أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني عبيد - انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزءالرابع















المزيد.....

انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزءالرابع


هاني عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 12:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية
الجزء الرابع

وهناك شواهد عديدة على تجذر النصرانية في نجران والتي ما زالت ماثلة للعيان نستعرض بعضها.
كعبة نجران
عرف العرب قبل الإسلام كعبتين (هناك كعبة ثالثة في صنعاء ويقال أنها موجودة في مسجد غمدان ولكن لا يوجد ما يدل عليها)، وهما: كعبة مكة وكعبة نجران والتي إكتشفها جون فيلبي في 25 حزيران 1936م.
وقد سمى ياقوت الحموي كعبة نجران بدير نجران وإن من بناها هوعبدالمسيح بن دارس بن عُدي بن معقل أو صهره يزيد بن عبد المدان الحارثي والذي كان احد أعضاء الوفد النجراني الذي قدم إلى الرسول محمد.
أما ابن الكلبي فقال "وأن بنو الحارث بن كعب هم من بنوا في نجران كعبة كبيرة" حيث تذكر المصادر التاريخية ثلاثة أساقفة لها وهم: يزيد بن عبد المدان وعبد المسيح من قبيلة الحارث بن كعب وقيس بن معد يكري من كندة. وقد روي عن النبي أنه قال: القرى المحفوظة أربع مكة والمدينة وايليا ونجران، وما من ليلة الا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الإخدود ولا يرجعون إليها أبدا ]1[.
أما الشاعر الأعشى (قيس بن ثعلبة) فذكرها في شعره بقوله:
وكعبة نجران حتم عليك حتى تنيخ بأبوابها
تزور يزيدا وعبد المسيح وقياً، هم خير أربابها
إذا الحبرات تلوت بهم وجروا أسافل هدابها
ويضيف ابن الكلبي في كتابه الأصنام ]20[ فقال: "وكان لبني الحارث بن كعب كعبة بنجران يعظمونها وهي التي ذكرها الأعشى. وقد زعموا أنها لم تكن كعبة عبادة، إنما كانت غرفة لأولئك القوم الذين ذكرهم. وما أشبه ذلك عندي بأن يكون كذلك، لأني لا أسمع بني الحارث تسموا بها في شعر".
وقد وصفت الكعبة النجرانية بأنها قبة من آدم من ثلاثمائة جلد (أي ثلاثمائة من الجلد مخيطة) وكانت هذه القبة على نهر بنجران يُقال له (النحيردان) وكان لهذا النهر مورد مالي يبلغ عشرة الآف دينار يغطي نفقات القبة وسدنتها. ولعظمتها عندهم أطلقوا عليها كعبة نجران، إذا جاءهم الخائف أمن أو طالب حاجة قضيت أو مسترفد أرفد ]5[.
ويذكر د. محمد آل زلفة "درج العرب إطلاق اسم كعبة نجران على هذه الكنيسة نظراُ لشكلها المكعب. ومن الطبيعي أن تشهد هذه المنطقة في تلك الفترة وهي منتصف الألفية الأولى من الميلاد بناء كنيسة قال المؤرخون أن العرب حجوا إليها أكثر من أربعين عاماً حتى ظهر الإسلام".
وتذكر المصادر التاريخية أن العرب قد حجوا إلى هذه الكعبة مدة 40 عاماً في الجاهلية. ويزعم أهل نجران أن موقع هذه الكعبة (ويسموها الكنيسة) كان على قمة جبل "تصلال"، الذي يبعد عن نجران إلى الشمال الشرقي بحوالي 35 ك م ويرتفع الجبل عما عداه من الجبال بنحو 100 متر.
كاتدرائية القليس
كذلك بنى أبرهة الحبشي (وكان من الغيوريين على النصرانية) كاتدرائية في صنعاء عُرِفت بكاتدرائية القليس، وسميت كذلك لإرتفاع بنائها وعلوها ومنه أخذت القلانس التي توضع على الرأس، حيث كتب إلى النجاشي قائلاً: اني بنيت لك كنيسة لم يُبن مثلها ولست منته حتى أصرف إليها حج العرب" ]20[.
وقد استخدم في بنائها الأحجار المأخوذة من خرائب مأرب السبأية في عام 570م لتكون رمزاً للقوة الحبشية في جزيرة العرب. كانت الكنيسة مستطيلة الشكل لها مداخل بأبواب نحاسية تؤدي إلى غرفة محمولة على أعمدة من خشب الساج مزخرفة بالذهب والفضة وتؤدي هذه الغرفة إلى إيوان أقواسه مزخرفة ، وبالإيوان مدخل للقبة. بهذا الجزء صلبان من الذهب، وكانت القبة من األبستر بحيث تسمح بدخول أشعة الشمس والقمر خلالها، ويُقال أنه أخذ الألبستر من قصر بلقيس في مأرب، وقد جعل حولها مساحة فضاء تكون بمثابة المطاف تشبيهاً بحرم الكعبة في مكة ]5[.
ويصف الأزرقي ] 21[ مبنى القليس وصفاً دقيقاً حيث يقول أنه كان بناءاً مربعاً مستوي التربيع وجعل طوله في السماء ستين ذراعاً، وكبسه من داخله عشرة أذرع في السماء، وكان يصعد إليه بدرج من رخام وحوله سور بينه وبين القليس مايتا ذراع مطيف به من كل جانب، وجعل بين ذلك كله بحجارة تسميها أهل اليمن الجروب منقوشة مطابقة لا يدخل بين طباقها الإبرة/ مطبقة به وجعل طول ما بنى به من الجروب عشرين ذراعاً في السماء ثم فصل ما بن حجارة الجروب بحجارة مثلثة تشبه الشرف مداخلة بعضها ببعض حجراً اخضر، وحجراً أحمر،وحجراُ أبيض، وحجراً اصفر، وحجراً اسود، وفيما بين كل سافين خشب ساسم مدور الرأس غلظ الخشبة حضن الرجل ناتئة على البناء فكان مفصلاً بهذا البناء في هذه الصفة، ثم فصل بأفريز من رخام منقوش طوله في السماء ذراعان، وكان الرخام ناتئاً على البناء ذراعاً، ثم فصل فوق الرخام بحجارة سود لها بريق من حجارة نقم جبل صنعاء المشرف عليها، ثم وضع فوقها حجارة صفر لها بريق، ثم وضع فوقها حجارة بيض لها بريق، فكان هذا ظاهر حائط القليس، وكان عرض حايط القليس ستة أذرع، وذكروا انهم لا يحفظون ذرع طول القليس ولا عرضه، وكان له باب من نحاس عشرة أذرع طولاً في أربعة أذرع عرضاً وكان المدخل منه إلى بيت في جوفه طوله ثمانون ذراعاً في اربعين ذراعاً معلق العمل بالساج لمنقوش ومسامير الذهب والفضة. ثم يدخل من البيت إلى إيوان طوله اربعون ذراعاً عن يمينه وعن يساره، وعقوده مضروبة بالفسيفساء مشجرة بين اضعافها كواكب الذهب ظاهرة ثم يدخل من الإيوان إلى قبة ثلاثون ذراعاً في ثلاثين ذراعاً، جدرها بالفسيفساء وفيها صلب منقوشة بالفسيفساء والذهب والفضة، وفيها رخامة مما يلي مطلع الشمس من البلق مربعة الشكل عشرة أذرع في عشرة أذرع تغشى عين من نظر إليها من بطن القبة تؤدي الشمس والقمر إلى داخل القبة. وكان تحت الرخامة منبر من خشب الليخ –وهو عندهم الأبنوس – مفصل بالعاج الأبيض ودرج المنبر من خشب الساج ملبسة ذهباً وفضة، وكان في القبة سلاسل فضة وكان في القبة أو في البيت خشبة ساج منقوشة طولها ستون ذراعاً يُقال لها: كعيب وخشبة من ساج نحوها في الطول يُقال لها: امرأة كعيب كانوا يتبركون بهما غي الجاهلية (بعض الباحثين يقولون أن التمثالين من المحتمل أن يكون أحدهما يمثل القديس الحارث بن كعب ورُهم بنت أومع إحدى سيدات مدينة نجران).
ويدل وصف الأزرقي لكنيسة القليس بأنها كانت تحفة معمارية لا تقل روعة عن الكاتدرائيات الأوروبية ولو لم تهدم لكانت شاهداً على الفن المعماري في اليمن حيث لا زالت المباني العالية التي تقف شامخة على رؤوس الجبال شاهداً على فن العمارة اليمنية. وبناءاً على الوصف التفصيلي الذي قدمه الأزرقي تم تخيل كيف كانت هذه الكنيسة.
القليس وكعبة نجران ذكرها الكلبي ضمن قائمة البيوت المعظمة عند العرب.
تعرضت الكنيسة للهدم في عهد الخليفة العباسي ابو العباس في عام 754م عندما أرسل خاله الربيع الحارثي والياً على اليمن مع رجال هجموا على الكنيسة واستولوا على محتوياتها من جواهر نفبسة وفضة وفسيفساء قبل هدمها وتسويتها بالأرض. وحالياً، ما بقي منها هو حفرة كبيرة بعمق 5 أمتار في صنعاء يُحيط بهل سور حجري.
مدونة نجران القانونية
تعتبر مدونة نجران القانونية والتي ظهرت في القرن الخامس الميلادي في مدينة نجران دليلاً مادياً ملموساً على إنتشار المسيحية في هذه المدينة بحيث أن المدونة تستند في أبوابها على الفكر واللاهوت المسيحي. وقد قارنها البعض بقوانين حمورابي البابلية وجستنيان الرومانية. وقد قدم د. حسين علي مجلي من جامعة صنعاء دراسة عن هذه المدونة القانونية ] 22[. وبينما يذكر د. مجلي أن عدد مواد هذه المدونة القانونية هو ستون مادة، إلاّ أن مصادر أخرى تُبين أن عددها هو أربع وستون مادة ]23 [.
إن الأثر المسيحي يبدو واضحاً في مواد هذه المدونة رغم أن د. مجلي يذكر "وقد أدت المصالح المتعارضة في (الدولة-المدينة) نجران وامتزاح السيطرة البيزنطية بوجود حاكم يمني تابع لها، ضرورة الإبقاء على عدد كبير من النصوص التشريعية السابقة التي يتعارض عدد منها مع تعاليم الديانة المسيحية وخاصة في مضمار التحريم والعقاب". ] 23 [.
وتذكر د. نورة بنت علي النعيم في كتابها "التشريعات في جنوب غرب الجزيرة العربية حتى نهاية الدولة الحميرية" أن هذه القوانين (المقصود المدونة) خاصة بمنطقة نجران وقد أتى بها القديس جرجيني وذلك نقلاً عن كتاب "سيرة القديس" كمصدر وحيد لهذه القوانين والتي تُعرف باسم "القوانين الحميرية" حيث كان يُطلق على نجران مدينة الحميريين المؤمنين، وهي مزيج من التشريعات المحلية والمسيحية والبيزنطية إلاّ أن الطابع المسيحي يطغى عليها في معظم أجزائها. ويفترض البعض أن هذا القديس كان كاهناً مسيحياً عُيّن في ظفار بعد احتلال الحبشة للمنطقة وتحويل دولة حمير الوثنية إلى المسيحية. إن القديس المذكور هو القديس جرجينتيوس Gregentius والذي عينه بطريرك الإسكندرية تيموثاوس Timothous (517/518 -535)م لكي يتولى منصب كبير الأساقفة الحميريين ومقره ظفار حوالي عام 525م حيث عمل على تنظيم الأمور الكنسية الجديدة وقام بتخصيص الكنائس كنيسة المسيح عيسى للبعث الذي يهب الحياة أو كنيسة المسيح، وكنيسة الام المقدسة للرب أو الإله، وكنيسة الشهداء المقدسيين واريتاس Arethas/الحارث المجيد)، وتعيين الأساقفة.
أما عن تاريخ صدور هذه المدونة، هل صدرت بعد الإحتلال الحيشي مباشرة م خلال عهد الملك الحميري سميفع اشرع ؟ أم خلال حُكم أبرهة الحبش، لكن المؤكد أنها صدرت قبل الإحتلال الفارسي للمنطقة، ولذا يُعتقد أن تاريخها يعود إلى الفترة ما بين 530م إلى 560م ]22[.
وسنبين الآن الأثر المسيحي في مواد هذه المدونة القانونية.
تنص المادة السادسة عشر بأنه لا يجوز أن يكون للرجل إلا زوجة واحدة فقط، كذلك يجب إجتناب البغاء اللعين.
تنص المادة الحادية والعشرين على تحريم اللواط والزنا والسحر والزنا على المسيحيين.
أما المادة التاسعة والعشرين فإنها تمنع العمل أيام الأعياد والآحاد إلا بأمر من الملك.
حددت المادة التاسعة والأربعين بحق الأرملة في الزواج للمرة الأولى أو نذر نفسها في الدير لخدمته.
ونصت المادة الحادية والخمسين على عقوبة إرسال العبيد يوم الأحد وأيام الأعياد لحمل البضائع.
ومنعت المادة الخامسة والخمسين التسول في الطرقات والكنائس.
كذلك منعت المادة الثالثة والستين المغزل والنسيج يوم الأحد ومن خالف ذلك يحرق مغزله.
أما المادة الرابعة والستين فتنص على وجوب إصطحاب الأسرة يوم الأحد وأيام الأعياد إلى الكنيسة.
ونستنتج من هذه المواد أن المسيحية لم تكن منتشرة فقط في نجران وإنما كانت لها سلطات مدنية مستوحاة من التعاليم واللاهوت المسيحي.
إنجيل كنيسة نجران
المقصود بإنجيل كنيسة نجران هو إنجيل عيسى المسيح، حيث يذكر الأب حنا نجار ]24[ أنه ترجمة عربية لإنجيل بين ثلاثة عشر ترجمة، بينما يذكر الأب لويس شيخو ] 25[ أن العلامة أغناطيوس غويدي قسّم الترجمات العربية القديمة للإنجيل إلى ستة أقسام تعود أصولها إلى السريانية واليونانية والقبطية.
كانت الترجمة العربية الأولى من النص السرياني المعروف بالبسيطة حيث تمت الكتابة بالحرف السرياني المعروف بالكرشونية، ولاحقاً تم الإنتقال إلى الحرف العربي بدون تنقيط وتلتها مرحلة تنقيط الحروف ثم التشكيل، وكل هذا يدل على قدم هذا الإنجيل.
ويضم هذا الإنجيل الترجمة العربية لأناجيل متى ومرقص ولوقا ويوحنا وهي الأناجيل القانونية الأربعة التي إعترفت بها الكنيسة، وقد تمت الترجمة عن النسخة السريانية المعروفة بالبسيطة والتي قام بها الأسقف ربولا أسقف مدينة الرها، وقد تمت الترجمة على الأرجح في مدينة نجران.
سيطرت إمبراطوريتان على العالم القديم وهما الإمبراطورية الفارسية والرومانية وكانت في صراع مستمر للسيطرة على مناطق العالم القديم. كانت منطقة الخليج العربي والتي تضم مناطق شرق السعودية وقطر والبحرين والإمارات ومسقط واليمن وجنوب السعودية ونجران تخضع للنفوذ الفارسي حيث استقر السريان الشرقيين، أما السريان الغربيين فقد خضعوا للإمبراطورية الرومانية. وقد أمر ريبولا أسقف الرها في بداية القرن الخامس بترجمة الإنجيل بلغة بسيطة ليحل محل الدياطاسارون (أي سياق الأناجيل الأربعة) الذي وضعه بالسريانية (وقيل باليونانية) ططيانوس تلميذ يوستينوس الشهيد في سنة 180م لكنيسة الرها وشاع إستخدامه حتى القرن الخامس عندما أمر ريبولا بتغييره إلى النسخة البسيطة ] 25[. وقد وصلت هذه النسخة إلى السريان الشرقيين وقام أحد العلماء من السريان الشرقيين والذي يعرف العربية بترجمة هذا الإنجيل وأصبح يُعرف بإنجيل عيسى المسيح.
وقد بينت النقوش التي تم إكتشافها في منطقة نجران (والتي تُسمى نقوش نجران) احتوائها على أسماء مسيحية وردت في إنجيل عيسى المسيح مما يدل على انتشار هذا الإنجيل بين السكان. ويُعتقد أن هذه الأسماء الواردة في النقوش تعود إلى أسماء أشخاص مسيحيين أو رهبان حيث يدل ذلك على وجود أديرة وصوامع في منطقة نجران.
ورغم التزام هذا اإنجيل بالنص السرياني إلا أنه ينحرف عن الأصل في كثير من المواضيع بينّها بالتفصيل الأب حنا إسكندر. فمثلاً، أهمل ذكر الثالوث وبدأ ببسملة توحيدية "بسم الله الرحمن الرحيم" بدلاً من البسملة الثالوثية "بسم الآب والابن والروح القدس" وذلك لتنسجم مع المعتقدات التي كانت سائدة وخاصة النسطورية والآريوسية.
ويورد الأب حنا إسكندر في مقالته بعض النقوش التي تعود لمنطقة نجران في القرن الخامس الميلادي.
الصراع اليهودي المسيحي في جنوب شبه الجزيرة العربية
كانت الجزيرة العربية ميداناً للصراع القائم بين الأمبراطوريتين الرومانية والفارسية حيث كان لكل منهما حليف في المنطقة. فتحالف الغساسنة مع الروم بينما إعتمد الفرس على المناذرة. كان سبب الصراع هو السيطرة على الطرق التجارية والموانئ البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي، عدا عن تأمين حدود الأمبراطوريتين ضد غزوات البدو في تلك المناطق. كانت اليمن في بؤرة هذا الصراع لأنها موطن البخور واللبان وتتحكم في الطريق البحري من الهند إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط. كانت الدولة الحميرية تُدين باليهودية بينما كانت نجران مسيحية متحالفة مع البيزنطيين ودولة أكسوم في الحبشة. كانت نجران من أهم محطات تجارة الترانزيت وكانت تتواجد فيها جالية يهودية فشلت في تحقيق أي نفوذ سياسي في المدينة، وبالتالي كانت بؤرة الصراع اليهودي المسيحي موجودة في نجران ويمكن أن يتبلور هذا الصراع بشكل دموي في أية لحظة.
رغم أن الديانة المسيحية كانت سائدة في نجران إلاّ أن الصراع بين المذاهب المسيحية المختلفة كان موجوداً، وخاصة بين النسطورية التي يدعمها الفرس وملوك الحيرة والمذهب اليعقوبي بتأثير الحبشة عليها. ويعتقد بعض الباحثين أن السيادة في بادئ الأمر كانت للمذهب النسطوري بتأثير الدور الكبير الذي لعبه تجار الحيرة، لكنهم تحولوا إلى مذهب اليعاقبة بتأثير الأحباش ]13، 22[.



#هاني_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزء الثالث
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية- الجزء الثاني
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية
- استراتيجيات الدول الكبرى في فلسطين عشية قرار التقسيم
- هزال النظرية الإفتصادية
- سبعون عاماً على النكبة
- تأسيس الجامعات
- شواهد مسيحية في اليمن
- مسيحيون وليس نصارى
- جامعة سالرنو الطبية
- السريان ودورهم الحضاري في التاريخ
- العودة إلى قرار التقسيم
- التاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة لإسرائيل
- التاريخ المنسي - الولايات المتحدة الأمريكية - 8
- التاريخ المنسي - دور بريطانيا - 7
- تاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل. صفقات الأسل ...
- التاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل، ستالين وف ...
- التاريخ المنسي. قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل. موقف الاتح ...
- التاريخ المنسي قرار التقسيم وإنشاء دولة لإسرائيل- موقف الاتح ...
- التاريخ المنسي- قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل، موقف الاتح ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا حيويا في حيفا بالطيرا ...
- وزارة الشؤون والأوقاف الإسلامية habous.gov.ma.. نتائج قرعة ا ...
- فرنسا: اعتقال المشتبه في تنفيذه الهجوم على كنيس يهودي وماكرو ...
- “الأباء والأمهات”.. تردد قناة طيور الجنة أطفال 2024 الأكثر م ...
- بيان المقاومة الاسلامية في لبنان: تم اطلاق جميع المسيرات في ...
- بيان المقاومة الاسلامية في لبنان: عمليتنا العسكرية لهذا اليو ...
- بيان المقاومة الاسلامية في لبنان:ادعاءات العدو بشان العمل ال ...
- بيان المقاومة الاسلامية في لبنان:تم اطلاق جميع المسيرات في ا ...
- حركة المجاهدين الفلسطينية: نشيد مجددا بموقف المقاومة الاسلام ...
- مصادر اعلامية: رد المقاومة الاسلامية في لبنان على عملية اغتي ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني عبيد - انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزءالرابع