
- الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
- مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الظاهر - تشريع قانوني لنكاح الاطفال