أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - وليد عبدالحسين جبر - يجب أن يُستمَع إلى المحامين














المزيد.....

يجب أن يُستمَع إلى المحامين


وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)


الحوار المتمدن-العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 16:44
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


في العهد الملكي وحتى بداية العهد الجمهوري في العراق كانت التشريعات يشارك في تشريعها المحامون ، وبمراجعة سريعة لأغلب القوانين التي ما زالت عماد العمل القضائي والإداري في العراق ستجد أن في لجان تشريعها عدداً من المحامين ، فمثلا القانون المدني العراقي رقم (٤٠) لسنة ١٩٥١ الذي كُتب في بغداد بتاريخ ٤ / ٦ / ١٩٥١ من قبل لجنة برئاسة الفقيه عبدالرزاق السنهوري كان في اللجنة أربعة محامين هم كل من" نشأت السنوي وحسين جميل وداود السعدي وحسن عبدالرحمن " مما يدل على أن الجهات التشريعية في العراق كانت تعرف أهمية المحامي وتقّدر دوره ، غير أن هذا الالتفات التشريعي لمشاركة المحامين في إعداد التشريعات إذ ينحسر بل وينعدم منذ سبعينات القرن الماضي وحتى الآن ، رغم أن المحامين من أكثر شرائح الشعب اندكاكاً بالقوانين وقراءة لها وخوضا في النقاشات حولها ، وبالتالي يعرفون مكامن القوة والضعف فيها.
بتاريخ ٢٦ اب ٢٠٢٤ دُعيتُ إلى ندوة مقامة في مكتب تيار الحكمة الوطني حول مناقشة تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩ المثير للجدل السياسي والاجتماعي والقانوني هذه الأيام ، وبحضور أعضاء من مجلس النواب من ضمنهم مقدم مقترح التعديل رائد المالكي و رجل دين من المجمع الفقهي السني على ما أذكر د. طه و رجل دين شيعي نور الساعدي وعدد من الناشطين والناشطات و الإعلاميين و نساء يمثلن مناصب حكومية ، و أعتقد كنت وبمعيتي إثنان من الزملاء المحامين الوحيدين في القاعة .
أدارت الجلسة موظفة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وابتدأت حديثها بأن يتحدث النائب رائد المالكي ومن ثم ممثل المجمع الفقهي ومن ثم الشيخ نور الساعدي ويكون لكل واحد منهم (٧) دقائق في حديثه ، لينتقل مجال الحديث للحضور وأن مدة الندوة ساعتين بدأت الساعة الرابعة والنصف وتنتهي الساعة السادسة والنصف .
ابتدأ الحديث النائب رائد المالكي واستغرق في حديثه نصف ساعة متحدثا عن سيرته العطرة ومنجزاته وحربه الضروس من أجل اقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي سيكون فتحا مبينا للشريعة و سيقضي على إزدواجية ثنائية الفقه الإسلامي والقانون الوضعي وما إلى ذلك من الرؤى كاشفا عما يواجه من حرب ومتاعب وصعاب!
ثم أخذ مثل وقته ممثل المجمع الفقهي قائلا أن دقائقي السبع من نوع دقائق النائب رائد المالكي ، لينتقل الحديث إلى الشيخ نور الساعدي ومن ثم إلى نائبة دنيا الشمري وإذا بالوقت يصل الساعة السادسة وعشرة دقائق !
والحضور يتجاوز عددهم العشرين ، فلو تحدث كل واحد منهم دقيقتين سنحتاج (٤٠) دقيقة ولم يتبق من الوقت سوى (٢٠) دقيقة نتقاسمها كل واحد منا دقيقة واحدة !!
عندها انتفضت بصوت مرتفع ووجهت كلامي لمديرة الندوة والنائب ، قلت لهم نحن محامون وأعلم منكم بتطبيقات القوانين ومشاكل القانون النافذ وبالتالي التأشير على مكامن ضعفه كي يتلافاها التعديل ، حضرنا كي نتحدث ونناقش ونبدي آراء قانونية لا حزبية ولا دعائية ولا عقائدية ، إذا كان القصد من الندوة مؤتمرا صحفيا لسيادة النائب فكان الأجدر بكم أن تسجلوه وتبثه قناتكم الفضائية فنشاهده من بيوتنا ، لماذا تجشمنا عناء القدوم لكم من مدننا ، أثارهم كلامي وسمحوا لي بإبداء رأيي القانوني غير أنه لم يعجبهم ولم يثبتوه كملاحظة في التعديل كما ثبتوا نقاط النائب ورجال الدين على سبورة موضوعة خلفنا ، فعرفت حينها أن حضورنا كان لملء مقاعد القاعة وكي ينشروا أنها ندوة قانونية أقيمت بحضور محاميين و إعلاميين ونوقش المقترح وأشبعه الحاضرين بحثا ونقاشا ورأيا !
حينها قتلتني الحسرة وندمت على حضوري هكذا ندوة لا يُستمع فيها إلى المحامي ويُنظر إليه كرقم لا كعالم في اختصاصه ، فشكرا على المنضمين لهذه الندوة على دعوة الحضور و أعتذر عن حضور نشاطاتهم أو نشاطات غيرهم مالم يعرفوا قيمة المحامي ويستفيدوا من حضوره و لا يستغلوا حضوره كعدد فحسب!



#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الامثلة من عمل المشرع
- العقل الاداري العراقي استنساخي!
- هل السكوت علامة رضا في القانون ايضا ؟
- لماذا قانون( ٥٩ ) هو الحل؟
- قراءة دقيقة لأحكام القضاء
- الوزير القائد
- خصومة الجامعة لا تعني خصومة الكلية
- نحن والمعتاشون دينيا
- رفض عراقي لقرارات القضاء الايراني
- انها الام ايها السادة
- نبتة الخلود
- طلاق الساق
- هل اتاك حديث مدرسة القطاطيب ؟
- بين ضحايا القصف الأمريكي و خنصر الرئيس!
- العراقيون متساوون في التطرف والإقصاء وإلغاء الآخر !
- خواطر عن صاحب الخواطر المدنية
- هدوء القاضي
- ولد في بغداد مرة اخرى
- حينما تكون الضرائر كتب !
- المحامين ومواقع التواصل الاجتماعي


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - وليد عبدالحسين جبر - يجب أن يُستمَع إلى المحامين