الشيوعي الأول كان ذميآ ياسعدي يوسف

مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1773 - 2006 / 12 / 23 - 09:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كأني بك تحتقر وتستنكر وتستكثر على ذمي أن يكون وليآ للفقيه ياسعدي يوسف.هذا أمر غريب ولا يدل على خلفية ماركسية وطبقية رصينة لشاعر يقول عن نفسه أنه الشيوعي الأخير.ألم يكن حمدان قرمط ، ذلك الكادح النبطي البسيط والصابئي ، الذمي أو حتى شبه الذمي ، وليآ وأول مؤسس لأول حركة ثورية ذات طموحات إشتراكية في العراق هددت دولة الإستبداد في بغداد هي الحركة القرمطية التي تسمت تاريخيآ بإسمة وهو في التحليل العلمي ، كما تعرف أنت ، الشيوعي الأقدم في العراق إذا ما إستخدمنا مصطلحات عصرنا في الوصف والتعريف .لن أقول لك أيها الشاعر أن الإناء الذي لديك قد نضح بما فيك وهو ما يفهمه كل من قرأ مقالاتك الأخيرة هذا لأني كنت وما زلت أحترمك وأجلك وأستغرب من أسلوبك هذا في تحقير الاخرين وشتمهم وخلط الحابل بالنابل بشكل لا يليق بك وإلا مامعنى أن تستخدم كلمة الذمي كشتيمة توجهها لبوش أو توني بلير وهل ينبغي للمحتل أو الطاغية أو المستبد أن يكون مسلمآ لكي ينال رضاك.هذا ما تشي به مقالاتك الأخيرة في هذا الإستخدام المبتذل لكلمة ذمي.حتى علماء الدين المسلمين لا يستخدمون هذه الكلمة للتحقير بل لوصف من يطلقون عليهم أهل الكتاب.
يذكرني خطابك هذا بخطاب ذلك الشرطي المحقق الذي ظهر في مقابلة تحقيقية في قناة العراقية الطائفية مع أحد المتهمين بالإرهاب وكان يؤاكله ويعتب عليه لأنه كان يطيع وينفذ أوامر أميره الذي كان ذميآ قبل أن يعتنق الإسلام ويبلو بلاء حسنآ في قطع الرؤوس ليصبح أميرآ ـ أما تستحي يقودك شخص غير مسلم ـ فأجاب الشاب المتهم بالإرهاب معترضآ ـ لكنهم سيدي قالوا لي أنه خوش ولد واعتنق الإسلام.ما إختلاف خطاب ذلك الشرطي المحقق عن خطابك أيها الشيوعي الأخير ، إنك للأسف مطالب بتوضيح لقرائك الماركسيين خاصة من أهل الذمة وأهل الشرك عمومآ.
أنا لا أناقشك بموضوعات الإحتلال والإرهاب والمقاومة بل في موضوعة الذمي بالذات.إن القاريء الذمي وغير المسلم حتى لو كان شيوعيآ أو ماركسيآ ، يشعر شعورآ غير مريحآ ، وكأنك تعنيه ، تشتمه ، حين تستخدم هذه الكلمة في التحريض ضد المحتل. وبإمكانك أن تسأل الرفاق والأصحاب من أهل الذمة للتأكد مما أقوله لك وحذار ممن يتملقوك فيصورا لك الأمر خلاف ما أقوله لك أو يدرجونني ضمن كتبة الدولار أو أكلة كعكة الإحتلال فأنا لا اكل ، وحق حمدان قرمط ،إلا من أقمار خبز لوركاالطاهرة النقية ولا أنتعل إلا من نعل بشر الحافي العراقية الأصيلة .وكما تعرف فأنا من طائفة إختلف في شأنها الفقهاء فمنهم من إعتبر أمرهم أمر أهل الذمة تؤكل ذبائحهم وتقبل مناكحتهم وتؤخذ منهم الجزية ويعاملون معاملة أهل الكتاب ومنهم من لم يغبطهم بهذا التوصيف.ولذلك لست متأكدآ فيما لو إلتقيت بذلك الشرطي المحقق الذي ظهر كما ذكرت في قناة العراقية وهو يؤاكل المتهم هل سيؤاكلني أنا الاخر مثله أم يعتبرني لا أستحق ذلك الشرف.
وأخيرآ أتساءل ، لو أن بوش إعتنق الإسلام فهل تحق له الولاية ؟ لقد سمعت الظواهري في واحدة من خطبه هذا العام يدعوه الى الإسلام قائلآ ـ ليكون لك ما لنا وما عليك ما علينا، هذا طبعآ إذا إعتنق الإسلام، فماذا ترى أنت ؟ هل ستغير خطابك من بوش والانسة المصون كونداليزا رايس والسيد غيتس لو أشهر هؤلاء إسلامهم فنالوا من الحقوق مالم أنل اليسير منه أنا الذي سكن أجداده في العراق قبل عصر فجر السلالات ودفعوا الجزية أجيالآ وهم صاغرون ؟
لن أقول لك ماقالته أختي الكاتبة الذمية كاترين ميخائيل من أنك إنما تروج لكتبك في الأوساط العربانية فأنا أعرف معدنك النظيف ياأخي وإنحدارك الأصيل الفانكوخي لكني أعاتبك لأن ولاية المسلمين تنال من إهتمامك ، أنت الشاعر العمالي الماركسي ، أكثر مما يناله أخوتي عمال ساحة الطيران الذين فتكت بهم المفخخات اليعربية .لن أقول إنك ستعتبرهم من الرافضة ويستحقون الذبح من أجل طرد المحتل ، ولن أقول إنك بشتمك للمرجعية النجفية وسكوتك عن المرجعيات التي تحرض أفاعي الصحراء على قتل أخوتنا الأبرياء الكادحين في ساحة الطيران ومساطر الحلة هو في أقل تقدير إنكار لوعيك الطبقي وفي أعلى تقدير نكران منك لولاية لينين العظيم.لن أقول لك كل ذلك حتى تقرآ مقالتي هذه أكثر من مرة وتعيد حساباتك الفكرية بلا مكابرة وبتواضع وتنظر الى الأمور بمنظار طبقي صارم، لا رافضي ولا ناصبي ، فتنحاز لي أنا أخوك النظيف المحب والذي عمل في ساحة الطيران والباب الشرقي ثمان سنوات على الرصيف معهم في سنوات الحصار.بإسم هؤلاء العمال ، بإسم هؤلاء الآبرياء من ضحايا الشعب ، أدعوك الى مراجعة مواقفك والإنحياز لنا نحن ضحايا مهرجانات الدم هذه الذين لا ذنب لهم ولا وطن ولا سكن ولا ناقة ولا جمل.
والله من وراء القصد ، ولا إله إلا هو الحي القيوم.

#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات