أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - غلطة الشطّار














المزيد.....

غلطة الشطّار


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 22:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المقولة الشعبية الشائعة "غلطة الشاطر بألف" انطبقت في العصر الراهن أكثر ما انطبقت علينا نحن الماركسيون الذين عانينا ما يشبه الضياع، أو هو الضياع الحقيقي، بسبب انهيار التجربة الإشتراكية في أوربا الشرقية، وانتقال قلبها روسيا السوفييتية إلى تبني النموذج السائد في المعسكر إلذي حارب التجربة الإشتراكية السوفيتية وساهم في تدميرها وتفكك الاتحاد السوفيتي الذي كان على أخطائه وهفواته عنصر توازن مكين في الحياة السياسية الدولية، ومساهما أساسيا في الحد من توحش الأمبريالية وكابحاً لنمو الأدران المرافقة لها كالعنصرية والفاشية، خاصة في مجتمعات العالم الأوربي القديم التي شكلت في أكثر من منعطف تأريخي، حاضنة شعبية لتلك الأدران وأدوات لها ووقوداً لكوارثها.

في مجرى صدمة الأنهيار، وما استدعته من مراجعة من جانبنا كماركسيين، تخلى بعض منا عن ماركسيته، وانساق بعض آخر إلى تبني تفسيرات وتوصيفات الرأسمالية لعملية الأنهيار، ومن حافظ على شيء من جذوره الفكرية، لم يتحصن من الوقوع في وهم أن المنظومة الرأسمالية المزدهرة في بلدان الأمتداد الأوربي وما تفرزة من أفكار وقيم، وما تقرره من أنماط علاقات، بين الأفراد والجماعات والدول والمجتمعات، هي سيرورة التقدم البشري، التي يتعين الانسجام معها. وفي ذات المجرى تناسينا كليا أو جزئيا جوهر المنظومة الرأسمالية القائم على الحفاظ على ورعاية التفاوت على المستوى الطبقي المحلي، وعلى علاقات القيادة والتبعية بين المركز الرأسمالي والأطراف، والذي شنّت لتثبيته حروبا عالمية وأقليمية وحروبا بالأنابة في مختلف أنحاء العالم. وتوهمنا أن كل التناقضات يمكن حلها بالأساليب الديمقراطية، وبالمواثيق والقوانين التي أطلق عليها أسماء مثل لائحة حقوق الأنسان والنظام الدولي ذي القواعد.

وجاء الصدام بين المنظومة الغربية الرأسمالية وروسيا التي رغبت في الأنضمام إلى تلك المنظومة، لكنها فشلت وصدت وطردت من جماعة السبعة الكبار، التي صارت لوقت قصير ثامنتها، جاء الأصطدام بين الجانبين ليثبت أن القوى التي أضرمت حربين عالميتين واستخدمت أسلحة التدمير الشامل، بما فيها القنابل النووية، لا تتورع عن إضرام المزيد حين تتحسس أي تهديد لمواقعها كمركز قائد، لما تعتبر أطرافاً وتوابع. وأسفرت روسيا الرأسمالية البوتينية كذلك عن وجهها الامبريالي التوسعي، بضم أراض أوكرانية اليها.

ثم جاءت عملية المقاومة الفلسطينية ضد الأحتلال الصهيوني في أوكتوبر 2023، ليتخلى الغرب الرأسمالي العالمي عن كل ما سوقه لنا وللعالم بشأن حق الشعوب في تقرير المصير، وتحريم احتلال وضم أراضي الغير، والقانون الأنساني الدولي، واجتمعت كل أطرافه بقيادة الولايات المتحدة على ان الإبادة الجماعية والتطهير الإثني، لشعب محتل وقتل أطفاله وتدمير منازلهم وتشريدهم وتجويعهم ومنع الماء عنهم وقصف مدارسهم ومستشفياتهم وتدمير كل أسباب حياتهم أنما هي حق للمحتل في الدفاع عن نفسه ضد ضحيته الخاضع للأحتلال.

هنا تهاوت كل الأوهام التي أوقعنا في حبائلها، وصار علينا أن نعود إلى أصولنا الماركسية التي تشخص المنظومة الرأسمالية كمنظومة بربرية همجية، مهما اكتسبت من ملامح زائفة، ومهما تغنت بشعارات الأنسانية والتقدم والرفاه، أساسها ومنبع وجودها قوانينها القائمة على اللا مساواة، وتكريس الفوارق ونفي حقيقة أن لجميع البشر قيمة أنسانية واحدة، بغض النظر عن جنسهم وعرقهم ومعتقداتهم وموقعهم في المنظومة الأجتماعية.
وهنا ينطبق علينا القول الشعبي المشهور: "غلطة الشاطر بألف" لأننا سمحنا لأنفسنا بان تستغفل حد الأستحمار.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن قارة العقلانية المزعومة!
- كم أغبط المتخصصين إهتماما ونشاطا!
- نخرج من وهم لنقع في آخر
- معضلة أوربا
- بهجة ساذجة بين داعمي روسيا
- تحول مرعب
- الأغنية الشيوعية التي تحولت إلى أغنية رياضية
- ملاحظات على خيارات الناخب السويدي
- غدا نعرف حقيقة المجتمع السويدي
- اعتراف واعتذار
- الطفل المغربي ريان وأطفال فلسطين
- تكثيف
- فك الإرتباط بين اليهودية والصهيونية
- المهدي العلماني الديمقراطي الفسطيني المنتظر!
- في الموقف من إيران وإسرائيل
- عن (( أهل الحق ))
- السويد مملكة الموز الاسكندنافية
- أمريكا تلعب الروليت الروسي مع روسي
- بطولة أحد آباء المسرح العراقي
- عن قاسم في ذكرى اغتياله


المزيد.....




- -سلاح سري-.. -بلومبرغ- تحذر الولايات المتحدة من خطأ في الحسا ...
- زاخاروفا تذكّر كيف طالبت منظمات غربية روسيا بعدم -خلق عقبات- ...
- مصر.. القبض على والد برلماني لشروعه في قتل جاره بسبب الكلاب ...
- تقرير: بعد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية الأبرتهايد الإ ...
- مقتل 5 أشخاص بينهم 3 أطفال بقصف أوكراني لمقاطعة بيلغورود
- دون رصاص ودماء.. حرب الصين السيبرانية في مواجهة تايوان
- شاهد.. فصائل المقاومة تقصف قوات الاحتلال في محور نتساريم
- لقاح كورونا الجديد.. أسئلة وأجوبة
- -ستسمعون أخبارًا جيدة-.. قائد الحرس الثوري الإيراني عن الرد ...
- فرنسا.. حرائق الغابات تهدد المناطق السكنية في مقاطعة البرانس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - غلطة الشطّار