أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أمنية طلعت - العنصريون العرب














المزيد.....


العنصريون العرب


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 11:57
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


نحن العرب دائمو الشكوى من عنصرية الغرب وأمريكا ضدنا، وارتفاع تلك النبرة العنصرية بعد أحداث 11 سبتمبر تحديدا، وهو حقيقي بالفعل ولا يمكن إنكاره، لكننا لم نتساءل أو حتى نشتكي من عنصريتنا ضد بعضنا البعض، على سبيل المثال نلاحظ في دول الخليج والسعودية قانون الرواتب الشهرية الذي يعطي للغربي والأمريكي الحق في أن يحصل على راتب شهري وتسهيلات سكن ومواصلات وصحة وتعليم لأبنائه تفوق ما يحصل عليه الموظف العربي. قد يقول قائل أن الأجنبي يحصل على كل هذا لأنه خبير أتى لنتعلم منه، حينها ستكون إجابتي يا أعزائي أن العرب الآن لم يعودوا في حاجة إلى خبراء في أكثر من تسعين بالمائة من قطاع الأعمال والوظائف على اختلاف مجالاتها، وسأقول أيضا أن هناك عرب يؤدون نفس الوظائف التي يؤدونها الغرب في نفس المكان لكن الرواتب غير متساوية، وتجد العربي باستمرار يعيش في حالة خوف وترقب لأنه مهدد بالفصل في أي لحظة إذا أحب صاحب العمل ان يوفر من المصاريف، فالضحية دائما تكون العربي وليس الغربي مهما كان ذلك العربي أكثر خبرة وعلما من الغربي وأقل راتبا.
كان من سبق أحد أشكال عنصريتنا تجاه بعضنا البعض، تعالوا لنشاهد شكلا آخر من العنصرية فنحن جميعا على اختلاف جنسياتنا أقل شأنا من الغربي في نظرنا نحن أنفسنا، لكن ماذا عن تصنيفاتنا نحن لبعضنا البعض؟ بكل بساطة العرب مقسمون في رأي بعضهم البعض إلى عدة أقسام وهذه الأقسام تأتي وفقا لوضع وقوة البلد التي ينتمي لها أي منا من حيث السياسة والاقتصاد، فتجد الخليجي مثلا سعره أعلى مهما كان وضعه العلمي أو تاريخ خبرته وتميزه، يأتي بعده اللبناني نظرا للموهبة التي يمتلكها اللبنانيون في تسويق أنفسهم وعشقهم للأناقة والجمال، يأتي بعدهم باقي الجنسيات العربية فيما عدا مثلا دولة مثل السودان والعراق واليمن وموريتانيا والمغرب وذلك بسبب الكوارث التي لحقت ببلادهم سواء من حروب أهلية أو غزو امريكي او فقر في الموارد والاستثمارات أو أو أو أو .
هذه التصنيفات بطبيعة الحال موجودة في منطقة الخليج التي يزدحم فيها العرب على اختلاف جنسياتهم والتي تعد أكثر المناطق الآن جذبا للهجرات والنزوح العربي، وبسبب ذلك زاد فيها التسابق والتنافس من أجل الحصول على أقصى فائدة يمكن الحصول عليها من أي شئ، ونظرا لأن العرب النازحين للخليج لا يرغبون في العودة إلى بلادهم فهم يعيشون يوميا في حرب ضد بعضهم البعض، فما ان ينفض اللبناني مثلا من حربه مع المصري، يتفرغ لمحاربة اللبناني الذي ينتمي لطائفة مغايرة لطائفته، وما أن يتكتل السودانيين ضد كل الجنسيات العربية يبدأون حربهم ضد المصريين مخرجين من جعبتهم أشياء شبيهة بأن المصريين استعبدوهم في الماضي ( غير حقيقي طبعا ولا يمت للتاريخ بصلة) أو أن مصر تهمل الثقافة السودانية، وما أن ينفض العراقي من لعبته مع الخليجيين بأنه الأقرب في الثقافة والتاريخ واللهجة من الخليج حتى يستدير لإدارة حربه مع السوريين والمصريين ذاكرا أنه صاحب أقدم حضارة في المنطقة في حين مصر وسوريا لا شئ، وما أن ينتهي الفلسطيني من إقناع الخليجي بأنه الأحق بكل شئ في غربته لأنه بلا وطن يعود إليه بينما الجميع لديهم اوطان حتى يستدير ليعلن كراهيته للعرب جميعا خاصة مصر وسوريا لأنهم تركوهم في أزمتهم مع اليهود وحدهم حتى ضاعت بلادهم نهائيا، وبينما المصري يحاول في صمت أن يهيمن على الجميع من منطلق أنه الذي علم هؤلاء الأجلاف جميعا كل شئ حتى ما إن اشتد عودهم انقلبوا عليه، يحاول أيضا أن يحافظ على بقائه في الخليج لأن فكرة العودة لبلده جد مرعبة في ظل حكومته الحالية.
حكايات وحواديت لا تدل إلا على شئ واحد، ألا وهو أننا العنصريون يا عرب، ولو لم نكن عنصريون تجاه بعضنا البعض ما مارس غيرنا العنصرية ضدنا.
لعبة التاريخ التي نلعبها في مواجهة بعضنا البعض حتى يثبت كل واحد منا أن بلده صاحبة الحضارة الأسبق، ما هي إلا لعبة سخيفة لأننا جميعا الآن بلا حضارة، لعبة استعباد بعضنا للبعض في الماضي فكرة أسخف لأننا جميعا كنا مستعبدون من الأتراك ثم المستعمر الإنجليزي والفرنسي في الماضي، فكرة تميز أحدنا على الآخر لأنه الأعلم فكرة غبية لأن التفرد فردي وليس شعوبي فلا توجد دولة كل شعبها من العباقرة بل يوجد عباقرة في كل بقاع الأرض ومن أصغر البلاد وأقلها شأنا في العالم خرجت عبقريات كثيرة، فكرة أننا تخلينا عن بعضنا البعض في القضايا المصيرية مثل قضية فلسطين أو العراق أو السودان الآن فكرة غير صائبة لأن حكوماتنا تخلت عنا جميعا وباعتنا للمستعمر الرأسمالي الجديد..... فكرة وفكرة وفكرة وفكرة ...أفكار كثيرة لا بد أن نتخلص منها حتى لا نكون عنصريون في مواجهة بعضنا البعض، على الأقل حتى نتقي عنصرية الغرب ضدنا.



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل دخلت مصر عصر الميليشيات؟ الإخوان يستعدون لتحويل الشارع ال ...
- الأمطار الغزيرة فضحت الإمارات .. وغرقت في شبر مية
- شكرا لحادثة السعار الجنسي في وسط البلد
- كم تكلف ماليزيا ؟ كم تكلفنا جميعا كعرب؟
- نعم ..للأسف ...أنا عربية
- هل ستختفي الأسكندرية عن الخريطة المصرية ؟
- هل من مرشد إلى طريق مصر الجديد؟
- في قضية رسوم النبي ...لا صوت يعلو على صوت الهمج
- الهجوم على فيلم دنيا وعودة موسم تشويه سمعة مصر
- مصر ليست خريطة في الجغرافيا
- انتبهوا جيدا وأنتم تفتحون الصنبور
- سياسة تكسير العظم وحرق الدم
- ابتسم فأنت تتبع السفارة المصرية!
- عيد ميلاد أبو الفصاد
- لهذا السبب أقول لا وألف لا لمبارك
- الإعلام المصري بدأ بث رسائله المسمومة
- عالم الانترنت وحرية الرأي المفقودة
- مجرد كلام لإخراج شحنة غيظ
- في بلدي أصبح الناس يموتون جوعا


المزيد.....




- -أسوأ معاملة إنسانية-.. قائد شرطة يتحدث عن رجل زُعم أنه كان ...
- مباشر: كييف تبدأ بتشكيل فريق لمراقبة هدنة محتملة وويتكوف ينق ...
- حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وجثامين 4 من ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 29 بلدة في كورسك و4 بلدات في دونيت ...
- مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- مصر.. الأمن يلقي القبض على مسن بتهمة التحرش بطفلة
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- -حماس- تعلن موافقتها على مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف ال ...
- حاسوب أمريكي يحل مشكلة معقدة أسرع بمليون سنة من الحواسيب الع ...
- سوريا.. أهالي السويداء يرفعون علم الموحدين الدروز في ساحة تش ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أمنية طلعت - العنصريون العرب