حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 11:49
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أن الأخبار الواردة من أروقة مجلس النواب العراقي ، تشير بأن المجلس قد وافق على سفر أكثر من نصف أعضاء مجلس النواب ، لأداء فريضة الحج لهذا العام ، وبالطائرة وبأسعار رخيصة جدا للنواب وعوائلهم وحماياتهم وكل من يرافقهم في هذه الرحلة البرلمانية الجماعية ! .
والله أن كل من يسمع مثل هذا الخبر ، لا يصدق لو كان يعيش في بلد آخرغير العراق ، فكيف يصدق والوطن يمر بظروف قاهرة وإستثنائية لا مثيل لها في تاريخه الحديث ؟ ، ولكن أصبح اليوم في عراقنا الجميل كل شئ وارد ولا شئ غريب وعجيب أبدا ، لأن نفس هؤلاء النواب قد منحوا أنفسهم إجازة سنوية لمدة شهر خلال هذا العام ، بالرغم من معاناة العراقيين المتواصلة ونزيف الدم الذي لا يتوقف .
فعلى العراقيين جميعا ، وبعد كل هذه المهازل التي لا مثيل لها حتى في الأفلام الساخرة ، أن يسحبوا ثقتهم الإنتخابية من مثل هؤلاء النواب الذين لا يشعرون بالمسؤولية أمام من إنتخبهم من بنات وأبناء العراق ، الذين تحدوا الإرهاب بصدور عارية ، من أجل أن ينتخبوا مجلسا للنواب لكي يكون ممثلهم الحقيقي ، لا أن يتحولوا الى موظفين غير منتجين من أجل الحصول على الإمتيازات والمكاسب والرواتب والسفرات والإجازات والغيابات الغير مشروعة المتكررة .
وأن المرء يشعر بالإحراج والخجل ، أمام كل المتابعين للشأن العراقي من العرب والأجانب ، عندما يسمع بأن مجلس النواب العراقي ، قد إتخذ قرارا بقطع جزء من راتب كل عضو يتغيب عن جلسات المجلس ، كعقوبة له على غيابه بإعتبارها كوسيلة للحد من ظاهرة الغيابات المزمنة لبعض مجلس النواب .
أليس أن السكوت على مثل هذه السلوكيات والأفعال ، التي تتعارض كليا مع النشاط والعمل البرلماني في العالم ، تعتبرعملا منافيا لمبدأ الإنتخابات والديمقراطية وإحترام إرادة الشعوب ؟ .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟