أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صلاح كرميان - احتضان مجرمي الانفال الى متى و ما الذي يبرره؟














المزيد.....

احتضان مجرمي الانفال الى متى و ما الذي يبرره؟


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 1773 - 2006 / 12 / 23 - 09:58
المحور: حقوق الانسان
    


تتكشف يوما بعد يوم الادوارالاجرامية لبعض رموزالنظام الساقط الذين انشقوا عليه بعد ان ادركوا إن النظام آيل للسقوط، حيث انه ومن خلال مجريات محاكمة الطاغية وعرض الوثائق الرسمية والمراسلات السرية التي جرت بين اجهزة ومؤسسات النظام العسكرية والامنية والاستخباراتية حول تنفيذ جرائم الانفال واستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد المديين والتي تزيل الشكوك باليقين، اتضحت بشكل قاطع تورطهم وضلوعهم في خدمة السياسات الاجرامية للنظام البائد.

ففي جلسات المحاكمة الاخيرة والتي كانت اخرها الجلسة 33 في يوم الخميس 21/12/2006، عرض الادعاء العام وثائق سرية وشخصية تحمل تواقيع رئيس اركان الجيش في عهد النظام السابق الفريق الركن "نزارعبدالكريم فيصل الخزرجي" الذي فرّ من محل اقامته في الدانمارك بعد ان وضع تحت الاقامة الجبرية من قبل المحاكم الدانماركية التي قررت محاكمته بتهمة مشاركته في عمليات الابادة الجماعية في كوردستان بعد رفع الدعوى القضائية ضده من قبل مجموعة من الناشطين المقيمين في الدانمارك. كما ورد اثناء عرض الوثائق اسم اللواء الركن "وفيق السامرائي" الذي كان يتولى منصب معاون مديرالاستخبارات العسكرية اثناء عمليات الانفال ومن ثم تولى منصب المدير فيها والذي ظهر تواقيعه على الكثيرمن الوثائق التي اصدرتها المديرية المذكورة في تلك الفترة. بينما عرضت وثيقة اخرى بنفس الخصوص وبتوقيع "جعفرعبدالكريم البرزنجي" الذي كان يتولى منصب محافظ السليمانية.

فيما نرى ان الطاغية و سته من اعوانه تتم محاكمتهم في قضية الانفال، يبادر الى الذهن سؤال عن مغزى عدم استدعاء هؤلاء المجرمين الثلاثة كمتهمين امام المحاكمة. فمن المعروف ان "نزارالخزرجي" قدم الى المحاكمة في الدانمارك وثبتت عليه التهم الموجه اليه وورد اسمه ضمن تقرير منظمة مراقبة حقوق الانسان الدولية حول جرائم الانفال، الا ان الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديموقراطي الكوردستاني والحركة الاسلامية في كوردستان دافعوا عنه وبعثوا برسائل الى وزارة العدل الدنماركية نافين التهم الموجهة اليه ووصفوه بانسان وطني شريف بينما راح السيد جلال الطالباني (رئيس الجمهورية العراقية حاليا) يهاجم كل من قام او أيد رفع الدعوى القضائية ضد الخزرجي ووصفهم بعملاء النظام واعتبر الخزرجي شخصية وطنية اثناء في لقاءات صحفية وبالاخص اثناء زيارته للكويت قبل سقوط النظام بفترة.

وبعد ان فشلت تلك المحاولات لتبرأته من التهم الموجهة اليه، تمكنوا من مساعدته على الهرب من الدانمارك ولا يزال مختبئا وملاحقا من الشرطة الدولية (الانتربول).
http://www.interpol.int/public/Data/Wanted/Notices/Data/2001/96/2001_37796.asp

أما "وفيق السامرائي" الذي كان يقيم في لندن فقد حالفه الحظ بسقوط النظام ونجى من محاولة تقديمه الى المحاكم من قبل منظمة "جاك"، حيث رجع الى العراق وتم تكريمه بتعينه في منصب المستشارالامني لرئيس الجمهورية ولا يزال في منصبه رغم ثبوت دوره في تنفيذ جرائم النظام. كما وان "جعفر عبدالكريم البرزنجي" محافظ السليمانية في عهد النظام الدكتاتوري واثناء تنفيذ حملات الانفال فهو الاخر لا يزال حرا طليقا ويحظى بحماية السلطات في أقليم كوردستان. وقد صرح بعد انهيارالنظام وسقوط مدينة كركوك حيث كان يتواجد فيها، بانه يحمل وثيقة اعلى مسؤول في الاتحاد الوطني الكوردستاني بعدم التعرض له. هذا بالاضافة الى العشرات من تجار الحروب من حثالات الشعب من مرتزقة افواج الدفاع اللاوطني الذي يرد ذكر اسماءهم ضمن وقائع المحاكمة والمعروفين جيدا لدى جماهير شعب كوردستان والذين ينعمون بحماية و رعاية سلطة الاحزاب السياسية في كوردستان رغم اصوات الاحتجاج والمطالبة بتقديمهم للمحاكمة لمحاسبتهم على عمالتهم للنظام الدكتاتوري وارتكابهم الجرائم البشعة بحق الابرياء من اجل السلطة والنفوذ.

يقال ان السياسة هي فن الممكنات، ولكن اية سياسة لعينة هذه عندما يحتضن المجرمين ويكرمون رغما على انوف الضحايا. ان الدفاع عن امثال هؤلاء المجرمين لهو بحق جريمة لا تقل خطورة عن جرائمهم. انه وبدون ادنى شك ليست لدى المدافعين عن هؤلاء المجرمين تبريرات مقنعة تبرراللجوء الي مثل هذه الممارسات كي يتوجب عليهم القفزعلى معاناة الالاف من الضحايا، لانها بكل بساطة ليس هناك ما يبررها مهما كانت الدواعي والمبررات. ان ما هو واضح ولا غبار عليه هو ان الحفاظ على المناصب والمواقع في المعادلة السياسية واتباع الاسلوب الميكافيللي في الوصول الى الغايات الفردية هو المحرك الاساس للجوء الى هذه الاساليب غير المشرفة التي ترفضها كل القيم والاخلاق وبعيد كل البعد عن خدمة مصالح الناس وبالاخص ممن عانوا الامرّين من بطش النظام والذين كانوا يتطلعون الى اليوم الذي يخزى فيه هؤلاء المجرمين وينالون جزاءهم العادل.

اخيرا يتعين على السادة محاموا الدفاع عن ضحايا الانفال في المحكمة الجنائية المختصة الثانية، مطالبة المحكمة بتوجيه التهم الى كل من نزارالخزرجي ووفيق السامرائي وجعفر البرزنجي الذين وردت اسماءهم ضمن الوثائق واحضارهم ومحاكمتهم بنفس التهم الموجهة الى الطاغية واعوانه لمساهمتهم ومشاركتهم المباشرة في ارتكاب جرائم الابادة الجماعية. وانه تجدر بالادعاء العام وهيئة المحكمة ومن اجل احقاق العدالة، محاسبة كل من شارك او ساهم فعليا او تضامنيا في تلك الجرائم وان لا تقتصر القضية على محاكمة سبعة متهمين في جريمة كبرى بحجم حملات الانفال.



#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرارحكومة اقليم كوردستان و المهام الملحة في قضية ضحايا الانف ...
- حتى انت يا دكتور فائق كَولبي تتمادى في فضح مرتزقة جرائم الان ...
- تفسيرمفتي أستراليا لاسباب الاغتصاب مابين اللحم المكشوف والمس ...
- د. كمال سيد قادر يكشف من داخل سجنه عن ملابسات اختطافه ويدعو ...
- سخط الشارع الكوردستاني يتجلى في قضية كمال سيد قادر يا وعاظ ا ...
- ردا على المدافعين عن قرار معالجة برزان التكريتي
- القوى اليسارية والديموقراطية في العراق: اخفاقاتها، مهامها وم ...
- *الانفال: تجسيد للفكر القوموي لنظام البعث الفاشي
- الديموقراطية الامريكية وقضايا الشعوب المصيرية في مشروع الشرق ...
- تفعيل قراراجتثاث البعث والاتجاه الاخر
- آن الآوان لنتصدى لثقافة العنف
- أوجه التشابه بين النازية والبعثية العفلقية من حيث الفكر والم ...
- على هامش مؤتمر اربيل .. بين -المصالحة الوطنية- ومطالبة الجما ...
- الاعتذارعن جرائم الانفال والابادة الجماعية مسؤولية اخلاقية و ...
- لم كل هذا الضجيج ...؟
- اخيرا سأعلق صورتك في مكتبي يا صدام
- هذا ما توقعناه ومنينا النفس به... وهكذا حال الجبناء
- ساهم الحوار المتمدن بشكل جاد في خلق مناخ للتفاعل الانساني
- إني أتهِم ...
- أجتثاث جذور البعث مهمة انسانية


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صلاح كرميان - احتضان مجرمي الانفال الى متى و ما الذي يبرره؟