أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هيثم بن محمد شطورو - بين الغربين














المزيد.....

بين الغربين


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 02:48
المحور: سيرة ذاتية
    


سألني محاوري اليوم في المقهى عن تناقضي بين العشق للثقافة الاوربية وبين حقدي على الرأسمالية والاستعمار وخاصة في هذه الأيام التي وصلت إلى حد الإعتراف الجزئي بالجمهورية الإسلامية الإيرانية المتناقضة بالتمام والكمال مع رؤيتي السياسية والفكرية العامة..
الحقيقة إن محاوري كان جديا في تساؤله ولذلك كنت جديا.. الحقيقة أني تكلمت من أعماقي معه. الحقيقة أني أذوب عشقا في الموسيقى الأوربية والفلسفة والآدب الأوربي، فهناك فقط تجد معاركة فعلية مع الذات ومع الحقيقة وتجد ابداعا فعليا لم ترتقي إليه أي ثقافة اليوم برغم المحاولات الجدية هنا وهناك والتي تقنعك بالإبداع فيها، أما حين نتحدث عن الثقافة الأوربية فإننا والحقيقة تُقال فإننا نتحدث عن شبه جنون وشبه صلاة في محراب الحقيقة والإبداع والاتجاه نحو اللانهائي، أي الله..
مصدر التناقض ليس في بل في الحالة الغربية بشكل عام، فهي المتناقضة بين انتاجها الروحي الإنساني وبين الرأسمالية التجارية. الإبداع الرومنسي الذي يناطح السماء ويعرب عن الشوق لملامسة اللانهائي والمطلق المتناقض كليا مع التوحش والانانية الرأسمالية والإقصاء للآخر الانسان، برغم أنها بمنطق البحث عن الربح وحدت العالم الإنساني في حياته من حيث استعمال التكنولوجية بل حتى طريقة اللباس، بل زعزعت كل ثقافته التقليدية، وهذا ما يُمهد الى وحدة الإنسانية كحضارة وثقافة روحية متقاربة إذا توفرت ثقافة روحية عميقة تحقق بالدليل علاقة المرئي باللامرئي وعلاقة الانسان باللانهائي أو الله بشكل واضح وعميق، وربما نكون هنا على أعتاب اسلام عالمي جديد باعتبار القرآن هو ما تبقى من وحي واضح المعالم وبما يوفره من دلائل واضحة على كونه خطابا إلاهيا.. يعني هي المراوحة نفسها في صناعة التاريخ الانساني بين المنطقة العربية والمنطقة الاوربية بشكل عام..
الموسيقى الاوربية العظيمة والفن الأوربي والاكتشافات العلمية المذهلة في النهاية هي كلها تنوير وكشف لحقائق إنسانية لذلك فهي تربك جميع الثقافات التقليدية وتهزها من أعماقها.. هذه هي عظمة أوربا الفعلية، أما الرأسمالية فهي الجانب الآخر من الجشع والتوحش الأناني الرهيب المناقض.. لذلك ولأجل ذلك فقط فإننا ملهمين بأوربا الثـقافة وعدائيين لأوربا الامبريالية الرأسمالية المتوحشة. هذه الراسمالية التي كانت ولازالت عاجزة عن محو الآثار العميقة للروح الاوربية العالمية الإنسانية المتلامسة مع المطلق بل هي تحاول احتوائها بمحاولة تسليعها وتحويلها إلى بضاعة، ولكن اختراع الانترنت من صلب المنظومة الراسمالية كان عنصر أنسنة للثقافة الإنسانية تلك وبالتالي عامل انقاذ للروح الاوربية من التسليع..
هذا التـناقض نلمسه اليوم من خلال انـتـفاض الشعوب الغربية سواء في أوربا أو أمريكا مناصرة للحق الفلسطيني والمطالبة بمحو إسرائيل الممثل الأبرز والمركزي للرأسمالية الامبريالية الغربية. والحقيقة أن ذلك يتساير مع واقع وتاريخ الصراع الطبقي الغربي ويتماشى مع تاريخية الإنسانية الاوربية سواء في حرب فيتنام أو في حركات مناهضة الامبريالية والميز العنصري لما تنامى ذلك إلى الوعي العام الغربي النشيط والفاعل بقوة، وهو دليل الحيوية وإرادة القوة التي يتمتع بها الانسان الأوربي كفرد أساسا وهو ما لا يتوفر عند بقية الشعوب، وفي ذلك دليل واضح جدا على الاستحقاق التاريخي الكبير لتمثيل الانسان الأوربي للعالم الإنساني برمته اليوم.. تصور يا أخي طوفان الأقصى بدون الحركة الجماهيرية الغربية المساندة للحق الفلسطيني؟ كان سيكون ربما مجرد عملية حماسية ومحصورة في نطاق الإيديولوجية العربية المحبطة بدورها والضعيفة نتاج شعوب ضعيفة وأنظمة متأمركة أو خاضعة وذليلة لإرداة السيد الأمريكي الامبريالي الحقير بمعاني القيم الإنسانية التي هي بصدد اكتساح الشوارع والفضاءات العامة في الغرب. أتدري ما معنى اكتساح الشوارع من قبل الشعوب؟ يعني بكل بساطة صناعة المستـقبل. التاريخ تصنعه الشعوب صديقي وليس الأثرياء والأغبياء الغارقين في عماء السلطة........



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى
- خرافية - اسحاق نيوتن-
- المُثقف المقيت
- جمالية القوة السياسية
- لماذا خُـلق الإنـسـان في القرآن؟
- الإنسان المتحول صرصارا
- في الثورة الإيرانية
- مشروع دسترة الثورة التونسية
- في تهنئة رئيس الجمهورية - قيس سعيد- بعيد الفطر
- في تأصيل فكرة الإشتراكية
- أي اشتراكية نريد؟
- الشمس
- البوط
- الصورة
- الفراشة
- آه يا عراق
- الإنهيار
- -يوم النفير- الغنوشي في تونس
- جانب من حقيقة الوضع السياسي الحالي في تونس
- ما وراء صخب الديمقراطوية في تونس اليوم


المزيد.....




- -ما هي المرأة؟- .. محكمة أسترالية تحكم لصالح عابرة جنسيا بعد ...
- مصدران مصريان: محادثات غزة في القاهرة انتهت دون اتفاق
- البرازيل تعلن أنها -في حالة حرب-.. بمواجهة الحرائق
- إيطاليا.. جدل بعد نشر -قائمة سوداء لداعمي إسرائيل-
- نائب رئيس الوزراء الإيطالي لا يستبعد أن يكون ماسك التالي بعد ...
- إعلام غربي: مغامرة كييف في كورسك قربت روسيا من تحقيق نصر كبي ...
- إيلون ماسك: روسيا فقط يمكنها إنقاذ طاقم -ستارلاينر- لو لم تك ...
- المغرب.. -رشوة السوالم- تقود موظفا ثانيا للقضاء
- اكتشاف تأثيرات جديدة لهرمون الغدة الدرقية T3
- سوليفان: آمل أن لا يخرج الوضع مع حزب الله عن السيطرة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هيثم بن محمد شطورو - بين الغربين