أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - مخططات تغيير الوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى















المزيد.....

مخططات تغيير الوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 09:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


نهاد أبو غوش
دعوة وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتامار بن جفير لبناء كنيس يهودي في ساحات الحرم القدسي الشريف، أيقظت المخاوف بشأن اتجاه دولة الاحتلال إلى تغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى المعروف بـالستاتيكو (( status quo ، أي الحفاظ على الأوضاع كما كانت قبل الحرب، ما يعني بقاء الإشراف على منطقة الحرم (تشمل عدة مساجد أبرزها المسجد الأقصى أو القبلي ومسجد قبة الصخرة والمسجد المرواني، وأبنية ومدرسة وزوايا وتكايا وخلوات ومتحف ومكاتب وأضرحة وساحات) بيد دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية.
ووسط هذه التغيرات المتدرجة للوضع القائم والتي تجري إما بتساهل من قبل دولة الاحتلال وأجهزتها ، تزداد الخشية من خطط الجماعات اليهودية الأكثر تزمتا من الإقدام على خطوات متطرفة تشمل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث محله.
تعود ترتيبات الوضع القائم للأماكن الدينية المقدسة في القدس إلى أواخر القرن 18 في العهد العثماني حيث صدرت سلسلة من الفرمانات السلطانية لتنظيم ملكية وإدارة الأماكن المقدسة في القدس، وكانت موجهة لحل النزاعات بين الطوائف المسيحية المختلفة بشأن كنيسة القيامة، والتي غذّتها تدخلات الدول الأوروبية الكبرى، لكن الفرمانات العثمانية في القرن 19 اتجهت لتنظيم إدارة عموم الأماكن المقدسة بما فيها المسجد الأقصى الذي لم تكن إدارته والإشراف عليه موضع نزاع، لكن الفرمان الموسع لعام 1852 كرس هذه الترتيبات لجميع الطوائف والملل، وهو ما أقره مؤتمر باريس لعام 1956، ومعاهدة برلين في نفس العام بين عدد من الدول الأوروبية والدولة العثمانية.
ظل هذا "الوضع القائم" مرعيا خلال فترة الانتداب البريطاني، لكن الأوضاع انفجرت في العامين 1928 و1929 بثورة البراق التي تبعت محاولات جماعات يهودية السيطرة على الحائط الغربي المعروف بالبراق ويسميه اليهود "حائط المبكى"، ما أدى إلى تدخل عصبة الأمم فشكلت لجنة تحقيق "لجنة شو" التي خرجت في العام 1930 بتقرير حاسم يقضي بملكية المسلمين لجميع مباني وساحات وجدران المسجد الأقصى بما فيها حائط البراق. وروعي الوضع القائم ا طوال عهد الانتداب ثم خلال عهد الإدارة الأردنية بين 1950-1967.
في 7 حزيران 1967 وكان اليوم الثالث للحرب، سيطرت كتيبة (هرئيل) على المسجد الأقصى وجنباته المختلفة، وبث ضباط الكتيبة لقيادتهم الرسالة التي ما زال صداها يتردد حتى الآن ومفادها "أن جبل البيت في أيدينا"، جملة ما زال بعض المتطرفين الإسرائيليين يستخدمونها لفرض السيادة المطلقة على القدس، لكن الحكومة الإسرائيلية برئاسة ليفي اشكول آنذاك كانت شديدة الحذر، وقررت أن تبقي الأمور كما كانت عليه، ببقاء المسجد الأقصى تحت إدارة الأوقاف الإسلامية المرتبطة بالحكومة الأردنية.
مع اتجاه اليمين الإسرائيلي لحسم الصراع مع الفلسطينيين بالقوة العسكرية، تسارعت الدعوات لتغيير الوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى، وتقاطعت خطط وبرامج القيادة اليمينية الليكودية -العلمانية الطابع- بفرض السيادة على القدس وتهويدها ومنع مظاهر الوجود الفلسطيني فيها، مع القوى والجماعات المتطرفة التي لا تخفي أهدافها في السيطرة الكاملة على الحرم "جبل الهيكل" تمهيدا لتقاسمه زمانيا ومكانيا، وصولا إلى هدمه وإقامة الهيكل الثالث مكانه. أما عوائق تنفيذ هذا الخيار التصعيدي الأخطر فكثيرة ومنها: المخاوف الأمنية، والخشية من توتير العلاقات مع دول عربية واسلامية وخاصة تلك التي تربطها علاقات مع إسرائيل أو مرشحة لذلك، إلى تحريم المرجعيات الدينية اليهودية العليا حتى مجرد زيارة الحرم وساحاته لكون خطوة كهذه تمثل تدنيسا لأكثر الأماكن قداسة في الدين اليهودي، ودخول المكان يحتاج إلى إجراءات تطهرية معقدة وصعبة، مع أن هذا التحريم آخذ في الضعف والتفكك، ولا يتم إشهاره إلا في سياق المناكفات بين أحزاب الحريديم والصهيونية الدينية.
تتمثل المجموعات المتطرفة باحزاب سياسية كحزبي الصهيونية الدينية وقوة يهودية، ومنظمات استيطانية أبرزها غوش ايمونيم، ومجموعات هدفها الرئيسي إعادة بناء الهيكل مثل أمناء جبل الهيكل، ومعهد الهيكل، وقد بلغ مجموع هذه الهيئات المكرسة لهدف إعادة بناء الهيكل (لتسريع ظهور المسيح المخلص) 46 هيئة، يجمعها إطار يسمى "ائتلاف منظمات وجمعيات الهيكل". وفي الممارسة اليومية تلتقي خطط وبرامج هذه المنظمات المتطرفة مع خطط اليمين التقليدي ممثلا بحزب الليكود ورئيسه بنيامين نتنياهو لتهويد القدس وأسرلتها وتغيير الوضع القائم.
تلقى المشروع الإسرائيلي لتهويد القدس دفعة هائلة باعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية لها، مع أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عملت بشكل تكاملي وتدريجي على تغيير الوضع القائم في القدس رغم إدراكها أن مسعى كهذا سيثير العالم العربي والإسلامي، ويهدد العلاقات مع المملكة الأردنية التي تتولى الوصاية على الأماكن المقدسة بإقرار من منظمة التحرير الفلسطينية ومعظم دول العالم بل جرى تضمين قضية الدور الأردني الخاص في معاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل.
عملت الحكومات الإسرائيلية على تغيير الوضع القائم بشكل تدريجي متصاعد من خلال:
- نصب شرطة على مداخل الحرم، والسيطرة على مبنى "الخلوة الجنبلاطية" التاريخي وتحويله لمخفر شرطة.
- السماح بزيارات فردية بمرافقة الشرطة وبإذن الحكومة كما زيارة شارون التي كانت الصاعق الذي فجر الانتفاضة الثانية.
- السماح لمجموعات يهودية صغيرة باقتحام الأقصى من خلال ما يسمى "حرية الزيارة"، لكون الزيارة مسموحة حتى للسياح الأجانب.
- إقرار حق "الصلاة الصامتة" بقرار من محكمة إسرائيلية.
- الحديث عن حرية العبادة بادعاء أن المكان مقدس لدى الجميع.
- السعي للتقاسم الزماني والمكاني، وتنفيذ الشق الأول بزيارة جماعية خصص لها الفترة الصباحية وأيام الأعياد اليهودية، وما زال طموح الجماعات الاستيطانية قائما بالتقاسم المكاني إما عبر السيطرة على "باب الرحمة" أو اقتطاع مساحة قرب باب المغاربة لبناء كنيس.
- المطالبة بإدخال أدوات الصلاة مثل الأردية الخاصة والبوق (الشوفار)، والمواد اللازمة للطقوس التطهرية مثل الأضاحي الحيوانية، وهذه بالتحديد تثير معارضة شديدة لكونها ليست شعائر تعبدية بل هي طقوس تطهرية تسبق بناء الهيكل الثالث لتسريع الخلاص ومجيء المسيح.
لم تعد مخططات السيطرة على الحرم القدسي وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل، مجرد خطر نظري يقتصر على مجموعات هامشية مهووسة دينية، لا تؤخذ مسلكياتها وآرائها على محمل الجد، وليست مقررة في السياسة الإسرائيلية، بل بات الوزن النسبي لهذه الجماعات يزداد باطراد، ويتعزز دورها في الحياة السياسية عبر شرعنتها ومشاركتها في الكنيست والحكومة، ومسايرتها من قبل اليمين الحكم، لكل ذلك تزداد خطورتها لأن مشروعاتها تلتقي وتتقاطع مع التيار المركزي في إسرائيل الذي يهدف لحسم الصراع مع الفلسطينيين وفي قلب عملية الحسم هذه يقع مشروع تهويد القدس باعتباره مشروعا توسعيا استيطانيا وليس مجرد مشروع ديني. ومن البديهي أن قدرة الشعب الفلسطيني في هذه الظروف حيث يواجه حرب إبادة مفتوحة، ليست كافية لمنع هذا المشروع والتصدي له، ما يستدعي اوسع حملات عربية وإسلامية وإنسانية للتنبيه من هذه المخاطر والتصدي لها تحت طائلة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنف المستوطنين مكوّن رئيسي لعنف دولة الاحتلال
- مستقبل غزة
- خطاب نتنياهو: رقم قياسي في الأكاذيب
- السيطرة على معبر مدخل إسرائيل للتحكم في مستقبل غزة
- شهادات إسرائيلية ضد الحرب وفظائعها
- حوار الفصائل الفلسطينية في بكين وربع الكأس الملان
- نتنياهو بضع العصي في دواليب الصفقة
- غموض اقتراح نتنياهو للصفقة وموقفه الفعلي منها
- قرارات العدل الدولية بشأن فلسطين
- الاحتلال : من مصدر قوة إلى عبء على إسرائيل
- نتنياهو ليس معنيا بتقديم هدايا لبايدن
- خلافات نتنياهو وقيادات جيشه (2 من 2)
- عن خلافات نتنياهو وقيادات الجيش الإسرائيلي (1 من 2)
- غطرسة إسرائيل واستخفافها بأدوات القانون الدولي
- ظروف مروّعة يتعرض لها آلاف الأسرى الفلسطينيين
- عن الصفقة وخلافات نتنياهو مع قيادة الجيش
- إسرائيل دولة على أعتاب الفاشية
- الضغط على الشعب انتقاما من المقاومة
- الإسرائيليون لنتنياهو : يكفيك تلاعبا ... وافق على الصفقة فور ...
- حين تكون مجازر اسرائيل بحق الفلسطينيين مجرد -أضرار جانبية-


المزيد.....




- الدفاع السورية تعلن مقتل 5 عسكريين في هجوم إسرائيلي قرب الحد ...
- مصر.. مقتل ضابط حصل على ترقية قبل عام (صور)
- الجاسوس المحتجز في شبه جزيرة القرم كان يحصل على أجره بالعملة ...
- الأعنف منذ 173 عاما.. إعصار -هيلين- القوي يضرب فلوريدا (فيدي ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 88 وجرح 153 في الغارات الإسرائيل ...
- لماذا تثير كبسولة -ساركو- التي تساعد على إنهاء الحياة الجدل؟ ...
- هاريس تؤكد لزيلينسكي دعمها -الراسخ- لأوكرانيا وتنتقد دعاة اس ...
- ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟
- -مثل كيّ النار-.. جرحى غزة يصفون أثر البلاتين في عظامهم
- رئيس فنزويلا يدعو الجيش لاستخلاص العبر من -بيجر- حزب الله


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - مخططات تغيير الوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى