أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جابر احمد - زوال الحكم الديني في إيران قريبًا أمر حتمي














المزيد.....

زوال الحكم الديني في إيران قريبًا أمر حتمي


جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 00:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة المترجم:
كانت إيران من بين الدول الشرق أوسطية التي حاولت أن تدخل الحداثة مبكرًا. وكانت ثورة الدستور التي حدثت في بدايات القرن العشرين تسعى للخروج من قوقعة قوانين الحكم الملكي المطلق المدعوم من الشريعة إلى القوانين الوضعية التي تحدد صلاحيات الملك وتأخذ بعين الاعتبار التنوع القومي والديني في إيران، والتأكيد على مبدأ المواطنة، وبالتالي مواكبة التحولات التي حدثت في البلدان الأوروبية وبلدان الجوار، لاسيما التحولات التي شهدها الجاران الروسي والتركي. وكان الهدف الأساسي لثورة الدستور هو فصل الدين عن الدولة وإيجاد نظام علماني ديمقراطي.

لكن هذه الثورة سرعان ما واجهت ثورة مضادة قادها رجال الدين، والتي أدت في نهاية المطاف إلى ظهور شخصية عسكرية مغمورة اسمها رضا شاه الذي أقام دولة مزيفة أسماها (الدولة الأمة)، وهي باختصار دولة عنصرية بعيدة كل البعد عن مبادئ الدولة الأمة التي تأسست في البلدان الأوروبية. لأن من بين الأسس التي قامت عليها هو تبني العرق الآري وتاريخ إيران القديم واللغة الفارسية، بالإضافة إلى إلغاء التنوع القومي والديني في إيران وفرض مذهب رسمي واحد، ألا وهو المذهب الشيعي.

وبعد عزل رضا شاه من الحكم بسبب وقوفه إلى جانب النازية، وتنصيب ابنه محمد رضا خلفًا له، لم ينتهِ الصراع بين الملك الجديد ورجال الدين حتى تمكنوا في نهاية المطاف من إسقاط نظامه عام 1979، ومن ثم مصادرة الثورة من قبل رجال الدين والإعلان عن قيام نظام إسلامي يقوده الولي الفقيه الذي أخذ يحكم البلاد منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، دون أن يتمكن من حل أي مشكلة من مشاكل المجتمع الإيراني، بدءًا من التضخم والبطالة وتدهور قيمة العملة الوطنية والغلاء الفاحش. الأمر الذي أدى إلى خروج الملايين من أبناء الشعوب الإيرانية للتظاهر ضده، وبات النظام يعيش أزمة حقيقية، الأمر الذي دفع بعض رجال الدين إلى الدعوة لإعادة النظر في الدستور ووضع دستور جديد يفصل بين الدين والدولة. ويطالبون بابتعاد رجال الدين عن ممارسة الحكم والسياسة والاهتمام بالشؤون الدينية. ولعل من بين هؤلاء حجة الإسلام والمسلمين محمد زكائي، أستاذ الحوزة العلمية في قم، الذي نشر مقالة له تحت عنوان (زوال الحكم الديني في إيران قريبًا أمر حتمي). ولاهمية الموضوع قمنا بترجمته من الفارسية إلى العربية، وفيما يلي المقال:

مع وفاة أبناء الستينيات وما بعدها، لن يبقى شيء يُدعى دين أو عقيدة بين الأجيال الإيرانية الشابة!

لأن الناس قد رأوا أن سبب الفقر والبؤس وتفاقم المشكلات الاجتماعية يكمن في الأيديولوجية الدينية، لذلك نراهم يعبرون عن ابتهاجهم وفرحهم عندما يسمعون بوفاة أحد رجال الدين، خصوصًا إذا كان المتوفي أحد المسؤولين الكبار. ولعل مرد ذلك يعود إلى سياساتهم التي ألحقت بهم وبالدين والمذهب أفدح الأضرار، وبات كل واحد يلاحظ ويشاهد ظاهرة ابتعاد المواطنين عن المعتقدات الدينية. من هنا، باتت الطريقة الوحيدة لإنقاذ الدين والمذهب من الضرر هي أن على رجال الدين ترك المناصب الحكومية والسياسية والتفرغ لشؤون المجتمع الدينية. ولكن يبدو أن الأوان قد فات حيث أصبحت أجيال السبعينيات والتسعينيات معظمها بدون دين. كما أن الإعلام الحكومي يعكس صورة ظاهرة لمجتمع متدين فقط، ولكن في الحقيقة الجميع يعلم أن الدين لم يعد له مكانة وأهمية بين الغالبية العظمى من المواطنين في إيران، وأن إخفاء هذه الحقيقة أو التستر عليها لا يحل مشكلة الابتعاد عن الدين.

لأننا خلال الـ 45 عامًا من الحكم لم نتمكن من تعزيز المعتقدات الدينية لدى العامة من أبناء المجتمع فحسب، بل حتى لم نحافظ على ما لديهم من دين على الرغم من رصد الميزانيات الضخمة التي تعد بالمليارات، ناهيك عن تأسيس العشرات من المؤسسات الدينية والحوزات العلمية، ولكن كانت النتيجة سلبية ولم ينتج عنها أي عمل إيجابي. وما يدعو للأسف أيضًا أننا ركزنا جهودنا واهتمامنا على الدعاية والمظاهر ولم نركز على تربية الأجيال.

فإذا نظرنا إلى أسرنا وأقاربنا وزملائنا وأصدقائنا، نرى أن الالتزام الديني موجود لدى بعض المسنين الذين نشأوا وتربوا في عهود ما قبل الجمهورية الإسلامية، وأن معظم من نشأ وكبر في عهد الجمهورية الإسلامية لا يؤدون حتى الصلاة، بل حتى أنهم يسخرون من جميع مظاهر الدين!

لذلك، فالمستقبل يُظهر لنا بوضوح أن إيران سوف تصبح عاجلاً أم آجلاً من أكثر البلدان الإسلامية رفضًا للنظام الديني وإيمانًا بالنظام العلماني. ولعل هذا التغيير الجذري نراه ظاهرًا للعيان من خلال تصرفات الشباب وتحديهم لما يقوله ويدعو إليه المسؤولون في نظام الجمهورية الإسلامية.



#جابر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاة الشاعر الشعبي الأهوازي المخضرم حبيب حيدر مزرعة
- أسباب تراجع خامنئي عن انقلابه على الإصلاحيين
- الأمم المتحدة تكشف جرائم إيران وتدعو لإسقاط النظام
- بزشكيان يكشف مبكرًا عن توجهاته المستقبلية إزاء القوميات والم ...
- عقد مؤتمر للتراث الآري (حضارة الميديين والأخمينيين) في طهران
- مسعود پزشكيان: هل يعتذر للمرأة بعد توليه رئاسة الجمهورية؟
- مقاطعة الانتخابات من قبل غالبية الشعب والأحزاب
- تصريحات الإصلاحيين حول حل مسئلة القوميات في ايران اقوال بلا ...
- فوز الشاعرة والمترجمة الأهوازية غزالة النبهاني بجائزة ناجي ن ...
- مصرع إبراهيم رئيسي: نهاية أحد أكبر جلادي النظام الإيراني
- إقليم الاهواز الإمكانيات والتحديات في ظل الإهمال الحكومي
- السجن خمس سنوات للناشط والباحث الاهوازي حسين فرج الله كعب
- مقتطفات من مذكرات إبراهيم يزدي، أول وزير خارجية إيراني بعد س ...
- نبارك الطبقة العمالية بيوم العمال العالمي
- فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة ...
- ديكتاتورية نظام ولاية الفقيه أمام تنامي الوعي الاجتماعي
- نظام ولاية الفقيه ينتهك السيادة الوطنية لدول الجوار
- إصدار حكما تعزيرا جائرا بحق الفنان الاهوازي المبدع مهدي يراح ...
- المطلوب تفعيل لغات القوميات في مجال الانتاج الادبي
- اعتقال وإيذاء رموز حراك الهوية يتنافى مع ميثاق الإعلان العال ...


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جابر احمد - زوال الحكم الديني في إيران قريبًا أمر حتمي