عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 20:49
المحور:
الادارة و الاقتصاد
استناداً لخصائص وطبيعة النمط الحالي للتصرّف بالإيرادات النفطية، ونتيجةً للإهمال العميق والكثيف لتطوير القطاعات غير النفطية.
ولأنّ نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في العراق هي 39% فقط من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022، تمّ التخطيط لزيادتها إلى 42.6% في عام 2028(استناداً لبيانات خطة التنمية الوطنية 2024-2028).. وهي أقلّ بكثير من نسب المساهمة الحاليّة للقطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، في جميع دول الخليج العربية.
ولأنّ زيادة نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، مُمكِنة، وقابلة للتحقّق، بدليل نجاح دول نفطية أخرى في تحقيق ذلك في مدّة قياسيّة، وبمستويات تاريخيّة، كالسعودية (50%)، والإمارات العربية المتحدة (74.9%)، و قطر ( 64%)، والبحرين (83.9%)، وعُمان ( 69%) .
و على سبيل المثال لا الحصر، ولأغراض المقارنة.. ولأنّ العراق والسعودية يمتلكان أفضل الإمكانات والمقوّمات (المادية وغير الماديّة) لتطوير قطاع السياحة (وبالذات السياحة الدينيّة).. فإنّ قطاع السياحة في السعودية لوحده كان قد أسهم بما نسبته 10.4% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022 (وقدره 1.109 ترليون دولار)، بينما لم تساهم جميع الأنشطة الخدمية (بما فيها السياحة) إلاّ بما نسبته 13.8% ، وجميع الأنشطة السلعية غير النفطية إلاّ بما نسبته 9.3% من اجمالي الناتج المحلي الإجمالي في العراق لعام 2022 ( وقدره 264.2 مليار دولار فقط).
لذا.. و ما لم يتمكّن العراق من توظيف واستثمار جزء كبير من الإيرادات النفطية، وتخصيصها ( بأسرع ما يمكن) لتطوير القطاعات غير النفطية، وزيادة نسبة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي..
فإنّ المواطنينَ في العراق ليسوا أكثر من سَمَكٍ يعيشُ في بحيرةٍ من النفط.
وعندما تنخفِضُ المناسيب، وتبدأُ هذه البحيرةُ بالجفاف، وتصبحُ راكدةً إلاّ من الرملِ والسَبَخِ والمِلح.. سيأكلُ هؤلاء "المواطنون" بعضهم بعضاً.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟