أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - نعي حزين … خسارة مفجعة !.














المزيد.....

نعي حزين … خسارة مفجعة !.


محمد السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 18:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اليوم .. وفي بلدة فلاديمير ، التي تبعد ١٨٠ كيلو شرق العاصمة موسكو ، رحل عن دنيانا إستاذنا الكبير والبروفيسور والشخصية الأدبية والثقافية والأكاديمية ضياء نافع . عميد قسم اللغات في كلية الأداب / جامعة بغداد في ثمانينات القرن الماضي . في الفترة الزمنية الأخيرة إنتكست حالته الصحية ، وجف حبر قلمه على منصات المواقع والصحف والمجلات ، مما لفت إنتباه لفيف واسع من متابعيه ومحبيه ، كنت أحدهم بحكم تواصلي الدائم معه عبر منصات التواصل الاجتماعي وصدى صوته عبر سماعة التلفون وحضوره الدائم على موقع بيدر ميديا ، وهو أحد أعمدتها الأساسيين .

منذ عقدين من الزمن ، وأنا على تواصل دائم معه ، في أية سؤال أو أستفسار حول الأدب والثقافة والمعلومة أتلقى رده حالاً بكل ممنونية لكوني أحد تلاميذه في أروقة الأداب جامعة بغداد ، ولصفته المتواضعة في علاقاته المتناهية مع الناس ، لكن في الاشهر الأخيرة أزداد قلقي وتوجسني هاجس خوف لعدم رده على رسائلي وأتصالاتي ، فأتصلت بالدكتور تحسين رزاق عزيز المقييم في روسيا ، وهو أحد طلبته وزميلي في الدراسة ليخبرني بحالته الصحية المتردية عبر أحدى معارفه ، والتي تتولى مراجعته والاهتمام به وبشريكة حياته السيدة أم نوار قبل رحيلها، والتي أضناه التعب والمرض والعجز قبل سنوات ، وبقيت أتواصل مع استاذتي الكبيرة ناشئة كوتاني حول صحة ومرض وأزمة الدكتور ضياء بحكم تواصله الشبه يومي مع الذين يعتنون بحياة الدكتور ضياء ، كان بعض الاخبار تبعث على الاطمئنان وأخرى مؤلمة ، وكان الراحل الاستاذ أبو نوار المعين الوحيد لها ، بعد أن فجعا بفلذة كبدهم الوحيد الدكتور نوار ، وهو في ريعان عمره ، مما ترك رحيله عنهم طابع الحزن والمعاناة ، ولقد بادر الراحل والطيب الذكر ضياء نافع بتأسيس دار نشر ” نوار ” في موسكو وبغداد تيمناً بأسم أبنه نوار ، وعبر نشاط تلك الدار تمنح سنوياً جائزة تقديرية لشخصية أدبية وطنية أو مؤسسة ثقافية أكاديمية .

وفي نهايات عام ٢٠٢٣ وبدايات عام ٢٠٢٤ ، ورغم حالته الصحية المتدهورة بوتائر سريعة ، صدرت للاستاذ ضياء نافع وعبر دار نشر نوار أربعة كتب مهمة حول الأدب الروسي ” . سبعون مقالة للاديب والطبيب أنطون تشيخوف ” . ” دفاتر الأدب الروسي ٨ ” . ” سبعة وأربعون مقالة عن نيكولاي غوغول ”. ” خمسون مقالة عن ألكساندر بوشكين ”. مصادر ومراجع مهمة للدارسين والمتابعين والمعنيين بالأدب الروسي ورفد مهم للثقافة العربية .

غيبه الموت في المدينة ، التي درس بها اللغة والأدب في مطلع الخمسينيات ، وأقترن برفيقة عمرة السيدة أم نوار في تلك المدينة ، والتي عادا لها في السنوات الأخيرة من العاصمة بغداد ، لم يعد يتحملا حجم الدمار ، الذي حل بالعراق وبكيانه وتكوينه الاجتماعي والاخلاقي والانساني أثر أجندة الإحتلال وأعوانه .

تعرفت على الراحل الاستاذ ضياء عام ١٩٨٠ على مقاعد الدراسة في الأداب ، وكان أستاذي بمادة الأدب الروسي ، وكان أسلوبه وطريقته في التدريس وعرض المواد الأدبية وحياة الأدباء من المحفزات الاساسية لأهتمامي في الأدب الروسي ، في المرحلة الثالثة عام ١٩٨٣ ، تركت مقاعد الدراسة لدواعي سياسية ولصعوبة تلك الظروف آنذاك ، لم يعد بيننا أي أتصال أو سماع أخبار بعضنا ، وكنت متلهف دوماً بمعرفة ومصير أساتذتي الكبار ، ضياء نافع ، محمد يونس ، ناشئة الكوتاني ، حياة شرارة ، جليل كمال الدين ، طارق الكاظمي . في عام ٢٠٠٦ ، وبالصدفة قرأت مقالاً لاستاذي ضياء على صفحات أحدى المواقع ، وعلى عجالة وبدون تردد ، كتبت له لأعرفه بشخصي وعلى نفس عجالتي جاوبني : نعم ، أيها التلميذ النجيب ، أنني أتابعك ، ولقد قرأت كتابك ” سجين الشعبة الخامسة ” أحييك وأشد من عزمك ، ومنذ تلك اللحظة نتواصل بأستمرار الى قبل شهور من رحيله ، الذي شكل فاجعة وغصة في نفسي علم آخر من أعلام العراق يتهاوى بعيداً عن تربة وطنه ، الذي عشقها . في رحيله يشكل خسارة كبيرة للعراق وللثقافة والأدب ، ترك بصمته الواضحة على المشهد الثقافي والادبي الانساني طيلة ستة عقود من الكتابة والبحث والمعلومة . مرت الأيام والشهور والسنون ، وبهذا العمر الذي تجاوزت به العقد السادس أتلقى منه الأجوبة على بعض الاسئلة والاستفسارات لمادة أدبية أنوي توثيقها أو معلومة عن حياة وقصة كاتب روسي .
دكتور ضياء
ليرحمك الرب برحمته
أرقد بسلام



#محمد_السعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر المغدور أبن مدينة بعقوبة ” خليل المعاضيدي”.
- الراحل نعمان علوان سهيل التميمي ”أبو عايد ” ملازم خضر !.
- بشتاشان بين الضحية والجلاد !.
- كتابي الجديد !.
- بعضاً من مساراته !.
- الى الراحل أبو خولة !.
- صورة الاستاذ محمد يونس جبر الساعدي!.
- أنا والأدب الروسي حكايات …!
- وقفة مع حسن أوبك !.
- ألكساندر بوشكين بين الأمس واليوم !.
- أحمد الجلبي … مراوغ بغداد الماكر !.
- في طريقي الى الهويدر!.
- أربعة عقود وذكراها خالدة .
- من محطات حياتي .
- من هزارستون الى خورنوزان!.الثالثة.
- حدث في هزارستون مرة ثانية!.
- حدث في هزارستون!.
- صورة الزعيم قاسم في ذاكرة الشيوعيين.
- كتاب بيني وبين نفسي
- صورة الشيوعي الهويدراوي محمد الدفاعي


المزيد.....




- بعد إشهار إفلاسها.. انخفاض عدد فروع مطاعم -تي جي آي فرايديز- ...
- -فخ صنعه إيلون ماسك-.. تسلا في مأزق بسبب الحرب التجارية مع ا ...
- جيل غزة المفقود: 96% من أطفال القطاع يشعرون باقتراب الموت بس ...
- إغلاق القصر الرسولي بعد وفاة البابا فرانسيس
- بعد تأكيد رحيل دي بروين- نجمان آخران قد يغادران مانشستر سيتي ...
- الجامعة العربية تؤكد دعمها للبنان وتطالب بحصر السلاح بيد الد ...
- وزير الداخلية التونسي: بلادنا ليست أرض توطين ولا حارسا للفضا ...
- الكرملين يعلق على أهمية عقد -قمة روسيا والدول العربية- في مو ...
- -إكسبريس-: تشديد العقوبات على روسيا تحول إلى فشل لأوروبا
- تونس.. الاعتداء على سائحة أوروبية بآلة حادة والسلطات تعتقل ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - نعي حزين … خسارة مفجعة !.