يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 20:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في هذا البحث المختصر ، سأتكلم بمحورين ، حول أيمان وولاء وثقة وخدمة رسالة وتعاليم .. أتباع كل طرف لنبيهم ، وسيكون المحور الأول عن : أرتباط الصحابة بنبيهم محمد ، وهل كانوا أوفياءا له وأمتدادا لدعوته . أما المحور الثاني فعن : تضحية تلاميذ المسيح بأرواحهم ، في سبيل رسالة ربهم ومعلمهم . من ثم سأسرد ختاما ، قراءتي الشخصية للموضوع .
المحور الأول - علاقة وموقف الصحابة من محمد ، في أحداث ووقائع مختلفة ومتباينة ! :-
سأذكر بعضا من المؤشرات التي تدل على عدم ولاء الصحابة لمحمد / بشكل مباشر أو غير مباشر ، وبشكل مختصر :
* من موقع / ويكي شيعة التالي ، أنقل بأختصار ، كيف لم يلتزم الصحابة ، بخطبة الوداع / الغدير ، لمحمد ، التي تشير على تولية علي { مَعاشِرَ النّاسِ ، تَدَبَّرُوا القُرْآنَ وَافْهَمُوا آياتِهِ .. فَوَاللهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَواجِرَهُ وَلَنْ يُوضِحَ لَكُمْ تَفْسيرَهُ إلاَّ الَّذي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَمُصْعِدُهُ إلَيَّ وَشائِلٌ بِعَضُدِهِ وَرافِعُهُ بِيَدي وَمُعْلِمُكُمْ : أَنَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ ، وَهُوَ عَلِيٌّ بْنُ أَبي طالِب أَخي وَوَصِيّي ، وَمُوالاتُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَها عَلَيَّ}.
* قبل موت محمد - وهو يحتضر ، رفض الصحابة ، وعلى رأسهم عمر ، أن يكتب محمد وصية لهم { عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ قَالَ : وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ قَالَ ( هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ) قَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّبِيَّ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ ، وَاخْتَصَمُوا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ قال النَّبِيِّ " قُومُوا عَنِّي " / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب } . وأرى أن هذا دليل على أن الصحابة أستهانوا بأحتضار محمد ، وقلقوا من فحوى الوصية ! .
* الصحابة هرولوا للصراع على الخلافة بعد محمد - وهو مسجى لم يدفن ( وبينما بعض كبار المهاجرين منشغلون بالأمر نفسه ، وتجهيز النبي الكريم لدفنه ، وصل خبر اجتماع الأنصار لأبي بكر وعمر ، فقاما من فورهما متجهين إلى مؤتمر الأنصار السياسي / سقيفة بني ساعدة سنة 11 هج . وفي الطريق وجدوا أمين الأمة ، أبي عبيدة بن الجراح ، فطلبوا منه مرافقتهما ، فاتجه العظماء الثلاثة إلى المؤتمر الأنصاري .. وبايعوا أبي بكر خليفة لهم / نقل من موقع إسلام أون لاين ) .
* وبعد موت محمد ، بدأ صراع الصحابة على الخلافة ، وفتحت حقبة قتال الصحابة فيما بينهم ، سأذكر بعضا منها ، وبأختصار : { ( مقتل عثمان بن عفان في سنة 35 هـ ) ، ( معركة الجمل 36 هج ، هي المعركة الأولى التي خاضها الإمام علي في زمن خلافته ، بينه وبين أصحاب الجمل ، طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعائشة بنت أبي بكر ، وكان عدد القتلى " حدثني : كهمس بن المنهال ، قال : لنا : سعيد ، عن قتادة ، قال : قتل يوم الجمل 20 الفا " ) ، ( معركة صفين 37 هجرية ، هي تلك المعركة التي دارت بين جيش علي وجيش معاوية .. أما عدد القتلى " قال ابن أبي شيبة في المصنف : حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن سيرين قال : بلغ عدد القتلى يوم صفين 70 ألفاً ) . ( التمثيل بالحسين بن علي في موقعة الطف 61 هج ، وهو حفيد محمد وأبن علي / مولاهم وفق خطبة محمد - الغدير ) }.
المحور الثاني - تلامذة المسيح وفدائهم في سبيل رسالته :-
* قبل الكلام عن حقبة الفداء لحواري المسيح ، لا بد لنا أن نبدأ بسرد خيانة أحد التلاميذ للمسيح { يهوذا الاسخريوطي هو من تلاميذ المسيح الذين عاش معه ثلاث سنوات . كان يهوذا أمين الصندوق بين الاثني عشر .. كان يهوذا سارقاً من الصندوق . في عشاء المسيح الاخير مع تلاميذه ، أعلن المسيح ان يهوذا سوف يسلّمه الى رؤساء اليهود . وهذا ما حصل اذ خان يهوذا سيّده بثلاثين من الفضّة ! بعد هذا الخطأ الفادح " نَدِمَ وَرَدَّ ٱلثَّلَاثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ .. " نقل من الموقع التالي : ” https://cbbclebanon.com } .
* وأيضا سأسرد نكران بطرس لسيده ثلاث مرات - قبل صياح الديك ، ومن موقع / سانت تكلا ، أنقل التالي { إنكار بطرس يشير إلى ثلاثة فصول في حادث نكران التلميذ بطرس لمعرفته بالمسيح ، وذلك أثناء محاكمات السيد المسيح . وقد ذُكِرَت القصة في الأناجيل الأربعة ، فربما سمع بطرس أن رئيس الكهنة سأل السيد المسيح عن تلاميذه فخشي أن يُقبض عليه أو يتعرض لضربات مثل سيده ، لذلك أنكر أنه من تلاميذه .. } ولكن سنرى لاحقا أيمان التلميذ بطرس من رسالة المسيح ! . * من موقع / أرثوذكس أون لاين ، أنقل ظهور المسيح للتلاميذ ، بعد جلده وصلبه وقبره وقيامته ، وكيف أرسلهم رسلا للعالم مبشرين برسالته { وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ إليهودِ ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ ، وَقَالَ لَهُمْ : « سَلاَمٌ لَكُمْ ! » 20 وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ .21 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضا ً: « سَلاَمٌ لَكُمْ ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا ». 22 وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ : " اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ . 23 مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ ." } . هنا بدأت الرسالة تنتشر ، بقوة وثبات وتضحيات التلاميذ ، الذين آمنوا بربهم ، رغم كل المصاعب ، وعلى رأسهم بطرس.
القراءة :
1 * رسل المسيح ، تركوا الحياة الدنيوية ، في سبيل رسالة ربهم ومعلمهم ، ولأجله أستشهدوا أما صلبا أو قطعت رؤسهم .. ومن موقع / الأخبار السارة ، أنقل ما آلت أليه نهاية بعض الرسل { الرسول الوحيد الذي يسجل الكتاب المقدس موته هو يعقوب . فقد أمر الملك هيرودس بـ "َ قَتَلَ يَعْقُوبَ بِالسَّيْفِ " ، أي الإعدام بقطع الرأس - إستشهد متى الرسول في إثيوبيا ، وقد مات بالسيف - وواجه يوحنا الرسول الإستشهاد بالقائه في حوض عظيم من الزيت المغلي أثناء موجة إضطهاد في روما . ولكنه نجا من ذلك بطريقة معجزية .. ثم حُكِم عليه بالسجن في جزيرة بطمس ومات بعد عمر طويل ، وهو الرسول الوحيد الذي مات بسلام - أما يعقوب ، وكان قائداً للكنيسة في أورشليم ، فقد ألقي به من قمة الهيكل الجنوبية الشرقية ( إرتفاع مائة قدم ) عندما رفض أن ينكر إيمانه بالمسيح . وعندما تم إكتشاف أنه قد نجا من السقطة ، قام اعداؤه بضربه حتى الموت - كان برثمالوس ، مرسل إلى أسيا . ولقد بشَّر في ما يعرف اليوم بتركيا ، وإستشهد بسبب الوعظ في أرمينيا ، فقد تم جلده بالسوط حتى الموت - ولقد صلب أندراوس في اليونان .. وقال تلاميذه أنه بينما كان يساق للصليب قال : " لقد اشتهيت وانتظرت تلك اللحظة .. اذ قد تقدس الصليب بتعليق جسد يسوع المسيح عليه " - الرسول توما فقد طعن بسهم في الهند خلال رحلاته التبشيرية لتأسيس الكنيسة هناك - الرسول متياس ، الذي اختير بدلاً من يهوذا الخائن ، فقد رجم ثم قطعت رأسه - والرسول بولس عذب ثم قطعت رأسه على يد الإمبراطور نيرون في روما عام 67 ميلادياً. } . { أما بطرس / الذي أنكر المسيح ، فرفض حين صلبه أن يصلب كسيده ، لأنه لا يستحق ذلك ، بل " قد تم صلبه مقلوباً في روما " } .
2 * هناك هوة واسعة بين صحابة محمد الذين ، حين قبره ، تنازعوا على الخلافة والسلطة ، وبين تلاميذ المسيح ، الذين تركوا الحياة الدنيا ، و وضعوا أمامهم الحياة الأخروية ، عن طريق التضحية بحياتهم في سبيل رسالة معلمهم ! .
3 * صحابة محمد ، كانوا ساعين للحكم والسلطة ، لاهثين وراء : الغنائم والجواري والعبيد والغلمان والذهب .. أما رسل المسيح كانوا بلا تيجان ولا مال ولا سلطان ، سوى سلطان الأيمان برسالة المسيح .
4 * ولا بد لنا من القول والتأكيد ، أن صحابة محمد ورسل المسيح ، الأثنين معا نشرا الأسلام والمسيحية ، ولكن الفرق : أن الصحابة نشروا الدين بالغزو وحد السيف ، أما الرسل ، فأنهم نشروا الدين عن طريق كلمة المحبة ، وأنتهى الأمر بهم ، بالتضحية بحياتهم في سبيل رسالة المسيح .
خاتمة :
من كل مما سبق يتضح لنا ، أن رسل المسيح .. رسل تضحية وخلاص للبشرية ، عن طريق التبشير برسالة المحبة والغفران والخلاص .. أما صحابة محمد ، فهم ليسوا أمتدادا لدعوته ، بل هم حكام وسلاطين ، حكموا تحت غطاء دعوة محمد ، دون أن يكونوا صادقين مع رسالته ، وكانوا غيروا آمنين لآل بيته ، بل نكلوا بهم . صحابة وأتباع محمد لم يثبتوا على رسالة و دعوة محمد - التي أنتهت بموته ، لأجله خلقوا الخلفاء والأمراء .. أسلاما يتلائم مع متطلبات حكمهم ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟