عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 16:11
المحور:
الادارة و الاقتصاد
لا تنمية حقيقية دونَ ثمن.. وثمنٍ باهظٍ أحياناً.
لا تنمية حقيقيّة دون تكلفة مجتمعيّة.
مُراعاة البعد الاجتماعي للتنمية شيء.. وعدم القبول بتحمُّل أعباء التنمية شيءٌ آخر.
التنمية لها أعباء.. سياسية واقتصادية.
عدم القدرة على تحمُّل هذه الأعباء، وعدم القدرة على إدراكها، والتعامل معها، والعجز عن فهم جدواها من عدمه على المدى الطويل.. يعني عدم القدرة على التنمية.
التنمية ليست "حُزمة" من "المشاريع المظهرية" Prestige projects، ولا عدد من المشاريع الاستعراضيّة - الاحتفاليّة Demonstration - Celebration projects .. وليست دعوة للتعرُّف، والتفرُّج" على "انجاز" هذه المشاريع.
جميع تجارب ونماذج وعمليات التنمية الناجحة، في مختلف بلدان العالم، وفي جميع مراحل نهضتها التاريخية، تعاملت مع البعد الاجتماعي للتنمية بعدّهِ شأنا اقتصادياً تنمويّاً ذو عائدٍ وكُلفة، وليس شأناً سياسياً – شعبويّاً عقيما، لا تجني منه الأمم وشعوبها، غير التهريج.
العراقُ ليس استثناءً من ذلك.. ولا يجب أن يكون.
الدولة التي لا تفهم ذلك، ولا تُدرِكُ أبعاد ذلك، أو تتجاهلُ ذلك.. ليست دولة.
دولة الأجل القصير.. الأجل القصير الدائم.. ليست دولة.
دولة "رَدّ الفِعل" الآنيّ، غيرُ القادرةِ على ممارسةِ أيّ فِعلٍ استراتيجيّ.. ليست دولة.
دولة "الفَزعَة"، و "ها خوتي ها".. ليست دولة.
إنّها "منظومة" بدائيّة، تستحوذُ على السلطة والثروة، وتمنحها كـ "مكارم" و "هِبات"، لأولئكَ "المحرومينَ" و "المُستَجيرينً" الذين يطرقونَ عليها.. دائماً.. أبوابَ "المضيف".
وحين تجِفُّ "المنابع".. سيرفعُ "الشيوخُ" أوتادَ خيمتهم، ويمتطونَ دوّابهم، ويفِرّون خِلسَةً إلى حيث أخفوا عن أبناء "القبيلةِ" الجياع، أرصدةَ الماءِ والكلأ.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟