حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 12:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك فارق كبير بين التقييم السياسى لشخصية الرئيس جمال عبد الناصر باعتباره كان قائدا لمرحلة سياسية شديدة الأهمية فى التاريخ المصرى، وبين نقد وتقييم من يقدمون أنفسهم باعتبارهم أنصاره، والأمر لايقتصر هنا على رموز ناصرية كمصطفى بكرى و مصطفى الفقى وسامح عاشور و ضياء رشوان وهدى عبد الناصر وغيرهم، فالمسألة لا تتعلق برفض مواقف أو إجتهادات لأشخاص ،لكنها تمتد لمتابعة جوهر فكر التيار الناصرى نفسه ومواقفه والأجندات السياسية المعلنة له،و التى تؤكدها خطوات عملية أدت إلى كوارث وطنية على مستوى الحرية والعدالة الاجتماعية والانتماء القومى،
وكلنا يعلم تمام العلم من هم الذين كانوا سندا رئيسيا للتحولات التى تلت (ثورة 30 يونيه2013) سواء من حيث الشرعنة السياسية ،أو المشاركة التنفيذية ،وتثمين إجراءات الإقصاء والإبعاد للفصائل الأخرى،
الكارثة أن هذه المواقف الناصرية التى أحبطت عمل المصريين ،لم يتعلم منها أحد ممن ينتهجون نفس الفكر على المستوى العربى، إذ سارعت حركة الشعب التونسية الناصرية بالمشاركة فى تأييد خطوات قيس سعيد التى انقلبت على الدستور التونسى فى 25 يوليو 2021، كما شاركت معه فى قمع المعارضين والزج بهم فى السجون أيضا ، بل انهم مشاركون أصلاء فى عار الصمت التونسى الرسمى على مذابح غزة،على الرغم من الجعير السياسى السابق على ما تطلق عليه المعارضة الاسلامية والشيوعية بإنقلاب قيس سعيد عام 2021،
والمخجل انه وكما شارك السيد حمدين صباحى رئيس التيار الشعبى المصرى فى أول انتخابات عقب ( ثورة 30يونيه 2013) مما ساهم فى شرعنة المرحلة الجديدة بمصر، فها هى حركة الشعب التونسية تعلن عن ترشيح امينها العام السيد رشيد المغزاوى فى الانتخابات الرئاسية التونسية القادمة منافسا لقيس سعيد ومدشنا لشرعنة ناصرية أخرى لأنظمة حكم عربية تقمع الفصائل الوطنية المعارضة !؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟