عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 12:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نقرأ في سفر التكوين التوراتي:"إن الله خلق حتى اليوم السابع من بدء الخليقة الكائنات الحية، التي تعيش على الأرض أو في الماء أو في الهواء، ثم أخيراً خلق آدم وحواء كليهما على صورته". أما حواء، فقد خلقها من ضلع استله من جنب آدم أثناء نومه. للتذكير، دوَّن كتبة التوراة أسفارها بعد السبي البابلي، لذا من الطبيعي تأثر هؤلاء بخاصة واليهود المسبيين بعامة بثقافة بلاد الرافدين آنذاك. هذه حقيقة تاريخية متوافق عليها. بالمناسبة، الأسطورة السومرية المتعلقة بخلق الإنسان، أول أسطورة خطتها يد الإنسان في هذا الموضوع. بالإنتقال إلى الثقافة البابلية، نشير، على سبيل المثال لا الحصر، إلى نص سيبار، ويعود تاريخه إلى الدولة البابلية الجديدة في القرن السادس قبل الميلاد. فقد تضمن هذا النص الأسطوري قصة خلق الكائنات الحية، ومنها خلق الزوجين البشريين الأولين. وكل من يقرأ ملحمة "الإينوما ايليش" البابلية لا بد ستلفته وتثير دهشته التشابهات الكبيرة بين ما تضمنته في موضوع خلق الكائنات الحية، والإنسان بالذات، وقصة الخلق التوراتية. في السياق أيضاً، تناولت أساطير شعوب عدة موضوع تسلسل البشرية عن زوجين أولين، مما يعكس تصورات الإنسان البدائي بخصوص نشأته. تقول أسطورة افريقية، إن الإله "نزامي" خلق الإنسان الأول وأسماه سيكوم. ولما رأى هذا الإنسان وحيداً في العالم، أمره أن يصنع لنفسه امرأة من غصن شجرة، وأسماها مبونوى.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟