أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني عبيد - انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزء الخامس والأخير















المزيد.....



انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزء الخامس والأخير


هاني عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 12:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية
الجزء الخامس والأخير

الشهداء الحميريين
تُشير المصادر السريانية إلى ثلاث وثائق تلقي الضوء على حادثة استشهاد مسيحيي نجران على يد اليهود، وهذه الوثائق هي: رسالتان وكتاب لمار شمعون السرياني أسقف بيت أرشم في بلاد الفرس (503-540) وتعقيب لمار يوحنا الآمدي أسقف أفسس ونشيد كنسي (معنيث) نظمه مار يوحنا بسلطوس رئيس دير قنسرين ]1[.
أما رسالة مار شمعون فقد نقلها إلى العربية القس يوحنا عزو ونشرها في مجلة المشرق في عام 1933
م ] 26[.
ويذكر مار شمعون في رسالته أنه خرج من حيرة النعمان في 20 كانون الثاني عام 835 للإسكندر (الموافق سنة 524 للمسيح) لغرض الصلح بين الفرس والروم وكيف لاقى الهزء والتحقير من الوثنيين في سرادق المنذر وبينما هما كذلك وصل رسول ملك الحميريين ومعه رسالة يشرح فيها ملك الحميريين كيف استولى على السلطة وقام بقتل وتعذيب المسيحيين، ويطلب من ملك الحيرة أن يعامل المسيحيين كما عاملهم هو ويقدم المساعدة لليهود في مملكته.
أما أصل الملك اليهودي الذي قام بحرق المسيحيين في الإخدود فلا نعرف عنه شيئاً، فتاريخ سعرت يذكر"...وبعد مدة من الزمان ملك على تلك البلاد ملك يهودي يُقال له مسروق، وكانت امه يهودية سُبيت من أهل نصيبين، وابتاعها احد ملوك اليمن، وولدت مسروقاً وعلمته اليهودية، وملك مكان ابيه، وقتل خلقاً من النصارى".
وتذكر المصادر اليونانية أن اسمه هو "دوناأس" كما ورد في قصة الحارث اليونانية، أما المصادر العربية فتذكر أن اسمه هو "ذو النواس"، ولم يُعرف هل هو اسم أم كنية أم اسم عشيرة. وفي قصة الشهيد الحارث بن كعب يذكر المؤلف أن اسمه هو "دنحاس" ] 27 [. كما ورد اسم يوسف أسأر إيثار (ذو النواس) ]13[.
وتذكر المخطوطة المحفوظة في دير القديسة كاترين في سيناء واللاتي يعود تاريخها إلى القرن العاشر قصة إستشهاد الحارث بن كعب وجمهور لمسيحيين في نجران.
تبدأ الأحداث عندما إستعاد الملك اليهودي دنحاس (أو ذو النواس) الملك في سبأ بعد أن تم إقصاءه من قبل ملك الأحباش أسباس أول مرة، فبدأ عهده بقتل الحاميات العسكرية الحبشية فيها وبعدها توجه إلى نجران وحاصرها ستة شهور دون أن يتمكن من فتحها، لذلك لجأ إلى الحيلة فأخبر أهلها أنه لن يتعرض لهم أن فتحوا المدينة له ودفعوا مالاً. لكنه نكث بعهده وقتل أهلها المسيحيين الذين رفضوا أن يتخلوا عن ديانتهم.
وبعد أن تم له الفتك بأهل نجران ويسط سلطته على البلاد الحميرية أرسل إلى ملك فارس والحيرة لإضطهاد المسيحيين في بلادهما، وكما ذكرنا سابقاً عن مار شمعون أن الرسول وصل أثناء مفاوضات السلم بين روما وفارس حيث كان ذلك بحضور المناذرة.
قام وفد الروم بنقل أنباء المذبحة في نجران إلى قيصر الروم يوستين (517-527) والذي بدوره كتب إلى بطريرك الإسكندرية تيموثاوس وإلى ملك أكسوم كالب لنجدة مسيحيي نجران ووضع تحت تصرفهما امكانيات روما. تحمس ملك الحبشة فجهز حملة برية ضد الملك الحميري ولكنها باءت بالفشل، وتبعها بحملة ثانية بحرية ونجح بالقضاء على دنحاس وأتباعه. ومع عودة الملك للمسيحيين عين بطريرك الإسكندرية أسقفاً على نجران يرعى شؤون الناس فيها ويعيد بناء الكنائس ووقعت نجران تحت الإحتلال الحيشي مدة نصف قرن.
ليس هناك رقم دقيق ومعتمد لعدد الذين قتلو من المسيحيين في هذا الإضطهاد. فالطبري عن ابن اسحق يذكر أن ذو النواس قتل من أهل حمير وقبائل اليمن 20 ألف، بينما الوثيقة الأولى التي ذكرناها سابقاً تذكر أن عدد القتلى هو 280 شخصاً ما بين إكليركي وعلماني، والوثيقة الثانية تذكر أن عدد الأحباش في ظفار الذين فتك بهم 500. أما ما قتل من أشراف نجران برئاسة الحارث فكانوا ألف شخص. وتذكر الوثيقة الثالثة أن عدد الشهداء كان: 500 من الأحباش و475 من نجران منهم 299 إمرأة وكان كثير منهن تحمل أطفالهن. وتفيد بعض المصادر أن رجال الأكليروس والنذراء والتذيرات والشبان والشابات الذين ملأوا بهم كنيسة نجران وأحرقوهم بلغوا 2000.
غير ذلك نشير أنه وفقاً لأحد التسجيلات المدونة، فقد وصل عدد الشهداء بها إلى 4252 شهيداً من رجال ونساء وأطفال. حُرِق الكثيرون منهم وهم أحياء كما تعرضوا لتعذيب مروعز في أعقاب المضايقات التي كابدوها، أصبح مشهوداً لمؤمني نجران إيمانهم البطولي ومثابرتهم في وجه الإضطهادات الشديدة ] موقع شهداء نجران[.
ومن الشهداء الذين خلدهم التاريخ في حادثة الإخدود نذكر منهم:
الشيخ الحارث بن كعب (واسمه باليونانية Arethas) كان زعيم النصارى في نجران، كان حاكماً يتمتع بإحترام الجميع ومحارباً خاض الكثير من المعارك وانتصر في سبع منها، كما كان شاعراً معروفاً. أسره الملك ذو نواس محاولاً إجباره على إنكار إيمانه المسيحي فرفض فعرّاه أمام الجميع وكان عمر 95 عاماً وعندما رفض ثانية أمر بأن يُساق ورفاقه البالغ عددهم 340 شخصاً إلى وادي المدينة وقطع رؤوسهم جميعاً. وهناك قبيلة تحمل اسمه لغاية الآن.
الشهيدة رُهم بنت أزمع وهي إمرأة نجرانية ثرية، كانت ذات شأن وتحظى بإحترام الجميع. وهي من عشيرة "جو" نسيبة الحارث بن كعب وكانت هذه المرأة معروفة بأعمالها التقية الصالحة، ويقال أنها أقرضت ملك حمير 12000 دينار ثم أعفته من السداد لعدم مقدرته ]28[.
بعد المذبحة أرسل لها الملك اليهودي رسالة مفادعا أن تنكر المسيح، فلما سمعت بهذا جرت إلى سوق المدينة مكشوفة الوجه ولم يكن أحد قد رأى وجهها من قبل وخرجت لتواجه بشجاعة عدوها وأصطحبت معها أبنتها وحفيدتها وقد زينتهما كأنهما مستعدتان للزفاف. سخر منها الملك ولكنها حلّت ضقائرها وأمسكت شعرها بيدها كاشفة عنقها وحنت رأسها أمام السياف بكل فرح وكانت وأبنتها وحفيدتها قد تعرضن إلى عذاب شديد. بكتها نساء نجران بمرارة وحزن.
أليشبع (اليشبا أو اليصابات) اخت القديس مار بولس أسقف نجران، وكنت شماسة نجرانية في كنيسة نجران، استشهدت بعمر 47 عاماً. قام بعض المسيحيين بتخبئتها قسراً في احد البيوت للحفاظ على حياتها ولكن عندما علمت أن الكنيسة تحترق وبداخلها رفقاؤها من المؤمنين ورفات اخيها الأسقف حتى هرعت نحوها وهي تصرخ "أنا معك يا اخي اموت في الكنيسة التي خدمت فيها".
تعرضت لتعذيب شديد ثم رُبطت بحبال مثبتة في جمل وسُحلت للبرية إلى أن استشهدت. قام ثلاثة رجال ليلاً ووصلوا إلى جسدها وكفنوها وحنطوها ودفنوها.
تهنه الشهيدة وابنتها – كانت تهنة امرأة نجرانية وكانت ابنتها امة واحدة من كثيرات يخدمن في خدمة العهد (Bnat Qyama) في نجران، وهي خدمة تابعة للكنيسة التقليدية وتضم نسوة متبتلات كرسن حياتهن لخدمة الرب وكن يرتلن في الكنيسة ويقدمن خدمات إنسانية. عندما علمت تهنة بحرق الكنيسة أمسكت بيد ابنتها وتوجهتا معاً إلى الكنيسة، فلما رأتهما حذية خادمة تهنة صرخت "يا سيدتي إلى أين أنت ذاهبة، إن الكنيسة تحترق"، فأجانتها تهنة أنا وابنتي أيضاً سنذهب للموت معهم، وعندها توسلت إليها أن تأخذها معها.
قام المضطهِدون بالبحث عن بيت تهنة ووجدوا بداخله ابنتها الصغرى واسمها حذيفة أيضاً، فقاموا بإشعال النيران في جسدها حتى الموت.
عندما سمع الملك ذو نواس بموت هؤلاء النسوة تعجب قائلاً: كيف يقبلن كل هذا التعذيب بالفرح والتهليل.
القديس مار إيليا الذي تهذب في دبر مار إبراهيم في تلا أو تل موزلت المجاورة لمدينة الرقة وقد رسمه قسيساً مار يوحنا أسقف تلا.
القديس مار توما وفد تهذب في دير مار أنطوخينا في مدينة الرها.
اليزلبيث وحبصة من نسل حيان بن حيان.
ظربفة العفيفة.
البتول وعي.
عبدالله سليل الملوك وهو شاب مرموق وأباه يُدعى أفعى نجران (القلمس بن عمرو)، من الزعماء المعروفين وقتها وكان يُعد سفيراً بين الملوك. ويقال أن أفعى نجران كان وثنياً وسافر من نجران إلى الحيرة بعد اضطهاد المسيحيين لمقابلة الأرشمي الذي كان لا يزال هناك، وتنصر واعتمد على يديه في الكنيسة الأرثوذكسية في الحيرة.
حبصة بنت حيّان وهي إمرأة نجرانية من عشيرة تحمل اسم حيان، وهي ابنة التاجر حيان الذي كان يعمل بالتجارة وتعرف على المسيحيين في بلاد النهرين في القرن الخامس وعاد إلى نجران مُبشراً بالإنجيل. لما سمعت حبصة باستشهاد مؤمني كنيسة نجران خرجت إلى الشارع لتعلن عن دينها المسيحي، وأنضم إليها عجوز وشابة. أمر الملك اليهودي عبيده بإحضارهم إليه وعندما رفضت التخلي عن دينها أمر الملك بتعذيبهم حيث لم يحتمل حيا العجوز التعذيب فمات، أما حبصة وحيا الصغيرة فقد تم ربطهما بحبال في جملين وسحلهما إلى خارج المدينة للبرية حتى أسلمتا الروح.
الأمة محياة وأحياناً يُطلق عليها اسم مانحة (ومعناها الحياة) وهي جارية للحارث بن كعب وكانت قد أختبأت في أحد البيوت، وقد عُرِف عنها بأنها أمرأة شريرة فظة ومنبوذة من الجميع. ولما سمعت أن أسيادها وعشيرتها ورفيقاتها قد قتلوا ربطت حزاماً حول خصرها وخرجت إلى الشارع لتعلن أنها مسيحية. أحضرها عبيد الملك وعذبوها ثم ربطوا أحد رجليها بثور والأخرى بحمار ثم أخذوا يضربون الثور والحمار بالعصي فجرت الدابتان وطافوا بها شوارع المدينة، ثم علقوها منكسة الرأس أمام قصر سيدها الحارث وتركوها حتى المساء، وفي المساء أنزلوها عن الشجرة وسحلوها ثم طرحوها في وادي قريب من المدينة.
وقد نظّم يوحنا يسلطوس رئيس دير قنسرين (600م) معنيثاً (نشيداً كنسياً) بالسريانية عنوانه "في الشهداء الحميريين القديسيين الذين إستشهدوا في نجران في جنوبي بلاد العرب" في عهد يوسطينوس ملك الروم حيث كان مسروق اليهودي ملك العرب يضطهد مسيحيي تلك البلاد ويُضيّق عليهم.
وفي عام 525م وبعد الاضطهاد (حدث في عامي 523 و 524)م فإن الأحباش قضوا على مسروق (ذو النواس) وبعدها عادت المسيحة فإنتشرت بسرعة كما ذكرنا سابقاً.
وتخليداً لذكرى إستشهاد الحارث الذي أصبح قديساً في الكنيسة التي تقيم تذكاراً له في اليوم الموافق للرابع والعشرين من شهر تشرين الأول كل سنة ، كما أن المطران كاميلو بالين النائب الرسولي في منطقة شمال الجزيرة العربية ومركزه في الكويت أعلن القديس حارث بن كعب ورفاقه شهداء نجران شفيعاً للمسيحيين العاملين والقاطنين في بلاد الجزيرة العربية الذين ينتمون إلى كرسيه (الكويت والبحرين وقطر والسعودية).
فمنذ القرن السادس انطلقت الحملات التبشيرية المونوفيزية، حيث تم تعيين أسقف مونوفيزي يُدعى سيلفانوس Silvanus في حوالي عام 500م من قبل الأمبراطور أنسطاس Anastase. ومن دلائل إنتشار هذا المذهب اهتمام المونوفيزيين بأمور كنيسة اليمن مثل مار فيلكسينس المنبجي حيث كتب رسائل عديدة إلى أهل نجران، وكذلك مار يعقوب السروجي الذي كتب رسائل عديدة إلى الحميريين ]27[.
ومن الفرق التي يذكرها الاب سهيل قاشا فرقة مونوفيزية هرطقية ظهرت في القرن السادس وتُدعى الفرقة اليوليانية Juliansime نسبة إلى مؤسسها يوليانوس الهاليكارناسي Julian Halicarnassus أسقف هاليكارناس (توفي عام 527م)، وكان أسقفاً في آسيا الصغرى زمن سايروس بطريرك إنطاكيا. كان هذا الأسقف لاهوتياً ووقف ضد مقررات مجمع خلقيدونية.
حادثة الإخدود
الإخدود هو الشق في الأرض يحفر مستطيلاً، وجمعه الأخاديد وهي الحفر في الأرض. وعند ابن هشام هو الحفر المستطيل في الأرض، كالخندق والجدول ونحوه، وجمعه أخاديد. أما عند البلدانيين فتدل اللفظة على هجر –مدينة أو قرية- التي كانت لأصحاب الأخدود الذين أشار إليهم القرآن الكريم، وهذه المدينة تقع في الجزيرة العربية في واحة نجران، وهي الهجر – القرية القديمة موقع الإخدود -. والأخدود عند البكري قرية من قرى نجران وهي خراب، وهي القرية التي ذكرها الله تعالى في سورة البروج،ويُطلق عليها (نجران الإخدود) ]29[.
هناك نقوش مسندية ثلاثة ترتبط بحادثة الإخدود تعود إلى بدايات القرن السادس الميلادي وجدت جميعها في الشمال الشرقي من مدينة نجران القديمة وهي عبارة عن تسجيل الحوادث التي وقعت في اليمن في عهد يوسف أسار آخر ملوك حمير ومواقفه من المسيحيين وهي تقدم وجهة النظر اليهودية في الصراع اليهودي – المسيحي والعمليات التي قام بها أكبر قواده (شرح أل ذو يزن) ضد الأحباش والمسيحيين ]27[. وتقدم الباحثة السعودية دراسة تفصيلية لهذه النقوش في رسالتها للماجستير والمعنونة ب "حادثة الإخدود بين المصادر العربية والمصادرالقديمة".
ذكرت قصة أصحاب الإخدود في القرآن الكريم كأحد القصص القرآنية – التاريخية – في السورة الثامنة والخمسين – سورة البروج -.

وقد اجتهد المفسرون في جمع كل ما علق بالأذهان حول هذه الحادثة، وأوردوا أخباراً متباينة ومتناقضة في نفس الوقت، فهناك ما لا يقل عن عشرة آراء يوردها الطبري وغيره، حول المعنيين بالحادثة، وقل أن نجد بين المفسريين من يرحج أو يميل إلى رواية بعينها، على أنها المقصودة بحادثة القرآن. ومن أراد التوسع في هذا المجال فعليه الرجوع إلى ابن مسلم في صحيحه وابن كثير في تفسيره وإلى كتابات المفسرين الآخرين. كذلك، اختلفت الآراء في مكان الإخدود، فبعضهم قال إن المكان في اليمن، وآخرون قالوا في نجران، وغيرهم قال في الحبشة. كما أن قسماً منهم قال أن أصحاب الإخدود ثلاثة: واحد بنجران وآخر في الشام والثالث بفارس.
وفي هذا الصدد تستنج الباحثة كوثر ]13[ أن هناك ثلاث روايات تفسر حادثة الإخدود تاريخياً، وهي:
1. مصدر يهودي يعتمد على التوراة ويفسر أصحاب الإخدود بدانيال ورفاقه الثلاثة.
2. المصادر السريانية والتي تفسر أصحاب الإخدود بقصة إستشهاد جرجس.
3. المصادر السريانية في القرن السادس تقول أن أصحاب الإخدود هم نصارى حمير وخاصة في مدينة نجران، وتعد القصة المذكورة في القرآا الكريم وصفاً لما قام به الحميريون من تعقب نصارى اليمن بشكل عام ونجران بشكل خاص.
أهل نجران والدعوة الإسلامية
لما دانت الجزيرة العربية لرسول الله بالإسلام، أرسل خالد بن الوليد إلى أهل نجران يدعوهم فيه إلى الإسلام، فأسلم بعضهم وبقي الآخرون على دينهم، فبعث إليهم كتاياً يخيرهم فيه بين الإسلام أو الجزية أو القتال. فقدم إليه في المدينة ستون بينهم أربعة عشر من أشرافهم من بينهم ثلاثة يؤول إليهم أمرهم وهم العاقب واسمه عبدالمسيح وكان أمير القوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم والثاني هو السيد "ثمالهم" - أي أصلهم الذي يقصدون إليه ويقوم بأمرهم وشئونهم – وصاحب رحلهم ومجتمعهم ويسمى "الأيهم". أما الثالث فهو "ابو حارث علقمة" وكان أسقفهم ورئيسهم الديني ومعلمهم أمور الدين وصاحب مدارسهم، فعرض عليهم النبي الإسلام لكنهم أبوا الا النصرانية ]31[.
أما الواحدي فيقول في أسباب النزول ]29[، أن وفد نجران كان يتكون من ستين رجلاً، وفيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم، وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر يؤول إليهم أمرهم وهم العاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون الا عن رأيه، واسمه عبد المسيح، والسيد إمامهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم، وابو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم رجلاً وإمامهم وصاحب مدارسهم، وكان شرُف فيهم ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم، وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده. فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب الحِبَرات (ثياب يمانية)، جباب وأردية في جمال رجال الحارث بن كعب، يقول من رآهم من أصحاب رسول الله: ما رأينا وفداً مثلهم، وقد حانت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد رسول الله، فقال رسول الله: دعوهم. فصلوا إلى المشرق. فكلم السيد والعاقب رسولَ الله فقال لهما: أسلما، فقالا: قد أسلمنا قبلك. وهكذا تخبرنا كتب التراث برفضهم الإسلام وقبولهم دفع الجزية، فكتب إليهم عهداً هذا نصه:
هذا كتاب من محمد النبي رسول الله إلى أهل نجران أن كان له عليهم حكمه في كل ثمرة صفراء أو بيضاء أو سوداء أو رقيق فأفضل عليهم وترك ذلك كله على ألفى حاله، حلل الأواقي في كل رجب ألف حلة وفي كل صفر ألف حلة. كل حلة أوقية فما زادت حلل لخراج او نقصت على الأواقي فبالحساب وما قبضوه من دروع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بالحساب وعلى نجران مثواه رسلي عشرين يوماً فدون ذلك. ولا تحبس رسلي فوق شهر وعليهم عارية ثلاثين درعاً وثلاثين فرساً، وثلاثين بعيراً إذا كان باليمن كيد، وما هلك مما أعاروا رسلي من درع أو خيل أو ركاب فهو ضمان على رسلي حتى يؤدوه إليهم. ولنجران وحاشيتهم حوار الله وذمة محمد رسول الله على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم وصلاواتهم لا ييرون أسقفاً عن أسقفيته ولا راهباً عن رهبانيته ولا واقفاً عن وقفياته وكل ما تحت أييهم من قليل أو كثير، ولسي رباً ولا دم جاهلية ومن سأل منهم حقاً فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين لنجران، ومن أكل رباً من ذي قبل فذمتي منه بريئة ولا يؤاخذ أحد منهم بظلم الآخر، وعلى ما في هذه الفيحة جوار الله وذمة النبي أبداً حتى يأتي الله بأمره. إن نصحوه وأصلحوا فما عليهم غير مثقلين بظلم.
ويقول الواحدي أن الآية "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب" قد نزلت في نصارى نجران. "قال الضحاك ومقاتل: نزلت في نصارى نجران حين عبدو عيسى، وقوله "لبشر"، يعني عيسى، "أن يؤتيه الله الكتاب" يعني الإنجيل. وهناك رواية أخرى، "وقال ابن عباس في رواية الكلبي وعطاء: إن ابا رافع اليهودي والربيسي من نصارى نجران، قالا: يا محمد أتريد أن نعبدك ونتخذك رباً؟ فقال رسول الله: معاذ الله أن يُعبد غير الله أو نأمر بعبادة غير الله، ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني. فأنزل الله هذه الآية ]32[.
عاد الوفد إلى نجران بعد أن وافق على تأدية الجزية حسب كتاب النبي. وبعد وفاة النبي ارتدت بعض القبائل العربية عن الإسلام، فما كان من ابو بكر أول خليفة الا أن واجه هذا التمرد بحزم فسير إلى هذه القبائل حملات لتأديبها وعودتها إلى الإسلام. وبالنسبة إلى نصارى نجران فقد عاهدهم ابو بكر على ما عاهدهم النبي عليه.
وعندما تولى عمر بن الخطاب الخلافة شعر بخطر وجود جماعات تدين بغير الإسلام وهم اليهود والنصارى إستناداً إلى أحاديث نبوية. ففي صحيح مسلم عن طريق ابي الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله بقول: أخبرني عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله يقول "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها الا مسلماً". كذلك ما رواه الإمام احمد في مسنده من طريق محمد بن اسحاق قال حدثني صالح بن كيسان عن الزهري عن عبيدالله ابن عبدالله بن عقبة عن عائشة قالت: كان آخر ما عهد به رسول الله أنه قال: لا ينرك بجزيرة العرب دينان".
ولما تولى عمر الخلافة كان له وجهة نظر مخالفة، وكان من أول قرارات عمر بن الخطاب يتعلق بطرد نصارى نجران ] 33[.
دعا عمر بن الخطاب بعد توليه يعلن بن أمية، وطلب إليه أن يجلي نصارى نجران عن ديارهم، وقال له: أيتهم ولا تفتنهم عن دينهم" ثم أجلٍ من أقام منهم على دينه واقرر المسلم وأمسح أرض كل من يجلي منهم، ثم خيرهم البلدان، وأعلنهم أنا نجليهم بأمر الله ورسوله الا يترك بجزيرة العرب دينان، فليخرج من أقام منهم على دينه، ثم نعطيهم أرضاً كأرضهم إقراراً لهم بالحق عن أنفسنا ووفاء بذمتهم فيما أمر الله من ذلك بدلاً بينهم وبين جيرانهم من أهل اليمن وغيرهم فيما صار لجيرانهم من الريف".
اختلف المؤرخون في تفسير سياسة عمر تجاه نصارى نجران حيث يرى البعض أنه خالف عهد الرسول وسياسة ابي بكر في هذا المجال. أما من يبررون هذه السياسة ومنهم د. محمد حسين كامل ]32[ فيقولون أنهم عاهدوا الرسول أن لا يأكلوا الربا وإنهم أكلوا الربا أضعافاً مضاعفة، فنقضوا العهد، فحق لعمر أن يجليهم عن شبه الجزيرة. إن هذا التبرير غير مقنع فلم يرد في تعهد الرسول لأهل نجران ما يفيد بمسألة الربا. أعتقد أن السبب يعود إلى إدراك عمر أن نصارى نجران هم قوة يمكن أن تشكل خطراً على الدولة الإسلامية الوليدة وكذلك إلى تكييف عام لسياسة الدولة اقتنع به عمر فنفذه في حزم وعدل.
ويتفق مع هذا الرأي سميح غنادري بقوله "أن عمر بن الخطاب قام بترحيل مسيحي نجران لسبب يعود إلى تزايد قوتهم وإمكانية تشكيلهم خطراً على سيادة العرب المسلمين في الجزيرة العربية"، ثم يُضيف "أن عمر أوصى بمساعدة النجرانين المرحلين وإعفائهم من الجزية لمدة 24 شهراً" ]34[. وهنا يُخطئ غنادري بقوله أن عمر أعفاهم من دفع الجزية حيث لم يرد هذا الأمر في رسالته ولا تؤيده المصادر التاريخية. مما يدل على وضع المسيحيين عندما تم طردهم هو ما يؤكده ابن عباس (619-687)م أنه كان في ايامه أربع مجموعات مسيحية في نجران، نسطوريون ويعاقبة (الأرثوذكسيون السوريون) وكنيسة الملكيين البيزنطية والكنيسة القبطية.
لقد تم إجلاء نصارى نجران إلى العراق وسوريا في عام 641م، وهناك دير نجران ويقع بأرض الكوفة حيث قدموا نصارى اليمن وابتنوا هنالك ديراً ومنازل سموها دير نجران باسم نجرانهم اليمنية.
وتدل الشواهد التاريخية أن مسيحيي نجران لم يختفوا من المدينة رغم هجرة الكثيرين. ففي عام 980م أرسلت كنيسة المشرق راهباً شاباً اسمه حسن من نجران إلى الهند في مهمة تبشيرية. كما عين بطريرك الكنيسة الشرقية تيموثاوس الأول بطرس أسقفاً على نجران وصنعاء في القرن الثامن. وفي القرن التاسع عين يوحنا الرابع بطريرط أنطاكية للكنيسة السورية الأرثوذكسية سليمان أسقفاً عل نجران في عام 846م.
أما الحمداني (893-945) فيذكر وجود آثار كنائس في زمنه موجودة في قرية قبيل نجران Qabil Najran وهذه القرية لا زالت موجودة وتقع بالقرب من موقع الإخدود الذي استشهد المسيحيون فيه. كذلك، وجدت شواهد قبور مسيحية يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر وأحدها يحمل الاسم حسينه Husayna والآخر اسم جزيلا Jazila. وفي هذا القرن الثاني عشر وللدلالة على الوجود المسيحي فقد احتوت قائمة كنيسة المشرق على كنيسة نجران أثناء ولاية البطريرك ايليا ابو(1176-1190).
أما عن أعداد المسيحيين فقد بلغ عددهم 1400 في عام 1260م كما ورد في وثائق كنيسة المشرق، حيث كان هناك كنيستان هما كنيسة قيامة يسوع المسيح (تأسست عام 525م) وكنيسة شليطا الناسك (الشهيد أرتيموس)، وكان الأسقف عليهما هو يعقوب ويساعده 15 كاهناً و35 شماساً.
ويخبرنا الرحالة الفارسي ابن المجاور (1205-1291)م Ibn al-Mujawir عن نجران "وينقسم أهلها على ثلاث ملل: ثلث يهود وثلث نصارى وثلث مسلمون، فالمسلمون الذين بها ينقسمون على ثلاثة مذاهب: ثلث شافعية وثلث زيدية وثلث مالكية، وهي المدينة التي كانت لأصحاب الإخدود" ]36[.
وجاء في تقويم قديم لكنيسة المشرق، أنه في سنة 1210م كان في اليمن عدة مراكز لهذه الكنيسة، حيث كان في صنعاء مطرابوليط اسمه اسطفانوس من جزيرة قبرص ويساعده ثلاثة اساقفة هم: إيايا من الجزيرة العمرية ويبالا من ماردين وشمعون أصله من الموصل، ولهم ثلاث كنائس على اسم الصليب ومار كيوركيس ومار أنطونيوس ويساعدهم 70 كاهناً و 280 شماساً وعدد المؤمنين عندهم 5700 بيت.
أما في مدينة زبيد ففيها أسقف اسمه عبديشوع من آمد في ديار بكر ويساعده 10 كهنة و 40 شماساً وعدد المؤمنين 1300 بيت. وفي مدينة عدن هناك أسقف اسمه مار ميلو (ميلس) أصله من البصرة تحت يده 12 كاهناً و 40 شماساً وعدد المؤمنين 1300 يست ولهم كنيسة باسم مار يوسف.
وقد ذكر الكاتب الإسباني اوردينو دي سينالتوس من القرن السادس عشر ، أنه في رحلته إلى المغرب لقي بعض القبائل العربية، احتفت به وأكدت له أن أصلها من قبائل مسيحيي العرب في اليمن. أما المرسلون الكبوشيون في عدن سنة 1895 م فقد وجدوا في بعض أهل اليمن آثاراً مسيحية ظاهرة، ورثوها من أجدادهم المسيحيين.
من العرض السابق نستنتج أن المسيحيين ظلوا في اليمن وخاصة نجران إلى حوالي القرن الخامس عشر ولم يمح أثرهم كما يظن البعض من تاريخ تهجيرهم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

المراجع:
1. سلوى بلحاج صالح
المسيحية العربية وتطوراتها. من نشأتها إلى القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي. دار الطليعة للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، 1998.
2. د. محمد آل عيسى
3. تاريخ الإسلام المُبكر.
4. From Sheba to Jerusalem at the Bible Lands of Jerusalem, Jan. 2000.
5. محمد آل هبتيله
نجران والنصرانية الأولى. الدار العربية للعلوم ناشرون. بيروت، 2015.
جيزان، 2019.
6. بصال مالية
المعتقدات الدينية في اليمن القديم. مجلة تافزة للدراسات التاريخية والأثرية، العدد 01، 2021.
7. محمود سليم الحوت.
في طريق الميثولوجيا عند العرب. الطبعة الأولى، 1955.
8. أطلس الكتاب المقدس وتاريخ المسيحية.
9. عزيز سوريال عطية، ترجمة: اسحق عبيد.
تاريخ المسيحية الشرقية. المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2005.
10. مروج الذهب ومعادن الجوهر تصنيف الرحالة الكبير والمؤرخ الجليل ابس الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي. الشركة العالمية للكتاب، الطبعة الثانية، 1990.
11. كتاب التيجان في ملوك حمير عن وهب بن منبه راوية ابي محمد عبدالملك بن هشام عن أسد بن موسى عن ابي ادريس ابن سنان عن جده لامه وهب بن منبه. الطبعة الأولى. مجلس دائرة المعارف العثمانية الكائنة في الهند، حيدرآباد، 1347ه.
12. إسرائيل لفنستون (ابو ذؤيب).
تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام. المركز الأكاديمي للأبحاث، بيروت، 2013.
13. كوثر محمد سعيد محمد علي.
حادثة الأخدود بين المصادر العربية والمصادر القديمة (دراسة تاريخية حضارية). رسالة ماجستير، 2015.
14. د. رجاء بنت شوعي بن محمد حسين.
دراسة مختصرة عن الديانات التي سبقت الإسلام في شبه الجزيرة العربية. رسالة دكتوراة، جامعة
15. أفغراف سميرنوف
تاريخ الكنيسة المسيحية. ترجمة: الكسندروس مطران حمص وتوابعها، مكتبة السائح، 1964.
16. محمد بن اسحق بن يسارالمطلبي المدني.
السيرة النبوية. حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه احمد فريد المزيدي. منشورات محمد علي بيضون. دار الكتب العلمية.
17. السيرة النبوية لابن هشام. حققها وضبطها وشرحها ووضع فهارسها: مصطفى السقا وإبراهيم الابياري وعبدالحفيظ الشلبي. مطبعة مصطفى الحلبي وأولاده، مصر 1936.
18. عصام سخنيني.
مقاتل المسيحيين. نجران 523م والقدس 614م. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2013.
19. د. جواد علي.
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام. الجزء السادس- أديان العرب. الطبعة الثانية، بغداد، 1993.
20. ابو المنذر هشام بن محمد بن السالب الكلبي.
كتاب الأصنام. تحقيق احمد زكي باشا. الطبعة الثانية، دار الكتب المصرية، 1924.
21. ابو الوليد محمد بن عبدالله بن احمد الأزرقي.
أخبار مكة وما جاء فيها من آثار. تحقيق رشدي الصالح ملحس. دار الأندلس للطباعة والنشر، 1983.
22. د. نورة بنت عبدالله بن علي النعيم.
التشريعات في جنوب غرب الجزيرة العربية حتى نهاية دولة حمير. الرياض، 2000.
23. د. حسن علي مجلي.
مدونة نجران القانونية (قوانين الحميريين). من الموقع الإلكتروني Http://hasanmegalli.com.
24. الاب حنا نجار.
عيسى المسيح في إنجيل كنيسة نجران. القرن الخامس الميلادي.
25. لويس شيخو
نسخ عربية قديمة من النجيل الطاهر. مجلة المشرق، السنة الرابعة، العدد 3، 1 شباط 1901، بيروت-لبنان.
26. شهداء نجران. رسالة شمعون أسقف بيت أرشم في الإضطهاد الذي حل بالنصارى الحميريين سنة 524م للمسيح. عربّها عن الأصل السرياني القس يوحنا عزو. مجلة المشرق، عدد أيار 1933م.
27. الاب حارث إبراهيم.
الرواية العربية لاستشهاد القديس حارث بن كعب ورفقائه في مدينة نجران. معهد التاريخ والآثار والتراث المشرقي، بيروت، 2007.
28. Norbert Nebes.
The martyrs of Najran and the end of the Himyar. On the political history of
South Arabian in the early sixth century
29. سيرة نجران. دراسات وتأملات تم تجميعها احتفالاً بمرور 1500 عام. الطبعة الأولى، نوفمبر، 2023.
30. A.F.L. Beston
The Martyrdom of Azqir. Proceeding of the seminar for Arabian studies (1985).
31. د. كمال حبيب السيد
الأقليات والسياسة في الخبرة الإسلامية من بداية الدولة الإسلامية وحتىنهاية الدولة العثمانية. الطبعة الأولى، مكتبة مدبولي، 2001.
32. أسباب نزول القرآن. تصنيف ابي الحسن علي بن احمد الواحدي. تحقيق ودراسة: كمال بسيوني زغلول. الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1991.
33. محمد كرد علي
الإسلام والحضارة العربية. القاهرة، 1968.
34. د.محمد حسين كامل.
الفاروق عمر. مؤسسة هنداوي، 2017.
35. سميح غنادري.
المهد العربي. الطبعة الرابعة، مكتبة كل شيء، حيفا، 2011.
36. صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز المسماة تاريخ المستبصر لابن المجاور. راجعه ووضع هوامشه: ممدوح حسن محمد. مكتبة الثقافة الدينيةـ القاهرة، 1996م.



#هاني_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزءالرابع
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزء الثالث
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية- الجزء الثاني
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية
- استراتيجيات الدول الكبرى في فلسطين عشية قرار التقسيم
- هزال النظرية الإفتصادية
- سبعون عاماً على النكبة
- تأسيس الجامعات
- شواهد مسيحية في اليمن
- مسيحيون وليس نصارى
- جامعة سالرنو الطبية
- السريان ودورهم الحضاري في التاريخ
- العودة إلى قرار التقسيم
- التاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة لإسرائيل
- التاريخ المنسي - الولايات المتحدة الأمريكية - 8
- التاريخ المنسي - دور بريطانيا - 7
- تاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل. صفقات الأسل ...
- التاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل، ستالين وف ...
- التاريخ المنسي. قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل. موقف الاتح ...
- التاريخ المنسي قرار التقسيم وإنشاء دولة لإسرائيل- موقف الاتح ...


المزيد.....




- وزير صهيوني متطرف يعلن عزمه إقامة كنيس بالمسجد الأقصى!
- بن غفير ينوي بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى
- “خليهم يفرحوا مع الاناشيد” حدثها بضغطة واحدة واستقبل قناة طي ...
- عوتسما يهوديت.. حزب بن غفير وريث منظمة كاخ
- بحماية الشرطة الإسرائيلية.. مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- الإمارة الإسلامية نالت اعتراف أبوظبي
- الاحتلال يقتل شابين بسلفيت ويقتحم نابلس وقلقيلية
- الداخلية المصرية ترد على ما أثير حول إعلان سجناء من الإخوان ...
- -هسبريس-: مسيحيون مغاربة يطالبون باستثمار معطيات الإحصاء في ...
- إستشهاد فلسطينيين بنيران الاحتلال قرب سلفيت بحجة تنفيذ عملية ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني عبيد - انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزء الخامس والأخير