أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حنان بديع - ما بين الرمد والعمى














المزيد.....

ما بين الرمد والعمى


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 11:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وحدهم العراقيون من يقدر عدالة الحكم الصادر على صدام حسين لأنهم أدرى الناس بجرائمه وتاريخه..
لكن شعورهم بالارتياح بعد سقوط هذا النظام الديكتاتوري تبخر مع شعورهم الأقوى بالخوف من المستقبل ،
فها هم العراقيون اليوم أيضا من يترحم على عهد صدام حسين ويحن لتلك الحقبة السوداء من تاريخ العراق ؟
نعم هذا ما حدث ..
الكثير من أهل العراق ومثقفيه مدفوعون ربما بشعور إضافي ثقيل يوحي بأن الحكم على صدام هو بمثابة حكم على كرامة كل عربي حر
فهل يحق لنا أيضا بالتبعية أن نتحسر على أيام الديكتاتور الراحل ؟
وهل يجوز أن نتبنى قول الإعلامي الدكتور فيصل القاسم بأنه عندما يكون الاختيار أمامنا بين الرمد والعمى فلا شك أننا سنختار الرمد على أمل الشفاء منه!
شخصيا أرى أننا اخترنا العمى اختيارا حرا ليس لسبب سوى أننا نستحقه..
لكن هل كان علينا بناء عليه أن نبحث عن طاغية بالسراج والفتيلة سواء في لبنان أو العراق كعلاج لحالة الإسهال الحزبي التي نعاني منها والطائفية التي تغلغلت في حياتنا وثقافتنا على حد تعبيره؟
بالطبع علينا الاعتراف أولا وأخيرا ..
كان هناك صدام واحد.. وعدي واحد .. وقصي واحد ..
وأصبح لدينا لكل طائفة صداميها وعديّاتها وقصيّاتها ،
نعم..
لكن المليون صدام وعدي وقصي لم يولدوا إلا من رحم هذه الحقبة السوداء ولم يترعرعوا إلا في حضنها فكيف لا نتوقع مواجهة أجيالا لم تعرف للديمقراطية طعم أو لغة؟
وإذا ما كان الحل هو أن نقبل بالنظام الشمولي الصارم على علاته الكارثية فهذا يعني اعتراف آخر بأننا شعوب غير قابلة للإصلاح والتغيير وأننا كما يدعي البعض لم نخلق كشعوب إلا لنكون قطعانا محكومة بالدم والنار .
نحن في حالة تناحر واحتراب دائمين لكن القضاء على هذا التناحر وحفظ وحدة البلاد الترابية والسكانية حتما لا تعني أننا شعوب لا تفهم إلا لغة القوة والقمع..
وإذا ما كانت قنواتنا الفضائية المتعددة قد فضحتنا فلا يكون الاكتفاء بوسيلة إعلام رسمية يسيطر عليها الديكتاتور وحزبه حلا على الإطلاق.
أبدا لا يكون الرمد حلا مؤقتا يمكن الشفاء منه فالعراق عاش بهذا الرمد لسنوات طوال وكانت المقابر الجماعية شاهدة على محاولات فرديه وجماعية راغبة في الشفاء وحالمة ربما برؤية أفضل.
ما زلت أتعجب كيف يرى البعض أن بديل الديمقراطية المنفلتة بأيدينا هي العودة إلى الديكتاتورية المطلقة ربما عقابا على ما اقترفناه!
ثم الأكيد.. أننا إذا ما شئنا الترحم فعلينا أن نترحم على حضارة العراق وليس على أنظمة عفنه طمستها ، فالشعب العراقي شعب مقهور مدفوع بخلفيته الثقافية والطائفية التي تغلغلت في عظامه لكنه بالتأكيد ليس قطيع أغنام يحتاج إلى عصا ديكتاتور.
ولا الشعب اللبناني المتحضر سيقبل أو يقنع يوما بديكتاتورية الأخ الأكبر.
نحن اليوم أكثر تفككا وتشرذما لأننا لم نألف ولم نجرب حياة أو حرية من نوع آخر بل وربما ما كان يوما الفرق كبيرا ما بين الرمد والعمى .



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيناك والمطر
- من هو المسئول عن توحش الرجل ؟
- بين النقاب وجائزة نوبل
- جوارب الحبيب
- تدريس الجنس بين الحذر والخوف
- رواية -شفرة دافنشي ومصيبتنا الثقافية-
- ملح وسكر
- ثلاجة الثقافة العربية
- حوار مع فيصل القاسم
- جنسية الام حق لأبنائها
- باب الريح
- جنسية الام حق لابنائها
- انسبوا أبنائكم الى أمهاتهم
- دليل الحب مؤنثا
- أنا وقلبي والشيطان
- سؤآل يقدر بالملايين ؟
- لماذا نعشق الرجل الذئب ؟
- سؤال .. جوابه يقدر بالملايين ؟
- حكايتي مع بابا نويل
- ما أكذبك!


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حنان بديع - ما بين الرمد والعمى