أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 10:25
المحور:
الصحافة والاعلام
في الأيام الأولى التي تلت خروج سليمان الريسوني من السجن بفضل العفو الملكي بمناسبة عيد العرش المجيد، استضافه اليوتوبر حميد المهداوي ليجري معه مقابلة.
بعد ذلك، في ظروف لا علم لي بها، تمكن المهداوي من التنسيق بين الصحفي سليمان الريسوني والأستاذة عائشة الكلاع وإقناعهما بمدى فائدة وأهمية تنظيم مناظرة بين الأول باعتباره موضوع تهمة الاعتداء الجنسي على "ٱدم" التي بسببها وضع وراء القضبان وبين الثانية بصفتهارئيسة للجمعية المغربية لحقوق الضحايا.
وهكذا تم الاتفاق بين الثلاثة على إجراء المناظرة يوم الجمعة 30 غشت. ونظرا لالتزام عائشة الكلاع بالموعد المحدد، اضطرت إلى تأخير سفرها إلى الديار الإسبانية بيوم واحد بعدما كانت قد برمجته في يوم الجمعة الذي تقرر تخصيصه للمناظرة.
لكن الريسوني، في رسالة نصية، اعرب للمهداوي عن تعدر حضوره في الوقت المحدد نظرا للزوم مشاركته في حفل سيقام يوم الجمعة في بيت العائلة بإحدى المناسبات. وإليكم نص الرسالة: "حميد، المناظرة إما نديروها غدا الأربعاء 28 غشت أو الأحد واحد شتنبر. عندنا شي مناسبة في بيت العائلة في القصر الكبير الجمعة. عافاك، استشر الكلاع ورد علي".
لكن المثير للإستغراب والتعجب كليهما هو أن المهداوي خرج يوم أمس الخميس ليقول من خلال اليوتوب إن عائشة الكلاع اتصلت به لتخبره بأنه يتعدر عليها الحضور في الموعد المحدد نظرا لعدة التزامات. وكم كانت قوية الصدمة التي تلقتها الأستاذة الكلاع عندما اخترقت هذه الكذبة المزدوجة طبلة أذنها. كذبة مزدوجة لأنها لم تتصل به ولم تعتذر عن عدم الحضور. لهذا، قامت رئيسة الجمعية بتوجيه رسالة نصية إلى المعني بالأمر تقول فيها: "مساء الخير، سي المهداوي. أود التوضيح أن تأجيل المناظرة كان بناء على طلب السيد الريسوني وليس بناء على طلبي. وما أدليتم به في هذا الفيديو أعتبره تعتيما.."
لو أخطأ السيد المهداوي أو أساء الفهم لوجدنا له ألف عذر وعذر، لأن الخطأ طبيعة بشرية عامة، ولأن "أية محاولة لفهم فلسفة ما، تقوم على سوء الفهم، لأن سوء الفهم ملازم للفهم في كل صوره، لسبب بسيط كون الفهم المطابق مستحيل بالنسبة إلى تعدد زوايا النظر، أي بالنسبة إلى الوضعيات المختلفة التي ينطلق منها طالب الفهم أو تلك التي يسعى إليها", كما تفلسف عبد العزيز بومسهولي في ٱخر تدوينة له.
في الواقع، كان المهداوي في غنى عن النزول بسمعته كإنسان أولا وكفاعل إعلامي ثانيا إلى هذا المستوى الصبباني لو تحرى الصدق وتجنب أسلوب التدليس. وٱخر ما أختم به هذا المقال كلمات أهمس بها في اذن المهداوي: في عصر التكنولوجيا وسهولة تبادل المعلومات ديرها غير زوينة.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟