السودان حرب ووكوارث طبيعية

ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 07:46
المحور: المجتمع المدني
    

الامطار السيول والفيضانات تغرق السودان وتزيد معانأة الشعب بؤساً
أزمات السودان تتلاحق والجرح يتعمق يتفتح والمحن والأنين يزاد يوما تلو اليوم
السودان الان يغرق يغرق في المياه وبراثن الفقر المرض الجوع الجهل تفتك به
فمنذ بدء الحرب في السودان بتاريخ 15 ابريل 2022 م والسودان كل يوم يغرق
السودان غرق في دماء ابنائه الابرياء الذين أريقت وسفكت دمائهم هدراً بلا سبب
فقد أغرقت دماء السودانيين الذي جرحوا قتلوا وماتوا دون ذنب ولا جريرة أرتكبوا
خلفت الحرب ما خلفت من أثار كارثية حلت علي كل فرد واسرة قتيل وجرح ينزف
لم يستثن أحداً من السودانيين من طعنة خنجر الحرب وبات جسد كل الوطن مجروح
وان تعايش السودانيين مع الحرب كأمر واقع فرض عليهم وكقدر مسطر كتب لهم
أن أضحت الحرب اللعينة حتماً عليهم شردتهم وطردتهم وأخرجتهم من بيوتهم
وأن صاروا جلهم نازوحين مهاجرين ولاجئيين و الباقين عالقين عالقين محاصرين
فها هي الكوارث الطبيعية تطارد النازحين والمشردين حيثما رحلوا ذهبوا ونزحوا
فأن سلم السوداني في مكان ما من الحرب وتداعياته فأن لن يسلم من الجوع والمرض والجهل
تساوي كل السودانيين وهم يرزحون تحت نير رحمة وصايا ثالوث الفقر الجهل المرض
وها هي الامطار نعمة السماء الذي نرجو فيه الخير والبركة تتحول الي كارثة وشر ونقمة
وما كوارث السيول والامطار والفيضانات الا مؤشر وبرهان ودليل لسوء الادارة
سوء الادارة والفساد الاداري والاهمال وانعدم الروح الوطنية الخالصة وحب الوطن
وحيث تستشري في الناس أزمة الضمير والاخلاق والمحسوبية وقصر يد القانونية
فقل للوطن السلام
كل يوم تسمع عن جسر وكبري عن سد وخزان مياه في مكان ما في السودان انهار
الانهيارات كلها ليست بفعل الكوراث الطبيعية لوحدها فالانسان احياناً يظلم الطبيعة
الانسان في أحايين كثيرة يتهرب من مسئولياته في القيام بواجباته علي أكمل وجه
وعندما تطفوء علي السطح وتنكشف فشله وتظهر اخفاقاته فالطبيعة هي الشماعة
نحن البشر في طبيعتنا التهرب من المسئوليات ومحاسبة النفس والضمير أول بأول
فتجدنا دائماً في الخطأ نتلاوم ونبحث عن الحيطة القصيرة لنلقي عليه عبء اخطائنا
وما كارثة انهيار سد اربعات في شرق السودان هذا الماعون والاماء الوحيد للمدينة
اربعات هي شريان ووريد حياة بورتسودان لأمداده بالماء فهل يستقيم ان يهمل لينهار
كيف تم أهمال نظافة وصيانة سد اربعات سنوياً وهو المورد الرئيس للماء في الشرق
ولماذا أهملت حكومات السودان المختلفة شرق السودان وحرمتها من مياه النيل
وكانت شرق السودان ومدينة بورتسودان التي باتت الان عاصمة و حاضرة السودان
بورتسودان التي كانت تصرخ وتبكي من الظمي والعطش وتستنجد الخرطوم تتوسل
أنظمة الحكم في الخرطوم ظلت سادرة في ظلمها وتجنيها علي الاقاليم تعد لا تفي
كل عام كانت الخرطوم تبشر بورتسودان بخط الماء الناقل من النيل والاعوام تمضي
في خاتمة ألأعوام العجاف تلك الاعوام الكاذبة والوعود والعهود الغير موثوق بها
وبقدرة قادر رحلت الخرطوم من مقرن النيلين في غفلة منها رحلت الي بورتسودان
وها هي الخرطوم اليوم في بورتسودان تواجه ما أقترفته بيديها من ظلم علي بورتسودان
لم تذهب بورتسودان ولا رحلت الي الخرطوم لتشرب من ماء النيل لعذب السلسبيل
بل الخرطوم هي التي أتت تاركة مقرن النيل ورائها لتستقر في مدينة العطش والظمي وضرب الشمس
تلك هي الايام وسنن الله في الزمان يتداولها بين الناس عبر ودروس مجانية لعلها تنفع
ربي ضارة يا بورتسودان عروس الشرق يا حورية ، ربي ضار نافعة ولا تحزني
من يدري ان يكون تداعيات انهيار سد أربعات المغذي الرئيسي لمياهيك يابورتسودان
ان تكون كارثة هذا السد هو بداية النهاية الحقيقة للوفاء بالوعود الكاذبة بالمياه
نأمل ان تفي الخرطوم عاصمة السودان المقيمة الان في بورتسودان تبدأ فور بتنفيذ خط المياه لبورتسودان
ومياه النيل السلسبيل ومياه الامطار والسيول والفيضانات تكفي وهي كافية لري كل السودان
أن مشوار الأف ميل يبدأ بميل واحد والميل الاول لبناء سودان المستقبل يبدأ بوقف الحرب فوراً .
المجد لله في الاعالي وعلي الارض السلام وبالناس المسرة .. أمييييييييييييييييين .

#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات