أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس ثقافية ــ 273 ــ















المزيد.....


هواجس ثقافية ــ 273 ــ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النص الديني يبدو ثابتًا من الخارج، بيد أنه رجراج، متحرك.
كل النصوص تؤول، وكل النصوص تاريخية، لا يوجد نص خام أو جامد.
عندما يؤول النص، وهذا ما يحدث في الجوهر، يفقد قدسيته.
لا يوجد نص عبر التاريخ سواء كان أدبيًا أو فكريًا، ديني أو سياسي لا يؤول.
هذا التاؤيل, يمنحنا فرصة تاريخية أن ندخل في أعماقه، نقرأه بدقة، بحيادية وصدق، نفككه، نعومه ونعيده إلى المكمن الذي خرج منه.
عندما يعود إلى منشأه الأولى، سيلفظه، يتبرأ منه، يقذفه خارج نفسه، لأنه يغدو حينها غير أصيل.
في الأول ربما يكون أصيلًا، في الثاني يغدو مسخًا.

قوة العرف في بلادنا أقوى من الدستور والقانون.
أكاد أقول أن أغلبنا ينقاد في سلوكه وتصرفه وفق العرف العام.
إننا أسرى هذا الأمر نمارسه دون وعي منّا واحيانًا كثيرة بوعي كامل منّا لأن له سلطة مسيطرة أو مهيمنة علينا، ويفرض شروطه وفق حركة المجتمع التقليدي وآلية عمله المرتبط بالماضي.

لم يعد هناك أي إنسان له خصوصية في عالمنا المعاصر.
أنت غربي في كل شيء، في استخدامك للحمام والمرحاض والقداحة والسيارة والطائرة، وفي ثيابك وتلفونك وتسريحة شعرك وطريقة أكلك وشربك وتنفسك، وفي ارتداء حذاءك وأستخدام قلمك ودفترك وورقك.
والدواء غربي بامتياز.
وفي استخدامك السلاح وطريقة إدارة المعارك أو الخرائط، وفي طريقة أداء التحية، وفي طريقة زواجك وزفتك وعرسك وغرفة نومك وجلوسك.
ماذا بقي لك تتفاخر به؟
أو أعملوا مثل كيم أيل جونك، غلفوا أنفسكم بستار حديدي، وعيشوا في السجن.

جاء مدير سجن تدمر إلى مهجعنا غاضبًا، لأعنًا، الشرر يتطاير من عينيه، والزبد يخرج من فمه، قال:
ـ من منكم مريض؟
كان الخوف مهيمنًا على الجميع، الرؤوس منكسة والصمت سيد الموقف. ولم يجرؤ أي إنسان على التكلم بعد أن رأوا سلوكه.
ـ قولوا من منكم مريض؟ لا تخافوا، ثم خفف من لهجته مما جعل البعض يتجرأ ويتكلم.
ـ سيدي نحتاج إلى طبيب أسنان؟
ـ ولو، لدينا عيادة سنية رائعة، فيها أفضل وأحسن الأجهزة في العالم.
ثم نادى:
مساعد أحمد، سجل أسماء المرضى الذين يحتاجون العلاجات السنية.
وعندما ذهب المرضى إلى العلاج، وكانوا مطمشين، وقفوا في الهواء الطلق، وأبرة المخدر تنتقل من فم إلى فم مع قلع السن أو الضرس.
وهذه هو العلاج، وهذه هي الأجهزة. علاج دون كرسي، وعلى الواقف.

الطهوريون هم الأخطر على الواقع والتاريخ، لا يرون هذا الكون إلا من ذواتهم المأدلجة.
الطهوري خطير جدًا، يرى أبطاله أنقياء جدًا، ملائكة في ثوب مبارك من الآلهة. عندما يقتل أبنك أو أخوك أو يغتصب أختك أو أمك فهذا منحة، هبة يقدمها لك القاتل، لهذا عليك أن تفرح وترقص وتسمع الموسيقا لأنه تكرم عليك بقتلك واغتصاب أهلك.
وإن تاريخه كله نقي، ومملوء بالمبادئ والقيم والأخلاق والحق والعفة والكرامة وعزة نفس، وإذا احتل بيتك فهذا واجب مقدس تفضل بها عليك.
كيف يمكن للطهروي أن يدرك ان هذا الذي يفعله معيب ومخجل، عندما يرى أحدهم ينتهك كرامة أمه أو أخته أمام عينه، وقتها سيتذكر أن حوامله الثقافية مخجلة وأن تفكيره لم يكن على الأرض وأنما في السماء.
وهذه السماء بقدرة قادر نزلت على الأرض واغتصبت أحن إنسان على قلبه أمام عينه.
الطهورية الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والنفسية مرض، رجس من الشيطان فتجنبوه.
إنه جنابة، عليكم الأغتسال سبع مرات بالتراب، وبعدها بالماء حتى تتطهروا.

كل الفنون والغرائز تنتمي إلى الأبدية.
والصدق والحب والخير والجمال والعدالة والحق ونكران الذات، وكل القيم المرتبطة بالوجود، تنتمي إلى الخلود أو الأبدية.
هذه القيم المتعالية، الأبدية القابعة في الخلود، هي الجنة.

أصبحت المعارضات السورية مفصلة على مقاس كل دولة.
اليوم أصبح لدينا معارضة اسمها السلطان مراد الثالث تسير إلى جانب الدبابات التركية وتلعق من أحذية جيشها الأوامر والتهديدات.
ماذا بقي للسوريين من سوريا بعد أن أصبحت المعارضات ميلشيات مسلحة مرتبطة بأوامر من ينثر عليها المال السياسي.
أين نحن من الثورة, من إسقاط النظام, من سوريا موحدة وديمقراطية؟

كان الصراع في الغرب عموماً, الأمريكي تحديدًا منذ ستينات القرن الماضي وما يزال بين مستويين عموديين وسيستمر بين قوى تريد تثمير الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وتعميق قيم المواطنة والكرامة الإنسانية وبين قيم الرأسمالية المتوحشة المنفلتة من أي قيد ودون الاهتمام لهذه القيم الإنسانية أو الالتفات إليها عبر نشر قيم السوق وقوانين السوق ومنطقه.
إن الولايات المتحدة تريد أن تقود مسيرة العالم إلى الخط الثاني ويبدو أنها ستنجح عبر راية محاربة الإرهاب. ولسان حالها يقول, لا للحمولات الكبيرة فيما يخص القيم الثقافية والإنسانية وحقوق الإنسان ومع قانون السوق المتوحش وليمت الضعيف ويخرج من الميدان, والبقاء للأقوى.
هذا الصراع قائم ومستمر وسيستمر, خاصة أن هناك تهميش واضح للقوى المدنية والحريات والقيم المدنية والإنسانية ويجري سحبها من التداول عبر تعويم الإسلام فوبيا لامتصاص هذا التناقض لمصلحة رأس المال.

التراث الإنساني, السوري, العراقي, المصري او أي تراث أخر, هو مسؤولية العالم كله.
عندما تقتحم وحوش الأرض, بلدًا صغيرًا مثل سورية, برعاية دول فيها مؤسسات عريقة, ماذا يمكننا أن نفعل كبشر عاديين؟
داعش تسرح وتمرح تحت سماء الطائرات الامريكية والتحالف والنظام, ويتركوهم يحرقون البشر والشجر والأرض, ماذا يمكننا أن نفعل, وهم يملكون المال والسلاح والجيوش؟
نحن أمام نظام دولي عدواني, طاغوث, معادي لكل فكر او تحرر أو تراث أو قيمة إنسانية.
ما يخيف أن يعمل هذا النظام المجرم على حرق الأرض كلها بمن عليها.
لذا, ليس لنا إلا أن نقاوم

لقد تحولنا إلى مجرد فضلات زائدة على أرصفة بلدان العالم نتحسر على لقمة خبز وبيت يحمينا. ومع هذا لم نتخل عن انتمائنا الطائفي والمذهبي والدوني والثقافي المغرق في القدم. ولم نسأل أنفسنا على الاطلاق ما هي الفوائد التي قدمه لنا هذا الانتماء المجاني للماضي الثقيل.
هؤلاء اللذين يبحثون عن النقاء الخالص, سيجدونه في الموت
الكلمات التي تخرج منك, تنفصل عنك, تصبح غريبة, أرض غريبة, وفي النهاية تتنكرك.
جميع اللذين يكرهون الجسد دميمون, سواء في الشكل أو المضمون, في الفكر أو الممارسة خاصة اصحاب العمامات الكبيرة واللحى الكاذبة, المستوردة.
لا يمكن نجاح دولة في هذا العصر, تقوم على السمعة والطاعة, والخضوع. ولن تستقر السلطة الدينية, عندما يسقط النظام الحالي, الا والدم يسيل الى الركب, الى ان ينفرد واحد أحد بالسلطة. ويعيد انتاج الاستبداد من أول وجديد. خطاب الاسلام السياسي, لا يختلف كثيرا عن شيوخ الجوامع. كلام كتير, بدون زبدة. لا يعترفون بالمختلف, ودائما, لديهم مقياس واحد, مؤمن كافر, والمؤمن يكفر المؤمن. وانهم قيمون غلى غيرهم, القرار بيدهم, اسياد, والاخر نخب ثاني, مستوى أقل. هم احرار, اعلى نسب ومكانة, والاخر عبد, عليه أن يتلقى الأوامر ثم, عندما ينفرد نوع واحد من الناس بالسيطرة على السلطة ومقاليدها, ويعتبر نفسه مميزًا, لانه مسلم, وانه موضع ثقة, ومرجع, هذه عنصرية مقيتة, تفوق ليس في مكانه, ولا يمكن أن يستقيم وينجح. سمعت اليوم لزهران علوش واعضاء في القيادة الموحدة للغوطة الشرقية, عبر خطابات كريهة وقذرة. لا ذكر للمكونات الموجودة في سورية, سياسية او اجتماعية, احزاب أو منظمات مدنية. كل شيء لديهم شوربة. وأنهم أصحاب الارض والمكان ويتصرفون به مثلما تصرف حافظ الاسد واسوأ.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية ــ 272 ــ
- هواجس ثقافية أدب موسيقا ــ 271 ــ
- هواجس سياسية وفكرية وثقافية 270
- هواجس ثقافية سوياسية وأدبية ــ 269 ــ
- هواجس ثقافية وإنسانية 268
- هواجس ثقافية 267
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية وادبية ــ 266 ــ
- هواجس عامة ثقافة فكر أدب وفن 265
- هواجس الثقافة والحب ــ 264 ــ
- هواجس ثقافية أدبية فكرية 263
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية ــ 262 ــ
- هواجس ثقافية متنوعة 261
- هواجس ثقافية 260
- هواجس ثقافية ــ 259 ــ
- هواجس ثقافية ــ 258 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية ــ 257 ــ
- هواجس ثقافية 256
- هواجس سياسية وفكرية ــ 255 ــ
- هواجس ثقافية وفكرية 254
- هواجس ثقافية وفكرية ــ 253 ــ


المزيد.....




- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...
- وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس ثقافية ــ 273 ــ