أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لبيب سلطان - بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي-2















المزيد.....



بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي-2


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 16:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1. قراءة في مسار العلمانية العربية المتعرج بين الولادة الى الانتكاس والغيبوبة
يمكن فرز ‏مرحلتين واضحتين في مسيرة التحضر العربي وفق طرح العلمانية لمفهوم الدولة في المنطقة العربية ، الاولى تبدأ من الولادة لاول الدول العلمانية في المنطقة الى اليفوعية والشباب ، واستمرت لثلاثة عقود من القرن الماضي انتهت بمنتصفه، والثانية بدأت بالاغتيال لدولها الناشئة بانقلابات عسكرية وسيطرة العسكر والايديولوجيات بانواعها ، بدء قومي تلاه مطعم ومتحالف قومي ماركسي لينتهي بداية هذا القرن الى سلفي اسلاموي ، سادته الانتكاسات تلو الاخرى كما نرى وبقيت مستمرة وبنفس التسارع ولحد اليوم . ان من اسوء نتائج الاغتيال العسكري الايديولوجي للدول العلمانية الديمقراطية الحديثة الناشئة هو ليس فقط التدمير والتخلف للدول ومعها المجتمعات في المنطقة ، الذي لا احد يعرف اليوم كيف يمكن علاجه وارجاعه حتى قبل 50 او 70 او حتى 100 عام ، وذلك بسبب فقدان الثقة لدى الجمهور والشعوب بما يدعى منهج العقل والعلم، اللذان يشكلان اساس منهج العلمانية في تطوير مفهوم وشكل الدولة الحقوقية والحضارة المعاصرة. جاء ذلك نتيجة " للدجل العلماني" الايديولوجي الذي استمر لنصف قرن تقريبا وما زال مستمرا ليهيئ للانتقال "للدجل السلفي " وكلاهما لايفهم من الدولة غير اقامة نظما حكم وسلطة تسلط عقائدي. اوعدت الايديولوجيات التي تدعي "العلمانية " الناس بالتحرر والاشتراكية ولم تحصد منها غير القمع والفقر وتسلط النظم العسكرية الديكتاتورية ، ومنها فقدت الشعوب ايمانها بطروحات العقل والعلم واعتبرته دجلا ، والدجل هنا اعتبر طرح الايديولوجيات تمثل طرح العلمانية، ومنها اصبحت الناس تؤمن بالقدرية اكثر ماتؤمن بالعقل وطروحات العلم ، ومنها صعدت السلفيات لتقود، ومنه النزول الى درك السلفية الفكرية والجمود والغيبوبة الفكرية والمعرفية، وفقدان الثقة العام بالعقل والعلم، وهي حالة اسوء حتى من الجهل وعدم المعرفة ، كما كان حال بلداننا قبل مئة عام ، فتعليم من لايعلم ربما اسهل مئة مرة من تعليم من فقد الثقة بقدرة واهمية العقل والعلم.
هذه هي باختصار صورة المأساة التي تعيشها العلمانية اليوم في العالم العربي، فالناس بعد الدمار الهائل لنظم الايديولوجيات والعسكر ، وجدت في السلفية دواءا روحانيا للشفاء من الداء من العقلاني العلماني ( وهو الدجل الايديولوجي طبعا ، فالعقل والعلم يعتمدان على مفهوم الحرية اساسا في البحث في بناء الدول والتحضر وليس الحل في طروحات العقائد). جاء فقدان الثقة والانكماش نحو السلفية بعد التجارب المريرة التي مرت بها وجعلتها صماء لما مايطرحه العقل والعلم وصدقت السلفية انه انما العقل رجس من عمل الشيطان وطروحاته انما مؤامرات غربية تحاك للسيطرة على شعوبنا وثرواتها ولانهاء دينها الحنيف، وتقاسمته السلفية مع الايديولوجيات ليخفي كلاهما العجزوالفشل بان واحد. لقد وصل الامر اليوم ان الناس في منطقتنا ما ان تسمع بالعلمانية حتى ترتجف وتفزع لنصرة الله ودينه وتتأهب غيرة على مصيرها ودينها مما تعتبره تعديا على معتقداتهت ورموز روحانيتها بل وحتى وجودها ، وما يدعم ذلك انها تستشهد بنظم ناصر والبعث وتعتبر انهما قوى علمانية "و المؤمن لايلدغ من جحر مرتين" مشيرين انهم جربوا حكم العسكر براية القوميين والماركسيين وشعارات الوحدة والتحرر والاشتراكية والتقدمية على مدى نصف قرن ومقتوها وكرهوها بعد القمع والتجويع واستهتار الامن ، فلارجعة لهم للعلمانية ونظمها.
هذه هي تقريبا الصورة التراجيدية لمسيرة العلمانية العربية خلال قرن ، صعودا بعد ولادتها بولادة دولها الحديثة، ثم اغتيالها يافعة في منتصفه وانكسارها بفشل " العلمانيةالمؤدلجة"، تلاه الوقوع فريسة للغيبوبة السلفية. ومنه يمكن تحميل الايديولوجيات والعسكر المسؤولية الاولى للفشل والتراجع العلماني ( اي التحضر العقلي) .كما ويمكن الاتيان بقائمة طويلة من اسباب الفشل، ، فكل مايقال او يتم تقوله عندما يحصل فشلا يمكن ان يصبح واردا ، ولكن في حالة التخلف العلماني العربي يمكن القول الجازم ، وراء الفشل التحضري العلماني وقف العسكر والطروحات الايديولوحية للتطبيل لحكمهم بالقاب التحررية والتقدمية الخ. هذه اهم اسباب هذا الفشل للعلمانية. تم التطبيل للانقلابات وغدق القاب ثورات تحررية وقادة تحرر وطني واشتراكي ، وجميعها وقفت وراء نظم عسكرية ديكتاتورية قادت من فشل لفشل اخر حتى اليوم. ان من قاد الاغتيال والفشل هو هذه اللخبطة الفكرية التي يتحملها ليس فقط العسكر من الضباط، ، بل من ادعى بالعلمانية والتحرر وناصر العسكر والديكتاتوريات التي قمعت وسيطرت واستهترت وجوعت شعوبها ، ومنها لاعجبا ان فقد الناس الثقة بكل مايطرح لها من وعود ومصطلحات علمانية وعقلية رنانة ، كونها وعت دجل من روج لها ، والتجأت بعدها لكهوف التعبد والانكفاء والانعزال ومنه الوقوع في شباك السلفيات الدينية.
لنستعرض بتفصيل اكثر قليلا كلا المرحلتين التي مرت بها المجتمعات العربية خلال قرن.
ألاولى: مرحلة الولادة والنهوض وحيوية الشباب
هناك تاريخان يعودان لعامي 1923 و 1925 يمثلان الولادة الواقعية لدول علمانية تشكلتا في اكبر بلدين عربيين، هما مصر والعراق، ففيهما تم اعلان دستوريهما لتشكلا كيانات دول وطنية حديثة قامتا على اهم اسس العلمانية بعد قرون طويلة من حكم العثمانيين، ونقول اسسا علمانية كونها نصت على شرطيها كسب شرعية الحكم من الشعب والبرلمان ، والتزام الدولة بحقوق ادنى للمواطنة اهمها حق ممارسة العقائد وضمان حريات الرأي والصحافة وتكوين الاحزاب . جاء هذا في وقت بالكاد كان يصل عدد المدارس الثانوية في اكبرمدنها لعدد اصابع اليد الواحدة ،وتفوق نسبة الامية 95% من السكان ، واقتصاد زراعي بدائي ، ولم تتواجد مدنا عامرة بطبقة متوسطة وحياة فكرية وصحافة واحزاب الا بمفهوم ضيق جدا في مصر وشبه منعدم في العراق، اي لم يكن مجتمعا حديثا اساسا مهيأ ليخوض معركة تدعى العلمانية وانشاء دولة بمفهومها الحديث. كان الانكليز قد اقاموها وفق مفهوم الملكية الدستورية الذي طورون يعرفوه وجربوه بانفسهم ( كما جلب الفرنسيون مفهوم الجمهورية الحقوقية كونهم طوروه يعرفونه وجربوه منذ الثورة الفرنسية) .
ولكن ويا للدهشة سرعان ماجاءت النتائج باهرة للعلمانية في هذه الدول الحديثة الناشئة، فماهي الا ثلاثة عقود حتى قامت في مصر والعراق دولا بمعنى الكلمة ربما تضاهي حتى دول جنوب اوربا كاليونان واسبانيا والبلقان، سرعان مانمت مدنها وولدت طبقة وسطى مدينية ، وانتشر التعليم بانتشار المدارس ، بل واقامت الجامعات الراقية، وولدت نخبا فكرية ، وتاسست احزاب وصدرت عشرات الصحف ، وزخرت مدنها بالنشاط والحيوية ونشأت فيها النوادي والمسارح ومندتيات للفكر والنشر والترجمة ووجمعيات الفن والشعر والادب والنقابات المهنية في جو حر عام يساهم في تطويره المثقفون والجمهور والصحافة الحرة ، وشهدت مدنها تطورا حضريا ومعماريا يضاهي مثل الذي تراه في عواصم وحواضر اوربية هامة ولازالت اثارها لليوم ولو مغبرة مندرسة ولكن تجدها واضمة في اقدم شوارع القاهرة وبغداد، كما وشهدت بوادر التحول لبدايات الصناعة وبداية التطور للمهارات الفنية والادارية والمالية ودخول الاستثمارات الوطنية والاجنبية لانعاش الاقتصاد الوطني. كانت حركة صاعدة ،وخصوصا في مصر التي سبقت العراق بنصف قرن من مراحل تكوين وتطوير قدرات دولتها المستقلة فعليا عن الاستبداد والسيطرة العثمانية . وليس اقل اهمية كان خلق نخب فكرية موازية للتقدم الحاصل تكتب في الصحافة وتؤسس الاحزاب كما وتساهم في صنع سياسات الدولة على طول العهد الملكي فيهما. باختصار كانت عملية التحضر تسير بخطى متسارعة للامام، وكل عقد يشهد قفزة كبيرة واضحة عن الذي سبقه وفي كافة المجالات . كان نموا وحركة للامام في كل جانب وصوب تحضري ، اجتماعي اواقتصادي، ثقافي ومعرفي، ومنها واهمها بناء ثقة الناس بقدرة العقل والعلم والمعرفة ورغبة عارمة في التحضر والثقة العامة بالمستقبل عند الناس ، وهذه هي الثقة واقعا بالعلمانية ، المنهج الذي يعني ببناء الدول لتقود التحضر لمجتمعاتها على اسس عقلية، انه الثقة بالمنهج العلماني عند الناس.
واجهت هذه الحركة التحضرية تحديات كبيرة بلاشك ، سبق وواجهتها كافة المجتمعات عند الانتقال من النمط الاقطاعي الزراعي الى المدني التحضري، ولكن هذا صراعا كان يحسم تدريجيا لصالح التحضر المديني، الذي بتوسعه يحد ويقلص من نفوذ الاقطاع والعشائرية ورجال الدين في الدولة والمجتمع، بتصاعد نمو ووزن الطبقة الوسطى المدينية من المتعلمين والاداريين والماليين والسياسيين والصناعيين وتزايد وزنهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، حيث تخرج منها نخب المفكرين التي تطرح رؤيتها وتمارس دورها في قيادة المجتمع وتطوير شكل دولته ، وهي امورا كانت ستجبر السلطة تدريجيا لتسير وفق فكر ووزن المدينة مع تقلص نفوذ الاقطاع ورجال الدين ورؤساء العشائر في المجتمع، فهي مسألة وقت ليست الا حتى نمو المدنية والطبقة المتوسطة " البرجوازية " لاحداث الاصلاحات من البرلمانات. هذا هو ماحدث في كل تجارب الدول التي دخلت دور الحداثة والانتقال من المجتمع الريفي الى المدني، وهو ما تم فعلا وبشكل تدريجي في مصر والعراق، ومعها سوريا ولبنان وعلى مدى ثلاثة عقود. انه نمو بدأ من الصفر تقريبا وشهد نموا سريعا رافقه خلق نخب فكرية وادارية قادت حركة المجتمع للامام. ان المنهج العلماني العقلاني لدولها ودساتيرها هو الذي وقف واقعا وراء التحضر السريع في مصر والعراق وسوريا ولبنان خلال هذه العقود الثلاثة. ويكفي القول ان مصر كانت تنافس وتتفوق على دول اوربية مطلة على البحر المتوسط وكانت بغداد ايضا تعتبر أهم حواضر الشرق الاوسط في منتصف الخمسينات. ولو قيم الامر تاريخيا مقارنة باوربا، فخلال 30 عاما قد انجزت هذه البلدان مااستغرقته اوربا قرابة مئتي عام تقريبا ، مئة منها لتشكيل مفهوم الدولة العلمانية واقرارها دستوريا نهاية القرن الثامن عشر ( وقد اخذته بلداننا جاهزا وبه اختصرت المئة عام الاولى )، والمئة عام الثانية بفضل التطور العلمي والتكنولوجي الذي حصل في العالم ونقلها للقرن العشرين خلال 30 عاما ويعود الى انفتاح دولها ومجتمعاتها على العالم المتحضر ومنجزاته.
وعدا ظواهر الاقطاع والفقر والضعف الاقتصاد لبلدان ناشئة من الصفر، لم يشكل الدين بحد ذاته تحديا للحداثة التي طغت على الدولة والمجتمع وجعلت دوره هامشيا خلال فترة الصعود، ولكن طبقة العسكر من ضباط الانكشارية العثمانية المتشبعة بروح التسلط والتامر كانت تشكل التحدي الاكبر امام الدول والمجتمعات الناشئة، وهذا هو ما اثبته الواقع لاحقا، وبنجاح انقلاباتها باسم الامة العربية تم القضاء على هذه الدول العلمانية الحديثة النشوء.
المرحلة الثانية : العلمانية العربية من الاغتيال ثم الانتكاس الى الغيبوبة
وكما شاء الدهر ان يجعل أقامة الدول العلمانية الحديثة ،بسن الدساتير ، في كلا البلدين ، بتاريخين متقاربين ، فقد شاء ان يكون اغتيالهما بانقلابات عسكرية حدثا متقاربا ايضا، وحدث ذلك عامي 1952 في مصر و 1958 في العراق. بل وحدث الاغتيال بنفس الطريقة تقريبا ، مجموعة من الضباط القومي تتامر وتقوم بانقلاب لتستولي على السلطة، و سرعان ماسميت من الايديولوجيات ثورات شعبية تحررية ، وبقيت كذلك على طول الخط ،ولم يوضح احد ولليوم ماهو المحتوى التحرري لها و ممن تم التحرر ؟ هل كان اي من هؤلاء الضباط مفكرا يوما ليقود عملية التحرر الاجتماعي والسياسي للشعوب مثلا، وهل اثبت ايا منهم انه له قدرة اومعرفة اوباعا في فكر الحريات ليقوم ببناء الدولة بعد الانقلابات على اسس الديمقراطية وحقوق المواطنة ،التي كانت اساس الدول والدساتير العلمانية للدول التي اغتالوها وحطموها،تحكم بها. هل اقاموا دولة ودساتير بديلة اكثر علمانية وتحضرا وتحررا مما حطموه لتسمى تحررية؟ الواقع ان ماجرى هو كمن يهدم قصرا بحاجة لترميم، ليقيم اربعة جدران وسقيفة "ثكنة عسكرية كبيرة " حشر فيها شعبه ، وبنى برجا له للقيادة ، ومن حوله لاتباعن العسكر ابراجا للرقابة الامنية والاشراف على شؤونها وتنفيذ قرارات القائد الاعلى كما تعود ضباط العسكر في عملهم "باكاعة الاوامر " في ادارة شؤون الجيش،نقلوه لادارة شعوبهم ( عقدة العسكر كانت دوما انهم يعتقدون انهم افضل منىالمدنيين في الادارة لكونهم يتمتعون بالانضباط العسكري). لقد تحولت كلا من مصر والعراق واقعا من دول علمانية ديمقراطية الى بلدان تحكمها انظمة عسكرية يرؤس اجهزتها ضباطا، وعلى رأسهم القائد الاعلى للقوات المسلحة هو رئيس الدولة، ورمز الامة وزعيمها المطلق. كان يمكن دعم دعوة انها " ثورات تحررية " لو قامت فعلا بعد الانقلابات بطرح دساتير ديمقراطية تكرس نيل الشرعية من انتخابات برلمانية ، وتوسيع حقوق وحريات المواطنة ، واطلاق الحريات للاحزاب وللرأي والصحافة، ليمكن دعوتها تحررية وتقدمية والخ من الالقاب التي اغدقت على هذه الانظمة العسكرية الديكتاتورية من التطبيل القومي لعبد الناصر ، واليساري الماركسي للزعيم عبد الكريم قاسم، بدءا تيارين متحاربين وانتهيا متحالفين بعد عقد بصفقة فريدة بتبني العساكر والقوميين لطروحات السوفيات والماركسيين العرب للاخذ بالنموذج السوفياتي للحكم وبالاشتراكية ، ورفع شعار معاداة الامبريالية ومنه تقارب الطرفان. بادر ناصر باقامة" الاتحاد الاشتراكي " في مصر وجعل قادته من رموز الماركسيين المصريين الذين قبلوا العمل كموظفين مرتزقة عند ناصر ، ومثلهم عراقين في "جبهة وطنية تقدمية " مع البعث الصدامي والسوري،ومن يومه اختفى اي ذكر لدستور وبرلمان وانتخابات وديمقراطية وحريات احزاب وحريات فكرية وصحافة حرة على مدى عقود خلال عرس الانظمة الديكتاتورية التحررية العربية التقدمية ذات التوجهات الاشتراكية الخ القائمة وحكم قادة حركة التحرر الوطني العربي. انها واقعا كانت نظما فاشية ديكتاتورية بكل معنى الكلمة، دمرت ليس فقط الدول العلمانية الناشئة بل وكيانات مجتمعاتها الاقتصادية والثقافية والحضاريىة بقمعها للحريات، ومنها تدريجيا حطمت مستقبلها. اتت الصفقة لدعم هذه الانظمة الديكتاتورية. متبادلة ، حيث فرح الماركسيون بتبني هذه الانظمة للاشتراكية ، وانحيازهم للسوفيت ورفعهم لشعارات النضال ضد الامبريالية، وفرح وغنم ايضا العسكر القوميون والبعثيون بنموذج السوفيت السياسي والاقتصادي "لاحكام سيطرة العسكر على اجهزة الدولة والاقتصاد معا اي على المجتمع"، وتم القضاء على الاحزاب البرجوازية ومصادرة المرافق الاقتصادية والصناعية ،ومنها فلاحاجة للبرلمانات وحريات الصحافة والاحزاب البرجوازية، لقد ناسبهم جدا النموذج السوفياتي لشكل الحكم والدولة والاقتصاد، فهو شكل اساسا لنظم الحكم القمعية التي اقامها ناصر واسد وصدام ، واصبحت تدعى وفق الفقه الماركسي السوفياتي والعربي نظم تحرر وطني ، وتقدمية وتسير بحث وحثيث للاشتراكية وحاز السوفيت بالمقابل على نفوذ وتوسيع جبهة النضال ضد الغرب الاستعماري الامبريالية. مقابل هذه الصفقة دفعت شعوبنا ومجتمعاتنا ثمنا باهضا ، عدا تحطيم دولها الناشئة ، تم وضع مصيرها بيد عساكر جهلة ودجالين مطبلين مؤدلجين قوميا وماركسيا . دام هذا الدجل "عرس التطبيل " للانجازات التقدمية قرابة اربعة عقود، ولم يترك في هذه المنطقة ، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، غير دولا مهدمة محطمة تحكم بنظم ديكتاتورية عسكرية امنية قمعية سيطرت على كافة مؤسسات الدولة والاقتصاد والمجتمع المدني كالنقابات للعمال والمعلمين والمهن والحرفيين والادباء والصحفيين والفنانين الخ ، جميعها لاهم لها سوى التطبيل للقائد الاعلى الفذ قائد التحرر العربي القومي التقدمي الاشتركي . لقج تم خلال هذه العقود تدمير الاقتصاد والحياة السياسية ،والطبقة المتوسطة والبرجوازية وتحويلها لموظفين تابعين لاجهزة الدولة التي تشرف عليها الاجهزة الامنية . تم تصفية كل اشكال الفكر التحرري الحقوقي العلماني والقضاء على النخب الفكرية ،وعلى كل المقومات السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية لتطوير دولها او اعادة بناءها مستقبلا على اسس ديمقراطية علمانية. هذه كانت حصاد ما وصل اليه حال دول المنطقة في مرحلة التحرر الوطني والتوجه التقدمي الاشتراكي العربي، وفق الفقه السوفياتي القومي الماركسي العربي التقدمي ، وصولا للقرن الواحد والعشرين.
لنأخذ مثالا على تحطيم مفهوم الدولة العلمانية (مدار بحثنا ) واقامة الدولة القمعية الايديولوجية لتحالف العسكر والقوميين والماركسيين وفق الوصفة السوفياتية في العراق في السبعينات من القرن الماضي. انه ربما ليكفي حتى لطالب نبه في المرحلة الثانوية او سنة اولى جامعية ملم بمفهوم الدولة الديمقراطية ان يفحص شكل الدولة التقدمية التحررية التي طرحها ميثاق التحالف الجبهوي التقدمي البعثي الشيوعي في العراق وقتها ،ليستخلص التخلف الفكري لعباقرة الماركسية العراقيين ، الذين اشبعوا الدنيا خطابات حول الديمقرطية واشاعة الحريات ، ويجد ان ميثاق الجبهة يخلوا حتى من كلمة " ديمقراطية " و"برلمان" و" حريات للرأي وللصحافة " الخ. وكيف امكن القبول بسلطة " مجلس قيادة الثورة" ليحل محل البرلمان في الدولة التقدمية .واعضاءه الا ثلة من عصابة صدامية ، ولها السلطة العليا لسن القوانين في العراق . تم التخلي عن البرلمان واطلاق الحريات للاحزاب والصحافة والانتخابات التي تقوم عليها الدول العلمانية. انه دليلا واضحا على غياب مفهوم الدولة الديمقراطية من عقل الماركسيين ،فهي مفهوم رأسمالي برجوازي لا حاجة له بوجود سلطة ثورية ، وفق الفقه السوفياتي، وهذا ماناسب البعث ، كما ناسب قبلم ناصر. انه نظام دولة وحكم فاشي ذلك الذي تحالف عليه البعثيون والشيوعيون في العراق وسوريا ، دمرواقع ومستقبل المجتمعات فيها ، ويصعب لليوم حتى معرفة كيفية اعادتها حتى الى وضعها قبل 100 عام. فلايمكن اعادة جمع مزهرية فخارية متكسرة لتصبح مزهرية من جديد ، وهذا هو جوهر الصعوبة باعادة ترميم هذه الدول، فلم يجد لها العلم لليوم حلا سهلا اوطريقا سهلا ليعيد ترميمها.
ان الواقع المؤلم يقول لم يتم "اغتيال العلمانية العربية الناشئة " من الاسلام او من الدين، بل تم واقعا من التيارات المؤدلجة " علمانيا" القومية والماركسية و وطروحات السوفيت ومصالحهم في اقامة نظم ديكتاتورية.
يدعي الاسلاميون السلفيون اليوم ان ماحصل من دمار وقمع وتجويع كان بسبب سيطرة الفكر العلماني، مدعين ان المؤدلجين البعثيين والقوميين والماركسيين العرب يمثلونه، والاخيرين ينادون اليوم بالعلمانية وبفصل الدين عن الدولة ، وكلاهما يحمل واقعا تنكيلا بالعلمانية ، بمنهجها الذي يطرح اقامة شكل الدولة على اسس ديمقراطية حقوقية . ان الاغتيال للدول العلمانية الناشئة وماتلاه من فشل وتراجع رهيب كان قد اتى اولا وفعلا من "التيارات العلمانية المؤدلجة " ، واليوم يستخدمها الاسلاميون حجة امام الناس ،انظروا ماذا فعلت بكم التيارات العلمانية من قمع وتجويع وترهيب وخراب ، وطبعا يصدقهم الناس . امام هذا الدجل المركب الذي يمارسه المؤدلجون والاسلامويون معا ، تم فعلا اغتيال ليس فقط دولا علمانية ناشئة ، بل باغتيال مفهوم وفكر ومنهح العلمانية القائم على العقل والحقوق والحريات في اقامة اسس الدولة المعاصرة، الدول الديمقراطية التي يلتقي كلاهما السلفية والماركسية على وصفها دول الكفر والرأسمالية. كلاهما واقعا يتبنى مفنوم الدولة العقائدية ، لتقام النظم الديكتاتورية القمعية كونها تحكم وفق العقيدة المنتصرة عند وصولها للحكم.
لا يمكن تصور امرا اكثر اساءة للعلمانية ، كمنهج عقلي تحضري، من فقدان الثقة التي اصابت المجتمعات العربية بالاخذ بالعقل والعلم لاصلاح حالها وبناء مستقبلها، فهي تعتقد انها جربت العلمانية على شكل طروحات التحرر الوطني والثورات العربية والنظم التقدمية والاشتراكية وجميعها كانت قمعية ديكتاتورية وفاشلة اقتصاديا، دمرت حياتها وافقرتها وقمعتها، ولم يبقي لها سوى التوجه الى الله والانكفاء على الذات وتسليم مصيرها لسيطرة طروحات السلفيات الدينية ، كانت هذه اهم انتكاسة للفكر العلماني والمنهج العقلاني في التحضر.
" الاسلام هو الحل" ذلك هو ألشعار الذي رفعته السلفية الدينية بعد الفشل المتراكم والذريع لما سمي دجلا مركبا بالنظم "العلمانية " التي اقامتها الديكتاتوريات على اسس القومية والاشتراكية والقاب مواجهة الاستعمار والامبريالية، وحصدت خرابا وجوعا واشبعت شعوبها قمعا وجوعا وقهرا . وجد الجمهور الواسع من الناس في التدين ملجأ وعزاء وانعزالا روحانيا بعد فقدان الامل في اواقعها للعيش الكريم بابسط مقوماته. .لجأت للعبادات والتدين طلبا للرحمة الالهية حيث غابت فيه رحمة الواقع المر الذي تعيشه، وكما يقول علم النفس الاجتماعي ان المجتمعات تتصرف كالافراد عند مواجهتها لازمات حادة فلا تجد حلا غير التوجه الى القوة الاعلى ، الى الله طلبا لاسعافها، وهو مااستثمرته السلفيات الدينية بواجهة "الاسلام هو الحل" ، واصبح الرد على العلمانية انها التجرؤعلى الخالق ومعرفته بشؤون عباده وقد بلغ شرائعه الحق على لسان انبياءه ،ومنه كنا امة الاقوياء يوم سرنا عليها، وصرنا امة حثالات يوم سيطر علينا الغرب وجاءنا بالعلمانية والناصرية والبعثيية والاشتراكية والماركسية،انها "العلمانية" كما يصفونها. ومنه نمت حركات كبيرة للاخوان في سوريا ومصر وحتى للجزائر والمغرب، اضافة لسيطرة الوهابية جنوب الجزيرة ، وصعود الولائية الايرانية في العراق ولبنان ،رفعت جميعها الاسلام هو الحل ، وتاجرت كما الانظمة البعثية والقومية ، بتحرير فلسطين ومحاربة الغرب الاستعماري الكافر، واعادة الامة لحصن قوتها ومجدها ، الى الاسلام. وانطلقت ما سمى بثورات الربيع السلفي "العربي " ، ولم تقوى حركات الاخوان من النيل من النظم الديكتاتورية في سوريا ومصر ، ولكن الجناح الولائي استطاع بسط نفوذه على شرقها وجنوبها في اربعة بلدان، (لم تسلم من ثورة الربيع السلفي غير دهاء الملوك حيث قاموا بتعيين رؤساء وزراء من الاخوان سرعان ماتم صرفهم عند ذهاب الموجة واعتلاء السيسي للسلطة العسكرية في مصر وتصفية حكم الاخوان ). مختصرا ان الفكر العلماني والعلمانية اليوم تشهد في المنطقة العربية انتكاسة وتراجعا كبيرا اليوم.
2.بعض النتائج من قراءة المسيرة المتعرجة للعلمانية العربية
لنخرج ببعض النتائج من هذا الاستعراض للمسيرة المتعرجة للعلمانية في المنطقة العربية خلال قرن كامل:
1. يمكن تقسيم المسار التحضري العربي وفق وضع العلمانية فيه الى مرحلتين . شهد الاول الصعود الحضاري حتى منتصف القرن بنموذج الدول الدستورية العلمانية ، تلاه الهبوط الحضاري المتسارع وبغياب مفهوم الدولة اساسا بالتحول الى "اللادولة " منذ انقلابات العسكر فيها واغتيال الدساتير والديمقراطية والحريات مصحوبا بتطبيل ودجل الايدولوحيات القومية المطعمة ماركسيا والمدعومة سوفياتيا بوصف النظم الديكتاتورية للعسكر القومي انها تقدمية ذات توجهات اشتراكية وتحررية ضد الاستعمار والامبريالية ، وبالفشل الكاسح الفاضح لهذه الانظمة الديكتاتورية لنصف قرن كامل ادى للاعتكاف الاجتماعي والسياسي لطروحات الاسلاموية السلفية "الاسلام هو الحل" ، واندحار المنهج العقلاني "العلمانية" ومنه فقدان الثقة الاجتماعية ، وانتقال المجتمعات العربية الى الغيبوبة المعرفية والانكفاء نتيجة الدجل والفشل الايديولوجي ومنه انكفأ نحو السلفية الدينية وسيطرتها على الوعي الجمعي الشعبي العربي الذي نراه اليوم فاقد الثقة بكل مايطرح عليه من طرحوعقلي وعلماني وعلمي وعملي ، فهو لم يعد يثق لا بالطروحات ولا بالطارحين، انها ازمة "فقدان المصداقية عندما تكذب مرة على من صدقك وهم الناس".
2. الغياب الواضح ‏ لفهم ومفهوم الدولة العلمانية في العقل العربي اليساري خصوصا ( واليميني معذور طبعا كونه سلفي ديني محافظ لايؤمن بالعقل اساسا ) ،بينما ( وهنا نقطة اللقاء الوحيدة ) كلاهما يؤمن بنموذج الدولة العقائدية. خلق هذا التلاعب والانقلاب من المطالبة بالديمقراطية والحريات الى مناصرة الديكتاتوريات الناصرية والبعثية ازمة الثقة ‏والمصداقية المشار لها اعلاه . ان الدولة العقائدية تتعارض اساسا مع مفهوم الدولة العلمانية، تقيم نظم حكم ديكتاتورية وتصادر الحريات العامة ، بينما الدولة العلمانية تقيم نظما ديمقراطية تحترم عقائد وحريات مواطنيها وتحيد اجهزة الدولة عن تبني اية عقيدة منعا للتمييز في المواطنة ). يختفي هذا الفهم اطلاقا في العقل اليساري الماركسي العربي ولليوم ينظر للدول العلمانية الديمقراطية انها مزيفة كونها رأسمالية الاقتصاد. ولليوم لم يجد حلا لهذه المعضلة الفكرية لديه ومنه يعجز عن فهم وتبني مفاهيم العلمانية منهجا بل غالبا يتم اتهامه ان تبنيه للعلمانية مجرد واجهة ايديولوجية للوقوف بوجه القمع .
3. لا بد من اعادة طرح العلمانية كمنهج لبناء الدول و تحضر المجتمعات، وليست ايديولوحية موجهة ضد الدين تحديدا كما يتم اشاعتها في المنطقة العربية،فهي واقعا ليست ضد الدين الروحاني باعتباره حق العقيدة للمواطن ، بل يقصد بها فصل الدولة عن الدين السياسي السلفي الذي يؤدلج الدولة بعقيدته ، فالعلمانية تدعو واقعا لفصل الدولة عن كافة العقائد الايديولوجية دينية اوعقلية لتصبح دولة لكل مواطنيها
4. ان النتيجة الاهم التي يمكن الخروج بها من استعراض مسيرة العلمانية هو فهمها المنهحي الحقيقي ومنه وعي اهميتها لتكون نقطة البدء القادمة للاصلاح والنهوض العربي القادم اذا اريد ه ان يقوم يوما ما. ان وراء ذلك يقف سببا هاما، فالعلمانية تبحث في اهم واخطر موضوع في حياة الامم ، وهو اقامة تحضرها ودولها على اسس عقلية ، فان نجحت العلمانية تحضرت وان فشلت تراجعت وتخلفت، وهذا مايثبته الاستعراض اعلاه.
ان البدء بالاصلاح ( وهو اصلاح فكري اساسا ) يبدأ من هذه النقطة تحديدا، من فهم المنهج العلماني ، فمنه تبدأ دعوة النهضة ، ومناقشة التفرعات والطروحات والفرضيات والحلول وتقييم واقعيتها تشكل موضوعا يحتاج لبحث وجهد طائل ، جمعي وجماعي للنخب العربية، وربما يتم طرح ومناقشة بعض خطوطه مستقبلا في جزء منفصل.
د، لبيب سلطان ،كاليفورنيا
26/8/2024



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي
- في دحض الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- تحليل للظاهرة الترامبوية
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
- نافالني رمزا لادانة الاستبداد والدولة البوليسية
- الاسس الخمسة لبناء الدول القوية والمجتمعات الناجحة
- مطالعة اضافية في سبل اصلاح اليسارالعربي
- أليسار الاجتماعي واليسار الماركسي عالميا وعربيا
- مناقشة لمقترح السيسي في حل الدولتين
- ‏ نقد الخطاب السياسي العربي
- حول علاقة الفلسفة بالعلم واللاهوت والايديولوجيا
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
- حماس وحزب الله لايمثلون قضية الشعب الفلسطيني بل قضية اية الل ...
- العولمة السياسية وتحديات القرن 21
- قراءة (1) في تحديات القرن الحادي والعشرين
- في نقد الماركسية العربية
- حلول العلم والايديولوجيا للتخلف العربي 2
- المنهج العلمي والايديولوجي لحلول التخلف العربي
- فهم نظرية تعدد الاقطاب وانعكاسها على العالم العربي
- معركة اليمين واليسار في الهجرة الى الشمال


المزيد.....




- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز ...
- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لبيب سلطان - بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي-2